الأحد، 26 أبريل 2020

غدر ملعون


مسائكم مغلف بروائح الحب الصافي
مسائكم تلاوات من نور تسعد قلوبكم جميعاً
و أهزوجة فرح تعم الأجواء ومنابع الجمــآل تزداد بكم
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
 كل عام وأنتم بألف خير (رمضان كريم ) 
موضوعي اليوم بعنوان (غدر ملعون )


ذات يوم قالت لقد كنت ملكة عرشي وفتاة ذات جاه ومال وجمال ، من رأني تبدل حاله وتغيرت ملامحه ، لكنني رغم ذلك لم أعير إنتباهي لأحد ، فكان غروري وكبريائي شامخ كشموخ شجرة الزيتون ، لا أنظر لأحد إلا بعين التمرد فأنا إبنه فلان ، ومن عائلة فلان فلا أحد يقدر على المسير بجواري ولامحادثتي.

عشت حياتي بهذا الغرور وتعلمت بأحسن الجامعات وتخرجت بمعدل الإمتياز ، ومن تلك اللحظة زاد غروري أكثر فلم يعد شيء يعجبني ، كلما نظرت لأحد ضحكت وزادت نبرات ضحكتي .

حتى أتي ذلك اليوم الذي لا أدري حقاً كيف حدث بحياتي وكيف أصبحت إمرأة متزوجة ، حدث هذا الأمر كسرعة البرق ، وفجأة أصبحت متزوجة ومسئولة عن بيت وزوج ، فقد تزوجت من رجل يعمل إستاذ بأحد المدارس ، حقيقة هذا الأمر لم يعجبني وحاولت كثيراً الإعتراض والرفض لكن كانت موافقة والدي فوق كل شيء ، فقد وافق على طلبه وإتفق على أمور الزواج.

 ومن يوم وليلة أصبحت بعش الزوجية وعند رجل يأمر وينهي ويريد كل طلباته أن تكون مجابة ، فأنتم كما تعرفون كنت وردة مصونة ببيت أهلي لا ألمس شيئاً بيدي ، وكانت كل طلباتي أوامر حتى مواعيد طعامي وهدومي كان يقوم بها الخدم ، وفجأة ضاعت تلك الرفاهية من بين يدي ، وأصبح إلزاماً أن أقوم بتلك الأعمال بنفسي.

حقيقة لا أخفيكم سراً زوجي إنسان صادق ومخلص وهو يتقي الله بكل أعماله ، فقد تحمل عصبيتي وغروري والكثير من الأمور الفارطة التي كنت أقوم بها بسبب أو بدون سبب ، وقام بتعليمي كما الطفلة الصغيرة على كل أمور المنزل ، وساعدني كثيراً فكنت كلما أخطأت يلتمس لي العذر .

حتى عدت الأيام والسنوات وأنجبت منه ، فزادت المسئولية أضعافاً مضاعفة على رأسي فقد أصبحت أماً وليس زوجة فقط ، حقيقة هذا الشعور غيرني كثيراً ، بالاضافة إلى معاملة زوجي الرائعة والطيبة لي غيرتني كثيراً فقد بدأت أميل لزوجي وأحبه كثيراً ، فلقد أحببته بجنون وأصبح هو حياتي وهو كذلك كان يعشقني قبل أن يطلب يدي من والدي .

 لقد تحملني كثيراً ، وساعدني فلم أشعر يوماً بالغربة والحرمان ببيت زوجي ، حتى أنجبت طفلي الأول ، فقد دخلت السعادة لحياتي ، وأصبحت الحياة بنظري وردية وجميلة وبسيطة ، فقد تغير فكري كثيراً وأصبحت أنظر للأمور بمنظور بسيط ، فلقد عشقت حياة البساطة مع زوجي.

 وعدت السنوات محملة بالحب والخير والحنان ، حتى أتى ذلك اليوم المشئوم الذي شعرت فيه مجرد شعور أو حتى هو شك أن زوجي يخونني فكان مجرد شك في ذلك الوقت ، وأنتم يا سادة تعرفون أن المرأة في هذا الأمر لا تسكت حتى لو كان مجرد شك ، فسيطر الشك على قلبي رغم أن زوجي كان يحبني كثيراً .

 لكنني لم أفضل السكوت فقد بحث كثيراً في جوال زوجي وبأوراقه وجميع ما يخصه ولم أكتفي بذلك بل لجأت إلى حساب الفيس بوك وكل حسابات مواقع التواصل وبحث فيها لكنني لم أجد شيئاً يدل على أن زوجي يخونني ، ولم تبرد نار الشك بداخلي ، سهرت ليالي طويلة أفكر بطريقة من أجل كشف الحقيقة .

وفي نهاية المطاف أتتني فكرة مجنونة ، فإتصلت بإحدى صديقاتي وطلبت منها طلباً مجنوناً ، فلقد كان زوجي يدرس إبنتها في ذلك الوقت ، فطلبت منها أن تتصل بزوجي وتتفق معه على أن يقوم بتدريس إبنتها درس إحتياطي ، وعندما يأتي تقوم بوضع حبة المنوم لزوجها في كأسة العصير ، وعندما يغرق بالنوم تقوم صديقتها بأخذ جوال زوجها وتقوم بتفتيشه مرة أخرى وتصور لها بمن يتصل ومسجات الواتس علشان تتأكد إذا كان بيمسح حاجة قبل ما يوصل البيت ولا لا ، ولما تخلص تصوت وتجيب أي دكتور من أي صيدلية وتلم الجيران ، علشان وقت يفيق زوجها تخبره إنه أغمى عليه .

 فكرة شيطانية من ذلك الزوجة وبالفعل تمت بالاتفاق مع صديقتها ، فقامت صديقتها بالإتصال على زوج صديقتها وللأسف الزوج وافق على إعطاء الدرس لتلك الطالبة ، طبعاً الزوج للأسف لا يعرف أن أم الطفلة تكون صديقة زوجته ، فوافق وذهب بالفعل لبيت صديقة زوجته ، وبعد أن رحبت فيه وجلس قامت بتنفيذ خطتها المجنونة مع صديقتها ، فقدمت له العصير وفيه جرعة من المنوم لكن للأسف وضعت جرعة منوم أكثر من اللزوم ، من الخوف والرهبة التي كانت تتملكها لم تنتبه لكمية المنوم .

 وبالفعل بعد أن شرب الزوج العصير غرق بالنوم ، وهى قامت بأخذ جواله وتصوير كل ما فيه وإرساله لصديقتها ونفذت خطتها بالكامل ، وبعد أن إنتهت من خطتها صرخت صرخة واحدة من خلالها إجتمع كل الجيران بمنزلها ، عندما سألوها عن الأمر فقالت أن إستاذ إبنتها إغمى عليه وهى لم تعرف السبب.

 لكن للأسف الشديد الحظ لم يكن بصالح صديقتها ، فقد كان من ضمن الجيران دكتورة مختصة ، فاقتربت من الرجل فلقد عرفته ، فتغيرت ملامح وجهها وهى تقوم بفحصه، وقالت بنبرة الحزن والدموع تملأ عينها الرجل قلبه متوقف ، فقد أخذ جرعة منوم زيادة عن اللزوم وهى أدت لسرعة ضربات القلب ، وكانت المصيبة الكبرى عندما أفصحت الدكتورة عن الرجل وقالت أنه مريضها ويتعالج عندها فهو مصاب بالقلب ، وقالت للاسف لقد مات فقلبه لم يقدر .

لا أدري حقيقة لماذا الفضول يلعب دور كبير في حياتنا ،فتلك الزوجة حتى ترضي فضولها  قتلت أب وزوج وليس ذلك فقط فقد تسببت في حبس صديقتها وحرمانها ، أحيانا لا ندري أننا نجرف انفسنا بايدنا إلى الهلاك ، حتى رب العزة قال بكتابه (لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم)وكما قال رسولنا الكريم (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) ولا تجسسوا ، لكن للاسف الشديد كيف للإنسان أن يفهم ذلك الأمر.


رغم انه اللي حصل مع الست دي موجود وبيحصل بعائلات كثيرة ،لكن لو كل ست فكرت بعقلها ، واكتفت بالشيء الظاهر وما بحثت عن المدفون لتغير الحال كثيرا ، حتى لو جوزك بيخونك و انتي متقيه الله فيه و ربنا عايزك تعرفي هتعرفي ، ، ترتيب ربنا مفيش اجمل منه ، انك تبقي قاعده معززه مكرمه و يجيلك اليقين و توضحلك الحقايق و انتي في مكانك ده شئ جميل ،

بصراحة مش قادره اقتنع بفكره انه الغدر الملعون ممكن يسيطر على حياة الانسان من خلال الفضول الكبير ، ما قادرة أستوعب فكرة انه ممكن حد يكون عايش معاك  في بيت واحد و بينام جنبك علي مخده واحده وهو بيفكر ازاي يغدر بيا و ازاي ممكن يموتني ، رغم انه ضحى بحاجات كثيرة من اجل بينه ، وممكن يكون عايش فقط لبيته وزوجته ، لكن للأسف الغدر من وجهه نظري هو الصفة الوحيدة الملعونة ليوم الدين.
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...