أسعد الله مساكم بكل خير
وجعل الله الفرحة والسعادة رفيق دربكم
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي اليوم بعنوان (تفكير عميق)
نعيش
بتلك الحياة ونحمل بداخل قلوبناً صناديق مغلقة وفيها الكثير من المشاعر
المختلفة والمكتومة ، ونسير بتلك الطرقات كما التائهون نفكر بالمستقبل ،
والحاضر ، والماضي ، ونردد بكل لحظة نتنفس فيها عن مشاعر ممزوجة ما بين
الحزن والفرح ، الإبتسامة والدموع ، اللهفة والفراق ، الشوق والحنين ، الحب
ولساعته القاضية.
فيصبح
القلب مشغولاً وتائهاً يردد أما آن للنسيان أن يقطف ثمار فواجعناً
ويلتهمها دفعة واحدة كدواء ، أما حان الآوان لكي نهزم أوجاعناً ونرمي بها
داخل بحر عميق لا يعرف أين متنهاه ، أما آن لنا أن نسلك طريقاً أقل خطورة
من طريق ذو اتجاه واحد لا يسبب لنا إلا الأوجاع والمصاعب ، ولا يأخذناً سوى
لذاكرة القلب الذي يخلف وعوده ويعود مجدداً ليقف أمام النسيان كطفل لم
يتعلم بعد الحروف المحرمة عليه .
أما
آن الآوان للقلب أن يعلن عن الإبتسامة والفرحة ويدخلها كعروسة بحلتها
لتزين القلب والعين والشفاه ، أحياناً يكون ليس لدينا الجرأة الكافية أن
نعلن نسيانناً ونحن نحب وإن كان الحب داء قاتل ! وأحياناً أخرى نتمنى أن
نعيش هذا الحب ، لكنناً رغم ذلك وبتلك الأوقات العصيبة التي نمر بها ننسى
أن الله عزوجل خلق كل شي وبيده كل شيء ، وهو قادر على أن يزرع الفرحة في
قلوبناً متى شاء وأراد ، لكن ماذا نقول لذلك العقل الذي يفكر دائماً بقلق
متزايد ، وماذا نهتف لهذا القلب الذي ينبض بكل لحظة وهو يفكر بالنسيان تارة
وبالفرح تارة أخرى .
لا
أدري حقيقة لما القلق المتزايد ؟ والتفكير العميق ؟ فكلناً نعلم أن الله
يدبر أمرناً جميعاً ، فهو رب لطيف حكيم ،وعندما أفكر في الأمر يدور في رأسي
الكثير من التساؤلات وهى من قدر لك الحياة ؟ من أعطاك وعلمك ؟ من أوصلك
إلى ما أنت عليه الآن ؟ أتراه ينساك في يوم ما !! حشاه سبحانه وفضله عليك
سابق ، وهو يدبر الأمر كيف يشاء ، إذن لماذا القلق أيها الإنسان ، عندما
تعلم أن الله لا ينسى عباده ، إذن قر عيناً ، وقل لقلبك (لا تحزن إن الله
معناً ) وردد عليه ورحمتي وسعت كل شيء .
صحيح
أن أنفاسناً لم تعد تحمل الكثير من الأوجاع وأنها قد كتمت عند منتصف شهقة
اليتم بعد أوجاع الفراق والمصائب ، وقد بات القلب يعيش اليوم
على صدقات بعثات الغياب الخيرية لذرات الهواء نقتر بتنفسها حتى تكفيناً
مواصلة الحياة
، وقد نجد أن الحياة أصبحت قاتمة كسواد الليل أمام ناظرناً ، نطارد فيها
كثيراً ونحاول أن نتعايش مع وجع يسكن الروح والقلب ، لكنناً لا ندري ما هو
المستقبل وما هو الأتي لنا في الأيام القادمة .