الاثنين، 11 مايو 2020

لحن الصمت


مساء السرور والسعادة لكم جميعاً
وأسال الله أن تكونوا جميعاً بألف خير
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (لحن الصمت)
 
ليست الدموع التي نغرق فيها ، وتأكل من أرواحناً بكل ثانية هى كل البكاء ، فهناك دموع أشد صمتاً ووجعاً من البكاء ، فدموع القلب وجع آخر يعزف على قيثارة ولحن الصمت ، والعزلة المتمردة والكتابة بلحن الصمت على الأرواق بكاء أصم وموجع أيضاً ، لكن بكاء مختلف ، بعالمه الخاص ونكهته المغلفة بحروف القلب وصمت الأنين ،بكاء لا يعرف معني سيلان الدموع بل يعزف بإتقان وبكل جبروته الصامت على دقات القلب ونبرات الصوت الحزينة ، فيجعل الروح تتمرد وتميل للوحدة وتحاول مراراً وتكراراً أن تتخلص من هذا البكاء الصامت ، وتعزف بروحها وأنينها عن لحن الصمت على الأوراق والحروف ، فتهرب كثيراً من أجل الوحدة والحزن  .
 
ومع ذلك فتحاول أن تعتزل ريشتي وأقلامي أنامل الكتابة على صفحاتي وحروفي ، لكني أشعر بأن الكتابة عالم أخر ، يجعلني أتنفس الحرية ، وأعيش بداخل روحي التي تنزف ألماً ، وتصرخ أنيناً وحزناً بلحن الصمت ، لذلك فإنني أعيش حرباً بين دموعي وحروفي ، فأنا لا أعتزل ريشتي وقلمي الذي يبقى أمام ناظري وبجانب محبرتي المدادية الزاهية بلونها ، وأوراقي وصفحاتي التي أكتب فيها نبض قلبي ونزيف حرفي ، فتلك الحروف الصامتة أحاورها في ذاكرتي وأسجلها بلحن الصمت على صفحات أوراقي ، وهى من تجعلني أقاوم صمت بكائي  . 
 
فكم حاولت أن أستعيد دمعتي وأراها تسيل على وجنتي ليشعر هذا القلب بالراحة والهدوء لكنني فشلت بذلك ، فأصبح الضجيج يتسارع ويتسابق مع ضربات دقات قلبي ، فيسطر على قلبي دموع الكتابة الصامتة التي من خلالها أصور خيال أعيش فيه بداخلي ، خيال وحلم سيطر على كياني وروحي وجعلني لا أتنفس الحياة والحب إلا به ، فدموع الكتابة بلحن الصمت مؤنستي والتي لا يوجد مهرب منها ، فأصبحت الحروف التي أرددها بين شفتاي ونبضاتي عشق قلبي ، وراحة أنيني الذي لا يسمع به سوى طقطقات قلمي ، وتلونه ريشتي بلون غير لون الحزن الذي بات رفيق دربي .
 
ووآآه من لحن صمت أشعر معه أن نفسي بين شقي رحى الغياب الذي يطارد عقلي والحضور الذي ينبض به قلبي ، أشعر أنني أقع فريسة بينهم ، وأحاول أن أرفع راية الإستجماع وأطارد كل الهواجس لأعزف على أوراقي بلحن الصمت ، لكني بكل محاولة أجد نفسي أسير وحيدة على رصيف البوح أو الصمت الحزين بين نبضات قلبي ، فدموع القلب جريحة تئن ولا تعرف أين المهرب ! وجسدي ورد على الجرح لا يقطف إلا موتاً ، ورغم محاولاتي للقضاء على دموع القلب إلا أنني لا أستطيع المقاومة فلغة حب قلبي فاقت كل المحاولات وقلمي الذي يرتعش بين يداي يفضحني ، وحزني على ما يمر به قلبي يزداد ، فالفؤاد امتلأ بجراح الحب والعشق والعيون تبكي حرقة على بعد ما زال قيد الإنتظار ، والدموع تشكو من وجع الحنين ، والقلب يعتصر شوقاً ولهفة  .
 
فأصبحت أشعر بأن حبي أصبح صامتاً كأزهار رقيقة تسكن قمم الجبال ، صامتاً كبركان يريد أن يشتعل لكن يرتجف خوفاً ، كأرض صحراء متعطشة للمياه التي تروي حبيباتها وتعطيها الحياة ، فأصبح قلبي يرتوي بالصمت الحزين ، ولا يجد مهرباً من هذا الحب الذي أوقفني بالمنتصف وجعلني معلقة بين الأرض والسماء.
 
 آآه كم أنا متعبة من هذا البكاء الصامت ، أشعر أنني مبعثرة وبداخلي جنون متناثر ، أصبحت تائهة بتلك الحياة ، لا أدري إلى أين يسير بي لحن قلبي ، وإلى أين تأخذني لحظات عشقي ،فكلما حاولت الإقتراب من نبض القلب ومد يداي لكي ألمسه وأحصل على لحظات الهدوء والحب ، إبتعد القلب بصمت بارد ، وزاد بعناده ، لا أدري لماذا كل هذا الجبروت والنزيف بين قلبي ونبضي ، أردد كل لحظة كفاك بعاداً ، عناداً ، ودعك من غرور الكبرياء ، فالمسافات والجبال والبحور لعبت دورها بإتقان ، ونجحت في العزف على أوتار قلبي.
 
فقلبي رغم الحب الذي يسكنه ، والجنون الذي يسيطر عليه إلا أنه يرتعد برداً وتسكنه مواجع الوحشة والحنين ، ومع كل دقة من دقات القلب تزداد بكاءات الصمت معلنة ومرددة متى تعود ؟، قل  لى أرجوك يا نبضي ، متى ؟ ليعود أمان لقلبي ، فغربة الروح والمشاعر باتت تقتلني ، والعزلة بلحن الصمت كادت أن تأخذ أنفاسي وتقتل روحي البريئة .

بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب


 

تحياتي
   

هناك تعليقان (2):

  1. هلا همس

    لحن شجى بين حروفك

    ترانيم العشق المؤلم بثنايا الدموع

    ادام لنا الحان ومعزوفتك الراقية

    تحيااتى

    ردحذف
    الردود
    1. هلا بالراقي اشرف
      اسعدتني طلتك الراقية
      وزادت الفرحة بقلبي بحروفك الحميلة
      ربي يسعدك وما ننحرم من وجودك
      تحياتي

      حذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...