صباح محمل بنسائم الحب لكم جميعاً
صباح تغرد فيه العصافير نحو الأمل القادم
صباح الخيرات والسعادة لكم أسرتي
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (بحر عميق )
كلما
أرهقتني العواصف والتحديات ونالت مني الحياة لجأت إليك محملة بأثقال
العالم ، ووقفت أمامك مفتوحة الذراعين ، منهكة القلب ، سجينة الأقدار ،
دفينة المشاعر ، محترقة بالآنين ، أناظرك بعين ملأتها الحيرة وسيطرت عليها
التساؤلات ، وأسرح بعالمك المخيف والعميق والغريب ، أتوه بين صوت أمواجك
التي تصهل بأذني كما تصهل سيوف الحرب ، أغرق بالتفكير عندما ألاحظ قوتك
وأنت تناطح الأمواج بميائك العالية ، ولا يتركني الذهول عندما أراك تعطي
بكل قوة وسخاء ، تخرج من أعماقك ما لا يصدق.
تبحر
بك سفن الغارقين والمحبيين والعاشقين والمجهدين والغائبين ، تحتضن الجميع
وسطك بكل حب وتعطي بسخاء بلا مقابل ، كم أنت بحر عميق ، كثيراً ما أرهقتك
العواصف العاتية وإشتدت عليك رياح البرد ، وخنفتك ممرات السفن لكنك لا تشكي
الألم ولا تظهر الآنين ، وكلما أطلت النظر إليك رأيت عصافير الحب ترسم
إبتسامتها على رمالك وتنقش العطاء بصوت زقزقتها المتفردة ، والشمس تسطع
بنورها المائل للجمال وقت الغروب وتعكسه على لون سمائك الأرزق ليتموج لونك
بلون الشمس فيزداد عشقي لك .
ليجعلني
أتوه مجدداً بك وأردد كم أنت بحر عميق ، فتجعلني أزفر التناهيد المتراكمة
بداخلي من خلال جسدي الشاعر بالألم والأحزان كلما نظرت إليك ، تماماً كما
تفوح رائحة الشياط من القدر المحترق ، فتلمس وجداني مباشرة وأشعر أنها تلسع
أذني وتقرص روحي بأصابع سخنة جداً وتجعلني أعيد التناهيد مراراً وتكراراً
وكلما زادت تناهيدي زادت بلسعتي كأنها تريديني أن أثوب عن تلك التناهيد
وأستنشق الحياة مجدداً ، وأخذ العبرة منك أيها البحر العميق .
رغم
أن الحياة
كالبحر تعطي بسخاء قاتل ، وأيامها كأمواجه العاتية مرة تقذف بناً للخير
وأخرى تقذف بناً للحزن والتعاسة ، ونحن في تلك الحياة كالمسافرين تبحر
بناً الأيام لا ندري
أين تضعناً فيوم شديد كأيام شديدة ويوم هادئ كأمواج هادئة ، قد نسمع أخبار
مفرحة
كنسيم البحر العليل ، وأخرى محزنة كالعاصفة الشديدة السفر في البحر ،
فيبعدك عن
أحبابك وهكذا الأيام تبعدك عمن تحب وتجمعك بمن لا تعرف، لكن رغم ذلك أشعر
بأن البحر عميق وقادر على التحمل أضعاف مضاعفة مناً نحن البشر .
نعم
أيها البحر العميق فقد ملأتك قوة الله لتثبت فراغ الأرض لأهل الأرض ، ليس
فيك ممالك ولا حدود ، وليس عليك سلطان لهذا الإنسان الغرور الذي لا يملأ
عينه شيئاً بتلك الحياة ، فرغم ما تتعرض له إلا أنك تجيش بالناس الكثيرة
ولا تمنع أحداً وتجيش بالسفن العظيمة التي تمر وسط ميائك كل يوم وكل ثانية
وكل لحظة شروق شمس وغروبها ،كأنك تحمل من هؤلاء وهؤلاء البشر قشاً ترمي به .
بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
تحياتي