الأربعاء، 1 أبريل 2020

فراشة الحياة

 
 أسعد الله مساكم بكل خير
وأسال الله السعادة لكم جميعاً
وأتمنى من الله أن يكون الجميع بألف خير
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي اليوم بعنوان(فراشة الحياة )
 
كانت هناك فراشة مكتسية بكل ألوان السعادة ، ألوانها زاهية براقة ، تتطاير وتتنقل هنا وهناك بين رحيق الأزهار ، وبين وروود الجوري والياسمين وشجيرات الحب وحدائق المنزل ، كانت كلما وقفت على غصن تمايلت فرحاً وسعادة ، وتزداد فرحتها أضعافاً مضاعفة كلما لمستها تلك اليد الحنونة والتي تشعرها بالأمان والهدوء والسلام ، ويزداد أمانها أكثر فأكثر كلما حضنتها ودفئتها وسادة الحياة ومنبع الأمن والسلام .
 
إستمرت منذ صغرها على هذا الدلال والأمان ، تتنقل بين كل غصون البستان وهى تتغنج وكأنها أميرة الأميرات وليس لها شبيه بين عالم الفراشات ، كانت كلما رفت بجناحيها الملونة بألوان البهجة والفرح ونظرت إلى أركان تلك الحديقة وهذا البيت المغلف بروائح الجوري والأمان والسعادة ، إزدات فرحتها وإزداد تنقلها وكبرت فرحتها وعبرت عنها بشهد العسل المتقطر والمنساب منها بكل هدوء ودلال .
 
وكلما مرت أمام وردتي الياسمين ذات اللون الأبيض الناصع ، الفائح منهم رائحة الياسمين والشهد ، زاد إعجابها بهاتين الوردتين وكلما وقفت بدلال على وريقاتهن إزدات يقيناً وتمسكت أكثر بالحياة، وإستمرت تلك الفراشة الجميلة على تلك الحياة الملونة بالسعادة منذ ظهورها للحياة ، حتى كبرت تلك الفراشة وأصبحت بعمر الزهور والتفتح ، أصبحت فراشة يانعة جميلة جداً ، يكاد كل من يراها تخطف قلبه قبل بصره ، وتجعله بحالاً غير حاله ، حتى أصبحت تلك الوردتين خائفتين جداً على فراشة عمرهم .
 
فأصبحت تلك الوردتين تنشر عبير الحب والإرشاد والتوعية لتلك الفراشة ، حتى تتعلم الوقوف أمام الصدمات العاتية لها من أي إتجاه ، وبالأخص أنها كبرت وأصبحت بعمر الزهور ، وحتماً كل من يرى ألوانها الزاهية سيفكر في السيطرة عليها ، وإستغلالها أسوء إستغلال ، وهنا ما كان على تلك الفراشة الجميلة إلا أن تطيع أوامر تلك الوردتين ، حتى أنها شعرت بأن الأمان والهدوء والحب والحنان الذي نشأت عليه بهذا البيت الجميل وتلك الحديقة الرائعة ، وهاتين الوردتين ذات القلب الأبيض النقي .
 
لكن للأسف لا تسير الحياة على وتيرة واحدة ، ولا تبقى دوماً بلون واحد ، وحتماً سيأتي اليوم التي تقلب فيها تلك الحياة عن قناعها ، لتجعلنا نتعرف على وجهها الآخر للفرح ألا وهو وجه الحزن والألم ، وهذا ما حصل مع تلك الفراشة الجميلة فبعد فترة من السنوات الجميلة التي عاشتها الفراشة برفقة تلك الوردتين ، ظهرت الخلافات  البسيطة ، ومع كل يوم تمر تزداد تلك الخلافات حتى كبرت المشاكل والخلافات بيهما وأصبحت تلك الفراشة الجميلة تفتقر إلى الهدوء والفرح والأمن والسعادة التي كانت تنعم بهما قبل إحداث تلك العاصفة الرملية بين تلك الوردتين الشامختين والمعطائتين.
 
بعد محاولات عدة باتت كلها بالفشل من تلك الفراشة الجميلة لإصلاح الحال وتهدأت الأمور بين الوردتين الشامختين ، تعبت جداً تلك الفراشة من هذا الحال ومن ذلك الجو الكئيب الذي أصبح يعم بكل ركن من أركان المنزل والحديقة ، لذلك فكرت بينها وبين نفسها على الهروب من هذا الإعصار الذي تراكم وأصبح كما البركان المشتعلة ناره ، ولا يستطيع أحد إطفائه ، فقررت تلك الفراشة الجميلة بالهروب للعالم الخارجي لعلها بهذا العالم تجد ما وجدته من هدوء وسلام بهذا المنزل وتلك الحديقة الغناءة ، وما تعودت عليه من الحب والحنان والذي وجدته بهذا المكان .
 
فقررت تلك الفراشة منذ تلك اللحظة أن تطير خارج أسوار تلك الحديقة ، وتشاهد ما يوجد من شجيرات وبساتين بالعالم الخارجي ، وقالت وهى بعمر الخامسة عشر سناً أنا اليوم أصبحت فراشة جميلة وأريد أن أتعرف على العالم الخارجي وما يوجد بهذا العالم ، فسوف أطير بجناحي البريء وأدخل بحور العالم الإفتراضي ، لعل بهذا العالم أثبت كياني وأزيد من جمالي وفرصة لي للتعرف على فراشات آخريات ، فدخلت عالم الإنترنت وتعرفت على فراشات جدد مثلما تفعل باقي الفراشات بعمري المزدهر .
 
إنبهرت  جداً وكثيراً بهذا العالم الجميل ، تعمقت كثيراً وتحولت من فراشة طائرة إلى سمكة تغوص بأعماق البحر ، وبتلك اللحظة وخلال غوصي المستمر داهمني حوت وحاول التقرب مني كثيراً ، خضعت له وتحدث معه كثيراً وطاب السهر بينناً ، وعندما وصلت لمرحلة الإطمئنان والثقة بهذا الحوت تقرب مني وطلب مني صورة لي ، قال أريد أن أفتن ناظري بألوانك الزاهية ، فما رأيك يا فراشة عمري أن تفتحي كام لأراكٍ .
 
آآآه كم جميل أن أتحول من فراشة إلي سمكة داخل أعماق البحر وكم أجمل عندما أتعرف على عالم الحيتان ، لكن بقيت مترددة من أمر هذا الحوت ، وماذا سأفعل بطلب هذا الحوت ، فقضيت أياماً أفكر بطلبه .... !! وما زالت فراشة الحياة تفكر وتفكر ....؟؟
 
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 
 

هناك تعليقان (2):

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...