رحلة إلى العالم الداخلي

 

 

أسعد الله مساكم بكل خير

زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)

موضوع اليوم بعنوان ( رحلة إلى العالم الداخلي )

 

مساء الخير عليكم جميعاً .. اليوم سنكون في رحلة إلى العالم الداخلي لدى الرجل و المرأة , حيث سنقابل ردات الفعل العكسية لدى كل جنس و الصورة الذاتية المنعكسة على صفحة اللاوعي داخل كل منا.

 

 { الأنيما و الأنيموس } - الذكر الداخلي والأنثى الداخلية الأنيما

(الأنثى الداخلية) : هي تجسيد لجميع النزاعات السيكلوجية الأنثوية في نفس الرجل ،كالأحاسيس والأمزجة الغامضة مثل: الحدس التنبؤي ،الاستعداد لتقبل اللامعقول ،المقدرة على حب الأشخاص،الإحساس بالطبيعة ، وأخيرآ وليس آخرآ العلاقة باللاشعور......إذ ليس محض مصادفة أنهم كانوا في العصور القديمة يستخدمون الكاهنات لإستيحاء الإرادة الإلهية ولإقامة الصلاة مع الآلهة. 

 

وهناك مثال بصورة خاصة عن الكيفية التي تعاش فيها الأنيما كشخص داخل في نفس رجل نجده في الطب والكهان الشامانات... إذ أن بعض هؤلاء يلبسون ثياب نساء لكي تبين جانبهم الأنثوي الداخلي -الذي يتيح لهم الإتصال بأرواح الأرض , أي دعوة باللاشعور.. وكقاعدة فإن الأم هي التي تصوغ قوام الأنيما لدى الرجل بصورتها الفردية. 

 

 فإذا شعر أن أمه كانت ذات تأثير سلبي فيه ,غالباً ماتعبر الأنيما عن ذاتها بحالات مزاجية كئيبة ،سريعة الغضب،وبالتردد وانعدام الشعور بالأمان وفرط الحساسية . وشخصية الأنيما ، الأم السلبية -ستعمل داخل نفسية رجل كهذا على تكرار الأفكار التالية إلى مالانهاية مثلاً: - أنا لاشيء - مامن شيء له معنى عندي ، لدى الآخرين أمر مختلف- أما أنا فلا أستمتع بشيء .

 

 إن (مزاج الأنيما)هذه تسبب نوعاً من الكآبة ،الخوف من المرض،أو العجز أو الحوادث، والحياة بكاملها تكون بائسه ، وأحياناً تدفع الإنسان إلى الإنتحار في حالة تصبح الأنيما شيطان موت .. وإذا كانت تجربة الرجل فيما يتعلق بأمه إيجابية، تجده تطغى عليه الصفات الأنثوية أو يكون مفرط الحساسية أو عاجزاً عن التغلب على صعوبات الحياة ..أو إحساس كأميرة الحكاية الخرافية التي أحست بوجود حبة فاصوليا تحت ثلاثين فراشآ على سريرها.... 

(الأنيموس أو الذكر الداخلي) مايجسد الذكر في اللاشعور عند المرأة, غير أن الأنيموس لايظهر كثيراً بهيئة خيال جنسي أو حالة مزاجية، بل الاحتمال الأكبر هو أن يتخذ صور قناعة -مقدسة- خفية وعندما تعبر المرآة عن هذه القناعة بصوت ذكري عالٍ ملح أو تفرضها على الآخرين عن طريق مشاهد عاطفية عنيفة.

 

يسهل تمييز الذكورة الكامنة في أعماق المرأة ،حتى المرأة التي تبدو شديدة الأنوثة ، يمكن أن يكون الأنيموس قوة شديدة لاسبيل للخلاص من قبضتها، إذ فجأة يجد المرء نفسه قبالة شيء ما في المرأة عنيد وبارد ومتعذر المنال تماماً.. إحدى أهم الموضوعات التي يكررها الأنيموس في أعماق ذلك النوع من النساء تسير طبقآ لمايلي:: -الشيء الوحيد الذي أرغب به هو الحب, أماهو فإنه لايحبني. 

 

 في هذا الموقف احتمالان وكلاهما سيء, ذلك أن الأنيموس لايعتقد بالإستثناءات أبداً فالمرأة قلما تستطيع مناقضة رأي الأنيموس -لأنه يكون صحيحاً ،عادة، بوجه عام ..مع ذلك نادراً مايبدو أنه يناسب الموقف الفردي, فالاحتمال الكبير هو أن يكون الرأي معقولاً إنما لأصله له بالنقطة الأساسية في الموقف. 

 

هذه الحالة الأنثوية و الذكورية موجودة داخل كل إنسان لكن نادر من يعرف مصادر هذه الحالات و الأسباب التي تؤدي إلى ضعفها أو قوتها داخل كل شخص ... هل صدافت في حياتك أشخاص تحمل هذه الصفات سواءً ذكر او أنثى ؟ هل تعاني من بعض تلك الحالات ؟ عندما ترى أشخاص تحمل مثل هذه الصفات ما هو انطباعك ؟ برأيك كيف يمكننا أن نعدل هذه الحالات لتصل إلى الحد الطبيعي ؟ هل مجتمعنا يحتوي من هذه الأنماط ؟ هل لديك أشخاص تعاني من هذه الظاهرة و تبحث عن حل لها ؟ يمكنك وضع بصمتك على هذا الموضوع في تعليق كي نفيد و نستفيد جميعاً ... فما يعاني منه الفرد الواحد منا .. نعاني منه جميعاً.

 

تحياتي