الاثنين، 8 فبراير 2021

غيمة بيضاء


 رسالة لروح تحمل غيمة بيضاء 

أهكذا أصبحتَ؟!
منذ متى أصبحت ضحوكًا، مرحًا؟!
منذ متى أصبحتَ تسرف في الحديث، وتُكثر الكلام؟
وأنت الذي ماكنتَ هكذا؛ وأنت الذي كنتَ هادئ جدًا كسكونِ الليل! كلامك قليل، وكلماتك معدودة! وضحكتك لا تُسمع بل إنها ابتسامة خفيفة فقط!

أيعقل أن تكون الخيبة هي من غيرتك؟!أعرف حال قلبك وأنت تضحك بصخب، وتحاول جاهدًا إسعاد من حولك  قلبك مغمور بالأسى وأعرف ضحكتك إنها ليست طبيعية حقيقةً؛ إنك من خلالها تحاول أن تنسى مامر بك؛ تحاول أن تتجاهل ذلك الشعور الذي يحيط بقلبك الصغير، قلبك الذي يسكنه السواد!  

أعرف نظراتك اللطيفة التي تطلقها نحو تلاميذك الصغار صباح كل يوم؛ تمسح على رؤوسهم بحب تحاول أن تقول لهم بطريقةٍ أخرى أحبوني ، أحبوني بصدق! لا أريد حبًا غير حُبكم أعيدوا لقلبي الأمان ضموه إلى صدوركم بتحنان علّ الحياة تعود لقلبي! أحبوني كما أنا ..أحبوني في الوقت الذي لا يَحِبُني فيه أحد، أحبوني اليوم وغدًا، وحتى الممات...!.

كِيَفَ حال قلبك الآن؟
أعلم أنه ليس بخير؛ ولعلك تتحسس نبضه لتطمئين عليه فحينما تكون حزينًا ولا تشعر أن قلبك يشاطرك هذا الحزن تتحسسه فلربما قد مات؛ فتعلم أنه هو أيضًا ينازع سكراته بهدوءٍ تام، دون أن يصدر ألم؛ ذلك لأنه متشبع من كل ذلك وقد أصبح ذلك شيء طبيعي إعتاد عليه منذ زمن!

وأنت في أوج حزنك تحاول أن تضحك غيرك وداخلك يبكِ في الوقت الذي تراهم يضحكون ليتهم قرأوا ملامحك؛ لَعرفوا الحقيقة! لكنهم لا يكترثون لحالك البتة!. أعرف أنك الآن تحاول أن تكتب؛ لكن تخونك الكلمات، وتغدر بك السطور كلما وضعت القلم عليها مالت للأسفل!
ولكن كيف؟! وقد قيل أن الحرف صديق من لا صديق له!
وذاكرتك...تلك الذاكرة التي تلتهم بقاياك؛ ذاكرة هرمة لا عمل لها سوى تعذيبك أكثر،ومنحك المزيد من الأرق!. 

وأعرف أيضًا سر مُزاحك! إنك تتستر على ملامحك الحزينة، تحاول جاهدًا ألّا يُسمع ضجيج روحك، ونشيجها!

انك تضحك كثيرًا ثم يألمك قلبك بعد ذلك ليس لأنه حزين أو أي شعور أخر سيء؛ بل لأنكَ أجبرته على ذلك!
إنك ياصديقي تتذوقها بطريقةٍ جارحةٍ لروحكَ! إنك ياصديقي، حينما تجبر نفسك على فعل أشياء لا تودّ أن تفعلها تجُر نفسك نحو الهاوية ...تدوس على قلبك بنفسك؛ فتسحقه! 

ولكم أصبحتَ شديد الغياب! لكنني  أعذرك جدًا، وأغفر غيابك عني الذي طال أمده! وإنني لأشعر بك وأشاطرك الشعور...إنك دائمًا شديد السأم، والضجر يقاسمك الأيام، وغالبًا ماتكون وحيدًا؛ تشعر بأن كل الكون يتجاهل وجودك بينما أنت تحاول أن تُسعد الآخرين، وتتحاشى كل مايحدث لك!

لا عليك ياصديقي، إنني أُصلي لأجلك كثيرًا، وأدعو الله بألحاح لا ملل فيه؛ أن يُعيد لروحك البهجة، والسلام وأن ينبت قلبك ويخضر من جديد؛ وأبعث لك برسالتي هذه من بين صخب الحياة، وكمد الأيام؛ علها تسعدك قليل وتزيح عنك بعضًا من ألم!

والسلام لروحك التي تُشابه غيمة بيضاء ناصعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...