أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير
عيدكم مبارك زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
وكل عام وأنتم بألف خير
موضوعي اليوم بعنوان (أرجوحة الحياة )
موضوعي اليوم بعنوان (أرجوحة الحياة )
أتأرجح
تائهةً بين ضفتي نبضاتي ، غريبة بين أسوار حياتي ، شريدة لا أدري أين يسير
بي خفق قلبي ، وحيدة بهذا العالم الكبير ،حزينة لا يواسيني سوى دموع قلبي ،
صامتة كطفل أصم غريق وسط الحياة ، لا أملك سوى حرفي ونبضي ، أحملهم بين
ذراعي وأداري بهما دموع قلبي الذي جاهدت كثيراً من أجل إخفائهم وراء
إبتسامتي الملونة بدموع لا يعرفها سوى صمت قلبي .
لا
أدري أين تسير بي السنين ولا إلى أين تأخذني شهقات وحدتي ، أصبحت وحيدة
وبداخلي ثورة مكتومة تخانق روحي ، تريد أن تعلن ثورتها وتتحرر من تلك
الوحدة القاتمة ، لكن لا أدري أين المفر من هذا الشعور الذي مازلت أشعر به
رغم هذا العالم الكبير ورغم إلتفاف الأحبة حولي ، ورؤية الكثير من الأصدقاء
لكني تائهة ووحيدة ،نبضي أصبح لا يرى هذا العالم الواسع ، فقد أصبحت نظرته
ضيقة جداً كأنه أسير وحكم عليه بالمؤبد مدى الحياة بين جدران تلك الوحدة
البشعة.
سعيت
بكل قوتي للخروج من مأزق أنار حياتي كثيراً ، بكيت كثيراً بيني وبين
وسادتي بأنفاس مكتومة لا يسمعها سوى نبض القلب ، ولايشعر بها سوى وسادتي ،
لا أدري لماذا ؟ ولما يحصل ذلك ؟ فكلما إشتد بي الحزن أكثرت من إبتسامتي
وأظهرت أنني سعيدة للغاية ، رغم أنني بنفس اللحظة أشعر بصرخات مدوية تزلزل
كياني وتخترق جدران قلبي ، تجعلني أهرب بعيداً وألجأ إلى ذلك الركن الدافي
والبعيد عن أعين الناظرين ، ذلك الركن الذي أصرخ فيه بكل قوتي وكلي يقين
بأنني شريدة فيه وحدي ،فيه أتارجح من جديد بين متاهات الدنيا على أرجوحة لا
أعرف ماذا تكون .
أرجوحة
تعلمت ركبوها منذ نعومة أظافري ، عشقتها حد الجنون كأنها توأمي الذي يعرف
سري العميق ، عشقتها وعشقت تلك اللحظة التي عندها نبض فؤاد قلبي ، لكن أشعر
أنها قابلة للإنهيار ولا تستطيع التحمل أكثر من جرعات الحزن والوحدة
،فكلما رأيتها وأسرعت مهرولة نحوها ، صعدتها مثقلة بالدموع أريد أن أرمي
أثقال قلبي عليها ، فكلما حدثتها وتمايلت بين أعمدتها يميناً ويساراً قذفني
زفيراً وشهيقاً ، وكأنها تريد مني أن ألتزم الصمت ، تريد أن تخبرني أنها
وصلت لقمة التفكك ، تريد مني أن أتركها وحدها وأغادرها كما البحر عندما
يلاطم الأمواج بكل قوته .
فقد
تعلقت بأرجوحة الحياة وغرقت وأنا لا أدري كيف غرقت وثملت ، فكلما جلست
عليها وأنا محملة ومثقلة بالهموم والأحزان شعرت براحة غريبة كأنها نسمة
هواء عليل أتت لتروي هذا القلب الحزن وتنعش تلك الروح الهائمة ، الحزينة ،
التائهة بجبروت تلك الحياة ، راحة غريبة أشعر بها حقاً رغم أن بداخلي بركان
متأجج يكاد يشتغل بروحي ويحرقني ، ورغم ذلك تلك الأرجوحة تشعرني بالراحة
ربما تكون هى الوحيدة التي تعرف أسراري وتشعر بوحدتي ، وربما هى أيضا تعيش
بهذا العالم وحيدة مثلي إلا أنها هى أيضاً تريد أن تتركني وحيدة بهذا
العالم المخيف الذي لا أشعر فيه بالراحة والفرحة .
ورغم
وحدتي المغلقة بذاتي وكياني ونبض فؤادي في كثير من الأوقات ، إلا أنني
اليوم أشعر بأنني أحتاج إلى فترة من العزلة تفصلني عن محيطي وعالمي وحياتي
وحتى نبض فؤادي ، لا لشيء بل ربما لأنني إكتفيت وأصبح الكأس ممتلأ ، وربما
لأن هذا اليوم كان مختلف جداً وأردت فيه أن أخرج من إطار وحدتي وأبدلها
بفرحة ومشاركة بنبض فؤادي لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن ، وأصرت وحدتي
أن تبقى رفيقتي وتهزمني ، وربما لأن كل شخص منا بحاجة إلى التأمل في سنوات
العمر التي مضت وهى تحمل صناديق كثيرة ومتنوعة ما بين الفرح والحزن والحب
والفقدان ، وهل ما إذا كانت أيامناً القادمة تستحق كل هذا العناء الذي
عشناه ، وهل سيأتي المستقبل زاهراً بحياة لامعة ، أم أن الوحدة سوف تبقى
رفيقة دربناًحتى الممات .
كل عام وأنتم بألف خير وعيدكم مبارك إن شاء الله
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق