الاثنين، 29 مارس 2021

لذيذ هو الحب

 


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (لذيذ هو الحب)
 

عالم غريب أصبح يضم لوحات وبصمات أصابع أغرب بكثير من هذا العالم ، نجد فيه أن كل شيء أصبح روتيني ويحمل من الملل أقصاه ، أشعر أن التعامل فيه أصبح هش للغاية ، غير محسوس ، خالي من أي مشاعر إنسانية أو حتى مشاعر جميلة تلمس الروح والقلب ، دوماً نرى أن الرسائل الإفتتاحية بالحوار تبدأ بنمط باهت لا معنى له ، نعم تباً للرسائل الإفتتاحية الرتيبة، أهلاً، مرحباً، تلويحة اليد، الإبتسامة المصطنعة، وحضن الأصدقاء.

لماذا لا نحطم هذا الروتين اللعين ونبدأ بـ أحبك مثلاً كيف هو شعورك ؟ سيكون جميلاً على الأرجح ، يحمل مشاعر تغير مود الانسان بلحظة واحدة ، الحُب، Love ،Amor ،aimer ،Liebe، كلهما التصاق روحين، هواية الإله، حاجة الإنسان المستمرة ، راحة نفس بعد تعب عميق ، سكينة الهلعين بتلك الحياة القاسية ، وهواء الجنة لكل من ينبض قلبه بالحب وتعيش روحه بأجمل وأرق المشاعر .

أنا وأنتِ، أنتِ ووالدك، والدتك وأنت، صديقتك وأنتِ، أنتِ وأختك، أخاك وأنتِ، أنتِ وأنا ، كلنا نحمل مشاعر إنسانيةومشاعر جميلة بداخلنا لماذا نخفيها خلف تلك الشاشة الصماء ، ونعطي الفرصة للوحات الكيبورد أن تتلاعب بأصابعنا من خلال تلك الرسالة الباهتة التي نخوض بها بشكل يومي ، لماذا لا نبدأ رسائلنا بكلمة جميلة ومشاعر أجمل تجعل من يحادثنا يبادلنا نفس الاحساس .

فالحب وثاقٌ مشدود لا يمكن فكها ، فهو قبضة خَزنة النار لمن يلمسه ، وزمام جهنم عندما يلتف بوشاح الشوق الجبار الذي لا يرحم أبداً ، هو كما تشبث طفل بيد والدته خوفاً من الضياع والانهيار ، وهو قشة الغريق بلحظة اللقاء ، إنه مَصل فريد نعجز عن وصفه ، فكما علاقة حاكم عربي بالسلطة.

ربما تأتين، آتي أنا، نأتي، أراك للمرة الأولى والأجمل، تَرينني، تتشبث عيناي بك، يشعر قلبي بالوهن، يتركني قلبي، يذهب نحوك، في طريقه إليك، يعترضه عقلي، ويسأل: إلى أين يا هذا؟ تقتربين أكثر، فأكثر، فأكثر ... فتصبح المسافة بين وتيني ووتينك صِفراً.

بين مطرقة الإعتراف، وسندان عذاب العشق، قلبي وقلبك، هناك يجلسان ، أصبحت لا أنا  أنا  ولا أنتِ  أنتِ ، و يصبح قلبي خفيفاً وكأنه في الماء ، تارةً يطفو وتارةً يغرق فيك ، نمضي بالحلم ونسرح بالخيال على ورقة السماء، نزيح السحاب، ونرسم تفاصيلاً نرغب أن تحدث يوماً، ولو بدت لبعضنا أنها محظُ خيال ،

الحب هو أن تسرح شعرها من أجل اللقاء ، أو نزهة في جزيرة، ومراقصتها على متن غيمة بيضاء كقلب مُحمد. لذيذٌ هو الحب، لحظات الإشتياق، دموع الوله، رعشات القلب، ومفردة الاستعمار الأولى "أحبك" من كنفاني إلى غادة السمان، نابليون إلى جوزفين، كافكا إلى ميلينا، فرانسوا إلى آن، بيتهوفن إلى المحبوبة الخالدة، كيتس إلى فاني، نابوكوف إلى فيرا، همنجواي إلى مارلين، جبران إلى مي زيادة.

وأنا إليكِ... الحبُ مصيدةٌ جميلة، سجنٌ رائع، عذابٌ محمود، بئرُ يوسف، ومطرٌ على بيت بلا سقف امسكِ يديَ، اقتربي نحوي، انظري إلى عينيَّ ، إن رأيت الحب يمضي نحوكِ؛ اهربي، اهربي بسرعة يا فتاة ، فالحب سلاح فتاك يدمر الروح ويحتل النبض ويزيد من لهيب الجمر بين الضلوع .

تحياتي 

الجمعة، 26 مارس 2021

رباه كان حلماً

 


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان ( رباه كان حلماً )
 

تردد وتقول  بينها وبين ذاتها والحزن يسكن بين أعماقها * كان أمرُ الرحيل محتوماً * كأن القَدر لم يَكتب لنا البقاء معاً !

فذهبت مهرولة تتعثر بخطاها السريعة متجهةً إلى غرفتها ، نظرت بلحظة شرود وبدأت تلملم جميع أغراضها كي لا تخترع حجة لتذكرها بما يئن بين نبض الروح ، ولكن رغم ما يسكنها من ضربات إلا أنها وضعت له بالمقابل قلبها ، الذي تمرد كثيراً عليها ورفض بشدة تذوق مرارة النسيان ، فما كان أمامها إلا أن تتركه لكي لا يذكرها  به !

وتوجهت ناحية باب غرفتها ، حقيقة إن الأمر أشبه بإفراج لسجين عشق سجنه فلم يشعر بسعادة تحرره! في كل خطوة كانت تخطوها تجر معها أذيال الحنين ، تاركة له حفلة البكاء التي سيقيمها بعد ذهابها ، وقبل أن تغادر نظرت له والدموع تملأ عينها كما أنها شخص لا يبالي ، لقد كتمت الضعف والشوق والحب بداخلها .

فهى لم ترغب في التفوه بكلمة واحدة خشية أن ينطِق الضعف بالنيابة عنها فيتجسدها ويسيطر على ذاتها ! فلمست بيدها الباب وفتحته وكل آه خارجة منها تكاد تمزق روحها ، ولكن أمسكت بيدها الآخرى وبصوت حزين كاد أن يرمم مشاعرها قالت لنفسها  "عودي لي يا نفسي !"

غريبة تلك الحياة ! أحقاً حين نكتب الوداع في أسطر حياتنا نحاول محي ما خطه القلم؟! تمهل قليلاً يا قلبنا لا تتحدث! دع غيرك يتقن الكلام، آن الأوان ليتحدث كبريائنا ! 
 

بتلك اللحظات كساها الجنون والخيال الذي جعلها تتخيل كما أنه أمامها ونظرت له بذات النظرة الأولى بينهما وقالت له "دعني وشأني" وأزلت يدها وأكملت طريقها ! لكن للأسف لم يتقبل قلبه فكرة العيش وحيداً فلحق بها وتعقب قلبها ! ووقفاً معاً في منتصف الطريق وقال لها "عودي وسأرمم كل شيء، فقط لا تتركيني!"

ما أروع ذلك الخيال الذي سيطر على ذاتي لكنني رغم أن هذا الأمر خيال وأنا من إصطنعته ، إلا أنني شعرت كم أبدو أنانية وقاسية حين قلت له "علاقتنا كالزجاج والزجاج لا يرمم إن كُسر!" فحاول مراراً وتكراراً معي ، ولكن دون جدوى! 
 
غريبة أنا حقاً حتى بخيالي ! فماذا سنتوقع من امرأة استوطنها الكبرياء ، حتى بخيالي لقد ابتعدت وتركته في منتصف الطريق يتهامس مع أوجاعه ، فكان ينظر لي وكأنه يعلم بأن قلبه ما زال يتلفت لي ! والمفاجأة أنني توقفت فجأة ! فزاد اندهاشي ماذا حل بي ؟ فهذا الخيال جعلني أشعر بأنني مجنونة وبحاجة ماسة للعلاج ، نعم لقد توقفت قدماي وأقسمت ألا أطاوع عقلي ! ومن دون شعور مني نظرت عيناي إليه .

فكانت المفاجأة عندما نظرت وجدته ماكثاً على ركبتيه فأبى الذهاب وحده من دوني! ماذا بي؟ وماذا أصابني ؟ لما قدماي تجرني إليه ! كأنها لا تعلم سوى الطريق الذي يُؤدي إليه ! فأصبح كل ما فيني يتسابق ليصل إليه ليمسح الدمعة التي رسمت في خديه ، وقبل أن أصل توقفت ، وبدأت أردد بصوت عالي هنا وهناك وصوتٌ قوي أخذني مني! رباه إنني راضية لأعيش كل الأوجاع ، ولكن لا تذقني وجع فراقه .
 

آآآه .. أنا وأنت ومفترق الطريق ثالثناً والخيال يتملكني والدموع تغطي وجهينا وأيدينا! أأصرخ أم أبكي أم أُعاتب عنادي؟! صفعتُ نفسي كي تبكي لمَ السكوت ألا تستحي! بذات الصدمة وضعتُ رأسي على صدرك الذي ينبض ويزيد من ضرباته وأغمضتُ عيناي والدمع تخنقهما! فتحتهما مجدداً لأرى نفسي نائمة في سريري فاستيقظ وصوت الهلع ينطلق مني! وبخوف مني ممزوج بتعجب تسألني روحي ، فأضمها إلى صدري .

وبعدها أصرخ بأعلى صوتي "رباه كان حلماً! أُقسم لك بأني لن أدعك ولن أسمح للكبرياء بأن يتحدث مجدداً".  
 
 
تحياتي 

الخميس، 25 مارس 2021

أنين غريب


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (أنين غريب)
 
أشعر أنه مضى على عهدنا زمنًا طويلًا... لم أدرك أن الوقت يمضي كما سلحفاة تسير ببطء شديد لتزيد من آنين هذا القلب وتقتل الكم الهائل من الذكريات والتي تحاصر القلب والروح دوماً ، وكم جاهدت من أجل مصارعة الوقت ، والقضاء على هذا الجنين الذي يسكن بين أحشائي ، وكم حاولت تسميم تلك الذكريات بالبعد طويلاً ، والهروب إلى حيث العالم الآخر ، عالم لا يوجد به إلا تلك الروح التي تسكنني ، لكنني لم أدرك جيداً انه حقاً مضى زمناً طويلاً لم نلتقى فيه منذ إشتدت الأوبئة وإنتشرت.

فذات مساء، وأنا منفردة بإحدى زوايا الحياة أتناول بعض السطور من كتابٍ بلا عنوان، وبالأصح بلا غلاف ، أخذتُ أفكر بك... ! أقصد بتلك الأيام التي ما كانت تخلو من تَجَمّعنا! توقفتُ عند أبوابِ الذكريات محاولة عدّ خطاي إليك، خُطاي البائسة! فوجدتُني خرجت منها بدونك مجددا، كما أنا الآن فارغة منك أبداً .

تُرى من منا خذل من؟ من منا نسي من؟ من قتل من؟ من منا كسر جناح الآخر؟ حتى حصل كل هذا الجفاء والبِعاد بيننا ! كنت أنا أطوقك بالدعاء بينما أنت تنظر إلي من علو السماء ، تجلس على سحابة بيضاء، تلتف حولك الكثير من النجمات وكلاً منهما تحاول الحصول عليك ، تارة أراك تبتسم لتلك النجمات التي تطاردك بكل شغف وجنون ، فيشتعل لهيب الجمر بين أحشاء روحي ، وتدور التساؤلات اللعينة بداخلي ، والتي لا تخمد إلا بجبروت قاتل من داخلي يردد لها كفاكِ .

وتارة أراك تبتسم إلي وتكتب وترسم بأطراف أصابعك كوخًا ذو نوافذ واسعة! أتعرف كم أحب ذلك ..؟  وأنا أطرح على نفسي السؤال ذاته: ترى كم بقى حتى نلتقي، حتى تتحقق وترافقني جنبا لجنب على هذه الأرض الخضراء النصف خريفية! ثم أجدني أدعو وأواصل أنا الدعاء مكررةً "اللهم أحلامي، اللهم حققها" هكذا أُلح وأكرر ، وهذا تناقض يجعلني في حيرة من أمري ، أشعر حقاً أنني مجنونة وتحتاج لمصح حتى تتوازن تلك الأمور بداخلي.

فغريبةُ أنا أردد أيتها الأحلام: ماعدتُ أبحث عنك ولا أحاول الوصول إليك لكنني مع ذلك تركت كل الأبواب مشَرّعةً لك علك تأتين في وقتٍ ما، قبل أن يشيب القلب فوق المشيب! لم أعد أحسبُ المسافات الفاصلة بيننا، ولم يعد لك مكانا فارغاً فكل الأماكن إمتلأت بك ! لا تسألني ما السبب! وما الذي جعلني بهذا الشغف المغلف بأنين غريب لا أعرف أين مبتغاه ولماذا تسلط مني ؟

فالانتظار عذاب تدريجي مستمر يكسر العظام عظمةً عظمة، ثم ينتقل إلى القلب لينهي شِغافه هضمةً هضمة ، فكم أود أن أعتقك من دعائي ، وأتركك لتلك النجمات الشاردة والتي تحلق فوق سماك ، لكن ذلك الحبل المتين الممتد بيننا، يزيد من تمرد قلبي ، يزيد من الطغيان على ذاتي .
 
 فأصبحتْ صلواتي كلها تردد باسمك، وأصبحتُ أنا كما مريضة لا تجد الدواء الا بك! فما أجمله من شعور وما أحسنها من خفة حين تمضي لحظاتي كلها بك ولك ، رغم قسوة إنتظار هذا الحلم الذي أشعر لحظات بأنني إريد أن التهمه ليضيع الغياب ، ورغم هذا الآنين الغريب الذي يعيش بداخلي إلا أنني أردد ما أروع هذا الإحساس الذي يتملكني ، رغم غرابة الإنتظار .

تحيتي


الأحد، 21 مارس 2021

ضريبة النبض

 


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (ضريبة النبض )
 
في أوقات ما يُلازمنا الشعور بالانكسار لكن في كل خيبة توقعنا أرضاً نُعاود النهوض مجدداً ، فعندما نُكسر وحدنا ننحني بمفردنا ونتألم بمفردنا ، تبكي قلوبنا قبل أعيننا ولا زلنا بمفردنا ، رغم ذلك نستقيم مجدداً لا رغبة لنا بأحد في وسط زحمة آلآمنا و إنحناء ظهورنا فرغم كل ما أوتينا من هشاشة لايحق لنا أن نميل فهناك من يتكأ علينا.
 
وعندما نوشك على الإنهيار تحت ضغوطات الحياة نريد أن نترك كل شيء وراءنا ، لكننا لوهلة نتذكر أن هناك من ينتظرون عودتنا فننهض لنقاوم من جديد هذه هي ضريبة أن نعيش من أجل غيرنا!
 
 نعلق كل شيء على الدنيا ليس لانها أوجعتنا لكن لأننا نهرب من أن نواجه أنفسنا بما نشعر فنسكت مشاعرنا بأنها ليست المتألمة إنما الذي يتألم هو شخص آخر فأصبحنا نتألم ليس لانفسنا بل لألم الشخص الذي تخيلنا انه سيتألم عندما نتعب، ولكن في الحقيقة ليس هناك من سيتألم علينا .
 
 فنحن من نواجه الحياة التي نعيشها من أجل غيرنا! الجميع سوف يقولون لنا كونوا بخير ولكن لا احد سوف يعيش ما نشعر به، نحن ادْمنا تقمص دور المظلوم ، لأن هذا ما نشأنا و كبرنا عليه أننا سنواجه صعوبات الحياة التي واجهها من روى لنا هذه الحكايه، فحملنا عجزه ومعاناته في دواخلنا لم نكن نعي مامدى تأثيرها علينا ! ولكن ها نحن نعيشها بكل تفاصيلها والمؤلم أن الجميع قد تبرمج عليها! 
 
أعتقد أنه آن لنا أن نعيش لأنفسنا فالكثير ممن وعدونا بالبقاء قد ذهبوا وبقينا نحن نعزف ألحان أوجاعهم على أوتار حياتنا، متى سنستيقظ انه لن يبقى معنا غير أجسادنا ولن يفارقنا بعد موتنا غيرها! فأنفسنا ستذهب إلى عالمها وأجسادنا ستفنى بين التراب، هذا كافي أن ننظر بوعي لحياتنا لنفعل ماتحبه أنفسنا لنعيش من أجل أنفسنا لتكون أهدافنا نابعه من دواخلنا نحققها لنستمتع .
 
نحن في رحلة حياتنا المادية، علينا أن نغير من داخلنا وإعادة النظر في كل تفاصيل الحياة ، لن يحبنا أحد اذا لم نحب انفسنا ، وكيفما سنعامل أنفسنا سيعاملنا الآخرين! لذلك لنستمتع بلحظاتنا التي نعيشها فقط،،، لاتقاوموا مشاعركم تقبلوا كل شيء عبروا أحبوا وتحرروا... فالحياة ليست مضمونه لأحد لا نعرف غداً سنستيقظ من نومنا أم لا.
 
تحياتي 
 

السبت، 20 مارس 2021

مداعبة قلبين


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (مداعبة قلبين )
 

قال لها ذات يوم وهو ينظر لعيونها الفاتنة .. لا تنقذيني من فتنة عييناك يا فتاة ، فكم أعشق الغرق بين نظراتها الجامحة ، فهى تشعرني بالحياة ، تجعلني كما جندي عائد من الحرب ومنتصراً والحب يتملكه ، والجنون يقتله أمام فتنة عيناك ، ويزيد من لوعته ليردد لها يا ملاكي لا تتركي يدي ...  فأنا متعطش لمسة دفاك ..
 
فأجابت والخجل يرسم خطوطه بين وجنتيها ..لا يمكنني أن أتركك ، فحبي لك تمرد على قلبي وجعلني عاشقة لسهام قلبك ، فهى كما رصاصة اخترقت جدار قلبي ، وعصفت بخافقي لتعلن تمردها .
 
فأجاب لا تتوقفي عن حبي ، فحياتي إبتدأت بك ، ولا يمكنني أن أعيش لو فعلتي ذلك ،ليكن وجهك كل صباح في حياتي ، ولتكن عينيك كل ليل في عمري ، ليكن قلبك وطني يا سيدة قلبي وحياتي .
 
قالت له قلبي لا يكون قلباً إلا بك ، أرأيت قلب دون نبض يا فتى !؟ فحين نلتقي ونتعانق بالروح والجسد ، وحين نشيخ ويجلس أحفادنا حولنا ليتناثروا أجمل القصص ، سأروي لهم يا فتى كم كان جدهم مجنوناً .
 
قال لها يا فاتنتي لا تنسي أن تروي لهم كم كانت جدتهم فاتنة ليفهموا سر جنون جدهم ، لا تنسي يا عاشقتي تروي لهم كم جننت بعشقك ، فقبلك كانت حياتي عدم ، وكان الآنين رفيقي والمر طعمي ، والآه تشعل براكين قلبي ، فأتت عاصفة حبك أثارت جنوني ، وجعلتني إنساناً أخراً ، عرف معني الحياة ، تذوق لذة الحب ، فمنذ رأيتك بروحي إشتعل لهيب الجنون بخافقي ، وما عدت أدرك إسمي ، وتاهت نظراتي بين الجميع ، وكأنني أصبت بزهايمر النسيان ، فأصبح الجميع أمامي يحملون طيفك ، كلما ناظرتهم أصابني طيفك ، لأفتن بك ، وأردد إسمك للمارة ، لا تنسي أن تروي لهم جنون عشقي .
 
قالت له ستروي لهم ذلك بنفسك ، وتحدثهم عن سر تعلقي بك ، فمنذ شعرت بك أصبحت كما شريدة ، تبحث عن غصن لها ، تطوف بين الأغصان ، هارباً لك ، تبحث عنك بين حروف العشاق .
 

قال لها حبيبتي إعذريني سأكون مشغولا حينها بالنظر اليك .
قالت له لن تحب النظر الي في ذلك الوقت .
قال لها سأحبك حتى أخر ثانية في عمري، حتى والتجاعيد تملأ وجهكيا فاتنتي ، وسأعشق تجاعيدك تلك ، فكل تجعيدة تدل على ضحكة ضحكتها معك وبك ، فالتجاعيد توثيق اللحظات التي عشناها معاً وسوياً على وجوهنا .
وكم هى غالية لحظاتي معك يا ساحرة الأجفان .
 

 
تحياتي 


الاثنين، 15 مارس 2021

أردت أن أحبك


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (أردت أن أحبك)

لم أكن أريد التهرّب من الحب معك أبداً،
ولم أنوِي مسبقاً رفض حبّك ،
لكني أردتُ أن أحبّك،
بطريقة لا تصيبني بالسوء ولا ترميني إلى الهلاك ،
أردتُ أن أحبك في مكان أستطيع أن أندفع فيه بأي شيء معك،
أن أقول ما أريده دون أن يتعرّض لي أحدهم بحرف أو بهمزة،
بمكان أستطيع فيه تقبيلك متى ما أردت،
واحتضانك حين أرغب،
مكان لا أحدَ فيه ينتظرك،
و لا أحدَ يحدّقُ فيه بك ،
أردتُ أن أحبّك في زمن آخر،

زمن يتوقّف حين نرقص معاً،
ويعود للوراء حين تلفظ "أحبك"
زمن أتواصل فيه معك بالعين والأذُن والفم ،
أردتُ أن أحبّك دون أن أشعر بأي غصّة،
دون أن أغضب بسبب شيء أحزنك أو أسبّب لك المتاعب ،
أردتُ أن أحبك دون إخفاء ذلك،
أن أزهو بك، 
 
أن أخبر كل من أراه أمامي بأني أحبك،
أن أفعل ذلك دون أن يكون عار وإثم أو فعل مُحرّم ،
أردتُ أن أحبّك بحرّية وتمرّدٍ واندفاع دون قيود وقوانين ،
أردتُ أن أمنحك كل شيء لك بداخلي
فأنا إنسانة معطاء وعاطفية وحساسة وغيورة وريفية
حين يكون الشعور من قلبي
وهذا العالم بداخله قيود كثيرة،
وأصوات نشازة عديدة،
ويسير بنمط رديء هذا العالم متطفل جداً 
مكان لا يليق أبدً بأن أحبك فيه 

تحياتي

السبت، 13 مارس 2021

إنسانة ببلومانية

 


أسعد الله مساكم بكل خير

زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا )
حروف اليوم بعنوان ( إنسانة ببلومانية)
 

مررت بمراحل وأشخاص كثر بحياتي ، قد لا تعد ولا تحصى فهناك من يردد على مسامعي دوماً بأنني إمرأة متجبرة ، تحمل من عناوين القوة والتحدي الكثير رغم هشاشة داخلي ، وهناك من يطلق لمجرد أنني حاولت المكوث بعيداً لوحدي وبعالمي الخاص بأنني إمرأة متمردة ، قد لا يعجبها الحال ونظرتها لا تميل إلا لذاتها وغرورها وغيرها الكثير من المصطلحات التي باتت تسمعها أذاني وترددها شفاهي .

ربما أكون متمردة ، عنيدة ، صبارة ، لكنني تعرضت بتلك الحياة لرياح عاصفة جعلتني أكتفي بذاتي وكياني ، رياح قد تكون بيوم من الأيام جعلتني أعيش وأتعايش مع الحزن كأنه قدري المرسوم وحياتي التي لا مفر منها ، رياح عصفت بي بشدة ورغم ذلك لم يشعر أحد بتأثير تلك الرياح على خافقي ووجداني .
 

دوماً كنت أصرخ بصمت قاتم ،أحاكي الليل كثيراً ، أناجي ربي بكل لحظة من اللحظات لمساعدتي بالتمرد على هذا الوجع الذي يسكن بين الضلوع وينخز بالقلب كما خنجر مسموم لا يريد أن يتركني الا قتيلةً ، لا أدري حقيقة ما هذا الشعور والتناقض الذي يعيش بداخلي ، تارة أشعر بين الحق الكبير لدى بعض الأشخاص الذين يصفووني بالتمرد والقوة وبنفس تلك اللحظة أشعر بالحزن الكبير لأنهم لا يدركون ما بداخلي ولا يعرفون بأنني هشة جداً وإلى أبعد الحدود .

ربما أختلق القوة بشخصيتي من أجل إبعاد الجميع من حولي ، لأكتفي بذاتي ، وهناك من يقترب من همسي وحرفي فيظن بأنني إمرأة نارية وقد تكون إمرأة مثالية ، فقد ألتمس لهم العذر بذلك لأنهم يقرأوون حروفي وصدى وأنين همسي ، ولا يشعرون بهذا القلب ولو أنهم إقتربوا منه لوجدوا فيضاناً وربما بركان لو إشتعل لإفتعل حريقاً ، فأنا لست امرأة مثالية كما تظن ويظن البعض
 

ربما أكون إمرأة صعبة المنال والقرب منها كما القرب من حريق بركان ، فأنا أقضي جُل وقتي بالكُتب والروايات وبين أوراقي وأقلامي ومكتبي الصغير وغرفتي ومؤنستي الوحيدة ، لدي هوس تجميع الكتب وقرأتها وإحتضانها بلحظة أشعر فيها بالإختناق من تلك الحياة ، فهى تساعدني كثيراً وتسافر بي إلى عالم أخر حيث الجمال والخيال والشرود ، حقاً إنها من تستطيع على إخراج تلك الدمعة الغارقة بين العيون ولا يراها إلا سواد الليل ، وأرواق الكتاب المفتوح أمام ناظرها.

فأنا قد أكون ببلومانية بامتياز، أعتزل كثيراً العالم والأشخاص ، أرفض المحادثات الطويلة من أشخاص كثر وقد أميل هنا إلى تناقض رهيب بين ذاتي وخيالي الذي أحياناً يجعلني أشتاق لمكالمة طويلة الأمد رغم رفضي لها ، أرفض الثرثرة بلا فائدة، قد أكون مزاجية لأبعد الحدود فأنا متقلبة كالطقس في تشرين الثاني، لذا لا تدعونني بالمثالية أو المرأة الخارقة، أنا اليوم أعشق الجلوس أمام منظر الأشجار وصوت زقزقه العصافير ، غداً أكره الجلوس أمام بستان محمل بالخضار ومزين بأجمل الأزهار وأميل للهروب بعيداً حيث لا يوجد خضرة ولا زقزقة عصافير .

ربما بيوم ما  أخبرتك لا أحب الخروج لأحد المطاعم ولا زلت تدعوني على احتساء فنجان قهوة بذلك المطعم ! لذا كف عن قولك أنني امرأة مثالية، رُبما أخطط للخروج والتنزه بعيداً وبلحظة ألغي خططي كلها وكأنها لم تكن ، فقط لأنني أعتمد على حدسي القوي، أنا امرأة مجنونة بعض الأحيان! بل دوما مجنونة كما يطلق عليا من يقترب مني ويعرف طبعي ، ربما أستيقظ من نومي فجراً لأشتمك بسطر أو سطرين! يروقني ويجعلني سعيدة هذا الأمر جداً.

لذا أحذركم وأحذره للمرة الأخيرة، لا تقل لي أنني امرأة مثالية، إن حاولت فهمي والخوض بأعماقي وذاتي ستفر هاربًا لكمية التناقضات الموجودة برأسي، فأنا دائما ما أتأرجح بين نعم ولا ، هل أدركت الآن أنني أنثى عادية جداً لا تحمل بداخلها إلا لقب إنسانة ببلومانية.
 


تحياتي 

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...