السبت، 28 مارس 2020

طفل الوطن


 
مساء محمل برائحة الوطن والحب لكم
مساء السعادة والياسمين لكم جميعاً
أتمنى من الله تكونوا بألف خير وسعادة
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروفي اليوم بعنوان (طفل الوطن)
الصورة

منذ سنوات ولهفتها مغلفة بالأماني والدموع لطفل يشعرها بأنوثتها ، فكانت تسبق مشاعرها ودموعها بكل لحظة من اللحظات ، فكان حلماً يروادها كلما غافت الأعين لبعض الوقت ، وإطمأن القلب وهدأ بعد الخفقان السريع لنبضاته ، تشعر بأن حلماً جميلاً سيأتي ويمحو كل تلك الآلآم التي عاشتها البلاد والقلوب ، وأذرفتها العيون بدموع منهمرة كما السيول الجارية التي لا يردها سبيل .

فقد عشقت هذا الحلم ورسمته بذاتها وكيانها ، وأصبح شغلها الشغال ، كم كانت مشتاقة بالفعل لهذا الملاك الذي حتماً سيغير التاريخ والوطن ، وسيعمر البلاد من جديد ، ويرسم علي أركانها لحظات البهجة والسعادة والتحدي ، خصوصاً بعد أن تعرضت تلك البلاد إلى دمار وخراب شامل كسد وحصد كل ما إعترض أمامها ، لدرجة أن روح الأمل إنعدمت في قلوب الكثير من أهل البلاد ، وكاد الفقر واليأس والمأساة تحل محل الفرح والإبتسامة .

حتى أتى ذلك اليوم التاريخي في حياة البلاد ، وشعرت تلك المرأة بخفقان يجري داخل نبضات قلبها ويدق بكل حب ، شعرت بأن ملاكاً يسكن ويتغذى داخل رحمها ، فرحت وغيرت حياتها وأدخلت الأمل والتفاؤل ، فحافظت على هذا الحلم بروحها ، حتى حان الموعد ، فكانت صرخاته كما الشهد المتقطر عذوبة ، فكانت ملامحه البريئة تدخل لقلبي وتعيد له الحياة من جديد .

الصورة

تلك الفرصة منحتني الحياة ، خصوصاً بعد تلك المعاناة التي تعتصر بكل قلب مكلوماً داخل الوطن ، وهذا الطفل البريء مسح على قلبي بيد من الرحمات حانية ، تبعث بأشواقه إلى أعراس قلبي ، بوجوده الحياة أصبحت كاللؤلؤ المنثور ، فهبت حقاً على قلبي المكلوم رياح البهجة والسرور ، تطوي ضحكته مجدداً بين طيات وسائدي وحياتي، وكأنه يقول لي بضحكاته البريئة البلاد ما زالت بخير .

فرحتي لا توصف ، بالكاد كلما إخترت له إسماً ، توهت فرحة وتاهت دروب سعادتي بملسمه الناعم الرقيق ، فأصبحت أحرف إسمه تتقافز مني مكدسة فوق بعضها ، كل حرف يسقط مني فوقه قليل مني فيتمثل على قدر أساي علي وما تعرضت له ، غير خوفي الشديد على هذا الميلاد الجديد ، فكلعين ثائرة بحب الوطن محتوم عليها أمر الإعدام والتعذيب ، فأصبحت بحيرة بين سعادتي وحزني ، كيف أمكن لبعض شتاتي وتمتماتي وخوفي الرهيب أن يفسد جمال الحروف في إسمه ، فهو إسم شامخ بحروف الوطن ، عنيد كعود شجرة الزيتون ، مثمر بحب الجهاد ، نابع بمعنى الحرية ، إسم كهذا لطفل الوطن حتماًسيأتي عليه اليوم ليصبح متقلباً بين كونه موتاً ومأساة ومعاناة وملاذاً لي في الوقت ذاته .


الصورة

حقاً يا أصدقائي تلك هى المعاناة الحقيقة التي نعيشها ونتعايش معها ، نعافر ونكافح من أجل حرية الوطن ، وأحلامناً بهذا الوطن العربي بسيطة جداً ، كما بساطة حمامة السلام التي تحمل راية الحب والهدوء ، لكن للأسف الشديد عندما يولد طفل في الوطن العربي وأخص بالذكر فلسطين الأبية ، الشامخة ، صاحبةالتحدي والصمود في تلك البلاد لا يأخذ هذا الطفل حقه الإنساني ، ومن أول ظهوره للعالم تقف الأم مكتوفة الأيدي وينظر هذا العالم بأكمله له نظره إجرام وكأنه كتب على جبينه ممنوع الحرية والسلام ، ومن هنا نجد أنه يجب على العالم بأكمله أن يقف دقيقة صمت حداداً على مستقبل هذا الطفل .

كم أحزن وأعيش مرارة الألم والقهر عندما أري بلدي بهذا الحال ، محاصر من جميع النواحي ، يكافح ويكابد ويعاني من أجل الكرامة والعيش ، ولا يكتفي الأمر بذلك بل أتجرع الآلم والحزن عندما أرئ أطفال بلدي يعيشون بتلك الحياة وهم معذبون ، مقيدون ، أسرى ، جرحي ، شهداء ، معتقلون ، محاصرون ، ليس لهم أي حق أن يعيشوا السلام والهدوء ، ويحصلون على كافة حقوقهم الإنسانية كباقي وسائر الدول .

الصورة

لا أدري حقيقة لماذا كتب على أبناء بلادنا هذا القهر والحزن ، لماذا يكتب على هذا الطفل من أول ظهوره للعالم بأن يعيش القهر والذل والهوان ، يتغذى منذ طفولته على القهر والحرمان ، كل طفل منذ ولادته يعيش بجو من الهدوء والسعادة ، إلا أطفال فلسطين ، يولدون على الحصار ويشربون حليب الشهادة ، وكلما شاب سناً أدمن حليب الجهاد والشهادة ، وأصبح النضال يضخ بنبضاته ، كبر على مواجهه العدو ومقاتلته بكل الطرق ، حرم من التعليم والحرية والأمن .

فكم نعيش مرارة المأساة ، ونتجرعها بكل لحظة من اللحظات ، نحزن عندما نرى أرض الحكمة تفتقد إلى الحكمة في بلادنا ، بل العالم أجمعه عندما يجتمعون على محاصرة بلدي ويتفرجون عليها بعيون صامته ، وأفواه تتناثر منها المصالح ، والغذر والخيانة مغروسة بقلوبها ، فيقمون ببيع البلاد من أجل المصلحة الخاصة ، يتقاسمون غنائم البلاد بكل جبروت وقسوة ، يرون مناظر تشيب لها الرأس عندما تودع كل أم فلذة كبدها وهو ملطخ بدماء الشهادة ، ولا يرف لهم جفن بل العكس تمادوا وتمادوا ، حتى وصل بهم الأمر إلى أن باعوا تاريخناً وتراثناً مقابل إبتسامة ماكرة لعدو غاشم وظالم .     

فماذا نقول وماذا تقول تلك الإنثى التي حلمت منذ سنوات أن يأتي طفل الوطن ، ليغير من حال الوطن ، ويجعل الوطن يعيش حالة السلام والهدوء ، لكن للأسف الغدر والخيانة ملازمة لأصحاب المصالح ، فبعد أن يكبر ويزدهر ويترعرع طفل الوطن ، تأتي بكل قوة وجبروت قذيفة العدو لتحصد هذا الثمر ، وتجعل تلك الإنثي تتجرع الألم مرة أخرى ، وتزيد من آنين وصرخات كل البيوت الموجودة بالبلاد ، لكن هناك أمل يقول بأنه طالما النفس موجود سيأتي حتماً بقدرة الله ، طفل الوطن التاريخي الذي سيحرر هذا الوطن من هذا العدو وهذا الجبروت الغاشم ، والآن لا نملك سوا الدعاء ربي أنت أعلم بكل مايدور ولا يخفئ عليك الحال اللهم ارحمنا برحمتك .   

بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...