الأحد، 10 يناير 2021

تنفس ما زلت حيا

 

أسعد الله صباحكم بكل خير 

زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوع اليوم بعنوان (تنفس ما زلت حيا )

كان الليل ساجيا، وكل شيء صامتا لاحراك فيه، كأن المخلوقات الليلية  قد استسلمت لهدوء الليل، حتى الرياح ظلت محتفظة بسكونها، فقط الهدوء هو من يستولي على المكان ويبدو أنه قد هزم  جيوش الضجيج.

الليل وماأدراك ماالليل! إنه مؤلم ياسادة حتى أسألوا الوسادة- لاعليكم فقط للدعابة- إنه وحش متربص، ولولا بدره المكتمل لتم إعدامه ومقاضاته منذ القدم ، إنه منبه الأوجاع القديمة، وسر ضجيجها، إنه الألم والأسى وكل شيء يدعو للانتهاء .

هناك من يتغزل به لقمره ليس إلا، لأنه ربما تذكر محبوبته التي قد تكون أمه ،  ومنهم من وجد فيه هوادته، والبعض حينه يترنح ويئن إذ يرى أنه الهلاك وسر العودة لما مضى ، وخاصة لمن شيع جثمان ذاكرته المتألمة وقرر أن ينسى.

 شيئا فشيئاً يسبل جفنيه وبعد صراع طويل يقرر الرحيل، هناك من يودعه وينتظر عودته فيرش الأرض ماء نظراً للتقاليد ليعود بسرعة، وهناك في الركن شخص تراه يكسر أعز أشيائه حبًا وإن كانت مزهريته الوحيدة حتى لايعود في المرة القادمة  وهنا المعادلة الصعبة. 

 وفجأة… ؟؟ 

تهل الخيوط الحريرية من فوق التلال، تتمايل كأسمي رويداً رويدا وقد تعلقت بتلابيب الجبال، لتعلن النهاية والبداية معًا، فالليل زائل مهما اشتد سواده، وطالت ساعاته، فما إن ينبلج الصباح ويبزغ النور في الأفق حتى  تعود الحياة لشبابها وكأنها ولدت من جديد، حينها نعي جيدا أننا مازلنا نتنفس - الحمدلله - .

فهي رددوا معي :أصبحنا وأصبح الملك لله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر… 
تذكروا الأخيرة 
الله أكبر…
 
 تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...