الاثنين، 23 ديسمبر 2019

الاعتراف الثاني من حكاية السيدة العاملة (السر الغامض )

السر الغامض

مساء معطر برائحة الجوري لكم أصدقائي 

مساء متدفق بالحب والأمل والتفاؤل لكم 

مساء الخيرات والسعادة لجميع متابعي وزواري 

موضوعي اليوم بعنوان (السر الغامض)

(وهوالاعتراف الثاني من حكاية السيدة العاملة) 

فكانت هنا الصاعقة الكبرى علي رأسي والتي حولت فرحتي بلحظة إلى كابوس أعمي ومظلم ،جعلني بلحظة عاجزة عن التفكير والرد .

وفجأت انهمرت الدموع من عينها وتوقفت صديقتي السيدة العاملة عن الحديث وبقيت صامتة لا تهمس بحرف والدموع في عينها وآنات الحزن تسيطر على صوتها سألتها والقلق زاد من حيرتي ماذا أصابك صديقتي ..؟ ولماذا انهرتي هكذا ...؟ وما الذي أزعجك حتى بدأتي بالدموع ..؟ 

نظرت إلى وجهي والدموع ما زالت منهمرة من عينها وقالت بصوت مملوء بالحزن لا شيء يا صديقتي فقط لقد تأخرت عن موعد عملي والوقت هنا سرقنا اسمحي لي يا صديقتي بالذهاب وإن شاء الله سنلتقي قريباً وشكرتني كثيراً على فنجان القهوة وتلك المساحة التي أعطيتها لها لتروي حكايتها وإستأذنت بسرعة كبيرة وخرجت من المقهي .

تلك الكلمات الأخيرة التي قالتها صديقتي السيدة العاملة خلال حديثي معها بأحد المقاهي القريبة من عملها، قالتها كانتهاء على حين غفلة للقاء الأول الذي حدث معها في الأيام السابقة .

أصدقائي عدنا إليكم من جديد لاستكمال حديثاً الذي إستوقفناً عنده مع صديقتي السيدة العاملة  .

انتظرت صديقتي السيدة العاملة بأحد المقاهي بعد أن جائني إتصال منها على تجديد وتحديد موعد اللقاء اليوم الاثنين في تمام الساعة 11 عشراً ظهراً ، على أحر من الجمر ، وأنا بداخلي الكثير من التساؤلات لتلك السيدة العاملة وعدت اللحظات كسرعة البرق ورأيتها أمامي تلقي تحية الإسلام وبعد أن تصافحنا وجلس طلبت لها فنجان القهوة ومن ثم سألتها عن أحوالها وكلي شوق للدخول بالتفاصيل واستكمال الحديث الذي انقطع ، وبتلك اللحظة صديقتي السيدة العاملة رأت ذلك الفضول والشوق بعيني فقالت مبتسمة اليوم سأكمل لك حكايتي وسأبرد نارك ، فنظرت لها مبتسمة وأشرت لها بالبدء عندما وجهت لها سؤالي لماذا توقفتي عن الحديث في المرة السابقة رغم أنك كنتٍ سعيدة بخبر التسجيل بالجامع للماستر ..؟ولماذا انهارت عيناك بالدموع فجأت .. ؟ وقبل أن أستكمل باقي تساؤلاتي ردت قاطعةً لحديثي بهدف الرد على ما يدور بداخلي وقالت بعد تنهيدة عميقة كأنها تعطي للنفس دافع على تحمل الآلام والحزن التي ستشعر  به من خلال حديثها ، وقالت عندما وصلتني تلك الرسالة من الجامعة لكي ألتحق وأسجل للماستر ذهبت إلى زوجي لكي أخبره بهذا الخبر وبأنني على إستعداد للذهاب للجامعة غداً من أجل التسجيل ، فنظر إلي زوجي بتلك اللحظة نظرة استهتار وقال وهو يضحك بصوت عالي ماذا تقولي جامعة وتسجيل لماذا .. ؟ وماذا ستفعلين بالتسجيل والماستر الذي تتحدثين عنه .. ؟ أنتي الآن إنسانة متزوجة ومسئولة عن بيت وزوج وأسرة وعائلتي بأكملها .. ؟ من سيقوم بخدمة والدتي والمنزل إذا أنتي ذهبتي للجامعة والدراسة .. ؟ إسمعي يا بنت الحلال أنا مش موافق على التسجيل وخروجك من المنزل وانتهى الحوار بهذا الموضوع ..؟ فنظرت له وكلي تعجب ماذا تقول وما هذا الكلام ..؟ أنت وعدتني ووعدت أبي على أن تجعلني أكمل دراستي وأحصل علي الحلم الذي أتمناه ..؟ أنت تعرف بأن حلم حياتي هو الماستر والدكتوراه وأن أتولى منصب مهم ..؟ لقد رفضت العمل بشركة أبي من أجل حلمي والماستر  .. ؟ ووافقت علي الزواج منك لأنك وعدتني بذلك ..؟ 

فقاطعني وهو يصرخ بوجهي كما الثور الهايج قولت كلمتي الأول والأخيرة وليس عندي مجال للنقاش بهذا الأمر .. ؟ ومن تلك اللحظة أنتي ستقومين برعاية أمي وأبي وستقومين بأمور المنزل كلها .. ؟ فهمتي أم لا .. ؟ والله عال ماستر وكلام فاضي ودراسة أنا ناقص ...؟ تلك الكلمات ثرثر بها وهو خارج من باب المنزل ..

* آآآه بلحظة سيطر الحزن على القلب وأحسست كأن كارثة حدتث معي ...!! وثرثرت بالكثير من الكلمات التي لا أفقه معناها بتلك اللحظة وكل ما أذكره أنني رفضت رفضاً قاطعاً ما قاله زوجي بتلك اللحظة ، وقررت أن أشتكي لأبي وأطلعه على ما حدث بيني وبين زوجي ، بالفعل ذهبت إلى بيت أبي بدون حتى إذن زوجي وأطلعت أبي على كل ما دار بيني وبين زوجي وطلبت من أبي أن يجد لي حلاً ، وتمسكت بداخلي بقراري وبإصرارى على تحقيق حلمي وطموحي ، فمسك أبي بجواله وأجرى اتصال على زوجي وطلب منه أن يأتي إلى منزلنا من أجل حل الخلاف وإيجاد حل مناسب لكل الأطراف ، وكلها ساعة وأتى زوجي وعندما وجدني بمنزل أبي زاد غضبه كثيراً ولكنه كتم ذلك الأمر وتعامل مع أبي بكل برود وكأن شيئاً لم يكن ، وقال لأبي كلمته الأخيرة بأنني أكون زوجته وأنه غير موافق على إكمال دراستي ، وأن مكانتي هي بمنزلي ورعاية زوجي وعائلته ، حاول أبي كثيراً معه لكنه رفض رفضاً قاطعاً ، وأنا أيضاً تمسكت بقراري لدرجة أنا والدي قال لزوجي بأنه ملتزم بدفع جميع مصاريف  وملتزمات الدراسة كلها ، عندما سمع زوجي هذا الحديث من والدي أظهر شهامته مثل ما بيقولوا نقحت عليه كرامته ورفض وخرج من المنزل حتي بدون أن يأخذني معه وقال لأبي مثل ما خرجت ترجع لوحدها وعليها أن تقرر الدراسة أم أطفالها وزوجها؟

* لا أخفي عليك سراً فهذا الخلاف أحدث فجوة كبيرة بيني وبين زوجي أنا عدت للمنزل وإخترت أطفالي وفضلتهم علي دراستي وطموحي وأحلامي ، ولكن عدت كإنسانة مختلفة كلياً عن الإنسانة التي يعرفها زوجي ، لقد تحطم كل شيء بداخلي ، وإنهارت أحلامي كلها بلحظة بسبب وعد خادع وكاذب من إنسان صغر بنظري وأصبح لا يمثل شيئاً بحياتي ، سوا أنه زوجي ووالد طفلي (أحمد وسارة ) أمام الله والناس ، وعدت الأيام تجر الأيام والشهر يجر الأشهر والخلافات زادت بيني وبين زوجي والأمور تطورت وزوجي أصبح يعاملني معاملة سيئة .

* للأسف أصبحت أشعر بأن كياني انعدم وكرامتي ضاعت بسبب هذا القرار اللعين الذي اتخذته بكل تهور وبدون تفكير ببداية حياتي ، لقد بدت أشعر بإنني مجرد إنسانه عليها أن تعطي فقط وبدون أي إعتراض على ما يحدث وزوجي انشغل بالسهر والحديث مع الفتيات الآخريات ونسى أنني زوجته ولي عليه حقوق ، بالاضافة لقد أصبحت مجرد خادمة لعائلة زوجي وحماتي التي لا ترحم بقسوتها وتبوبيخاتها المستمرة أمام الجميع وكأن شيئاً لم يعجبها حتى طلباتها وأوامرها لا تنتهي قط ، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي غير حياتي وكما يقولون هذا اليوم كإبرة الحياة التي تفيق الميت ، بهذا اليوم وأنا جالسة إذا بهاتف يرن فنظرت إلى الرقم واذا بالمتصل صديقتي ورفيقة عمري بدراسة الجامعة فرحت جداً  لانني وجدت متنفسي الوحيد(صديقتي ) وذلك بعد انقطع طويل دام بيننا بعد زواجي ، وبنفس الوقت بكيت وحزنت كثيراً عندما دار بعقلي كلام صديقتي لي قديماً وتذكرت أنها علي حق وأنني بالفعل اخترت الشخص الخطأ وأنني كنت السبب الوحيد بتحطيم أحلامي وطموحي.

* فتحت خط الهاتف وتحدثناً وقتاً طويلاً لدام لساعتين ، تذكرناً مراحل الدراسة والحياة ، وإلى أين وصلناً هذا اليوم ..؟ فعرفت من خلال حواري معها أنها درست الماستر وأصبحت أستاذة جامعية وهي تنوي الآن وتحضر نفسها لدراسة الدكتوراة فباركت لها من قلب صادق ، لكن الحزن سيطر على نبرة صوتي ، فقاطعتني وسألتني ماذا تفعلين بحياتك هل حصلتي علي الماستر كما كنتي تحلمين ، فانهرت بالبكاء دون أن أنطق بحرف واحد ، لكن صديقتي علمت ما بداخلي من دموعي ونبرة صوتي وطلبت مني أن نلتقي قريباً لانها اشتاقت لرؤيتي ، فوافقت فوراً على طلبها وتم الاتفاق على الموعد  .

* لا أخفيك سراً كنت أطيل بالحديث حتي لا تنتهي المكالمة مع رفيقتي لكنني سمعت صوت وصراخ حماتي يرن بكل أركان المنزل وكأن مصيبة حدتث بذلك الوقت ، والسبب كان لأنني تأخرت بإعداد الطعام ، خلال صراخها أخذت تتوعد بشكل مريب ، بتلك اللحظة أودعت صديقتي وقفلت الهاتف وتوجهت إلى حماتي وبعين قوية صرخت بوجهها ، ماذا تريدي ..؟ قالت جهزي الغذاء زوجك وحماك على وصول  ، فأجابتها أعتذر أنا مش فاضية بإمكانك يا حماتي العزيزة أن تجهزين الطعام أنتي بنفسك ..؟ فتوعدتني وهددتني بشكوتي إلى زوجي ، ولا أخفي عليك صديقتي لم يهمني تهديدها فتركتها بكل قلب بارد وذهبت إلى غرفتي وبقيت هي وحدها ثرثر بالمنزل وتتوعد بأنها ستجعل زوجي يطردني من المنزل ويطلقني ، مع العلم أنها دايما كانت تردد علي مسامعي بأنها تريد تزويج زوجي مرة أخري وأنا لم أعد أكثرت لما تقول ، كما قولت لك لقد أصبحت إنسانة مختلفة أنا نفسي لا أعرف نفسي ..! .

* فجأة وقفت ضيفتي السيدة العاملة عن الحوار ووجهت لها سؤالي لماذا رضيتي بهذا الأمر وتلك الحياة المليئة بالاهانة والقسوة رغم أنك كما أعرف إنسانة مدلله وطموحه وعائلتك غنية جداً  ..؟ فأجابت بكل حزن من أجل أطفالي فهما الحياة بالنسبة لي ، تحملت قسوة حماتي من أجلهم ، تحملت برود زوجي وحديثه مع الفتيات من أجل أطفالي ..!! .

* بعد تنهيدة عميقة استكملت حديثها وقالت عندما أتى زوجي وحماي من العمل استقبلتهم حماتي بالشكوي وأشعلت النار بقلب زوجي فدخل كما الثور الهايج ودفع باب الغرفة بكل قوة وقالت لماذا تدايقن أمي ..؟ لا تدرين بأنك بهذا البيت مجرد خادمة وعليك إطاعة حماتك وزوجك ..؟ فصرخت في وجه لا ... لا .... توقف عندك فأنا زوجة وليس خادمة لك ولأهلك ، أنا ابنه ذلك الرجل الذي تأكل من خيراته وتعمل بأحد شركاته وتصرف من ماله ، أنا ابنه الحسب والجاه والمال والسمعة ، لا تنسى بأن لي الفضل بأنك بهذا المنصب وأنا من جعلت أبي يوظفك بشركته ..، تريد أن تعرف من أكون أم أكتفي بهذا القدر يا زوجي العزيز ..؟

 *فنظر في وجهي نظرت غضب ودفع الباب وخرج ، بصراحة الأمور أصبحت كما الجحيم بيننا ، وفي الصباح خرجت لمقابلة صديقتي كما اتفقنا ، وتقابلنا بأحد المطاعم وبعد أن إطمأنت كلاً منا على الآخرى ، وبدأنا بالحوار فشرحت لصديقتي ما دار بحياتي من لحظة زواجي إلى هذا اليوم ، بتلك اللحظة فاجأتني صديقتي بأن لديها فكرة ستساعدني بحياتي وطلبت مني أن أدرسها جيداً .

* بصراحة تلك الفكرة غيرت حياتي وجعلتني أعيد النظر بأمور كثيرة بحياتي حتى أنها جعلتني أحصل علي عمل وأحرر نفسي من قيود زوجي وحماتي ..

* بتلك اللحظة و بعد أن نظرت إليها بكل حيرة وإستغراب سألتها : ضفيتي أيتها السيدة العاملة ما هي الفكرة التي طرحتها عليك صديقتك ..؟ وكيف غيرت حياتك وحررتك من كافة القيود ..؟

* فنظرت إلى ساعتها الموجودة بيدها وقالت إعذريني صديقتي فلقد تأخر الوقت كثيراً والآن موعد عملي وعلي أن أذهب للعمل ، لكن أعدك أننا سنلتقي قريباً وسأجيبك على سؤالك وما بداخلك وأشكرك جزيل الشكر علي فنجان القهوة والجلسة الرائعة وودعتني وذهبت هي للعمل .

* وبقيت أنا حائرة كعادتي أبحث عن إجابة لسؤالي وأفكر بحياة تلك السيدة وماحدث بها من خلافات ومشاكل وهى ما زالت صامدة وتعمل وتشق طريقها للحياة ، لكن ما أثار استغرابي أنها قالت بأنها تحملت الإهانة والذل وتوبيخ حماتها وقسوة زوجها من أجل أطفالها وهذا ما جعلني أتسائل هل حقاً علينا أن نتحمل كل هذا الهوان من أجل أطفالنا ..؟ ولماذا عندما نكبر ونشيخ لا يتحملون أطفالنا وجودنا ..؟ وهل من الواجب علينا أن نضحي بحياتنا وطموحتنا ومستقبلناً من أجل الزوج والأطفال ..؟

إعذروني أصدقائي فتساؤلات كثيرة تنتابني بتلك اللحظة .

* وفي نهاية موضوعي اليوم أتمني من كل قلبي السعادة للجميع ، كما أتمنى أن يكون في إحترام وألفة محبة وصدق بين الأزواج وأن تناقش الامور بكل هدوء وأن يصلوا إلى حل لانه يا جماعة عدم الوصول للحل مع الاقناع يسبب فجوة كبيرة ويدمر الأسرة بأكملها بالاضافة إلى إنه يخلق جو من عدم الاحترام والمصداقية بين الطرفين

في النهاية أتمني لكم جميعاً السعادة وأتمنى أن تتحقق كل أحلامكم وطموحكم 

وانتظروني قريباً مع الحكاية الثالثة من حكاية السيدة العاملة 

بانتظار آرائكم وتعليقاتكم 

بقلمي : eman ahmad 

الاسم المستعار : همس الأحباب

تحياتي

هناك 4 تعليقات:

  1. هلا همس

    قتل الاحلام من زوج متسلط

    لاينظر الا مصلحتة واهلة على حساب

    انسانة طموحة

    متابعك عن قرب

    لما لفنمك مذاق خاص يتسم بالصراحة والواقعية

    تحيااتى

    ردحذف
  2. هلا اشرف
    بالفعل وهذا الشي بصير مع الكثير من النساء المتزوجات
    تسلملي اشرف علي ردك الراقي
    انرت

    ردحذف
  3. مرحبا هذا التسرع في الاختيار ومن المفروض ان الاهل تعرفوا على أخلاق الرجل الذي يتقدم إلى ابنتهم.
    وان الرجل الذي لا يحترم وعده فان نتوقع منه أي شيء وهذا حال الكثير من النساء للاختيار الخاطئ

    ردحذف
    الردود
    1. هلا أحترم وجهه نظرك لكن أحيانا وقت لأهل يسالوا ويلاقوا الشب منيح ممكن يعطي يعني مو شرط يكون الاهل غلط ممكن تكون النظرة فقط لانه طبيعةأي رجل شرقي ما بيحب انه زوجتك تكون متفوقه عليه واكبر منه هذي طبيعة بالراجل بيحب يكون هو الاقوي بكل شي

      حذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...