الجمعة، 13 ديسمبر 2019

إبتسامة مزيفة


مساء يعطر قلوبكم بالخير والسعادة

مساء يهمس لكم بكل حب وجمال زواري

وأتمنى من الله أن تكون جمعه طيبة للجميع

موضوعي اليوم بعنوان (إبتسامة مزيفة )

*قالت ذات يوم أمام الجميع : يا أصدقائي بعد صمت مريب وحوار طويل دام بين أفكاري ومشاعري وأنهكني كثيراً ، قررت أن أتحدى هذا الصمت المريب الذي سيطر على كياني وأفكاري ومشاعري منذ مدة ليست بالقصيرة عندما حدث معي أمراً ما بمراهقتي جعلني أفكر كثيراً مع تساؤلات أصبحت تزعجني ، لأنني لم أتوصل إلى جواب مقنع لتلك الأسئلة التي تدور بعقلي وأفكاري ...

*ومن هنا أصدقائي قررت أن أتقدم خطوة وأهزم هذا الصمت الدفين بداخلي وأشارككم الرأي بما يدور بداخلي لعلي أصل من خلال فضفضتي معكم إلى جواب مقنع أو أصل إلى الهدوء الذي أتمناه ، والراحة النفسية التي أبحث عنها منذ مدة .

*أصدقائي ....!!! سأروي لكم حكايتي اليوم التي دفتنها منذ زمن بقلبي المتعب ، في يوم من الأيام وأنا واقفة أمام شباك نافذتي أنظر إلى عصافير الصباح وهي تزقزق بصوتها الجميل بكل حب، وتفرد بجناحيها الملون بقوس قزح عبر أغصان الأشجار والوروود ، لتعبر عن فرحتها بهذا الجو الربيعي المشمس ، هبت نسمة هواء نقية وصافية لتنعش قلبي من جديد وتجعلني أتنفس بكل حب وأفرد بذراعي بكل لهفة أمام تلك النسمة الصافية التي أستنشقها وكأنني بحياتي كلها لم أستنشق مثل هذا الهواء النقي والصافي ، لقد وقفت طويلاً وأنا مغمضة العينيين ، سارحةً بخيالي بعيداً ، أفكر وأتخيل وأعيش الحلم بتلك اللحظة حتي أتت العاصفة الملونة بكل ألوان الحب وبصوتها الذي يطرب مسامعي كما صوت زقزقزت العصافير التي سمعتها ، إنه صوت جميل جداً خرق جدار القلب ، وأفاقني من حلمي لحلم أجمل ظهر أمام ناظري ، أخذ ينظر هنا وهناك بكل تعجب حتي أثار استغرابي .
وجعلني أتساءل من هذا .. ؟ وماذا يرد .. ؟ ومن يكون .. ؟ وكيف وصل إلى حديقة منزلنا .. ؟ وما هذا الصوت الذي أصدره ... ؟ ولماذا ينظر إلى شباك نافذتي بكل تعجب وكأنه يبحث عن شيء مفقود ... ؟ لا أدري بصراحة لكن كل ذلك أثارني وجعلني أتساءل وأفكر بمقابلته والحديث معه ، وبالفعل خرجت من المنزل لأقابله أمام البيت وبنفس عميق سألته كل ما دار بعقلي بلحظة واحدة وبدون نفس واحد ...!! حتي أنني في حينها لم أعطيه الفرصة للإجابة علي تساؤلاتي ...!! كل ما أذكره في حينها تلك الابتسامة التي صدرت منه بصوت عالي هزت كياني وكأنها ابتسامة تقول لي بأنك إنسانة غير واعية وثرثارة ...!! في حينها سكت عن الحديث ونظرت له نظرة إستغراب كأني أقول لماذا ضحكت بتلك الطريقة وأخذت عيناي تنظر إليه بتعجب وحيرة ..
حتي أدرك هو ذلك الأمر وقال بصوت حنون أنا عابر سبيل لا أبحث بتلك الحياة إلا عن الراحة والهدوء ، أنا إنسان بسيط أحتاج للنوم العميق ، لقد أنهكتني الحياة بتمردها وطغيانها .. ، وقفت أمام هذا البيت الجميل لأشاهد جمال الأشجار وأمتع ناظري بهذا الجمال ، وبلحظة خفض صوته قليلاً وقال بهدوء أنتي أنثى مثيرة الجمال ، فاتنه بثرثرتك ، رأيتك أمام شباك نافذتك فأثرتي إعجابي ...!! فقط هذا كل ما بالأمر سيدتي الجميلة ..!! وتركها تفكر بما قاله بكل حيرة وإستغراب وهماَ بالرحيل بدون أن ينظر للخلف كأنه يتعمد بأن يلقي تلك الكلمات ، كما الصياد الذي يرمي بسنارته إلى السمكة وهي تحمل طعماً للوقوع بها ..!! وبالفعل عدت إلى منزلي أفكر بهذا الإنسان وبما قاله حينها وأنا كلي تعجب ، وكما تعرفون أصدقائي بتلك المرحلة من حياتنا تكون الأمور غير عادية بمعني المشاعر تكون متقلبة ، والتفكير يكون متسرع وغير منطقي ، ولحظات الإعجاب تكون مسيطرة علي أقل موقف أو شعور وهذا بالفعل بتلك اللحظة ما حصل معي كانت مشاعر الإعجاب سريعة والتفكير غير سليم ، وعدت الأيام وأتى من جديد أمام نافذتي ليزيد من تساؤلي ...!! لقد قابلته مرة أخري أمام المنزل ودارت الأيام وأصبح يومياً يأتي أمام نافذتي ونتقابل ونتحدث كثيراً وتطورت العلاقة بيننا حتى أصبح كل حياتي وسيطر علي قلبي ومشاعر وكل ذلك وأنا لا أعلم شيئاً عن هذا الإنسان سوى أنه عابر سبيل ، وخبأت الأمر عن أهلي وأمي وبدأت أقابله بدون علمهم ،  إلى أن أتى ذلك اليوم الذي قررت فيه أن أعرف كل شيء عن حياته و أعترف له بمشاعري وحبي له ، وأتى ذلك اليوم وجاء كموعده أمام نافذتي ودار حوار بيننا كان فيه الكثير من الأسئلة عنه ، لكن كان الجواب غير شافي إنه إبتسامة مزيفة مرفقة بأنه عابر سبيل وأنه يأتي للحديث معي لأنه يشعر بالراحة والفرح بذلك ، وأنه معجب بجمالي وبريقي ..!!

بصراحة أصدقائي لم أكن أعرف بذلك الوقت وبالأخص بتلك المرحلة الصعبة من حياتي بأن تلك الكلمات مزيفة وملونة بالحب فقط ، لكنها من الداخل مسمومة كما الأفعي بلذعتها ، حينها سرحت بخيالي وتذكرت قصة ذلك المزارع الذي يملك بستان من الفواكه يقوم بزرعها وتفقدها كل يوم ويسقيها بالفرح والابتسامات المزيفة ويمشي بينها طرباً يراقبها تنموا يوماً بعد يوم ويقترب منها ويقول بنفسه لن المسها بأي أذى حتى يدوم بريقها وجمالها وتكبر أكثر وأكثر وقبل يوم الحصاد يمر فيها ويقول غداً سأحصد كل هذا ولن أتذوقها أبداً الا يوم حصادها ويذهب الى فراشه مطمئن ومرتاح البال .

 وبلحظة فقت من خيالي على نبرات صوته وهي تقول لي بأني أحبك وقلبي تعلق بك كثيراً ولا يهمني من أكون أو من تكوني تعالي لنذهب بعيداً عن هذا المنزل ونلتقي بمنزل ومكان آخر ، نظرت إليه بكل جنون وصرخت بوجه إلى أين تريد مني أن أذهب معك وأنا لا أعرف شيئاً عنك ...؟؟ وأنت فقط تردد عبارة أنا عابر سبيل ، إن كنت تحبني فعلاً فأتي بأهلك لأبي وقل لي من تكون ..؟ نظر إلى وجهي وقال بخبث شديد وابتسامة مزيفة حسناً نلتقي غداً بفندق وتعالي علي الغرفة رقم (2) وسنتفق على كل شيء وسأرضيك حبيبتي ، المهم لا تتأخري على الموعد سأنتظرك وودعها وهو يتوعد بأن ينتقم منها وأن يحصل على ما يريد ويتركها ويذهب كما كان يفعل مع الضحايا والفتيات الكثيرات التي كان يتعرف عليهن بتلك الكلمات المسمومة والابتسامة المزيفة ، وعدت إلى منزلي وأنا أفكر بما دار بيننا وماذا يريد مني غداً وقضيت الليل وأنا أفكر بما جري إلى أن غلبني النعاس وغفوت قليلاً إذ بنفس الحلم يزورني مرة أخري وهو ذلك المزارع الذي كان يسقي الفاكهه ويبتسم لها ابتسامة مزيفة من أجل قطافها فقط بموعد الموسم وهنا تخيلت نفسي مكان الفاكهه وذهبت بحلمي إلى هذا العابر لأتيه في كابوس وأحكي له أن مرروه بحياتي كان مزيفاً وأن إبتسامته المزيفة التي كان يصدرها كانت تسعد قلبي وتنعش روحي لكني لا أعرف بأن وراء تلك الإبتسامة المزيفة كذب عميق وأنها كانت فقط من أجل الإيقاع بها والحصول على مبتغاه .

 ورددت بحلمي كلمات كثيرة له كأنني واقفة أمامه وأشاهده وأتحدث معه وجهاً لوجه وبلحظة فقت من حلمي المزعج وأنا أتمنى بأن يكون حلمي مزيفاً وأنه مجرد هواجس لا صحة لها وجهزت نفسي وذهبت بالفعل إلى الفندق بالموعد المحدد وأمام باب الغرفة طلبته بالهاتف لأتاكد من وجوده وقبل أن أكمل حديثي معه فوجئت به يفتح باب الغرفة ويطلب مني الدخول لكني رفضت وطلبت منه أن يكون الحوار بحديقة الفندق لكنه أصر عليا بالدخول وأنا رفضت وبشدة فغضب مني وقال بصوت متهجم أنتي وافقت علي المجئ إلى هنا لماذا ترفضي الدخول .. ؟ لا أنتي وافقتي علي الحديث معي بدون علم أهلك لماذا الآن ترفضي وكأنك إنسانة شريفة .. ؟ ووقف أمامي كما الذئب وكشر عن أنيابه وقال لن أتركك اليوم تذهبين سأخذ ما أشاء وما سعيت له منذ مدة .. !! وهنا استوقفته عن الحديث وقلت له بصوت مليء بالدموع والأحزان لقد رأيت هذا بحلمي وعرفت أنك إنسان كاذب وأتيت إلى هنا اليوم من أجل التأكد وعدم ظلمك لكن أنت أثبت العكس وأظهرت اكاذيبك وخداعك ، أنت بالفعل يا عابر سبيل كنت تسقيني الحب والكلمات الملونة فقط من أجل أن تحصل علي متعتك ومبتغاك وأنك لم تحبني كما كنت تقول تماماً مثل ذلك المزارع الذي يسقي الفاكهه بالماء لتبقى علي قيد الحياة مزهرة بجمالها ولونها ، ولكن بالفعل تلك الفاكهه تكره الماء من يد المزارع لانه لم يحبها أبداً ، هو كان فقط ينتظر حصادها وأكلها وإرضاء متعته ، هو بالفعل لم يرويها أبدا حباً فيها بل حباً بما سيحصل عليه من متعه وقت قطفها وأكلها لذلك تلك الفاكهه هي تكره تصرفة وان كان طبيعياً ، تماماً مثلك يا عابر سبيل وإنهرت من البكاء وخرجت مسرعة من ذلك الفندق وأنا أحمل بداخلي تجربة صعبة وقاسية أثرت علي حياتي وقراراتي .
 لكن روادتني عبارة كانت تقولها لي أمي دائماً (يا صغيرتي ستدنو إليكِ الأماني مخضرة ويعقب صبرك حلماً تورد لا تستعجلي وتحزني ) ومنذ ذلك اليوم أصدقائي وأنا أكره تلك الابتسامة المزيفة التي تأتي من أي عابر سبيل بتلك الحياة وفي النهاية الحياة عبارة عن دروس وعبر نعيشها لكي نتعلم منها ونقوى بها بالمستقبل .
وقبل الإنتهاء من حكايتي سأوجه رسالتي لكل فتاة سواء بمرحلة المراهقة أو بمرحلة النضج وهي التأني بكل شيء بتلك الحياة ودراسة الأمر جيداً وعدم التسرع بالحكم علي المشاعر والأهم عدم مسايرة المشاعر بالغلط والخطأ ، وأتمني مشاركة الأم والأهل بكل شي بيخص حياتك أو أي موقف حصل معك لأنه يا أصدقائي الفجوة الأسريه تهدم شرف فتيات كثير في النهاية ستدنو إليكِ الأماني مخضرة ويعقب صبرك حلماً تورد ..

يارب تكونوا تعلمتوا من من تلك القصة وتكون عبرة للجميع .
علي فكرة زواري ومتابعي مدونتي قصة اليوم هي قصة معظم الفتيات التي يمرنا بمرحلة المراهقة  وأحياناً الكاتب يلجأ إلى أن يروي القصة حتي تكون عبرة وموعظة لغيره وليس شرط يكون هو عاشها بل ياخذها من تجربة سابقة ولانسان أخر 

أتمني لكم راحة البال والسعادة دائماً 

بقلمي : eman ahmed 

الاسم المستعار : همس الاحباب

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...