السبت، 2 مايو 2020

أطباع بالفطرة

أسعد الله مساكم بكل خير أحبتي
وجعل قلوبكم صافية ومعطاءه كما شهر رمضان
وأسال الله لكم العفو والعافية والسعادة
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (أطباع بالفطرة)
لا يتوفر وصف للصورة.
بتلك الحياة المختلفة والواسعة توجد الكثير من الأمور الغريبة والغير مفهومة ، وأيضاً كل شخص بتلك الحياة توجد لديه الكثير من المشاكل والظروف الصعبة والقاسية ، ومع ذلك رب العزة خلق كل إنسان فينا ولديه فطرة طبيعية ، قد يتصرف الإنسان أحياناً بطريقة الفطرة والطبع الذي حصل عليه بالفطرة ، ومع ذلك نلاحظ أن الإنسان الذي يعاني من التحديات والمشاكل هو أكثر شخص يضحك ويظهر إبتسامته بهذا العالم ونجده يتعامل بطريقة محبة للحياة .
ورغم تلك الإبتسامة الظاهرة على شفاه إلا أنه أكثر الأشخاص ألما من الداخل ولا أحد يعرف الصراعات التي تعج بداخله ، لذلك الإنسان أحياناً يردد بينه وبين نفسه عبارة مهما كانت الحياة التي تعيشها صعبة وقاسية ومؤلمة لا تكون أصعب وأقسى من ظهورك للعالم بشكل مثير للشفقة ، ظهورك لبعض أناس لا يرحمون ولا يعرفون  أي معنى للإنسانية ، والمصيبة الكبرى عندما يقدمون على أذيتك بكل روح باردة وبعدها يرددون عبارة نأسف لا ندري كيف فعلناً ذلك فهو سلوك وجد لدينا بالفطرة وطبع طباع بالفطرة !! 
مخيف جداً هذا العالم الموحش ، ومخيف أكثر ذلك الأشخاص الذين يفكرون بتلك الطريقة ، فكل إنسان مناً  ولد وظهر على وجه الحياة وهو يحمل بداخله بذرة الخير والعطاء والمحبة ، فكيف يترك ذلك ويلجأ لحياة الغدر والخيانة ويردد لتبرير نفسه على خطيئته بأنه طبع بالفطرة وولد معه ولا يستطيع السيطرة عليه ، الحقيقة مخيف عندما يفكر الإنسان بتلك الطريقة حينها أشعر بأنه كما الذئب الذي يتربص للفريسة وبعد أكلها بكل شراهة وغدر يردد طباع سوء وجد بالفطرة .
للأسف أحياناً نشعر بأن بعض الأناس الذين نتعامل ونعيش معهم كما ذلك الذئب المقنع بقناع الفطرة ، يفعل ما يريد ويحصل على ما يريد وبالنهاية يقول أطباع وجدت بالفطرة ، والكل يا أصدقائي قد يكون تعرض لمثل تلك النوعيات يقدم الخير والمحبة ويحصد المقابل الشر والأذئ ، ماذا أقول فلقد صمت الجوارح عن الإحساس والتعبير عما نعيشه ونقاسيه !أحياناً عندما نقدم التضحية ونجد النتيجة البيع والخسارة يصمت القلب عن كل فرحة ويعلن الإنهزام ويبعد عن كل غنوه كان يغنيها القلب بكل حب .
لقد صمت العقل عن البوح والتفكير بهذا العالم الغريب والبشع ، عالم جعلناً لا نجيد إطلاق سراح المشاعر والعطاء ، عالم جعلناً نشعر بعد كل هزيمة نتعرض لها من الذئاب التي على هيئة أحباب بأننا معتقليين تحت هيمنة السكوت والدموع والأحزان ، فكم من ذئب أكل شاه ، وكم من ذئب مص قلب روح تحت مسمي طباع بالفطرة ، وكم من حياة ضاعت وقلوب حزنت وعقول شلت عن التفكير بعد سماع طباع بالفطرة .
تلك الذئاب أحياناً تشعرنا بأنها تعلمناً لغات جديدة بالحياة ومع كل لغة تعلمها لناً تحرر روحاً مسجونة بداخلناً لتجعلناً نصرخ بصمت مؤلم لا يكاد يسمعه إلا أنين القلب والكيان ، تجعلناً نستفيق على روحاً تعمل وفق فكرها الخاص هى وتلغي تفكيرناً ،تلك الذئاب عندما تأكل كل شاه أمامها بعين الغدر والألم تفتح أمام كل شاه شعوراً بالعالم لم تكن تعرفه لتقول تلك الشاه لنفسها الذئاب تأكل وتفترس وتقول أنها أطباع بالفطرة ، لكن للأسف إذا كانت الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد ولا حليب .
يحكى أنه كانت توجد إمرأة أعرابية عندما كانت في البادية ترعى أغنامها التي تأكل منهن ، وجدت بطريقها جرو (ذئب صغير ) كان حديث الولادة ، عندما رأته الإعرابية لوحده فطر قلبها ولم يتحمل رؤية هذا الئب الصغير الضعيف ، فقالت لنفسها سأحن عليه وأخذه وأربيه مع أغنامي ، وسوف أطعمه الحيب من الشاة الموجودة عندي بالبيت .    
وبالفعل إقتربت الإعرابية من هذا الذئب الصغير وحملته بين ذراعيها بكل حنان وحب وعطف وذهبت به مع أغنامها إلى منزلها الصغير ، وإعنت به أياماً طويلة ، فكانت تطعمه من حليب الشاه الموجودة عندها ، وكانت تلك الشاه بمثابة الأم لذلك الذئب وبقى معها وقتاً طويلاً حتى كبر هذا الذئب ، وبعد مرور وقت أحس هذا الذئب بالجوع ولم يجد ما ياكله ، فكانت الإعرابية قد خرجت من البيت وطال خروجها ، وبعد مرور الوقت عادت الإعرابية لمنزلها فوجدت المصيبة الكبرى التي لم تتوقعها !! للأسف لقد وجدت أن الذئب هجم على الشاه وقام بأكلها ، فحزنت الإعرابية حزناً شديداً ، فكيف لذئب أن يفترس ويأكل أمه فتلك الشاه قد أطعمته من حليبها حتى كبر وأصبح ذئب كبير ، لكن الحزن سيطر وحزنت الإعرابية على صنيع الذئب الذي عرف طبعه بالفطرة .

فأنشدت بحزنٍ تقول : 

أكلتَ شويهتي وفجعت قلبي 
                  وأنت لشاتنا ولدٌ ربيبُ

غُذيتَ بدَرِّها ورَبَيت فينا 
            فمن أنبأكَ أن أباكَ ذيبُ ؟! 

(إذا كان الطباع طباعُ سوءٍ 
              فلا أدبٌ يفيدُ و لاحليبُ)

لكن للأسف الشديد هو ذئب ومجرد حيوان لا يعلم ولا يفكر وليس لديه عقل للتفكير ففعل ذلك وصنع هذا الأمر بالشاه لانه طبعه بالفطرة ، لكن المصيبة الكبرى عندما يتلون الإنسان ويلبس قناع الذئب ويفعل فعلة ذلك الذئب مع إنسان أطعمه وأحبه وبعد الغدر يقول أطباع بالفطرة ، للأسف أنت أيها الإنسان لديك العقل الواعى الذي يفكر بالأمر ، فأنت عندما تلجأ للغدر والخيانة تكون فكرت بالأمر جيداً ، لكن ماذا نقول اذا كانت الحياة ما زالت تحمل بعض الأشخاص الذين يحملون قناع الذئب ، أتمنى من الله أن ينصلح الحال ويهدي الجميع .


بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 


eman ahmaed


الاسم المستعار : همس الاحباب


 


تحياتي
    

هناك 3 تعليقات:

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...