الجمعة، 27 ديسمبر 2019

الاعتراف الرابع والأخير من حكاية السيدة العاملة ( حياة جديدة )


مساء  السعادة والجمال لكم أيها الأصدقاء

مساء الحب والوفاء لكل عاشق وعاشقة

مساء معطر بذكر الرحمن لكم متابعي حروفي 

وكل زواري أسعد الله مسائكم بكل خير وسعادة

عدنا إليكم من جديد وموضوعنا اليوم بعنوان (حياة جديدة)

(وهوالاعتراف الرابع والأخير من حكاية السيدة العاملة) 

دعيناً يا زوجتي العزيزة ننسى ما حصل ونبدأ صفحة جديدة بحياتناً ، تكون خالية من الخلافات والمشاحنات ولا تحمل إلا الحب والعطاء والإخلاص والمودة ، وقبل أن أعطيه جوابي قاطعني وطلب مني أن أفكر قبل أن أعطيه جوابي ، في ذلك الوقت أصدرت تنهيدة عميقة ورددت على مسامعه بأنني غداً ذاهبة مع صديقتي لأخذ الدورة وشق طريقي لبدء حياة جديدة تعتمد على كياني وشخصيتي ، فنظر إلى وجهي ..!!


أصدقائي لقد إستوقفنا بالمرة السابقة مع ضيفتي وصديقتي السيدة العاملة إلى هنا عندما تحدتث عن عودة زوجها ومحاولته الحديث معها عن أمورهم الشخصية وكل ما حصل بينهما من خلافات بعد الزواج مع محاولة التوصل إلى حل يرضي الطرفين (الزوج والزوجة ) وإنهاء كل الخلافات وبدء حياة جديدة لا تحمل بداخلها الإ التفاهم والحب والإخلاص والمودة بينهما ، لكنها يا أصدقائي لم تكمل حديثها وذهبت إلى عملها كالمعتاد ، واليوم تجدد اللقاء من جديد ، كالعادة إلتقيت مع صديقتي السيدة العاملة بالموعد المحدد و بنفس المقهي الذي إلتقينا به بالأيام السابقة ، وبعد أن رحبت بها وتبادلان التحية والإطمئنان على أخبار كلاً من الآخرى ، جلسنا وطلبناً من أحد العاملين بالمقهي (الجرسون) فنجانين من القهوة .

* كالعادة يا أصدقائي فضولي يقتلني لدرجة أنني لم أعطي للسيدة الفرصة بأن تأخذ قسطاً من الراحة بعد المشوار الطويل الذي قضته من أجل الوصول إلى المقهى ومقابلتي ، وجهت لها سؤالي بكل تمعن وحيرة وفضول لمعرفة ردة فعل زوجها عندما أهملت حديثه وقالت بأنها تريد أن تذهب غداً لأخذ الدورة والعمل ..؟ وما هى ردة فعلها عندما أتى زوجها لكي يصالحها ويعرض عليها بدء حياة جديدة خالية من الخلافات والمشاحنات ..؟ وكيف شعرت عندما أشار زوجها لها بأصابع الإتهام وبأنها السبب الوحيد لما جرى بينهما من خلافات ..؟ وقبل أن أكمل باقي تساؤلاتي قاطعتني صديقتي السيدة العاملة بابتسامة عجيبة ممزوجة بالحزن والفرح معاً ، إبتسامة لم أراها منها بالأيام السابقة وكأنها تقول لي إطمئني فاليوم حكايتي تغمرها السعادة والحياة الجديدة والمختلفة وقالت بصوت تغمره الفرحة سأرد على كل تساؤلاتك وسأعطيك كل ما بداخلي فأننني أحسست براحة كبيرة عندما تحدث معك وثرثرت بما بداخلي لك لذلك هل تسمحي لي بإكمال الحديث يا عزيزتي ..؟ فنظرت لها وكلي إستغراب وحيرة وتعجب لضحكتها الممزوجة والتي ملأت وجهها وجعلته كما البدر المكتمل بليلته رغم ما يحمل بداخله من حزن عميق ، فأذنت لها بالتحدث وأنا كلي شغف وحيرة من أمر تلك الإبتسامة وأمر تلك السيدة لدرجة أنني شعرت بأنها قد تكون تعرضت إلى الجنون بسبب ما حصل معها بحياتها القاسية وما مرت به من ظروف صعبة جداً  !! 

فبدأت حديثها بعد أن أخذت رشفة من فنجان قهوتها وقالت : إنظري يا صديقتي عندما دخل زوجي وبدأ بالحوار والملاطفة من أجل إنهاء الخلافات لا أخفيك سراً ببداية الأمر شعرت بأنني أخطأت بحقه ويجب عليا أن أعتذر منه وأطلب منه السماح ، لكن عندما أشار بأصابع الإتهام نحوي وجعلني أنا السبب بكل جرى من خلافات ومشاحنات بينناً وكأنني شيطانة وهو الملاك المغلوب على أمره والذي لم يرتكب أي خطأ بحياته .
 شعرت حينها ببركان يتدفق بداخلي ولو خرج لأحرق الدنيا بكل ما فيها ، لكنني كتمت هذا الأمر بداخلي وفكرت بطريقة آخري أكسر بها هذا الغرور والكبرياء الموجود بحديث زوجي من ناحية ، ومن ناحية أخري طريقة تكون كالاختبار لزوجي أتاكد فيه من صحة كلام زوجي وهل هو بالفعل ندم ويرغب ببدء حياة جديدة أم إنها لعبة يلعبها زوجي من أجل أن يكسرني ويجعلني أنسى موضوع الطلاق وموضوع العمل .
حقيقة بلحظة حديثه معي وبالذات لحظة غضبي المكتوم راودتني أفكار وطرق كثيرة تجعلني أخذ حقي بدون صراخ ومشاحنات ، لكن بلحظة هو قطع حبل أفكاري وقال أنتظر ردك هل موافقة على بدء حياة جديدة وما رأيك بحديثي يا زوجتي ..؟ فجاوبته بكل برود رغم أن بداخلي بركان قد ينفجر بأي لحظة ، لقد أعطيت صديقتي الموافقة على الدراسة للدورة وغداً هو أول يوم للتدريب وسأذهب بإذن الله لأخذ الدورة ، فنظر إلى وجهي بكل غضب وقال أنا أتحدث عن الخلافات وكيف يمكن أن ننهيها ونبدأ حياة جديدة وأنتي بدون مبالاة وبكل برود كان ردك سأذهب غداً للدورة ..!! لا أعلم حقاً أنتي كيف تفكرين وما هو هدفك ..؟ قولي لي ما يرضيك ..؟ رغم أنك السبب بما يجري الآن وما توصلناً إليه لكنك لا تشعرين حتى بالندم ..؟ ولا تفكرين بحياة أطفالك همك الوحيد هو حياتك وكيانك والدورة ..؟ لقد تعبت منك كثيراً ..!! 
فنظرت إليه بكل جنون وبنبرة حادة أجبته: أنا لم أكن السبب بما جرى وما توصلناً إليه اليوم ، بالعكس أنا إخترتك ببداية الطريق وبكامل إرادتي أردت أن أكمل مشوار حياتي معك لكن أنت أردت فقط أن تجعلني خادمة ببيتك ولعائلتك ، أردت أن تقتل كياني وشخصيتي وتجعلني فقط مطيعة لأوامرك ، أنا لم أكن السبب عندما رفضت إكمال تعليمي رغم أنك تعرف حق المعرفة هذا هو حلم عمري وحياتي ، والآن أنت واقف أمامي بكل جبروت وتشير بأصابع الإتهام نحوي ، لا تنسى يا زوجي أنا أضأت لك أصابعي العشرة شموع ولبيت كل أوامرك بابتسامة ، ولم أشتكي يوماً منك ، لكن أنت من جبرتني على اللجوء لأبي لأنه كان الشاهد الوحيد على وعدك ، أنت من جبرتني على الإبتعاد عنك لانك لم تشعر بي للحظة واحدة ولم تجرب إحساسي وكيف أتمزق  بداخلي عندما تتركني كل يوم وتذهب للسهر مع فتيات الليل  ، أنت وحدك من جبرتني على الابتعاد عندما أهنت كرامتي ودعست على كياني .
* والآن لا تفتح باباً للجرح من جديد أنت إخترت طريقك مع فتيات الليل والمقاهي وأنا إخترت أطفالي وكياني وشخصيتي ، وقبل أن أكمل حديثي قام باحتضاني وإعتذر كثيراً على ما صدر منه بحقي وطلب مني السماح والموافقة على طي صفحة الماضي وبدء صفحة وحياة جديدة ، فنظرت له والدموع تملأ عيني هل حقاً  أنت ندمت ولا تريد أن ترجع للماضي ، فقال نعم والأيام وحدها ستكون شاهدة على ذلك ، فمد يده وقال صافحيني وأعطيني الثقة من جديد وإفتحي لي ذراعيك وقلبك وأنا سأجعلك سيدة هذا العالم ، بعد تفكير عميق مددت له يدي وتصافحنا على المحبة والثقة ، وتصافت القلوب والعقول وطلبت منه أن أسترجع كياني ، فوافق على ذلك ووافق بأن أذهب للدورة لكن كان لديه شرط ، فأجابته قل ما هو شرطك يا زوجي ، فقال شرطي هو أن تعطي هذا البيت حقه وتعطي زوجك وأطفالك حقهم ولا تقصري بخدمة أمي وتعامليها كما تعاملي أمك يا زوجتي وأنا أعدك بأنني سأجعلها تغير معاملتها بالكامل معك ، فوافقت على طلبه وتصافت القلوب وغمرت الفرحة حياتي من جديد .
* بالفعل يا صديقتي لقد ساعدني زوجي على أن أحصل على الدورة وبعد انتهاء الدورة طلبت مني صديقتي أن أتقدم بطلب وظيفة ، فذهبت إلى  زوجي وطرحت عليه هذا الأمر فوافق وقال أنا وعدتك سأكون معك لكن سأقول لك شيئاً الوظيفة يا زوجتي ستأخذ كل وقتك ، لن تنالي الراحة وستشعرين بالإرهاق والتعب من العمل طوال اليوم ، فأنتي يا زوجتي لستي بحاجة للمال فماشاء الله عملي ممتاز وأموري كلها ميسورة ، لا تتعبي نفسك فأنا فقط أريد راحتك وسعادتك ، وكل طلباتك أوامر ، فنظرت له بكل سعادة وطلبت منه أن يعطيني الفرصة لاثبات كياني وأنني على يقين كامل بأنك تريد راحتي لكن أنت تعلم هذا حلمي وأنا أعدك بأنني لن أقصر في خدمة هذا البيت ولن تشعر بالفرق عندما أعمل أرجوك اسمح لي ، فوافق زوجي وذهب معي إلى مراكز التعليم (وزارة التربية والتعليم ) وقدمت طلب إلتحاق بوظيفة ، وبعدها بأشهر قدمت إمتحان الوظيفة والمقابلة والحمد الله نجحت بالإمتحان والمقابلة .
*  إلى أن أتى ذلك اليوم الذي جائني فيه إتصال من وزارة التعليم لتوقيع عقد الوظيفة ، ففرحت بذلك الوقت لا توصف الحمد الله لقد وفقني الله وجعلني أصعد على أول درجة للنجاح ، ومرت الأيام والأشهر والسنوات وأنا أعمل في مجال التدريس وكلي سعادة وفرح بهذا العمل ، كما أنني لم أقصر يوماً واحداً بعملي تجاه بيتي وزوجي وحماتي وأطفالي .
* حتى أتى ذلك اليوم الذي جائني فيه إتصال من صديقتي (صديق الجامعة ) تطلب فيه مقابلتي ، بالفعل ذهبت لها ففرحت كثيراً لما أنا وصلت إليه اليوم وطلبت مني أن أقدم طلب من أجل دراسة الماستر وشجعتني على ذلك كثيراً ، بعدها ذهبت للبيت وطرحت الأمر على زوجي فوافق وشجعني على ذلك وتقدمت بطلب لدراسة الماستر ، والحمد الله بفضل الله وصديقتي وزوجي أنا اليوم حصلت علي الماستر والوظيفة والآن أدرس للدكتوراه .
*لكن لا أخفيك سراً لقد شعرت بأن الحمل ثقل كثيراً علي أكتافي ، لقد زادت أعمال المنزل وحماتي رقدت بالفراش وأصبحت تحتاج إلى عناية كبيرة وأطفالي وزوجي ، ومع هذا كل يوم أعطي لنفسي جرعةمن الأمل والنشاط لإكمال حلمي ، والحمد الله يا صديقتي أنا اليوم أسعى جاهدة إلى إكمال الدكتوراة وبإذن سأحقق حلمي .
*ولا أنسى الأشخاص الذين كانوا السبب في نجاحي (زوجي وصدديقتي )بعد فضل الله سبحانه وتعالى .
* وفي نهاية حديثي يا صديقتي أريد أن أوجه رسالتي إلى الجميع: الأحلام لا تتحقق إلا بالإصرار والتحدي والعمل والمشقة والأهم من ذلك هى النيه والثقة بالله سبحانه وتعالى ، ونصيحة أخري أنا تعلمتها من خلال تجربتي بتلك الحياة ، الحياة الزوجية حياة خاصة جداً بين الأزواج وإذا حصل خلاف بسيط بين الزوجين لا بد أن ينتهي هذا الخلاف بينهما فقط مع العلم أنه إذا خرج لطرف ثالث فكونوا على يقين بأن الحياة الزوجية بيوماً ما ستنهار وتتدمر ، ونصيحة أخيرة كونوا متسامحين وطيبين القلب ، فطيبة القلب نادرة لا يمتلكها الجميع ، والتسامح صفة رائعة من صفات رسولنا الكريم لذلك الحياة لا تحلو الإ بهما .
* وفي النهاية الحياة فيها الحلو والمر وعلينا أن نتعايش مع الاثنين وأن نتحلى بالصبر والثقة والإيمان بالله ولاأنسى أن أشكرك جزيل الشكر أيتها الصديقة الرائعة على تلك الجسلة الجميلة والمساحة الرائعة التي أعطيتها لي من أجل أن أروي حكايتي لدى الجميع ، شكراً من القلب وأتمنى لك التوفيق والسعادة ..
* يا أصدقائي بعد أن شكرتني تلك السيدة العاملة وشكرتها أنا كثيراً على ما روته لنا من حكايتها ، وشكرتها على تحليها بالصبر وإصرارها على تحقيق الحلم وإثبات شخصيتها وبناء كيانها من جديد ، كما أنني شكرتها وإعتبرتها بصراحة إمراة عظيمة ترفع لها القبعة على مجهودها وما قامت به ، يعني بصراحة كلنا على علم بأعمال المنزل التي تحتوي التنظيف والطبخ والجلي والسوق وغيرها الكثير من الأعمال بالاضافة لرعاية حماتها وزوجها وأطفالها هي يا أصدقائي درست الماستر والدكتوراه وأيضاً تعمل بمجال التدريس بصراحة إمراة عظيمة فألف تحية لها ولكل إمراة عاملة .
في نهاية موضوعي وحكايتي اليوم مع السيدة العاملة 
أتمنى من كل قلبي السعادة والتوفيق لدى الجميع
و أتمني لكم حياة هادئة وسعيدة 




بانتظار آرائكم وتعليقاتكم 


بقلمي : eman ahmad 


الاسم المستعار : همس الأحباب

تحياتي

هناك 5 تعليقات:

  1. بجد.انا.ما.قراتش.الاجزاء.التلاته.اللى.فاتت
    بس.شكلها.قصة.ممتازة.من.البداية

    ردحذف
    الردود
    1. هلا اشكرك جدا علي الحضور ورايك المنير

      حذف
  2. هلا

    امتياز بجذب القارئ لمتابعة قلمك

    اسلوب سلس وشيق ونعاية ترضى الجميع

    بانتظار جديدك

    تحيااتى

    ردحذف
    الردود
    1. هلا اشرف تسلملي يارب علي ردك الانيق وهذا الشي يسعدني لك باقات الامتنان

      حذف
  3. قصه رائعة جداً وفيها عبر كثيره وحكم جميله
    واتمان لكي لك التوفيق والزداهار والاستمارة في كتابة القصص الجميله
    ونتظر منكي القصص الجميلة الجديدة
    والله يوفقك

    ردحذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...