السبت، 28 مارس 2020

طفل الوطن


 
مساء محمل برائحة الوطن والحب لكم
مساء السعادة والياسمين لكم جميعاً
أتمنى من الله تكونوا بألف خير وسعادة
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروفي اليوم بعنوان (طفل الوطن)
الصورة

منذ سنوات ولهفتها مغلفة بالأماني والدموع لطفل يشعرها بأنوثتها ، فكانت تسبق مشاعرها ودموعها بكل لحظة من اللحظات ، فكان حلماً يروادها كلما غافت الأعين لبعض الوقت ، وإطمأن القلب وهدأ بعد الخفقان السريع لنبضاته ، تشعر بأن حلماً جميلاً سيأتي ويمحو كل تلك الآلآم التي عاشتها البلاد والقلوب ، وأذرفتها العيون بدموع منهمرة كما السيول الجارية التي لا يردها سبيل .

فقد عشقت هذا الحلم ورسمته بذاتها وكيانها ، وأصبح شغلها الشغال ، كم كانت مشتاقة بالفعل لهذا الملاك الذي حتماً سيغير التاريخ والوطن ، وسيعمر البلاد من جديد ، ويرسم علي أركانها لحظات البهجة والسعادة والتحدي ، خصوصاً بعد أن تعرضت تلك البلاد إلى دمار وخراب شامل كسد وحصد كل ما إعترض أمامها ، لدرجة أن روح الأمل إنعدمت في قلوب الكثير من أهل البلاد ، وكاد الفقر واليأس والمأساة تحل محل الفرح والإبتسامة .

حتى أتى ذلك اليوم التاريخي في حياة البلاد ، وشعرت تلك المرأة بخفقان يجري داخل نبضات قلبها ويدق بكل حب ، شعرت بأن ملاكاً يسكن ويتغذى داخل رحمها ، فرحت وغيرت حياتها وأدخلت الأمل والتفاؤل ، فحافظت على هذا الحلم بروحها ، حتى حان الموعد ، فكانت صرخاته كما الشهد المتقطر عذوبة ، فكانت ملامحه البريئة تدخل لقلبي وتعيد له الحياة من جديد .

الصورة

تلك الفرصة منحتني الحياة ، خصوصاً بعد تلك المعاناة التي تعتصر بكل قلب مكلوماً داخل الوطن ، وهذا الطفل البريء مسح على قلبي بيد من الرحمات حانية ، تبعث بأشواقه إلى أعراس قلبي ، بوجوده الحياة أصبحت كاللؤلؤ المنثور ، فهبت حقاً على قلبي المكلوم رياح البهجة والسرور ، تطوي ضحكته مجدداً بين طيات وسائدي وحياتي، وكأنه يقول لي بضحكاته البريئة البلاد ما زالت بخير .

فرحتي لا توصف ، بالكاد كلما إخترت له إسماً ، توهت فرحة وتاهت دروب سعادتي بملسمه الناعم الرقيق ، فأصبحت أحرف إسمه تتقافز مني مكدسة فوق بعضها ، كل حرف يسقط مني فوقه قليل مني فيتمثل على قدر أساي علي وما تعرضت له ، غير خوفي الشديد على هذا الميلاد الجديد ، فكلعين ثائرة بحب الوطن محتوم عليها أمر الإعدام والتعذيب ، فأصبحت بحيرة بين سعادتي وحزني ، كيف أمكن لبعض شتاتي وتمتماتي وخوفي الرهيب أن يفسد جمال الحروف في إسمه ، فهو إسم شامخ بحروف الوطن ، عنيد كعود شجرة الزيتون ، مثمر بحب الجهاد ، نابع بمعنى الحرية ، إسم كهذا لطفل الوطن حتماًسيأتي عليه اليوم ليصبح متقلباً بين كونه موتاً ومأساة ومعاناة وملاذاً لي في الوقت ذاته .


الصورة

حقاً يا أصدقائي تلك هى المعاناة الحقيقة التي نعيشها ونتعايش معها ، نعافر ونكافح من أجل حرية الوطن ، وأحلامناً بهذا الوطن العربي بسيطة جداً ، كما بساطة حمامة السلام التي تحمل راية الحب والهدوء ، لكن للأسف الشديد عندما يولد طفل في الوطن العربي وأخص بالذكر فلسطين الأبية ، الشامخة ، صاحبةالتحدي والصمود في تلك البلاد لا يأخذ هذا الطفل حقه الإنساني ، ومن أول ظهوره للعالم تقف الأم مكتوفة الأيدي وينظر هذا العالم بأكمله له نظره إجرام وكأنه كتب على جبينه ممنوع الحرية والسلام ، ومن هنا نجد أنه يجب على العالم بأكمله أن يقف دقيقة صمت حداداً على مستقبل هذا الطفل .

كم أحزن وأعيش مرارة الألم والقهر عندما أري بلدي بهذا الحال ، محاصر من جميع النواحي ، يكافح ويكابد ويعاني من أجل الكرامة والعيش ، ولا يكتفي الأمر بذلك بل أتجرع الآلم والحزن عندما أرئ أطفال بلدي يعيشون بتلك الحياة وهم معذبون ، مقيدون ، أسرى ، جرحي ، شهداء ، معتقلون ، محاصرون ، ليس لهم أي حق أن يعيشوا السلام والهدوء ، ويحصلون على كافة حقوقهم الإنسانية كباقي وسائر الدول .

الصورة

لا أدري حقيقة لماذا كتب على أبناء بلادنا هذا القهر والحزن ، لماذا يكتب على هذا الطفل من أول ظهوره للعالم بأن يعيش القهر والذل والهوان ، يتغذى منذ طفولته على القهر والحرمان ، كل طفل منذ ولادته يعيش بجو من الهدوء والسعادة ، إلا أطفال فلسطين ، يولدون على الحصار ويشربون حليب الشهادة ، وكلما شاب سناً أدمن حليب الجهاد والشهادة ، وأصبح النضال يضخ بنبضاته ، كبر على مواجهه العدو ومقاتلته بكل الطرق ، حرم من التعليم والحرية والأمن .

فكم نعيش مرارة المأساة ، ونتجرعها بكل لحظة من اللحظات ، نحزن عندما نرى أرض الحكمة تفتقد إلى الحكمة في بلادنا ، بل العالم أجمعه عندما يجتمعون على محاصرة بلدي ويتفرجون عليها بعيون صامته ، وأفواه تتناثر منها المصالح ، والغذر والخيانة مغروسة بقلوبها ، فيقمون ببيع البلاد من أجل المصلحة الخاصة ، يتقاسمون غنائم البلاد بكل جبروت وقسوة ، يرون مناظر تشيب لها الرأس عندما تودع كل أم فلذة كبدها وهو ملطخ بدماء الشهادة ، ولا يرف لهم جفن بل العكس تمادوا وتمادوا ، حتى وصل بهم الأمر إلى أن باعوا تاريخناً وتراثناً مقابل إبتسامة ماكرة لعدو غاشم وظالم .     

فماذا نقول وماذا تقول تلك الإنثى التي حلمت منذ سنوات أن يأتي طفل الوطن ، ليغير من حال الوطن ، ويجعل الوطن يعيش حالة السلام والهدوء ، لكن للأسف الغدر والخيانة ملازمة لأصحاب المصالح ، فبعد أن يكبر ويزدهر ويترعرع طفل الوطن ، تأتي بكل قوة وجبروت قذيفة العدو لتحصد هذا الثمر ، وتجعل تلك الإنثي تتجرع الألم مرة أخرى ، وتزيد من آنين وصرخات كل البيوت الموجودة بالبلاد ، لكن هناك أمل يقول بأنه طالما النفس موجود سيأتي حتماً بقدرة الله ، طفل الوطن التاريخي الذي سيحرر هذا الوطن من هذا العدو وهذا الجبروت الغاشم ، والآن لا نملك سوا الدعاء ربي أنت أعلم بكل مايدور ولا يخفئ عليك الحال اللهم ارحمنا برحمتك .   

بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 

الجمعة، 27 مارس 2020

ادلعى يا كرونا .الخمسينى.

رن واتس عندى فجأة كان صديقى الخمسينى

 يشكو السجن الاجبارى من فيريس الكرونا

بعد السلامات وارتداء الكمامات والكفوف 

 قال لى العجب أود مشاركتكم بحديثه

اترى يا صحبى أن كرونا مدلع كتير

 لا يأتي إلى البيوت ولا يعطينا أهمية أصلا



طبيب سعودي يرد على مخاوف وصول "كورونا" إلى المملكة

لازم  احنا نطلع من بيوتنا حتى يتنازل ويصيبنا

 فمن اشتاق لعناق كرونا ليطلع من داره

ويعمل زلمة سوف يتلاقى مع الفيروس بقهوة

 أو بحضن من صديق عاد من الخارج

تعرف يا صاحبى أتعجب والله أنا أتابع فتوة العالم

 ترامب أبو حنان يبكى من فيريس 

أخيراً يصرح نتضرع إلى الله عجباً أخير 

عرف الله ترامب الخواف من فيريس كرونا

بعد ما هدم القيم بلاد الحرمين من اتباعة هناك

 وتجدد الخطاب الدينى دمروا قيم الاسلام

وأصبحت الخمور والمراقص بديلة على حلقات الذكر 

وإحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم

حتى اغلاق المسجد النبوى ومكة الشريفة خوفاً من كرونا المدلع 
بالصور| مسار رحلة فيروس كورونا في جسم الإنسان من الإصابة وحتى الخروج

هز صورة من كان يحكمون بازعرنة والمنشار والتفاخر بالقوة 

أين هى قوتكم ؟

هل نسيت ترامب إعطاء القدس الى من لا يرعاها 

تذكرت يا صاحبى شيء مهم كمان من أعطوه وعد بلفور الانجليز

المدلع يحصد أكبرهم رئيس وزراء وولى العهد وابنة 

وأظن كمان الملكة بالطريق

نسيتم ما فعلتوه بالقدس الشريف وتفيت القيم بأرض الاسلام

تعرف صديقى أن القران الكريم يسمع بمعظم أنحاء

 أراضي فلسطين المغتصبة

التى احتلها الاسرائيلين خوفا من كرونا 

والنت ياهو مختفى أظن بالحجر الصحى يتونس مع سارة

لا تظن صديقى انى فرحان فيهم بل أريد سؤالكم 

أين قوتكم وعنجاهيتكم ورجولتكم الزائفة

كرونا لا يفرق بين عبد وملك ولا يفرق بين غنى وفقير

 بكل أنحاء العالم ينتشر وبقوة

أين قوتكم النووية وصورايخكم وظلمكم وطغيانكم

 وأنتم جالسون متل القرود داخل أقفاصكم

اختفيتم كلكم خوفا من فيريس يقتلكم باذن الله

 ويظهر ضعفكم قل تتقوا الله فى أنفسكم وشعوبكم

وأغلق الجوال ونام

سفن الراحلين





صباحكم تلاوات من نور تسعد قلوبكم جميع
وأهزوجة فرح تعم الأجواء ومنابع الجمال تزداد بكم
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (سفن الراحلين)


شاب الرأس ، وإنتشرت خصلات الشعر الأبيض وتكاثر بقاع الرأس ، وتجعدت معالم الحياة ، وأصبحت مجرد خطوط وهمية تسري بالجسد وتظهر ملامحها بكل قوة ، وعجزت الروح عن إكمال المسير وإستكانت ، وذبل القلب من آنات باتت تحرق الروح وتشعل لهيب النار بذلك القلب ، والعيون مازالت باكية على مجهول غاب ولم يعد ، ما زالت متربصة بعين الأمل والتفاؤل لتنتظر قدوم هذا البعيد .
منذ سنوات عديدة وأنا جالسة أنظر لتلك السفن الراحلة ، التي تحمل بجعبتها الكثير والكثير من الأسرار والأشخاص ، فهنا بتلك السفينة الراحلة أودعت فلذة كبدي ، فقد كره الحياة وضاقت به الروح على تلك الأرض فإختار الهجرة والرحيل ، وردد لي قبل رحيلة يا أماه كلها أيام معدوات وسأكون أمامك أميراً تفخرين وتتباهين به ، فأنا يا أمي أريد الرحيل بتلك السفن الراحلة ، فقد عشقت الرحيل ، وأعدك يا عيني وقرة حياتي بأن لا أطيل البقاء وحتماً سأعود بيوم من الأيام ، وتركني وغادر بسفن الرحيل ، وبقيت جالسة سنين عديدة أنتظر الذي غاب وغاب ولم يفكر بالرجوع ، أصبحت تنتظر تلك العيون بفتحة وضمة متكررة ، كما تلك الذئاب عندما تتربص وتشمشم رائحة فريستها . 

والجسم أصبح هزيل لا يقوى على التحدي والصمود ، فلقد تكاثرت الهموم وآنات الحزن على ضلوع الروح فيناً عندما غادرت سفن الراحلين حياتناً ، وكلما هل يوم جديد إستبشرت الروح وهللت من السعادة ، لعل تلك السفن عادت بروح الأحباب ، يوم يجر يوم ، وشهر يجر شهر ، وسنة تجر سنوات ، وطالت السنوات وطال الإنتظار وذبلت الدموع وكلما حاولنا التماسك والإستقامة أكثر للأسف نعوج أكثر من كثر آنات الحزن .
منذ أن غادرت سفن الراحلين حياتي وأنا على هذا الحال ، أنتظر بكل شوق وحنين وليس أمامي إلا الإنتظار ، رغم أن الإنتظار طال كثيراً ، وجعلني منهكة غير قادرة على المسير فأصبحت بعض الآلآم لا تمحى بحياتي وتزداد ضراوة ومرارة كلما عدت أمام ناظري الضعيف سفينة من سفن الراحلين ، فوجع الفراق يضرب بالرأس وكلما زادت ضرباته يصبح أقسى من أن يحتمل .
وخلال إنتظاري مرت أمام ناظري سفن كثيرة محملة بالكثير من الأشخاص والبشر ، فهناك من ركب سفن الراحلين رغماً عنه ، وإنطلق يغوص بأعماق البحر والدموع تنهال على خديه كما السيول الجارية ، وحالة الإنكسار لا تفارق قلبه ، ودقات الفكر والعقل تردد لاخيار لك أيها الإنسان ، فالحياة تحتاج منك أن تغترب وتهاجر من أجل العيش ، من أجل توفير الأمن والأمان والحياة الإقتصادية الهادئة لمن تركتهم خلفك ، فأصبح يغوص بأعماق البحر ويبتعد أكثر فأكثر دون النظر للخلف خوفاً من التراجع والضعف أمام تلك الدموع المنهمرة خلفه . 
رغم أن الخلف من وراءه يحمل صرخات مدوية لطفل يردد بصرخاته لا تتركني يا أبتي وترحل ، وآنين مكتوم لأم ودعت فلذة كبدها رغماً عنها ، وإنهيار لزوجة ودعت سندها وشريك حياتها ، ودموع حسرة لأخت رأت أن دروب حياتها ضاعت برحيل شقيق عمرها وعزتها ، ودموع وإنكسار لأب ودع عموده الفقري وأخ يردد لا تتركني يا سندي وعزوتي .
وآآه على آآآه من هذا الحال الذي يجبرناً على فراق أحبابناً من أجل العيش والراحة ، كم قاسية تلك الحياة تجعلناً نشعر بالحزن والأنين باستمرار ، ولا تعطيناً لحظة فرحة واحدة إلا جعلت مقابلها الدموع والحسرة ، لا أدري لماذا كتب علينا هذا الأمر ، فكل فرحة لا بد أن تقابلها دموع منهمرة ، وكل لحظة حب وعشق لا بد أن يقابله فراق وأوجاع ، وكل سعادة لا بد أن يقابلها انكسار ، لماذا لا تكون الحياة وردية كما يرسمها كل عاشق وكل محب ، عجبت لزمن ضاعت فيه قلوب المحبيين بسبب الفراق ، عجبت لزمن لا يطيق رؤية السعادة بقلوب من يعشقها .  
آآه فالسفن بتلك الحياة كثيرة ومتنوعة ، وهناك سفينة آخرى لأشخاص ركبوها بإرادتهم ، بعدما عشقوا الحياة ، وعاشوا فيها أجمل مراحل عمرهم ، كانت لهم فيها لحظات فرح وحزن وسعادة ، عشقوا بلادهم كثيراً ، فأصبحت كالنبض الذي تحيا به الروح ، تغيرت حياتهم كثيراً عندما دق باب العشق قلوبهم ، فتلونت الحياة أمامهم ، وأصبحت كما الورد الجوري ، رائحتها زكية وجميلة ، وبلسمها كما الحرير الصافي ، لكن الحياة لا تبقى بلون واحد .
فحتماً سيمر على الإنسان ألوان متعددة بتلك الحياة ، وكلها أيام وتبدلت تلك الفرحة إلى تعاسة وحزن كبيرة ، فقد أصبحت البلاد باهته ، والحياة لا تطاق ، فلقد دق جرس الفراق أبواب هذا القلب ، وأذاقه من كأسه ما لا تشتهي الأنفس ، فأرغمه على الحزن والذبول بعدما كان مضيء كالشمعة المنيرة ، فعجزت الروح عن إدارك هذا الحزن والفراق ، ورأت الدنيا كما الكحل الأسود ، لا يطاق بها العيش فإختارت الهروب من وجع الفراق إلى سفينة الراحلين ، لتأخذها إلى عالم بعيد جداً يعيش فيه مع أحزانه وأوجاعه .
وهناك سفن آخرى ركبوها أناس ضحكوا على أنفسهم ، وإستهزءوا بها كثيراً ، عندما قالوا لأنفسهم بأننا ركبنا سفينة الراحلين من أجل الظروف التي أرغمتنا ، رغم أن الظروف أحياناً تكون كما الصاعقة على الإنسان ، لكن لن تجبره على ركوب سفينة الراحلين ، فالحياة تحتاج إلى الأخذ والعطاء ، إلى التفكير والتدبير ، إلى الصبر والتحدي ، إلى المحاول والإستمرار ، إلى الركوع والنهوض ، فكلناً نتوجع ونمر بظروف قاسية لكن هناك من يتحدى الظروف ويجعلها تسير معه كما يريد ، أما من أراد ركوب سفينة الراحلين من أجل الظروف فهو إنسان خمول لا يحب أن يعارك الحياة ، و إختار أن يركع لتلك الظروف .
وهناك سفينة آخرى لأشخاص ركبوها من أجل الغوص فقط بأعماق البحر ، من أجل الشكوى لهذا البحر عما تشعر به الروح من حزن وأنين ، فكم سمع البحر من صرخات مدوية ، وكم عاشت الأسماك مع أسرار عميقة بأعماق البحر ، وكم تمنت أمواج البحر أن ترمي بتلك الآحزان إلى شاطئها ، حيث الرمال المتناثرة تقذفها هنا وهناك ولا يشعر بها أحد ، وكم غردت طيور البحر بألحانها لتعزف على أوتار القلب وتجعله يرمي بأوجاعه.

فآآه من تلك السفن الراحلة ، فقد تشققت جدرانها عندما تعرفت على أوجاع فاقد ومحروم عاش الأسى والهم ، وعاشت لحظات إنسان مشتاق تلوع وذاق المر أشكال من أجل رؤية معشوقه ، فكلما سمعت قصة مغترب قذفت بأجدافها بوسط البحر لتتصادم مع أمواج البحر الغاضبة ، كما وغردت عصافير البحر بألحان اللهفة والحنين لإنسان شعر بأن حلمه لمجهول بات مستحيل ، ومازالت تلك العصافير تغرد بصوتها لعلها تعطي روح المشتاق نوعاً من الأمل والتفاؤل ، كأنها بتغريدها تقول له إصبر فإن الله سيعوض الصابرين ، ويعطيك فرصة اللقاء وتكحل فؤادك برؤية المحبوب .
ورغم ذلك بتلك الحياة لقد تغير الحال وتغيرناً كثيراً ،كل سفينة تمر أمام ناظرناً تجعلناً نشعر بالضعف لدرجة أننا أحياناً نشعر بالبرد في عز الصيف ورغم أن الرياح التي تعصف بناً لا تحمل إلا رياح شديدة الحرارة ، فأصبحنا بعز شبابناً مهرولين ، وشاخ القلب من كثر الضربات ، لدرجة أننا لا نعرف عن بعضناً سوى أننا على قيد الحياة ، ربما لأن لحظات الفراق أطيلت البقاء ، وربما لأن الإنتظار ما زال مستمر وبدون جدوى ، لا أدري حقاً ربما لأن الدماء التي تجري في عروقناً تتجمد بعد كل فراق ، وهى تلك المعادلة الصعبة والتي لم يتم التوصل لحلها بعد بعلوم الحياة .
ماذا أقول فالوجع يسكن الروح ، والآنين ما زال يدوي بصرخاته الصامتة بكل قلب ، والفؤاد ما زال معلق ومشتاق لإحتضان حبيب بعيد ، تبعدنا عنه مسافات من بحور وجبال ومحيطات ، ولا يطيب هذا الوجع إلا بلقاء الأحبة ، لكن أردد بيني وبين نفسي بعين الأمل والصبر : أيها القلب كن جبلاً كما تلك الجبال الشامخة ولا ترهبك وتضعفك قوة الضربات التي عشتها بحياتك ، فقد ثبت في تاريخ الحياة والأبطال أن النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات بقلب مؤمن ويعيشها ويتعايش معها بكل صبر وأمل ، لا من يضربها .
وفي النهاية الحياة تسير شئناً أم أبيناً ، وسفن الراحلين كل يوم تعج بملايين البشر الهاربين من تلك الحياة ، وتلك المشاعر الممزوجة ما بين حزن وسعادة وحب وفراق وألم ، لكن بالنهاية الإنسان عليه أن يحارب ويحارب من أجل حلم يريد الوصول إليه ، وأتمنى أن تخف سفن الراحلين من أصحابها المغادريين .
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي 
  
   

الأربعاء، 25 مارس 2020

طب الحروب


 
 
 
أسعد الله صباحكم بكل خير
وأسال الله لكم العفو والعافية جميعاً
وأسال الله الشفاء التام لكل المرضى ومعافاتنا من هذا البلاء
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (طب الحروب)
 
أيها الإنسان تصور نفسك طبيبا وحدتث فاجعة كبرى لا يمكن السيطرة عليها ، وأمامك مصابان وسرير واحد ، فكيف تختار أيهما يبقى؟ ومن تفضل منهما أن يوضع له التنفس الإصطناعي ؟ للأسف الشديد هذا ما يحصل في إيطاليا مع الأطباء ،خرج الوضع عن السيطرة لكثرة المصابين والسؤال : كم عدد الأسرّة المجهزة للتنفس الاصطناعي لدينا ؟ ما الذي تملكه الدولة ووزارة الصحة لمواجهة وباء فيروس كورونا لا سمح الله  ؟ للأسف هذا ما قاله الأطباء : نحن أمام كارثة صحية اذا لم يلتزم المواطنين الكرام بالاجراءات الصحية وعدم الخروج من المنزل ، فرجاء من الجميع أن لا تضعوا أطباءنا في هذا الموقف الذي تخر له الجبال .
 
والحمد الله على كل حال وهذا ما يحدث اليوم : فإن حدثوك عن أمر مخيف فحدثهم عن رب لطيف ورحيم بكل العباد ، منذ أشهر ليست بالكثيرة إنتشر فيروس مجهول بأحد البلدان المشهورة ، وفي بداية الأمر إعتبر البشر أن هذا مجرد إختبار من الله عزوجل لما فعلته تلك البلاد بالمسلمين ، وهناك البعض الآخر إستهان بالأمر وأطلق الكثير الطرائف على هذا الفيروس وكأنه فيلم سينمائي مضحك .
 
وللأسف لا يعلمون بمدى الفاجعة التي تعرضون لها ، وكلها أيام وإنتشر هذا الجندي المجهول بسرعة البرق بكل أركان العالم وأصبح العالم مريضاً بهذا البلاء المجهول ، الذي انتشر كما سرعة البرق وتسبب في قتل الآلآف من البشر ولم يكتفي عند هذا الأمر ، بل للأسف الشديد هذا البلاء ليس له علاج إلا الوقاية وإلزام الأشخاص في بيوتهم تفادياً للإصابة به أكثر وإنتشار هذا الفيروس المريب ، لكن كما تعرفون دائما البشرية تأخذ هذا الأمر بالتهاون والإستهزاء وتعتبره شيء وأمر عادي لا يحتاج إلى تلك الأمور والأمنيات المشددة ، وإنتشر البشر بدون مبالاة إلى التسوق والنزهة والترفية بدون إدارك لأهمية خطورة الموقف ، ولخطورة هذا الفيروس بسرعة إنتشاره . 
 
وللأسف الشديد اليوم تقف البشرية بأكملها على حافة الهاوية ، وما يتعرض له العالم بأكمله كما الفاجعة التي لا دواء ولا علاج لها ، أصبحت البشرية اليوم تعاني من بلاء مجهول ، لا تستطيع محاربته ، هذا البلاء بسبب الجندي المجهول فيروس الكورونا ، الذي عندما نبحث عن الأمر المجهول لإنتشاره فنجد أن ما ذلك إلا نتاجا لافلاسها فعلا في عالم القيم فانحرفت عن الفطرة السليمة وحاربت ربها وسارت عكس النواميس الإلهية والسنة النبوية وبدلت نعمة الله كفراً وأحلت قومها دار البوار.
 
إمتلأت المستشفيات بالمرضي أصحاب هذا الفيروس الخطير ، وعمت أركان غرف الحجر الصحي الأشخاص ، وغطت القبور دموع الأهالي لفراق أحبابهم وذويهم بسبب هذا البلاء ، وما زالت الشوارع مرصعة بالجثث والضحايا ، وللأسف وصلناً لمرحلة عدم الإقتراب من الميت خوفاً من العدوى والإصابة بهذا البلاء ، فأصبحت الجثث بدون معين لها ، رغم أن إكرام الميت دفنه.
 
لكن ما نشاهده اليوم بشوارع العالم بأكمله يبكي الحجر والقلوب ، جثث ملقفة بالشوارع لا أحد يقترب منها ، أشخاص يصارعون الموت ويتعاركون مع هذا الجندي المجهول ، شوارع فارغة لا يوجد بها إلا روائح المطهرات والمعقمات ، مساجد خالية من المصليين والشيوخ ، أذان يطرب الأسماع والأذان بعبارات تدمي القلب وتقول الصلاة في بيوتكم ، كم يبكي القلب هذا اليوم الذي وصلناً إليه ، كل شيء أصبح باهت ومريض .
 
المستشفيات التي يعملون بها أكفأ الأطباء والممرضين والذين يحملون أعلى الشهادات بمجال الطب ، اليوم هم عاجزون عن مواجهه هذا البلاء الخطير ، الذي يهدد البشرية بأكملها ، صحيح أن هناك من طغى وتجبر وظلم ، لكن اليوم ذلك الطغيان وهذا التجبر إنهار أمام قدرة الله وعزته ، فاليوم يحاربون جندي مجهول ، لا يستطيع الإنتشار والتكاثر إلا بفعل الإنسان نفسه ، ما أصعب ذلك الإختبار وما أقساه على الإنسان نفسه ، هو وحده من يساعد في إنتشار هذا البلاء ، ورغم محاولات كثيرة وكثيرة من أجل السيطرة على هذا الفيروس إلا أن البشرية بأكملها لم تستطع السيطرة وعجزت كل الأجهزة الطبية عن معالجة هذا البلاء .
 
رغم أن هناك دول عظمى وكبرى ترى نفسها أنها الأكبر والأعظم ، لكن تلك الدول اليوم إنهارت أمام قدرة الله ، ، فلجأت إلى الإختيار بين المرضى ، رغم أن هذا إنسان وهذا إنسان ومن حقه أن يعيش ويأخذ حقه الكامل من العلاج ، لكن للأسف الشديد أصبح هناك تفرقة في العلاج بين المرضى ، وذلك بسبب إنتشار هذا الفيروس المريب بسرعة ، وبسبب إكتضاض المستشفيات بالمرضي ، وعدم كفاية الأجهز الطبية والمعدات بالمشفى لاستيعاب هذا الكم الهائل من المرضى ، ورغم ذلك وبعد محاولاتها الكثيرة التي بات بالفشل ، لم يبقى أمامها إلا التضرع إلى الله ، واللجوء إلى الدعاء للخلاص من هذا البلاء العظيم الذي هبت رياحه على أركان البشرية ، وحصدت الآلاف من البشر .
 
واليوم للأسف الشديدة إحدى الدول الكبرى تدخل في مرحلة طب الحروب ، هذا الطب الذي لجأت إليه بعض الدول وهو أن يقوم الأطباء باختيار من يعيش ومن يموت ، يا ما أصعبه من قرار على الأطباء ، أصبحوا يميزون بين الأشخاص والمرضى أصبحوا يضعون التنفس الإصطناعي على من هو أصغر سناً ونزعه من الأكبر سناً ، للأسف هذا القرار الصعيب جاء عقب انهيار النظام الصحي في ايطاليا نتيجة للتفشي السريع لفايروس كورونا ، رغم أن النظام الصحي في ايطاليا يعتبر من أفضل الأنظمة الصحية في العالم .
 
لكن للأسف الشديد وصلناً إلى تلك المرحلة ، ولذلك لجأت الكثير من المنظمات الصحية إلى نشر طرق للوقاية والعلاج من هذا البلاء ، والتوصيات الكثيرة على عدم الخروج من البيوت ، والتزام كافة المواطنين بطرق الوقاية الصحية ، حتى أن هناك الكثير من الدول لجأت إلى القوة العسكرية والضبط العسكري من أجل حماية الأشخاص ، لذلك أتمني أن يكون هناك مساعدة من قبل البشر مع الأطباء ، والتزام البيوت وإلتزام طرق الوقاية ونلجأ إلى الله للتضرع أن يكف عنا وعن الجميع هذا البلاء ، واللهم عافينا وإعفي عنا ، وإكفينا شر الأمراض يارب العالم . 
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 
 
 
 
 
 

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...