الاثنين، 22 يونيو 2020

جنون داخلي


 
أسعد الله مساكم بكل خير
أحبتي وزوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
وأسال الله السعادة وراحة البال لقلوبكم جميعاً
موضوعي اليوم بعنوان (جنون داخلي)


نعيش بتلك الحياة ونحن على أرضها وكل يوم يمر عليناً نفقد شيئاً نحبه ، ونحزن كثيراً كلماً إمتلأ كأس فقدانناً للأشياء التي نحبها ونحلم بها مدى الحياة ، هذا الشعور كما الجنون الداخلي المحفور بداخلناً، لكنناً نسيناً أن الأشجار تشبهناً كثيراً بمراحل حياتها ، فقد يأتي عليها يوم وفصل تفقد فيه كل أوراقها ، ألا وهو فصل الخريف الذي يجردها من جمالها بالكامل ويأخذ كل أوراقها ليجعلها مجرد أعواد خفيفة إذا كانت شجرة خفيفة الظل وجذورها هشة فقد تأتي بها ريح عاصفة وتكسرها .

أما إذا كانت شجرة ثابته وقوية وجذورها تتحمل العواصف والرياح الشديدة فإنها تبقى صادمة ورغم ما تعرضت له من رياح شديدة بهذا الفصل إلا أنها تمسكت بالحياة وزادت قوة عندما رددت بأن هناك أمل جديد ألا وهو فصل الربيع الذي عندما يهل بنسائمه الجميلة والصافية عليها يكسبها أوراق جديدة غير تلك الأوراق التي فقدتها بالسابق ، ويجعلها تشعر بالجمال والربيع والزهور بهذا الفصل .

تماماً كالإنسان عندما براكين الجنون الداخلي بداخله ، فعندما يأتي به الحزن ويكون ضعيف فقد يكسره للأبد ، أما إذا تغلب على حزنه فإنه قد يصبح أقوى وينتصر ، وكذلك نحن عندما نمر بشي محزن ونفقد شيئاً غالي على قلوبناً عليناً أن نتدكر بأن الحياة ما هى إلا مراحل لكل مرحلة حلوها ومرها ، كما أن لكل إنسان فينا من العقل السليم ما يكفي لجعله يفكر بهدوء ورونق وله من الوعى الكامل الذي يجعله يتفقد أمور نفسه قبل أمور حياته .

نعم ذلك الوعى الكامل الذي يعيش ويسكن بداخل كل واحد مناً ، هذا الوعى إذا فكرناً به جيداً وإنتهزناً الجنون الداخلي للوعى بداخلناً ، فقد نجد أن كل فكرة سيئة وكل عادة سقيمة وكل حزن يمر فيناً ، يمكنناً محاربته بدءاً بأنفسناً وذلك عن طريق الإقلاع عنها ورفض ذلك الحزن الذي قد يكسرناً بيوم من الأيام ، وإستنكار الضعف الذي يعمر بذاتناً، بشتى الوسائل المتاحة التي تمكنناً من إفشاء رذائل الخوف والفكرة السيئة .

ولا يكفي أن نسخر حياتناً للوصاية على الآخرين والتنقيب على مساوئهم والنظر إلى أفعالهم وتصرفاتهم ، فعليناً أن نسخر جهودناً للإصلاح من أنفسناً والقضاء على أحزناً وإتخاذها سلماً للصعود إلى النجاح والإرتقاء ، عليناً أن نتأمل بذور وجنان هذا الوعى الذي يعيش معناً ،فبكل لحظة نعيشها يمكنناً الإسترخاء قليلاً والنظر إلى الجسد ، وإعطاء إشارة لذاتناً لمراقبة الجسد .

نعم فيمكنناً الوعى للجسد الذي إستهلكناه بالكثير من أحزانناً وأحلامناً وطموحناً ، وذلك من خلال الوعى والمراقبة للجسد ، بتلك المراقبة ومن خلال الوعى للجسد نفهم كل إشارة وحركة منه ،فقد تتغير الأحوال والبرهان والدليل يظهر عندما نقلع عن أشياء عديدة إعتدنا عليها من الماضي البعيد لتتلاشى نهائياً ، وبتلك اللحظة نستغرب من تصرفاتناً لكن بتلك اللحظة أجسادناً تصبح أكثر إسترخاء وأكثر تناغم وإنسجام ، لانها تركت بذور الحزن وبمعنى أخر جعلت من الحزن سلماً للصعود ، ولا نتفاجأ فعطور السلام الداخلي النابعة من قلوبناً وأنفاسناً أتت من جدور صحة أجسادناً وكيانناً .

ولا نكتفي بذلك بل نستغل الجنون الداخلي للوعي وننتهز الفرص كما ، عليناً أن ننظر أيضاً لوعى الفكر نعم الوعى للفكر ، فمع الأفكار الموجودة والتي تدور بعقولناً تصبح المراقبة أدق وأرق ، ونحن من نشاهد ونراقب الأفكار اللامرئية الموجودة لكنناً نراها بعين الناصية المضوية ، لنتفاجئ لما تحويه من فوضى وتشويش لا تمد لقداسة صلاتناً وسكينتاً بصلة .

كما عليناً أن نسلط الضوء على الوعي للعاطفة والمشاعر ، نعم بعد ذلك أنت وأنا ونحن أكثر حساسية وحنكة من الحال السابق ، لأنناً سنعي لأحوالناً ومشاعرناً وسنفهم الحنكة عندما ندرك الفرق بين عاطفة آنية تفوز وتغور من وقت لأخر وبين حال من رحمة وسلام داخلي به تصبح الجنة هنا والآنوقد تكون فرصة لتغير حالك وتجعلك تنظر بالقادم إلى جنون الوعي الداخلي بداخلك بعين الأمل والحرية .

بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏فنجان قهوة‏‏ 
تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...