الاثنين، 3 فبراير 2020

همس الحنين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير

وأتمنى من المولى أن يكون الجميع بألف خير 
 
حروفي اليوم بعنوان (همس الحنين )
عرفت طعم الحياة عندما تلاقت الأرواح ذات يوم صدفة ، وما أجملها من صدفة لقد بنيت عليها الكثير من الآمال والطموح والتحديات ، صدفة غيرت مجرى حياتي وجعلتني أنظر للعالم بمنظور مختلف وجميل ، وقد يكون عالم جديد على عالمي الذي كان مشغولاً ما بين البيت والمدرسة في أول مراحل حياتي ، عالم كنت لا أجيد فيه الحديث مع أحد ، ولا أطيق سماع شيء خاص ومختلف ، كنت فقط أكتفي بسماع ما يخص المناهج الدراسية .
*هذا ما قالته تلك الفتاة التي كانت تتمتم بصوت مخنوق بالألم والحنين ، رغم أنه مجرد تمتمه مع قلبها البريء المغلف بوشاح الحب والصدق إلا أن الجميع سمع نبض قلبها وتمتمات صوتها *
وإستمرت بحديثها وهى تقول واستمر الحال كذلك إلى مراحل الجامعة ، اكتفيت بتلك المرحلة بالحديث مع نفسي وعدم التعمق بالعلاقات مع الزميلات ، فقد كانت حياتي محصورة بداخلي وأسراري وفضفضتي لا يعرفها سوى نفسي .
ثقتي بالبشر كان لا وجود ولا مكان لها بحياتي ، قد يكون هذا الأمر عيب فيني لكنني كنت سعيدة جداً بمشاركة أسراري مع نفسي وبقيت على هذا الحال لا أحد يعرف من أنا ومن أكون وما هى طموحي ومن هم أصدقائي ، لقد أثرت الفضول بداخل الجميع وأصبح الكل يلقبني بالفتاة الغامضة .
إلى أن أتت تلك الصدفة الجميلة التي غيرت حياتي بالكامل ، تعرفت على شريك العمر وصديق الدرب ، ورفيق الأسرار ، كانت العلاقة من بداية الأمر صادقة وصريحة وبدأت بالصداقة وتطورت كثيراً وتعمقت أكثر بهذا الرفيق ، وأصبح بالنسبة لي الأب والأخ والرفيق والصديق والحبيب ، واستمرت الأيام والشهور والسنوات بينناً وما زالت مستمرة حتى يومناً هذا ، كل سنة كانت تعطيني دافع للأمل والحياة ، كل سنة كانت تزيد من لحظات الحب والصدق والإخلاص والوفاء ، وكل لحظة كانت تجعلني على يقين تام بأنني إنسانة محظوظة ، قد وجدت أخيراً من يشاركني الرأيي بحياتي العملية والعلمية والشخصية .
رغم أنني ببداية الأمر كنت لا أجيد البوح والثرثرة بأشياء خاصة وشخصية ، لكنني مع مرور السنوات جعلته كنز من كنوز الحياة ، رميت بداخله كل ما أملك من أسرار بدون أي خوف أو تردد ، لقد كان الحارس الأمين على أسراري والصادق بكل ما قاله ، وبكل سنة تمر كان يزيد الاحترام بينناً الذي إكتمل بالحب والوفاء والمشاركة بأدق التفاصيل ، مع شعور الحنين والشوق الذي كان ملازماً بالسؤال بكل لحظة من اللحظات .
لقد قابلناً الكثير من التحديات والصعوبات لكن صاحب الأمل ومالك الثقة والصراحة لا تهزمه الصعوبات مهما كانت قوتها ، كان بمثابة الأب حقاً ، لقد صان الأمانة وحافظ على الاحترام ، أصبح بينناً حروف وكلمات ومواقع تواصل تعمقت فيهم العلاقة كثيراً لدرجة أنني عجزت أن أجد مسمى لتلك العلاقة فهى تعدت علاقة الحب والجنون ، رغم أن هناك الكثير الذين شوهوا تلك العلاقة المبنية على الاحترام وأطلقوا مسميات كثيرة ، لكن هذا الأمر لم يحدث أي ضجيج أو خلل بينناً بالعكس كان يعطي دافع قوي للاستمرار والتحدي ، عملناً مع بعضناً البعض ، وحققناً الكثير من النجاح وأثبتناً للجميع أننا على حق ، وأن الكلمات الجارحة والإساءة ما هى إلا سهم يجعلناً نسير نحو الأمام والتقدم .
لا أخفيكم سراً وقفته باستمرار بجانبي جعلتني أعشقه بشكل جنوني ، حتى أصبح كل حياتي وأصبح المسيطر الوحيد على دائرتي ، معه أشعر بأن طعم الحياة مختلف ، الابتسامة بوجوده لها نكهة خاصة لا يعرفها إلا قلبه وقلبي ، حتى لحظة الخناق كنت أتصنعها باستمرار من أجل خلق  الشجار لكي تزيد جرعات المحبة ويخفق القلب من جديد .
واستمرت السنوات الطويلة والاحترام والمحبة والصدق والصراحة ما زالت قائمة بينناً ، الفرح والحزن والألم والحنين والاشتياق والثرثرة كلها مشاعر عشتها مع رفيق الدرب ، الذي من أجله تحملت الكثير وصمدت أمام الكثير من الكلمات والحروف الجارحة ، فقط كان وجودي بجواره يعطيني كل السعادة ويجعلني أغمض عيني عن كل ما يجري حولي ، بوجوده أشعر كأنني طفلة تحتاج إلى الهروب والاختباه بين ذراعيه ، كلما أغمضت عيني مر أمامي شريط تلك اللحظات التي عشتها طيلة تلك السنوات الطويلة ، لحظات لا تعوض بكنوز الأرض ، قد تكون من أجمل ما حصل بحياتي ، أعيش وأتعايش معها حتى وقتناً الحالي .
لكن لا أدري يراودني بتلك الأيام شعور غريب قد لا أجيد البوح فيه إلا بصوت الحنين ، قد يكون الحنين لتلك الذكريات التي عشتها بكل تفاصيلها وأركانها ، حنين للحظة الشعور بالراحة والسعادة عند الحديث معه ، وأحياناً شعور اللهفة يسيطر على كياني .
شعوري بلهفته للحديث معي أصبحت أفتقرها ولا أشعر بها ، قد تكون الحياة تغيرت وأصبحت غريبة ، وقد يكون الماضي ليس كما الحاضر ، كذلك الإنسان قد يتغير مع الأيام والحياة ، أيام كثيرة أشتاق فيها للبوح لكني لم أجد من يستمع إلى هذا البوح فألجأ إلى إستعمال الورقة لمجرد فقط الفضفضة وبعد ذلك أقوم بحرقها خوفاً من أن يشعر أحد بألمي وحزني ، لكني رغم ذلك لم أشعر بالراحة التي كنت أشعر فيها عندما أشاركه البوح بما يسكن داخل قلبي ويشغل فكري .
اليوم أشعر بإحساس لم أشعر به طيلة حياتي ، أشعر بالوحده التي باتت تخنق أنفاسي وتسيطر على نفسي ، رغم أنني أشغل نفسي بالعمل والدورات والقراءة المستمرة ، إلا أن هذا الأمر لم ينجح في قتل شعور الوحده التي أشعر فيها ، أشعر بفقدانه وإبتعاده عني ، رغم سؤاله اليومي إلا أنني أشعر بأنه سؤال خالي من اللهفة والحنين ، لم ألمس فيه لحظات الحب التي كنت أشعر فيها بالماضي ، أشعر فقط بسؤال لمجرد العشرة والسنوات التي قضيناها سويا ، أحتاج بالفعل إلى لحظة من الحنان والحب .
لا أدري ماذا أفعل حاولت مراراً وتكراراً الخروج من تلك الصومعة المدفونة والمسيطرة على داخلي ، لكني للأسف لم أنجح في  ذلك الأمر ، رغم أنني تلقيت الكثير من الأمور التي تجعلني أنسى وأخرج من تلك الدائرة ، لكن كما يقولون الحب أعمى عندما يسيطر على القلب لا يعطيه الإذن ، وعندما يسكن بروح الإنسان لا يموت إلا بموته . 

حقيقة هذا الحب شيء غريب لا يمكنناً التخلص منه ، رغم أنه يعطيناً دافع قوي للحياة والنجاح ، بلذعاته المستمرة إلا أنها بالفعل كما النار التي تحرق الجسد ، ومجرد أن تلمسها بحب تشفيك وتجعلك تشعر بالفرح والسعادة وتتناسى الألم الذي كنت تشعر فيه من قبل .


بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب 
 
تحياتي
  

هناك 3 تعليقات:

  1. هلا ننوسة

    همسات فعلا جنونة

    تعزف على وتر القلب

    وتصل صداها الى العقل

    متالقة هموسة بجدارة

    بهز الوجدان لمن يتابع حرفك

    تحيااتى

    ردحذف
    الردود
    1. هلا اشرف
      دائما متالق بردك وراقي بتواجدك
      حروف بالفعل اسعدتني وتواجدك انار موضوعي
      تحياتي

      حذف
  2. سطرتي لنا أجمل معانى الحب بمقالتك
    ومع طول المدة احدهم الملل والفتور سيطر عليه
    وهنا العذاب الحقيقي للثاني
    ابداع متميز وراقي

    ردحذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...