الثلاثاء، 5 مايو 2020

حروف مبعثرة






مساء محمل برائحة المسك لكم

مساء السعادة والخيرات لكم أصدقائي

أتمنى أن تكونوا بخير جميعاً

أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)

موضوعي اليوم بعنوان (حروف مبعثرة)







يملأ الضجيج قلوبناً وأطراف أجسادناً بكل لحظة نتنفس فيها بتلك الحياة ، ومع كل شهيق وزفير نمضي بكل ما فينا من خواء وأحزان ، لا نفهم نبض قلوبناً إن كان ما بها راقصاً أو يائساً ، مشتعلاً كالبركان الموقد أم خادراً وهادئاً كما البحر الذي يتربص بهدوئه لحظة الغدر ، صارخاً كما صراخات عقولناً أم ساكناً لا يحرك همساً من الأوجاع والأنين الذي يسكن فيناً ، وأتسائل بين كل لحظة والأخرى كيف لذلك الضجيج وتلك الأوجاع أن تبتلع قلب الإنسان حتى يصعب عليه أن يصغى لجزء منه وكأه بالكاد يعرفه

لا أدري ما الذي حصل لقلوبناً ! هل تشبعت من الأوجاع والأحزان وأصبحت غير قادرة على التحمل أم أنها أصبحت كسمكة ميتة لا يظهر منها إلا ألوانها التي حتماً بعد لحظات تتحول إلى ألوان قاتمة كسواد الليل ، أم أن ما يحصل أمام ناظرناً ولقلوبناً من ضربات ومواقف يأخذ ويحصد من أعمارناً ، فكل يوم يكون محملاً بالكثير من الصناديق المجهولة التي فيها ألوان الخير والأوجاع والفرح والحزن والفقدان ، يمضي وهذا اليوم الذي يمضي يضاف إلى قائمة الأرقام فتزداد بإستمرار لكن بالمقابل أعمارناً كل يوم تنقص .

نعم كل يوم يمضي من حياتناً ينقص من أعمارناً ، قد نكون عشناً جميع المراحل المختلفة والمتنوعة بحياتناً ، نعافر ونقاتل من أجل دنيا فانية ، نعيش فيها بالطول والعرض ، نجاهد ونقف أمام أمواج البحار العاتية من أجل مال ، نقاتل أخ من أجل ثروة ، نبيع صديق من أجل مصلحة ، وغيره الكثير والكثير من الإغرائات التي تطاردنا ونطاردها بتلك الحياة الفانية ، لكن بالمقابل فينا من يدرك أن الدنيا لها أخرة ، وقد يكون هناك البعض من الأناس الذين يدركون أن هم الأخرة أنعم بكثير ولذلك قد تأتيه الدنيا راغمة ، وبذات الوقت من تعلق بغير الله عذب به وضاعت حياته وأحلامه .

لكن ومع ذلك حياتناً قائمة على التذبذب ، أحياناً نصحو ونفيق وأحياناً أخرى نفغل وتغلق القلوب والعيون بالكامل ، وأحياناً نفيق من تلك الغيبوبة وننظر للعالم بعين وروح مليئة بالحياة والخير ، وبعد لحظات نرجع نتجرد ونعود للتلبس والغموض والأقنعة ، التي قد تكون أحياناً كالمرض الذي لا نستطيع العلاج منه ، فالنفس تسيطر على القلب باستمرار والشهوة مازالت تلعب باتقان بلعاب الإنسان ، وبذلك نحتاج أحياناً إلى صبر وتحدى أمام تلك الذبذبات التي تحتاجناً .

نعم نحتاج إلى صبر ، فنجاهد بأنفسناً وقلوبناً ونحاول التغلب على تلك الشهوات والإغرائات التي نواجهها بحياتناً ، نصبر ونصطبر ونحتسب ذلك عند الله ، ليغفر لنا الله ما زال في قلوبناً وعقولناً وسيطر على حياتناً بالكامل، أدري أن ذلك قد يكون صعب لكنه ليست بمستحيل أحياناً قلوبناً للحقيقة قد تنخلع من صدورناً ونبث مكرهين على ما يحدث لنا وما نتعرض له ، لكن عندما نحاول أن نعرف عن التباكي والشكوى والحزن ونلجأ إلى الرضا والتراضي ، ومحاولة التأقلم والنظر إلى الخير الذي غلفه الله بالواقع الحاصل لنا والذي يوجد أمامناً لكن أعينناً مغفلة عنه ، للأسف ما زلنا في غلاف ما يحدث ، نحاول محاربة أنفسناً والتعمق بالوصول إلى السلام النفسي داخل قلوبناً قبل عقولناً .

نعم فكل إنسان فيناً يوجد بداخله سلام نفسي لكن فقده أمام كل مغريات الدنيا الفانية ، فأصبح في صناديق مجهولة يكاد الغبار يقتلها ، لذلك الإنسان إذا وجد السلام النفسي الحقيقي بداخله فحتماً سيزيل هذا الغبار عن قلبه وينظر إلى الحياة بنظرة مختلفة ، فكل إنسان فينا إن أحب الله وخشى غضبه ، فإن الله سيعطيه من أوسع أبوابه وسيعطيه نعمة الراحة والسكون .


بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب


 

تحياتي
    

هناك تعليق واحد:

  1. فكل إنسان فينا إن أحب الله وخشى غضبه ، فإن الله سيعطيه من أوسع أبوابه وسيعطيه نعمة الراحة والسكون .... جميل

    ردحذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...