الثلاثاء، 29 يونيو 2021

حرائق مشتعلة

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (حرائق مشتعلة )
السلام لصديقي

في أحد الأيامِ وأنا جالسةُ على مكتب عمليٍ ، رأيتُ ذاك الصديق الذي غرق في متاهُاتِ التفكيرَ الطويل ، وتبدوٌ على وجههَ علامات الحيرةَ والحزن والألمِ ، ينفثّ سيجارتهُ المشتعلة بين أصابع يدهَ ، كما بركان فاض حد إشتعالهَ ، وأصبح يتغلغلُ بين نبضات قلبهِ ، كما لهيبِ جمراتِ النار الموقدةّ .
 
حيرةُ لا حدود لها بين نظرات عيونهٌ الواسعة ِ ، وتساؤُلات لا مجال لها ، تبدو نار محرقةُ يزفرهاَ بين كل لحظة وأخرىَ علها تسعف قلبه وتبرد صهيل سيوُف الأسئلةِ التي كادت تنفجرُ ويتطايرَ صوت صهيلهاّ أمام المارة هنا وهناك ، ما حدثّ أماميِ أثار فضوليٍ كثيراً ، ماذا يحدَث لهذا الشاب ؟ وما تلك الحرائق المشتعلة بداخلهِ ؟ اقتربتُ منه والحيرة تزداد بداخلي ..!  
 
زفت حبيبته

السَّلامُ عليكَ يا صديقي ..! ما بكَ ؟ هل أصابكَ مكروهْ لسمح الله ؟ تبدوُ عليك ملامح الحيرةَ والحزن معاً ؟ فينظرَ لي مع ابتسامةَ ممزوجةٌ بألم الخيبةِ وحزن الفراق ، ويسألني : ماذا يفعلُ من زُفَّتْ حبيبته إلى غيره؟ والدموعْ تكادُ تفرَ من عيونهِ كما الطفل الغريق ..! فأقولُ له بعد لحظة ذهول أصابتني من ذاك السؤال : 

أولاً يا صديقي أسأل الله أن يربطَ على قلبكَ، فليس هناك عملية جراحية أكثر ألماً في الكون من أن يستأصلوا قطعةً من قلب رجلٍ وهو ينظرُ إليهم دون بنجٍ حتى! يا صديقي هون على نفسك قليلاً : فقال الإمام القشيري في تفسير قول ربنا على لسان سليمان عليه السلام: "لأعذِّبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه"
 
العذاب الشديد يا صديقي هو أن يُفرِّق بينه وبين من يُحب، فإنَّ فقد الأحبة غربة ليست بعدها غربة! تحتاجُ أن تتخففَ من مشاعركَ يا صديقي، حاول أن اتنفُثْ هذا البركان المشتعل في صدرك ، أطفىء هذه النار المستعرة في قلبك، صلِّ، صلِّ كثيراً، وسبِّحْ، واستغفِرْ! اِبتكِرْ طريقةً مجنونة من أجل الخروج من تلك المصيبة .
 

حاول مراراً وتكراراً يا صديقي أن تشغل نفسك بشي تهواه وتمارسه ، لا تترك نفسك لهذا الحزن العميق ، فالتفكير في خسارة من نحب هو كارثة حقيقية ، لكن كل شيء يبداً صغيراً ثم يكبر ، الإ الحزن يا صديقي فإنه يبدأ كبيراً ثم يصغر ، لا أدري ماذا أقول لك ! لكن جرب أن تبتكرْ طريقةً تساعدكَ على التخفيف من حدةْ الألم ، كأن تكتبَ رسالةً إلى زوجها دون أن ترسلها له، صدقني سيساعدكَ الأمر ولو قليلاً!  
 
فنظر ليِ بلهفة شديدةً ، وبدأ يثرثرَ بالكثير من الحروفَ التي لم أفهم منها شيئاً بسبب توتره الشديدِ وسرعتهُ بالحديث التي كان يرافقها إرتجافهَ شديدة بملامح جسده ويداهَ ، وتغيرتَ ملامحْ وجههْ فجأةُ ، وقالَ كيف لي أن أفعل ذلك ؟ 
 
وما هي الطريقة التي يمكنني أن أبتكرها ، ساعديني بتلك الرسالة التي سأكتبها وأمحوها ، فطلبت منه أن يهدأ من روعهُ قليلاً ، يا صديقي فضفض مع نفسك ، إلجأ لكتابة ما تشعر به على ورقةَ ثم قم باحراق تلك الورقة فهى تساعدك على الخروج من هذا الألم القاتل..
 
 فقال أريد أن أكتب لرسالة لزوجها دون أن أرسلها ! ساعديني !! وفجأة دق جرس هاتفه وقاطعنا الحديث وقال لنا جلسة أخرى لكيِ تساعديني في كتابة الرسالة ، فأجبته غداً إن شاء الله وانتهى حوارناً رغم أنه ما زال مفتوحاً ولم ينتهي بعد ..!! لعله غداً يكتمل ...!! 
 

تحياتي 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...