الأربعاء، 30 يونيو 2021

رساالة من حبيبي لزوجي

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (رسالة من حبيبي لزوجي )
زفت حبيبته

 فقال أريد أن أكتب رسالة لزوجها دون أن أرسلها ! ساعديني !!
 
فأجبته قُلْ له لا تدعها تنامُ ليلةً وفي عينيها دمعة، فهذا يُتعبها كثيراً، تؤلمها معدتها حين تحزن، وتتلوى من الألم، وتتوقف عن تناول الطعام! فتحايل عليها لتضحك، ولو اقتضى الأمر أن تعتذرَ لها رغم أنها المخطئة فلا تتردد، المهم أن لا تتركها تنام حزينة!

قُلْ له لا تخدعنَّكَ بهذه القسوة التي تبدو عليها، هي طيبة من الداخل، عذبةٌ جداً، ورقيقة بشكل مفرط! من لا يعرفها يحسبُ أنَّ فيها شيئاً من التناحة ويباسة الرأس، ولكن من يعرفها جيداً يعرفُ أنها طفلة كبيرة، تُعطيكَ الدنيا كلها إذا أشعرتها بحنانك، إنها تُمتلكُ من قلبها، من قلبها فقط، فدع عنكَ قسوتكَ، القسوة معها لا تجدي، القسوة تُخرج تلكَ المحاربة العنيدة الكامنة فيها، وباللين تجدها أنعمُ وأرقُّ من وردة!


قُلْ له إنها تحبُّ الاهتمام، فانتبه لها جيداً، يُسعدها أن تصبَّ لها القهوة في فنجانها، الفنجان الثاني خصوصاً! وأن تطعمها لقمةً بيدك، وأن تنتبه لخدشٍ صغير في يدها فتسألها عنه، وإياكَ أن تُشيح بوجهكَ عنها وهي تُحدّثك، فهذا يزعجها كثيراً، اُنظرْ إليها باهتمام وهي تُكلمك، ثمة كلام كثير تقوله بعينيها دون أن تقوله بلسانها، عندما تعرفها جيداً ستفهمُ هذه النقطة جيداً! سلها كيف كان يومها، ماذا أكلتْ، وأين ذهبتْ، وماذا تريدُ أن تفعل ببقية يومها، وعندما تحدثكَ عن مشاكل عملها اصغِ، إنها لا تُحملكَ مشاكلها، صدقني هي أقوى مني ومنك، ولكنها طريقتها في أن تتخفف!

قُلْ له كُنْ ذكياً وأنت تتعامل معها، إنتبه جيداً للأشياء التي تنقصها واحضِرها لها دون أن تطلب، فهي عزيزة نفس، لو ماتت عطشاً لن تطلب منكَ كوب ماءٍ تحمله بيدك، ولكن يسعدها جداً أن تسقيها أنتَ، إنها لا تهتم بالحصول على الأشياء بقدر ما تهتم بطريقة الحصول عليها!


قُلْ له عندما تراها حزينةً لا تُكلمها، ولا تواسِها، تمرُّ بها لحظات لا تسمعكَ ولو صرختَ في أذنها، عانقها فقط، ستجدها قد بكتْ بسرعة، فإن بكتْ فعلاً فاعلم أن تثقُ بكَ، فهي يحرجها أن تبدو ضعيفة، ولكن متى أحبتكَ، فستبقى تُخزّن دموعها حتى تراكَ لتعانقكَ وتبكي!

قُلْ له ثِقْ بها كثيراً، فهي كتفٌ متين للاتكاء، ومستودع أمين للأسرار، لا تُفلِتُ يدها بسهولة، ولا تبوحُ بما أمنتها عليه لا تبوح أبداً، دبلوماسية من الطراز الأول، لبِقةٌ كأنها كتاب في فن الأتيكيت، تُراعي المشاعر، وتجبر الخواطر، وتبتسمُ وتثور بداخلها كما بركان مشتعل في أشدِّ لحظات غيرتها، لأنها لا تريدُ لكَ أن تحزن، نبيلة إلى درجة تُقدِّم من تُحب على نفسها، ويا لحظ من تُحبه!

قُلْ له لا تخدعنَّكَ هذه المتناقضات التي قد تراها للوهلة الأولى إذا أعجبتكَ رقتها، فلا تنسَ تلك الشرسة الكامنة فيها! وإذا أخافتكَ شراستها، فلا تنسَ تلك الرقيقة التي تكونها عندما ترضى، نسيتُ أن أخبركَ، أنها لا ترضى سريعاً، هذا طبعها، عليكَ أن تحاول أكثر من مرة، وهي واللهِ تستحق! إذا رأيتها غارقة في عملها، فلا تقل لا قلبَ لها، هي تحب أن تنجح، وأن تكون فخورة بنفسها، تكره الاعتماد على الآخرين، ويوجعها أن تعتمدَ على أحد، ولكنها حين تُحب، حين تُحب فعلاً، فلا تشبهها بقلبها امرأة أخرى في هذا العالم!

جرِّبْ هذا يا صديقي لعلّه ينفع، وإن لم ينفع، فأنتَ لم تخسر شيئاً، ثمة خسارات تبدو بعدها كل الخسارات الأخرى مجرد هزائم تافهة، وأي خسارة أكبر من أن يخسر رجل المرأة التي يحب! هو قدر الله يا صديقي، فتأدَّبْ! توجَّعْ بالحمدِ، وتصبَّرْ بحسبي الله ونعم الوكيل فما فاتكَ لم يُخلق لكَ، وما خُلق لكَ لن يفوتكَ رُفعت الأقلام وجفت الصحف "لا تدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً" والسلام لقلبك
 

 

الثلاثاء، 29 يونيو 2021

حرائق مشتعلة

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (حرائق مشتعلة )
السلام لصديقي

في أحد الأيامِ وأنا جالسةُ على مكتب عمليٍ ، رأيتُ ذاك الصديق الذي غرق في متاهُاتِ التفكيرَ الطويل ، وتبدوٌ على وجههَ علامات الحيرةَ والحزن والألمِ ، ينفثّ سيجارتهُ المشتعلة بين أصابع يدهَ ، كما بركان فاض حد إشتعالهَ ، وأصبح يتغلغلُ بين نبضات قلبهِ ، كما لهيبِ جمراتِ النار الموقدةّ .
 
حيرةُ لا حدود لها بين نظرات عيونهٌ الواسعة ِ ، وتساؤُلات لا مجال لها ، تبدو نار محرقةُ يزفرهاَ بين كل لحظة وأخرىَ علها تسعف قلبه وتبرد صهيل سيوُف الأسئلةِ التي كادت تنفجرُ ويتطايرَ صوت صهيلهاّ أمام المارة هنا وهناك ، ما حدثّ أماميِ أثار فضوليٍ كثيراً ، ماذا يحدَث لهذا الشاب ؟ وما تلك الحرائق المشتعلة بداخلهِ ؟ اقتربتُ منه والحيرة تزداد بداخلي ..!  
 
زفت حبيبته

السَّلامُ عليكَ يا صديقي ..! ما بكَ ؟ هل أصابكَ مكروهْ لسمح الله ؟ تبدوُ عليك ملامح الحيرةَ والحزن معاً ؟ فينظرَ لي مع ابتسامةَ ممزوجةٌ بألم الخيبةِ وحزن الفراق ، ويسألني : ماذا يفعلُ من زُفَّتْ حبيبته إلى غيره؟ والدموعْ تكادُ تفرَ من عيونهِ كما الطفل الغريق ..! فأقولُ له بعد لحظة ذهول أصابتني من ذاك السؤال : 

أولاً يا صديقي أسأل الله أن يربطَ على قلبكَ، فليس هناك عملية جراحية أكثر ألماً في الكون من أن يستأصلوا قطعةً من قلب رجلٍ وهو ينظرُ إليهم دون بنجٍ حتى! يا صديقي هون على نفسك قليلاً : فقال الإمام القشيري في تفسير قول ربنا على لسان سليمان عليه السلام: "لأعذِّبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه"
 
العذاب الشديد يا صديقي هو أن يُفرِّق بينه وبين من يُحب، فإنَّ فقد الأحبة غربة ليست بعدها غربة! تحتاجُ أن تتخففَ من مشاعركَ يا صديقي، حاول أن اتنفُثْ هذا البركان المشتعل في صدرك ، أطفىء هذه النار المستعرة في قلبك، صلِّ، صلِّ كثيراً، وسبِّحْ، واستغفِرْ! اِبتكِرْ طريقةً مجنونة من أجل الخروج من تلك المصيبة .
 

حاول مراراً وتكراراً يا صديقي أن تشغل نفسك بشي تهواه وتمارسه ، لا تترك نفسك لهذا الحزن العميق ، فالتفكير في خسارة من نحب هو كارثة حقيقية ، لكن كل شيء يبداً صغيراً ثم يكبر ، الإ الحزن يا صديقي فإنه يبدأ كبيراً ثم يصغر ، لا أدري ماذا أقول لك ! لكن جرب أن تبتكرْ طريقةً تساعدكَ على التخفيف من حدةْ الألم ، كأن تكتبَ رسالةً إلى زوجها دون أن ترسلها له، صدقني سيساعدكَ الأمر ولو قليلاً!  
 
فنظر ليِ بلهفة شديدةً ، وبدأ يثرثرَ بالكثير من الحروفَ التي لم أفهم منها شيئاً بسبب توتره الشديدِ وسرعتهُ بالحديث التي كان يرافقها إرتجافهَ شديدة بملامح جسده ويداهَ ، وتغيرتَ ملامحْ وجههْ فجأةُ ، وقالَ كيف لي أن أفعل ذلك ؟ 
 
وما هي الطريقة التي يمكنني أن أبتكرها ، ساعديني بتلك الرسالة التي سأكتبها وأمحوها ، فطلبت منه أن يهدأ من روعهُ قليلاً ، يا صديقي فضفض مع نفسك ، إلجأ لكتابة ما تشعر به على ورقةَ ثم قم باحراق تلك الورقة فهى تساعدك على الخروج من هذا الألم القاتل..
 
 فقال أريد أن أكتب لرسالة لزوجها دون أن أرسلها ! ساعديني !! وفجأة دق جرس هاتفه وقاطعنا الحديث وقال لنا جلسة أخرى لكيِ تساعديني في كتابة الرسالة ، فأجبته غداً إن شاء الله وانتهى حوارناً رغم أنه ما زال مفتوحاً ولم ينتهي بعد ..!! لعله غداً يكتمل ...!! 
 

تحياتي 
 

الأحد، 27 يونيو 2021

اللهمَّ جنتكَ والسلام لقلبك يا قلبي

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (اللهمَّ جنتكَ والسلام لقلبك يا قلبي )
 
السَّلامُ عليكَ يا قلبي
 

السَّلامُ عليكَ يا قلبي  

 

أعرفُ أنَّ كل كلام المواساة ليس بإمكانه أن يسدَّ ثقباً واحداً في القلب، فكيفَ بقلبكَ المليء بالثقوب كأنه غربالٍ؟! من كلِّ ثقبٍ تسلل حبيب ومضى! أنتَ المحكوم بفقد أحبابك، جرِّبْ إذا أحببتَ أحداً في المرة القادمة أن لا تُحبَّه، لعلَّه يبقى! ثمة مواقف تُصبحُ فيها كل كلمات العزاء باردة، وكل كلمات المواساة جوفاء!  


حقاً يا قلبي وهناك الكثير .. 

 

عندما ماتتْ خديجة بنت خويلد ضاقتْ الدنيا بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولأنَّ الله يعلمُ أي وجعٍ في أن يفقدَ رجلٌ حبيبته، كانت حادثة الإسراء والمعراج، أخذه ربه إلى السماء ليعزيه بها، أحياناً لا تصلحُ الأرض كلها لتكون عزاءً! يا قلبي، كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعزِّي أصحابه بالجنة! رأى الصحابة ثياباً من حرير فأُعجبوا بها، فقال لهم: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها! وقُطعت ذراعا جعفرٍ في مُؤتة، فقال : لقد أبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنَّة! 

 

وإذا فقد أحد ابناً صغيراً له، عزَّاه وأخبره أنه في الجنة في كفالة إبراهيم عليه السلام وسارة! فلتكُنْ الجنة عزاؤكَ يا قلبي فالجنة هي الفوز الذي يجعل كل الخسارات السابقة تافهة والنار هي الخسارة التي تجعل كل الانتصارات السابقة تافهة! فإن خسرتَ في الدنيا معركتكَ، فشمِّر ففي الجنة عزاءً يُرمم شرخاً في قلبك! في الجنَّة لا أحبة يرحلون، أحبابكَ معكَ ولكَ وعندكَ، لستَ مضطراً لتقاتل بكل خلية فيك لتكسب معركة الحفاظ عليهم! 
 
فاللهمَّ جنتكَ والسلام لقلبك يا قلبي

 

فاللهمَّ جنتكَ والسلام لقلبك يا قلبي 

 

في الجنة لا يأتي أحدهم إلى حياتك، ومن فرط حبك له تشعرُ كأنه قد نفثَ فيك الروح، ثم ما إذا ما أحببتَ، وغازلتَ، وهِمتَ، وجُننتَ، جاءك مودعاً، وترككَ جثةً هامدة لا تصلح لغيره! في الجنة لن تغارَ، ولن تبكي، ولن تضربَ رأسكَ بالجدار من فرط عجزك عن الوصول لشيء أردته بكل ما فيك، كل ما تهواه فهو لك! في الجنة لا قوانين تردع، ولا ضمير يُحاسب، لا ممنوعات، ولا عراقيل، على سجيتك، كل ما تريد أن تفعله تُباشر به دون تفكير .

تماماً كما الطفل الذي بدأ يحبو في الدنيا لا يعبأ بأحد! في الجنة لا وجع، ولا سهر، لا نار تشبُّ في صدركَ، ولا برد ينخر في عظمك، سليماً معافىً لا يمسك سوء! في الجنة لا يوجد عيون محمرة من كثرة البكاء، ولا أجفانٌ متهدلة من كثرة السهر، لا تجاعيد، ولا شيب، لا انحناء في الظهر، ولا وهن في العظم، تخيَّل مقدار الراحة هناك .
 

فتعزَّ يا قلبي! 

 في الجنة لقاء أحبةٍ ماتوا وتركوكَ، وجمعاً بآخرين أحببتهم فبخلت بهم الدنيا عليكَ، في الجنة لهم فيها ما تشتهي أنفسهم! في الجنة رفقة حلوة، الأنبياء والصديقون، وأبو بكر وعمر، وآسيا بنت مزاحم ومريم بنت عمران، كل هؤلاء الذي كنا نتعزى بهم سنلتقيهم باذن الله هناك! في الجنة نظر إلى وجه الله الكريم، تخيَّل المشهد يا قلبي ، مجرد أن تتخيله يهون عندكَ بعض الذي تجد! فاللهمَّ جنتكَ والسلام لقلبك يا قلبي 

 

تحياتي

 

 
 

الجمعة، 25 يونيو 2021

السلام عليك يا نبضي

 

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (السلام عليك يا نبضي)
 
 
السَّلامُ عليكَ يا نبضي

 يشهدُ اللهُ أنكَ عندي لا تهون، وأنَّه آلمني أن كلماتي آلمتكَ، وإن لم أكُن قاصدةً ، هكذا أنا أتأذى من ألمٍ أُسببه لكَ أكثر من ألمٍ تُسببه لي! وإني في كلِّ نزلاتي معكَ لم أكن أبحثُ عن نصرٍ، يتساوى عندي معكَ النصرُ والهزيمة، إلى هذه الدرجة كنتَ دوماً أنا!

تعرفُ جيداً كم أوجعتني وإن لم تكُنْ قاصداً، أو مسلوب الإرادة لا تملك من أمرك شيئاً، ولكن لا تنسَ أنه لا يُقارن الفعل بردة الفعل! ورغم هذا آتيكَ لأُطيّبَ خاطركَ يا نبضي ، فإنَّ كسر عظمةٍ في جسدي أقل ألماً في قلبي من كسر خاطرك! أرأيتَ من قبل شخصاً نهشه السرطان يعود من أصابته نزلة برد! يحدث أن يُفضفض المرءُ يا قلبي ، وما على الذبيح من سبيل إن انتفضَ وأصابكَ شيءٌ من دمه!

وما على الذي اشتعلَ البركان في قلبه من مؤاخذة إن نفث ما إن كتمه سيحرقه، وعلامَ يغضبُ من أوقد البركان إن أصابه شرر؟! الزجاج يا قلمي لا يُصبح جارحاً إلا إذا انكسر! يا روحي ، لم أمدَّ يدي إليكَ يوماً من شفقة، ولا أعطيتك كتفي لتتكىء عن صدقة، كنتُ دوماً آتيكَ من تلقاء قلبي 
 
تماماً كما أكتب إليك الآن من تلقاء قلبي، أتحاملُ على نفسي، وأتناسى كل الذي أنا فيه، كي لا تنام أنتَ حزيناً! يا نبض يسكن بين الضلوع ، يحدث أن تجتمع على المرء الأشياء دفعةً واحدة، لا حبيب له، ولا صديق يُؤتمن، ولا عدوه يغفل عنه، فيجد نفسه وحيداً عليه أن يواجه هذا العالم وهو يبحث عن باب الخروج من هذا الكوكب ولا يجد! والسلام لقلبك ! .

تحياتي

الأربعاء، 23 يونيو 2021

But I have


May God bless you with all the best
 
Visitors and followers of the elegance of thought blog
 (let's read together)

Today's topic is titled (But I Own It)



“I fell in love with this lady,” says this man, “but we recently had our fiftieth wedding anniversary in Missouri, and on our way home she kept telling me we were going the wrong way. Although I know the way home well.

-يقول هذا الرجل: "وقعتُ في حُب هذه السيدة، لكننا مؤخرًا احتفلنا بذكرى زواجنا الخمسين في ولاية ميزوري، وفي طريق عودتنا إلى البيت استمرتْ في إخباري أننا نسلك طريقًا خاطئًا، لقد كانت لحوحة جدًا ، فلم أُجادلها، وسمحتُ لنفسي أن أذهب بالاتجاه الذي تُريده رغم معرفتي الجيّدة بطريق البيت.

Dementia was hitting her brain, and soon she began to forget the names until things got worse, so she wanted to leave the house and walk away. She crosses the street when the lights are on, so I ran to catch her, she resisted me trying to escape, she didn't want to come home with me."

كان الخرفُ يضربُ دماغها، سرعان ما بدأتْ تنسى الأسماء إلى أن ساءتْ الأمور أكثر، فأرادت أن تترك البيت وتمشي بعيدًا، كنتُ أستلقي أمام باب البيت لأمنعها من الخروج خوفًا عليها ، وفي ذات صباحٍ لم أجدها، فُزِعتُ ورحتُ أبحثُ عنها بين سواد الليل، بالكاد رأيتها تعبرُ الشارع عند إضاءةٍ مُنبعثة، فركضتُ ممسكًا بها، قاومتني مُحاولةً الإفلاتْ، لم ترد أن تعود معي إلى البيت".

I miss us when we go out to dance, or to visit other people, I miss the Wednesday when we used to volunteer in a home for the elderly, I miss her passion for music, her love for the piano, the moments when I would turn the playing cards to continue playing more, but she gave up her passion, and there was no one No choice but to tell the center staff to find someone else to play.

"أفتقدُنا ونحنُ نخرجُ للرقص، أو لزيارة اشخاصٍ آخرين، أفتقدُ الأربعاء الذي كنا فيه نتطوعُ في دارٍ لكبار السن، أفتقدُ شغفها بالموسيقى، حبها للبيانو، اللحظات التي كنتُ أقلّب فيها ورق العزف لتستمر في العزف أكثر، لكنها تخلتْ عن شغفها، ولم يكن هناك من خيارٍ سوى اخبار موظفي المركز أن يبحثوا عن شخصٍ آخرٍ ليعزف.

We are now governed by this place and we do not get out of it, but I do not see it as misery.. but rather as an honor.. It is a responsibility and God mocked me for it. It is my turn to serve her after she served me and my family. I may not have her mentality, but I own her, and I have the ability to make her smile, sometimes I make sounds Bubbles and I pretend to blow them in her face just to make her smile, every morning she sits on my lap on this chair until noon.

نحن الآن محكومون بهذا المكان ولا نخرج منه، ولكني لا أرَ الأمر كشقاءٍ .. بل كشرفٍ .. هي مسؤولية وسخرني الله لها، حان دوري لأخدمها بعد أن خدمتني وعائلتي، ربما لا أملك عقليتها، لكني أملكها، وأملك القدرة لأجعلها تبتسم، أحيانًا أصنعُ أصوات فقاعات وأتظاهرُ بنفخها في وجهها فقط لتبتسم، كل صباح تجلسُ في حضني على هذا الكرسي حتى الظهر.

I care for this lady and love her more than I care and love my grandchildren. She likes to let her fingers slip between the buttons of my shirt to feel my skin. She even loves to surprise me with kisses. Every once in a while she comes and gives me a kiss, and sometimes she starts to gossip and doesn't use any known words. It carries any meaning, but I don't tell her to calm down or shut up because a little of her is better than nothing..!"

أهتمُ لهذه السيدة وأحبها أكثر مما أهتمُ وأحبُ أحفادي، تهوى أن تترك أصابع يدها تنزلقُ بين أزرار قميصي لتشعر بجلدي، حتى أنها تُحب أن تفاجئني بالقبلاتْ، فبين كل فترةٍ وأخرى تأتي وتمنحني قبلة، وفي بعض الأحيان تبدأ بالثرثرة ولا تستخدم أي كلمات معروفة وعليهِ فكلامها لا يحمل أي معنى ، ولكني لا أخبرها أن تهدأ أو تصمت لأن هذا القليل منها أفضل من لا شيء..!"
 

الاثنين، 21 يونيو 2021

أقلام بلا جدوى

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)

موضوع اليوم بعنوان (أقلام بلا جدوى )

فلسطين

أقلام بلا جدوى تعمدتُ قنص هذا العنوان بحروفي لأني أيقنتُ بأننا أضعف من أن نخرج من دائرة الثرثرات والكلمات! هنا غ ز ة تُقصف، وهنا الأقلام تُقرع بالكلام المبجل كأنها ستُجدي بشيء! فلـــــــ سطين تعاني بشدة ونحن لا نجيد سوى الحديث والقَسم كأنه روتين سنوي أو يوم عالمي لابد له أن يحدث! 
 

 يا فلـــــ سطين إعذري أمة أتخذت القلم والصراخ كأضعف الوسائل لتخبركِ بأنها بجانبكِ! فالحقيقة يا فلسطين هي ليست بجواركِ لا تشعر بخوف أسرتكِ وهي نائمة على نصف أمل بأنها ستفتح عيناها وكل شيء يبدو كما هو حين تركته وغفت! هي لا تشعر ببكاء ذاك الطفل من الخوف ولا بصمود ذاك الشهم ولا بكفاح تلك الفتاة ولا بزغرودة تلك الأم ولا بدم ذاك الشهيد! 

 
هي فقدت الشعور بالمسؤولية وسيطرت العواطف والأقلام عليها، أضحت تجيد الصراخ وإحداث الفوضى واستبدلت السلاح بالقلم كأنه سيجدي نفعاً وسيرمي صاروخاً يخلصكِ من وجعكِ، هي وللأسف يا عزيزتي أضعف من أن توجّه سلاحها على عدوها الحقيقي وترمي شرارة رصاصة تخترق أحشائه! 
 

نحن يا غزة لا نجيد سوى الصراخ والنباح ونسينا أنكِ ملكٌ لنا وأن النباح لهم والزئير لنا، أقلام الأحداث تتهوى في سرد أوجاعكِ ولكنها لن تُحدث شيء، ربما عباراتنا ستصب الأمل بداخلكِ بأننا ما زلنا نتابع ألامكِ أولاً بأول ويكوينا الألم ويشتد الصراخ لعلنا نكون معكِ نقف بجانبكِ، ذاك الصراخ الذي يخشاه أعداؤنا فيتوقفون عن إطلاق النيران ولكنهم سرعان ما يعودون إلى ضلالهم القديم كأنه طقس ديني واجب عندهم! للأسف نحن نخفي شجاعتنا خلف أستار ما يسمى عقد عهود هدنة وسلام!

غزة

 أي سلام هذا وقلب الإسلام يلفحه الدمار من كل جانب! أي عهد هذا ترضونه وأيديكم مكبلة لا تصل لأهم حق سُلب منكم، أي صراخ وفوضى تمارسونه سيعيد الأقصى إلى أحضان دولتها الإسلامية! إن كان الصراخ والكلمات ستعيد ما أخُذ منكم بالقوة فسلام عليكم فمعادلتكم أينعت بالفشل💔 وإن كانت فقط بغرض بث الأمل في قلوب أبطال فلسطين فالأمل مفعوله مؤقت وسرعان ما يتلاشى إن لم يسانده الاندفاع والتلبية ويا أسفاه على معتصماه الذي لم نرث منه اندفاعه للتلبيه!
 
 يا غزة نحن ما زلنا نقتلُ بعضنا غافلين أن العدو الحقيقي محشو فيكِ أنتِ! مازلنا نرصد الكمائن لبعضنا وندّعي النصر والشهادة وأنتِ تموتين من قِبل أشر أعدائنا! قلوبنا معكِ ولكن ما فائدة قلب يموت كل يوم معكِ ولا يُحرك ساكناً! دمتي يا فلسطين بسلام...
ذاك السلام .... الذي ستزرعيه بيديكِ وستشهد الأمة على ذلك حين تدوسين على أخر جـــ ن د ي - م ح ت ل - حــــ قـــ يـــ ر وتطّهري بيتك وأرضكِ من مخلفاتهم القذرة ، ستُرزقين بمولود النصر، وسيذوق أعداؤكِ مر الخسارة وستعيدين الأقصى إلى دفئ حضنكِ 
 

فالله هنا يسمع ويرى ولا تخفى عليه شيء، الله هنا والنصر ليس بالمستحيل! سيبتر أقدامهم وسيثبط إنباعثهم وسيقذف في قلوبهم الرعب وسيبث الطمأنينة والشجاعة في قلوبكم، النصر قريباً حتماً وستعلو زغاريد نسائكم احتفالاً بذلك ، ليكن النصر حليف أبطالكِ ولتدعي القلم لأمتكِ فهي تجيد الكلام وتخشى تحويله إلى سلاح! 

 
تحياتي  

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

كارثة

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (كارثة )

في كل مرة أصعد بها إلى الحافلة لم يشُدني يوماً نقاش الركاب فيها، كنتُ دائماً أهتم لشيء واحد وهو التفكير في كتابة مقال أثناء تأملي للسماء؛ ولكن شدني اليوم وبشدة حديثٌ دار بين راكبين في الحافلة لم أتوقع أن أترك تأملاتي وأنصتُ وأصغي بشدة لهما ! 

بينما كنتُ أمارس ذات العادة محاولة إقتناص شيء لأكتب عنه، بدأ شخص بالحديث عن أشياء لم أكد أفهمها ! في البداية لم أهتم ! ظل يتحدث بكثرة وبإلقاء ممتاز، توقفتُ قليلاً عن التأمل أردتُ معرفة من هذا ، كثير الحديث ، شحيح الهدوء ، بليغ الكلام ، الذي قطع أفكاري! 

تعجبتُ من أمره لم يتوقف عن الكلام حتى برهة ويتنقل لأكثر من موضوع بخفة ومتعة ويشد الركاب للحديث معه! قليلاً من الوقت حتى تحدث آخر، من هيئته أدركتُ بأنه متمكن بالنقاشات الحادة، صوته المرتفع والحاد رغم حديثه بطبيعته لم يستخدم العنف والغضب بعد! نظراته الثاقبة في التركيز وتفكيره الدقيق، وسرده للكلام كأنه مجاهد انتصر في معركة! 

دار حديثٌ عميق بينهما أحدهما يستفز الآخر ليتمعن بالتفاصيل والآخر يظهر جدارته بإثبات ما ينطقه لسانه! تعالت الأصوات بالضحك والكلام كلاهما يتحدثان بحدة وكلاهما لا يفهمان بعضهما! كنتُ أحدق جيداً لتصرفاتهما وعلمتُ بأن أحدهما يبحثُ عن التفاصيل الصغيرة ويحاول التعمق بها والآخر لا يعطي بالاً لها، يصبُ إهتمامه في إثبات شجاعته وحنكته! 

مضى بعض من الوقت وحينها تحدث آخر وقال "كم تبدوا حازمين! من أي كلية أنتما؟!" حينها علمتُ بأن أحدهما إعلامي ، والآخر محامي! منهما أدركتُ بأنه لا يجب أن يجتمع الإعلامي والمحامي حتى لا يُحدث شغب وفوضى في الحديث! أدركتُ بأن كليهما لا يتفقان ولا يصلان لحلٍ وسيط بينهما! 

الإعلامي يحاول استدراج المحامي بالكلام فقط ليصل لخيط يدعمه في مقاله في الصحافة أو الإذاعة ولا يهتم إن كانت القضية ناجحة أو خاسرة! ما يهمه سوى كيف يصل لتلك التفاصيل المخفية في جعبة المحامي! وبالمقابل يحاول المحامي إثبات نفسه وجدارته في تحقيق النجاح لقضيته غافلاً عن تلك التفاصيل التي ربما ستحدث كارثة له أو لغيره! بكل ما أوتي من خبرة يحاول إثبات أنه الأفضل في الحديث وبأن الإعلامي لا يصلح للنقاشات وإثبات الحقائق، متجاهلاً حذقة الإعلامي في سحب التفاصيل ليدعم بها مقاله ويشد تركيز القارئين أو المتابعين له!

لا أعلم إن كنتُ على حق في ما استنتجته في ظهر ما نظرتُ وأنصتُ له وإن كنتُ على صواب في قولي بأنه " لا يجب الجمع بين إعلامي ومحامي فكلاهما سيحدثُ كارثة للآخر!؟" والآن أيها الزائر والمتابع هل تأيدني بما أثبته ؟ أم أن هناك ما تقوله وتثبته لي وتقنع أفكاري بأن ما استنتجته يحمل الصواب أو الخطأ! هذ ما قالته فتاة الحياة

شاركوني رأيكم أعزائي

تحياتي 

السبت، 12 يونيو 2021

عنفوان قلم

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (عنفوان قلم)

 لا أدري لما هذا الصباح يبدو كئيباً ، خالياً من قطرات الحياة ، فسيمفُونِية العصَافِير الجميلة التي تغرد صباح كل يوم لم تبدأ بعد يبدُو أنها قد قُتلت جمِيعَاً،  وربما هاجرت لمكان بعيد آخر لا أدري أين مبتغاه ومنتهاه ، وتمَايل الشَجر على ألحانِ الرياح يبدُو حزيناً فصهيل ألمه يضرب بأعماق القلب ،وضَوء الشمسِ باهتٌ جداً ليست كالعادة ربما يوحي إليك أنها تذرِف دُموعاً على شَاكِلة لهَب محترق .. 
 
هذا الصبَاح غريب حقاً ، أبحث فيه عن ريق للحياة ، أهرول هنا وهناك وأناظر المكان بعين التعجب ، فكل شيء ليست على ما يرام ، ما يحدث لا أدري لكنني حاولت أن أحِملُ كفنِي وأذهَبُ بعيداً بمخيلتي وذاكرتي إلى حيث كانت تقطن والدتي ، إلى حيث تلك اللحظات التي تحمل حديث والدتي ولا أجدُ منه الإ ضحكاتها الممزوجة بعنفوان القوة والصمود ، حديث يجعلني أفتخر بتلك الأم العظيمة التي أشعر بأنها كما الخط المستقيم الذي لا يحب الإعوجاج ملطقاً .
 
 وما هي إلا لحظات حتى سرقت مني ، وأخانتني مخيلتي مجدداً وسرحت بي إلى عالم الإكتئاب الممزوج بجنون اللحظة ، حيث السيل الهادم للأحلام جرفة بعيداً جداً ، فأقف على إطلال لا أعلم أهى لتلك الأحلام أم لغيرها ، أنتحب لما يحصل وما أشاهده ، وحين مغادرتي ألتفت هنا وهناك وبكل مكان أمامي وحولي ، علني أجد دليلاً على مسكني فيها ولكني لا أجد شيئاً ، لا أدري لماذا لا تريد لي اللحظات السعيدة .
 
فأعود مجدداً إلى حيث صباح حبيبي وصديقي أيضاً يبدو كئيباً جداً اليوم ، يحاول أن يقاوم كل ما يعيشه بتلك الأيام ، وكل كونه يتداعى كما فريسة تريد أن تهرب من صيادها إلى مكان أمن لا يوجد به إلا السلام والأمان ، وحين يأكلني القلق عليه أجده يبحث عن قلب يحتمي به من قنابل البؤس الكآمن في الجو ،  آتراه قلبي ؟
 
صباح نبضي .... ذو الحب الذي لا يفنى والقَلب الذي لا يموت، فحبه يتنَامى بداخلي مثل شجرة الزيتون الأبيه التي لا تهاب شيئاً بتلك الحياة ، ذاك الذي حين أتحدث عنه أجدره مخدراً لي من فرط هيامي به ، أشعر بتلك اللحظة وحينها وكأنه يحمل بيده سكيناً ناعمة يضعها على قلبي المرهف وباليد الأخرى يحمل إبرة وخيط لكي يخيط الثقب الناجم عن السهم الصغير الذي رسمته في الصغر على جدران قلبي ، لكنني رغم ذلك أشعر أنه سوف يخترق قلبي يوما ماً .
 
هذا اليوم هو صباحِي الكئيب الممزق والممزوج بالكثير من التخيلات المجنونة نوعا ما ، والبائسة والحزينة ، فهو صباح ربما يكون كفرح طائر هوى من سطح بناء شاهق وهو بلا ريش وربما يكون صباح محمل بعنفوان قلم متمرد أراد أن يثرثر قليلا .
 
تحياتي 

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...