مساء
محمل بالخيرات والسعادة لكم
أسال
الله التوفيق وراحة البال لكم جميعاً
أنرتم
زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي
اليوم بعنوان (سلامي لكم )
نعيش
بتلك الحياة وتراودناً أمنيات وأحلام كثيرة ونسعى لتحقيقها ، لكن للأسف
هناك بعض الأمنيات تبقى حبيسة الصدور ولا نستطيع أن نفرغها ، وهناك أيضاً
بعض الأحلام التي نحلم بها كل ليلة ومع ذلك لا نقصها حتى لا تقع ونراها في
أرض الواقع حقيقة فنحاول أن نخفيها في صدورنا
فتخفى للأبد ، ربما لأنها هى لم تكتب لنا من البداية لذا لم نجهر ونتعرف
بها ، فتظل حبيسة إلى أن تختفي أو تنتهي بمجرد خروج الروح ، هذا ما نشعر به
بتلك الحياة وقد نواسي أنفسناً بعبارة سلام لتلك الروح التي تعشق وتتمنى
وتحلم ولكنها تفضل أن يبقى كل ذلك حبيس بالصدر
والظلام .
سلام
لتلك الروح ! عجيب هذا الزمن وضعناً أمام هذا اليوم الذي نردد فيه
لأنفسناً ونواسيها على ما تعيشه بعبارة سلام لتلك الروح ، بعدما كنا نشاهد
في طريقناً الكثير من المأسي والصعوبات التي يتعرض لها الكثير من الأشخاص ،
فكنت كلما عبرت أمام سجن من تلك السجون أردد بيني
وبين نفسي عبارة سلام لأولئك الذين يقبعون داخل السجون و بيوت الإيقاف
ظلما، سلام لهم على ما تعرضوا له من ظلم وجبروت ، سلام لأنهم خسروا حريتهم
ظلماً وما زالون يقبعون داخل تلك السجون .
وكلما
سمعت أما تصرخ وتدعي وتستغيث الله ليلاً من أجل توفير لقمة العيش لأطفالها
، زاد الحزن بداخلي لما تعانيه تلك المرأة والكثير من البيوت التي بحاجة
للمأكل والمساعدة ، لكنها ترفض أن يشعر بذلك الأخرون وتناجي الله وحده
ليلاً ، أردد بيني وبين نفسي سلام لأولئك الصابرين
الذين منعهم حيائهم من مدّ أيديهم ، الذين تحملوا تلك الحياة القاسية وهذا
الجوع وإختاروا الله وصبرهم وكرامتهم .
آآه
من ذلك الزمن العجيب الذي بتناً نشاهد فيه الكثير من البيوت الفقيرة التي
لا مساعد لها ، والبعض يمر من أمامها بدون أن يحرك ساكن فيه ، ولا يسعى لأن
يسأل عن أصحابها وماذا يحتاجون بتلك الحياة القاسية ، للأسف بيوت بداخلها
صراخات أطفال جياع ، وأم تكذب من قله حيلتها
، فسلام لتلك الأم التي كذبت على صغارها أن الطعام سيحظر قريباً قبل أن
يلتحفوا السماء و يناموا جياع .
سلام
لتلك الدنيا الغريبة التي ما زالت تحمل بين طياتها الكثير ، ونشاهد فيها
عجب العجائب ، ورغم ذلك نرى فيها التناقذ والخير والشر ، فقد نرى جوامع
كثيرة لكن روادها قلة بتلك الحياة وبالمقابل نرى شيخ ينهض ويقيم الليل
ويبقى الليل مستيقظاً ليقيم الصلاة حاضراً ، فسلام
لذلك الشيخ الذي لا زال ينهض قبل سماع الأذان فجراً ، وسلاماً لكل عبد
يناجي الله ليلاً ويشكو حزنه إلى الله سبحانه وتعالى ، سلام لمن تعرض إلى
المصاعب والكوارث والصدمات القوية والضربات القاتلة لكن لم تغير الحياة ولا
تلك الضربات جوهره ، سلام وألف رحمة لساكني القبور
المنسية و التي لا تحمل شواهد ، سلام لقلوب ماتت بداخلناً ونحن نقف صامتي
ومكتوفي الأيدي ، سلاماً لتلك الأوجاع التي ما زالت تترنح بين الضلوع وتئن
بكل نفس نتنفسه .
ماذا
أقول فالحياة مليئة بمن يسكنون فيها ويحتاجون إلى السلام والحياة ، فسلام
لمعلّم أفنى حياته من أجل طالب علم ، سلام له لأنه لم يرفض العمل في ريف
ناء و لا يمنعه الوحل شتاءاً من تأدية واجبه ، سلام لأصحاب الدكاكين الذين
كلما مررناً أمامهم أطربوا ماسمعناً بصوت القرآن
، سلام لهم لأنهم ما لازالوا يُسمعوننا صوت عبد الباسط عبد الصمد كلّ صباح
، سلام لكلٍّ من لا يحمل في قلبه ضغينة تجاه أحد رغم ما تعرض له من ظلم
وحرمان ، سلام لكل لاجئ حرم من أرضه وداره ووطنه وشرد بين الصحاري والأراضي
لا يدري أين يسير ، فحقاً سلاماً لذلك اللاجئ
الذي يسكن خيمة بيضاء و يحلم بالعودة لوطنه يوما.
فألف
تحية وسلام لأولئك المرابطون على حدود الأوطان ،الذين يدافعون عن وطنهم
ويقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي ، وسلام لمن عاش بالغربة يئن
ويتوجع الحرمان والفقدان ، يعيشون بأرض غريبة يقبلون صور آبائهم و أمهاتهم و
أبنائهم قبل النوم ، سلام لأولئك الذين يتقبلون
أعذارنا دون الخوض في تفاصيل جراحنا ، سلام لذلك الذي لم ينجب صغاراً بعد
سنين زواج و لا زال يقول لزوجته أحبك كل صباح ، سلام لأولئك الذين يتعذبون
كل يوم دون أن نقرأ لهم على حيطان الفايسبوك ، ما يشعرون فيه من ألم وحزن
يمزق القلوب ، فماذا أقول أكثر لتلك الفتاة
التي حلمت يوماً بفرحة الزواج ، وانتظرت كثيراً فستان الزفاف ، وإشتاقت
أكثر لأن تصبح أماً لكن القدر والحياة لم يعطها ما تتمنى فبقيت حياتها
وحيدة تعيش الحزن والألم والحرمان فحقاً سلام لكِ ، فقد تجاوزتي الأربعين
دون زواج ،
سلام
لذلك الذي أوفى بوعده .
سلام
لمن كتم سرّنا يوماً رغم الخلاف الذي دار بينه وبين صديقه ووفيه وحبيبه ،
سلام لأولئك الذين يُبحرون فجراً بزوارق خشبية و شباكٍ ممزّقة لمطاردة
السردين ، سلام لسكّان الخيام و رعاة الإبل في الصحاري الذين لا يحفظون
أسماء أعضاء الحكومات و لا يملكون مذياع و لا تصلهم
الصّحف اليوميّة و لا ساعي البريد ، ...سلام لتلك الحياة التي ما زلناً
نعيشها ونعيش تجاربها القاسية بين كل حين وآخر .
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق