الأحد، 17 مايو 2020

سلامي لكم

 
مساء جميل معطر بذكر الرحمن
مساء محمل بالخيرات والسعادة لكم
أسال الله التوفيق وراحة البال لكم جميعاً
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي اليوم بعنوان (سلامي لكم )

نعيش بتلك الحياة وتراودناً أمنيات وأحلام كثيرة ونسعى لتحقيقها ، لكن للأسف هناك بعض الأمنيات تبقى حبيسة الصدور ولا نستطيع أن نفرغها ، وهناك أيضاً بعض الأحلام التي نحلم بها كل ليلة ومع ذلك لا نقصها حتى لا تقع ونراها في أرض الواقع حقيقة فنحاول أن نخفيها في صدورنا فتخفى للأبد ، ربما لأنها هى لم تكتب لنا من البداية لذا لم نجهر ونتعرف بها ، فتظل حبيسة إلى أن تختفي أو تنتهي بمجرد خروج الروح ، هذا ما نشعر به بتلك الحياة وقد نواسي أنفسناً بعبارة سلام لتلك الروح التي تعشق وتتمنى وتحلم ولكنها تفضل أن يبقى كل ذلك حبيس بالصدر والظلام .
 
سلام لتلك الروح ! عجيب هذا الزمن وضعناً أمام هذا اليوم الذي نردد فيه لأنفسناً ونواسيها على ما تعيشه بعبارة سلام لتلك الروح ، بعدما كنا نشاهد في طريقناً الكثير من المأسي والصعوبات التي يتعرض لها الكثير من الأشخاص ، فكنت كلما عبرت أمام سجن من تلك السجون أردد بيني وبين نفسي عبارة سلام لأولئك الذين يقبعون داخل السجون و بيوت الإيقاف ظلما، سلام لهم على ما تعرضوا له من ظلم وجبروت ، سلام لأنهم خسروا حريتهم ظلماً وما زالون يقبعون داخل تلك السجون .

وكلما سمعت أما تصرخ وتدعي وتستغيث الله ليلاً من أجل توفير لقمة العيش لأطفالها ، زاد الحزن بداخلي لما تعانيه تلك المرأة والكثير من البيوت التي بحاجة للمأكل والمساعدة ، لكنها ترفض أن يشعر بذلك الأخرون وتناجي الله وحده ليلاً ، أردد بيني وبين نفسي سلام لأولئك الصابرين الذين منعهم حيائهم من مدّ أيديهم ، الذين تحملوا تلك الحياة القاسية وهذا الجوع وإختاروا الله وصبرهم وكرامتهم .

آآه من ذلك الزمن العجيب الذي بتناً نشاهد فيه الكثير من البيوت الفقيرة التي لا مساعد لها ، والبعض يمر من أمامها بدون أن يحرك ساكن فيه ، ولا يسعى لأن يسأل عن أصحابها وماذا يحتاجون بتلك الحياة القاسية ، للأسف بيوت بداخلها صراخات أطفال جياع ، وأم تكذب من قله حيلتها ، فسلام لتلك الأم التي كذبت على صغارها أن الطعام سيحظر قريباً قبل أن يلتحفوا السماء و يناموا جياع .

سلام لتلك الدنيا الغريبة التي ما زالت تحمل بين طياتها الكثير ، ونشاهد فيها عجب العجائب ، ورغم ذلك نرى فيها التناقذ والخير والشر ، فقد نرى جوامع كثيرة لكن روادها قلة بتلك الحياة وبالمقابل نرى شيخ ينهض ويقيم الليل ويبقى الليل مستيقظاً ليقيم الصلاة حاضراً ، فسلام لذلك الشيخ الذي لا زال ينهض قبل سماع الأذان فجراً ، وسلاماً لكل عبد يناجي الله ليلاً ويشكو حزنه إلى الله سبحانه وتعالى ، سلام لمن تعرض إلى المصاعب والكوارث والصدمات القوية والضربات القاتلة لكن لم تغير الحياة ولا تلك الضربات جوهره ، سلام وألف رحمة لساكني القبور المنسية و التي لا تحمل شواهد ، سلام لقلوب ماتت بداخلناً ونحن نقف صامتي ومكتوفي الأيدي ، سلاماً لتلك الأوجاع التي ما زالت تترنح بين الضلوع وتئن بكل نفس نتنفسه .

ماذا أقول فالحياة مليئة بمن يسكنون فيها ويحتاجون إلى السلام والحياة ، فسلام لمعلّم أفنى حياته من أجل طالب علم ، سلام له لأنه لم يرفض العمل في ريف ناء و لا يمنعه الوحل شتاءاً من تأدية واجبه ، سلام لأصحاب الدكاكين الذين كلما مررناً أمامهم أطربوا ماسمعناً بصوت القرآن ، سلام لهم لأنهم ما لازالوا يُسمعوننا صوت عبد الباسط عبد الصمد كلّ صباح ، سلام لكلٍّ من لا يحمل في قلبه ضغينة تجاه أحد رغم ما تعرض له من ظلم وحرمان ، سلام لكل لاجئ حرم من أرضه وداره ووطنه وشرد بين الصحاري والأراضي لا يدري أين يسير ، فحقاً سلاماً لذلك اللاجئ الذي يسكن خيمة بيضاء و يحلم بالعودة لوطنه يوما.

فألف تحية وسلام لأولئك المرابطون على حدود الأوطان ،الذين يدافعون عن وطنهم ويقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي ، وسلام لمن عاش بالغربة يئن ويتوجع الحرمان والفقدان ، يعيشون بأرض غريبة يقبلون صور آبائهم و أمهاتهم و أبنائهم قبل النوم ، سلام لأولئك الذين يتقبلون أعذارنا دون الخوض في تفاصيل جراحنا ، سلام لذلك الذي لم ينجب صغاراً بعد سنين زواج و لا زال يقول لزوجته أحبك كل صباح ، سلام لأولئك الذين يتعذبون كل يوم دون أن نقرأ لهم على حيطان الفايسبوك ، ما يشعرون فيه من ألم وحزن يمزق القلوب ، فماذا أقول أكثر لتلك الفتاة التي حلمت يوماً بفرحة الزواج ، وانتظرت كثيراً فستان الزفاف ، وإشتاقت أكثر لأن تصبح أماً لكن القدر والحياة لم يعطها ما تتمنى فبقيت حياتها وحيدة تعيش الحزن والألم والحرمان فحقاً سلام لكِ ، فقد تجاوزتي الأربعين دون زواج ، سلام لذلك الذي أوفى بوعده .

سلام لمن كتم سرّنا يوماً رغم الخلاف الذي دار بينه وبين صديقه ووفيه وحبيبه ، سلام لأولئك الذين يُبحرون فجراً بزوارق خشبية و شباكٍ ممزّقة لمطاردة السردين ، سلام لسكّان الخيام و رعاة الإبل في الصحاري الذين لا يحفظون أسماء أعضاء الحكومات و لا يملكون مذياع و لا تصلهم الصّحف اليوميّة و لا ساعي البريد ، ...سلام لتلك الحياة التي ما زلناً نعيشها ونعيش تجاربها القاسية بين كل حين وآخر .

بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...