الثلاثاء، 28 أبريل 2020

من سيوقض الأخر


أسعد الله مسائكم بكل خير جميعاً 
وأسال الله السعادة وراحة البال للجميع 
وأتمنى من الله أن يكون الجميع بألف خير 
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً ) 
موضوعي اليوم بعنوان (من سيوقض الأخر)
 
ذات يوم قرأت عبارة أعجبتني كثيراً ، وراقت لي لما تحمل من معاني عميقة ...تقول تلك العبارة : لا تنتظر نهاية الأشياء فالكون ليس ما تراه عيناك لكن ما يشعر به قلبك ...
 
في ذلك الوقت كنت أنظر من نافذة غرفتي المطلة لحديقة منزلنا الجميل ، فقد إنتابني شعور غريب فيه رأيت أن حديقة المنزل تنمو بسرعة كبيرة وكل شيء فيها مختلف وله نكهه خاصة وكأن العالم تغير من حولي بسرعة البرق ، بتلك الحديقة شعرت بها تزدهر وفيها الأزهار تنمو وتفوح رائحته ، وتتورد فيها الورود وتفوح رائحة الجوري والياسمين منها ، والأشجار بغصونها تتمايل هنا وهناك ،كأنها إنثي تسير بخفة لتتثير مفاتنها وتظهر جمالها الحقيقي ، حقيقة رأيت تلك الحديقة تنمو وكأنها في سباق مع الزمن !فهي كعروسة مزينة بالحلى والجواهر بليلة فرحها ، تشدو بأجمل الألحان مستقبلة الربيع بألوان زاهية تليق بجمال هذا الفصل الأنيق.  
 
لقد كان العشب الأخضر يمتد بكل حب وجنون على أطراف الحجر القرمزي الذي يحيط بالحديقة الواسعة ، وكأنه يريد مغازلة الأزهار التي تنمو من حوله والتي لها حكاية مختلفة مع الربيع ونكهة خاصة لا يتذوقها إلا جمال الربيع الفاتن، رغم ذلك فقد كانت الحديقة بكل زهوها ونضارتها وجمالها تخبئ تحتها جمداً خجولاً ومولوداً جديداً ينتظر ليأخذ مكانه على منصة الشرف ويحتل هذا الجمال الفاتن .
 
إحساس غريب وشعور أغرب فقد سيطر على كياني بتلك اللحظة ، رغم أن الحياة فيها الكثير من الصعوبات والتحديات التي تقتل روح الأمل والحياة فيها ، فيها الكثير من الإنكسار الذي جعلنا غير قادرين على التواصل والعطاء والمسير ، ولا أخفيكم سراً فقد جاء الربيع محملاً بكل الألوان الزاهية والروائح العطرة والزكية ، وتلاه ربيع أخر قد يكون هو المتنفس لنا بتلك الحياة لكن الحياة والعالم الخارجي يجعلناً لا نشعر بلذة هذا الربيع وجماله ، فقد ذهب كما الربيع السابق كنسمة هادئة حملت معها خفايا هذا الربيع ، وهكذا الحياة ربيع وربيع يأتي ويذهب وكل شيء يموت بهذا العالم يولد من جديد ، إلا نحن !! قلوب البشر !! فنحن حين نموت فلن نعود أبداً للحياة مرة أخرى.
 
وياليتنا نموت مرة واحدة بتلك الحياة ، فقد نموت مئات المرات بتلك الحياة ،ونتجرع كأس الحزن والألم والدموع مرات تلو مرات ، فنموت ونشعر بأن الحياة بقيت كما سواد الليل الكاحل عندما نفقد أشخاص كانوا يوماً أصدقاء وأحباب ،ونموت عندما نتوه بوسط تلك الحياة وقد نفقد أملاكناً بكامل إرادتناً عندما نهبها للحياة دون تردد على أمل أن تلك الحياة ستعطيناً السعادة والفرح ، لكن رغم كل ذلك ورغم ما نعيشه ونتعرض له ما الذي حصل؟ 
 
حقيقة أشعر بأن لا شيء تغير فما زالت الحديقة تنمو وما زال العشب الأخضر يغازل تلك الأزهار ، وما زال رطباً عند الصباح ، لكن لماذا تسيطر علينا مشاعر غريبة تجعلنا نتسائل لماذا تبدو الأزهار شاحبة ؟ ولماذا العشب قد تغير لونه وأصبح كما الذي يعيش في غرفة الإنعاش ينتظر الموت والفراق ؟ 
 
قد يتردد إلى ذهني بلحظات أنني قد أكون بيوماً نسيت تلك الأزهار ، ونسيت التجول بين بساتين وأشجار وورود تلك الحديقة ! حقيقة لا أذكر أني نسيت يوماً أن أرويها  وأعطيها الحياة والإهتمام !! لكني للأسف الشديد لم أعد أمنحها الحب فقد تعب القلب كثيراً من هذا الحب ، وتعب أكثر من تلك الحياة القاسية ، ورغم ذلك لدي تساؤل قد يكون غريب نوعاً ما وهو  هل  كان الحب سبباً لنضارتها وجمالها الفاتن؟وهل سيأتي يوماً وستوقضني الأزهار؟ لأمنحها الحب والحياة والعطاء الذي يوقض فيها الأمل !!
 
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...