الأحد، 18 يوليو 2021

فكم نحن قاسين معنا

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (فكم نحن قاسين معنا)
 
جميلة هي تلك الحروف التي يكتبها الليل شوقا .. اسفا أو ندما .. و يمزقها الفجر كبرياءا .. حيث انها غالبا ما تكون الأصدق إذ اننا ننزع إثر كتابتها جميع الأقنعة التي كنا قد استترنا بها لإخفاء تقلباتنا العاطفية اي لنكون أمام الآخرين فصلا محايدا لا يعرف معنى لامطار المآقي .. 
 
فأمام الحجاب الحاجز لليل لا يعود لنا من حاجة لأقنعة ..فهو الشاهد الوحيد على حقيقتنا أيا كانت محاولاتنا للتماسك .. فأمام الليل جميعنا متساوين .. اذ اننا نتعرى سوى منا .. و تتجرد من كل ما لا يشبهنا .. ففي حضرت صمته يُبرز الصراخ المدوي لدخائلنا .. و يعلو ضجيج ذواتنا .. 
 
و ترتفع أنات دماء سئمت مسارها الروتيني .. ليعم ذاك الصخب المساحات البيضاء لأوراقنا .. و نكون بذلك "نحن" بما في الكلمة من معنى .. ففي الغالب نحن لا نشبهنا تماما سوى نادرا ..في حالة العشق مثلا .. الجنون .. أو الكتابة.. 
 
أما في ما عدا ذلك فنحن أناسا يشبهوننا تقريبا و في ذات الآن يختلفون عنا كليا .. لذا علينا أن نتصالح ليليا معنا و نعتذر لنا عن هامش التقصير و الضرر الذي قد ألحقناه بنا عن قصد أو غير قصد فنحن ايضا نخطئ في حق انفسنا و ان لم نعتذر لنا فلا داع لانتظار الإعتذار من آخرين .. 
 
لذا لا بد من الاستسلام للكتابة كي تعيدنا إلينا و توقض فينا جانبا كنا قد أدخلناه في سبات لأسباب ما .. و دون أن ندري إن كنا قد قبلنا إعتذارنا أو لا فنحن في كل مرة نعود لخطئنا مجددا منذ بزوغ اول خيط لشمس اليوم الموالي بارتدائنا لأقنعة لا تناسبنا .. أقنعة تشوه جمالنا و تمحو ملامحنا و تنسبنا إلى زمرة من أشخاص متشابهين تماما و لا يشبه أي منهم ذاته مطلقا ...... فكم نحن قاسين معنا 
 
تحيتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...