حكاية فتاة مع العالم الافتراضي

 

 

أسعد الله صباحكم بكل خير 

زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)

حروفي اليوم بعنوان ( )

 

كلنا نعلم بأن الكمال لله سبحانه وتعالى وأننا خلقناً بشر ولسناً معصومين عن الخطأ ووارد جداً الخطأ والتعلم لأن الإنسان كما الطفل تماماً يمر بمراحل خلال مسيرة حياته فيتعرض بأن يخطىء ويتعثر لكن الأهم من ذلك هو أن يتعلم الإنسان من هذا الخطأ ، فالحياة حكاية قصتها نحن ونتائجها دومًا مرتبطة بنا وبما نعيشه بهذا الواقع ، وكل حكاية مناً قد تعلمنا الكثير بين طياته ، وماأصعب تلك الحكاية عندما ترتبط بالعالم الإفتراضي ، وتجربة هذا العالم قاسية جداً فهى ليست كالواقع وليست أمر ملموس ، فالعالم الافتراضي شبكة عنكبوتية واسعة ومتشعبة وفيها من ألوان الطيف ما يثير العين ويجذب القلب ، وكل فتاة قد تسحر بجمال هذا العالم الافتراضي .

 

العالم الافتراضي وما يفعله بمرحلة المراهقة والنضج

 

وخصوصاً أن طبيعية الانسان تختلف بفكره وأسلوبه وعقليته ، فعندما يبلغ الإنسان سن الرشد والبلوغ ، ينضج معه الفكر والعقل وربما تتغير كل المفاهيم والمصطلحات التي تعلمها وإكتسبها بمرحلة ما في حياته الواقعية ، وأخص بالذكر الفتاة فعندما تنضج وتصبح في مرحلة ما ربما مرحلة المراهقة والبلوغ ، فيصبح لديها حكاية خاصة بها ، تسكن بأعماق قلبها فقط ، ويصبح لديها الشغف الكبير بمتابعة العالم الخارجي ومعرفة ما يحتويه ، فتلجأ إلى العالم الأزرق لتتفتح عيونها أمام العالم الكبير (العالم الافتراضي ) هذا  العالم المليء بكثير من الاغراءات وملذات الحياة المختلفة فهنا تتعرض الي حالة من الانبهار تجعلها تقرر بأن تعيش تلك الحياة من أوسع أبوابها .

 

حكاية فتاة مع العالم الافتراضي

 

فتعلن تلك الفتاة حكايتها مع هذا العالم الافتراضي ،وتبدأ تجول به وتقطف من ملذاته كل ما طاب لها دون أن تفكر بالنتائج

المترتبة على هذا الإستخدام لهذا العالم الافتراضي ، فهناك من تنجر وراء عاطفتها وشغفها الكبير بالعالم الافتراضي ، لدرجة أن تقوم (بممارسة الحرام) وكل ما هو مباح لها ، فقط من أجل إشباع شهواتها ونزواتها ، وربما إشباع دافع الفضول من هذا العالم الافتراضي المبهر والمغلف بقطعة الحلوى .

 

ذئاب بشرية خلف العالم الافتراضي

 

ولا أنكر أيضا بأن هناك فتيان قد يلجأون إلى ممارسة الفاحشة والرذيلة بهذا العالم الافتراضي ، بل هم ذئاب بشرية حقاً فعندما يتربصون بفتاة فقط من أجل الإيقاع بها وتشويه سمعتها ، تحت مسمى الحب وربما مسمى الصداقة فهم حقاً يستحقون لقب ذئاب بشرية ، لذلك فالفتاة ليست وحدها من تعيش تلك التجربة ، فأيضا الشاب الذي يلجأ إلى إشباع شهواته وقد لا يدرك ما يفعله بتلك الضحية ويكون همه الوحيد ، هو فقط اشباع ذاته الأنانية والمصيبة الكبري أنها أصبحت ليس بالواقع فقط بل توسعت وأصبحت أكثر بشاعة بهذا العالم القاسي والمجنون الذي يدعي (بالعالم الافتراضي وعالم الانترنت)

 

نعم العالم الإفتراضي الذي ربما يعتبر سلاح ذو حدين لو أحسن إستخدمه بالفعل فهذا العالم الذي سيطر علي عقول العالم بأجمعه ،فمعه إزدهرت حضارات وأيضاً به هدمت أسر وعائلات ، فقد أصبح من السهل علي أي نفس بشرية أن تحصل علي ما تريد بكل سهولة وببساطة بمجرد اسم مستعار ، والتخفي وراء شاشة عميقة ، تخفي ورائها دموع لاناس كثيرة وخيبات أكبر ومذلات لا توصف (تحت مسمي الحب)وضياع كرامة وعائلة وشرف فتاة تحت مسمي هذا اللعين الذي يطلق عليه الحب .

النهاية مدمرة

 

ومن هنا اخواتي تبدأ حكاية كل فتاة مع العالم الافتراضي عندما يقوم ذئب بشري بالتعرف علي كل انثي تعترض طريقه ويرسم لها أجمل مشاعر الحب ، ويتفنن هنا بالعزف علي أوتار هذا الاحساس حتي تقع تلك الفريسة بشكل عام  ، بمعني تقع في حبه وغرامه وهي لا تدري بانه مجرد ذئب بشري وتخون ثقة أهلها وتؤمن بالكامل بهذا الشخص الذي تعتبره الحبيب والأخ والأب والصديق والمخلص ، الذي لن يتخلى عنها وتعطيه ما يشاء .

 

وبعد حصوله على مراده تصبح أرض يائسة لا تحمل أي خير له ويرمي بها ويلجأ الي غيرها ، ويعيد نفس الكره مع الآلآف من الصبايا وبعدما ينتهي من تحقيق ما يتمناه يلجأ إلى العامه وأمام الناس ويردد بأنه صاحب عفه ويتحدث بلسان المحافظة على النساء ، هم أخواتنا وهما بنات ناس علينا معاملتهم بالحسنى ، ويردد دائما عبارة أنا أسعى لأن أكون إنسان

 

ونسيت أيها الانسان انه بجب عليك ترميم نفسك من الداخل وقتل الشيطان الموجود بداخلك حتي تنجح بان تكون انسان بسيط يحمل شرف الكلمة ويصون أمانة الاخلاق وفي نهاية رسالتي أتمني من كل فتاة بأن لا تقع فريسة هذا العالم الافتراضي وأن تحسن إستخدام هذا العالم الواسع ، لأن في النهاية النتائج هى من تحدد مصيرك ومصير عائلتك ، وأتمنى من كل شاب أن يتقي الله باستخدامه لهذا العالم الافتراضي

 

تحياتي للجميع