الثلاثاء، 19 مايو 2020

مشاعر متناثرة

 
مساء جميل معطر بذكر الرحمن
مساء محمل بالخيرات والسعادة لكم
أسال الله التوفيق وراحة البال لكم جميعاً
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي اليوم بعنوان (مشاعر متناثرة)
 
أحياناً كثيرة نشعر بأن داخلنا يحمل الكثير من المشاعر المتناثر ، ولا تظهر إلا عندما تمر عليناً أيام وليالي عجاف تجعلناً نعاشر الألم والحزن لفترات طويلة ،تجعلناً نترك دموع العين ونلجأ من قمة الألم والأنين إلى أن نبكي من الداخل ، ولا نكتفي بدموع الصمت التي تئن بداخل القلب بل نحرص جيداً على أن أن تكون الإبتسامة ظاهرة ونتفنن في إرتداء قناع الإبتسامة ونجعله يكسو ملامحناً بالكامل رغم أنناً نحن في الحقيقة نستر ما يدور في قلوبناً من وجع وحزن عميق ، لكن نحرص دائماً أن نجمل ملامحناً بالبسمة والفرحة ، بينما تدور في أعماقناً حروب وإنكسارات وهزائم عديدة لا يسمع صوت آنينها إلا من أحبناً بصدق ، فهو الوحيد الذي لن تخدعه إبتسامتناً ولو تماديناً ووصلت ضحكاتناً عنان السماء .
 
فغريب ذلك الأمر ! وغريبة كومة تلك المشاعر المتناثرة التي تتجمع كلها داخل نبضات القلب ، مع أنه في بعض الأوقات هناك غالبية تقول عكس ذلك وتشعر عكس ما أشعر به أنا ، فهناك غالبية تعشق حد الجنون لكن عندما تشعر بالحزن وتخفيه بأعماق قلبها لا يشعر به المحب ! فكيف ذلك ؟ فالمحب يشعر بمحبوبه وما أدراك لو كان هذا الأمر عشق وتحدى جنون الحب ! لا أدري ماذا أقول لكن قد يكون هذا الشعور موجود عند البعض ، وقد يكون السبب في عدم الشعور بمن نحب هو كثرة الهموم والمصائب وربما لم يكون حباً كحب الروح وشعورها التلقائي بمن أحبت ، وربما لأن تلك المشاعر المتناثرة إختارت أن تتجمع في بعضها في آن واحد رغم أنه صعب جداً . 
 
فأحياناً تلك المشاعر المتناثرة تبدأ بعملها بشكل إحترافي ، قد يصل أحياناً للإستغراب والتعجب من أنفسناً بذات الوقت ، فأحياناً يسيطر علينا شعور التعب والإنتظار فكلما عشقناً وزاد جنوناً بالحب ، كلما تعبناً ونحن نعد الليالي إنتظاراً لفجر نسى أننا ننتظر لقاء المحبوب ، ننتظر لحظة شروق فؤاد سيطر على أنفاس الروح والكيان ، وبعد طول إنتظار نشعر بأنناً تعبناً ونحن ننظر البعيد ونعد الجراح ونضحك رغماً عن أنفسناً كي نسيطر و نهزم الحزن في عمقناً المستعر الذي حتماً سيأتي عليه يوم يكون فيه اكتفى وأصبح العمق بحالة الأموات . 
 
حالة غريبة لتلك المشاعر المتناثرة ، تموت فيها لحظات الفرح وتفارق فيها نبضات القلب الروح ، ولا يبقى أمامها إلا أن تنتظر لروح غارقت الحياة قبل الجسد المنهك ، وكلما هممناً بالسيطرة على مواجع هذا القلب وإعطاء جرعة الحياة لهذا النبض ، نشعر بالوقوف بمنتصف الطريق ، ونلهث كثيراً كأننا نصارع بتلك الحياة ، نتعب كثيراً ونتعب أكثر ونحن نشعر بأنناً نشيع أرواحناً كل يوم وندفن موطنناً المنتحر الذي هلك بين طيات الحياة.
 
أجل لقد تعبناً كثيراً ونحن نطارد كما المجانين بتلك الحياة ، نعيش حياة نتمنى فيها البراءة والطفولة، نعشق ونحب وكأن الدنيا جنة خضراء سوف تعطيناً ما نتمنى ، نشتاق فنتخيل أنناً فوراً سنحضن من إشتاق له الروح ، ولكنناً للأسف لا نعرف بأن الشوق يحتاج إنتظار واللهفة سوف تموت بين كل ثانيةوأخرى ونحن ننتظر على قارعة الإنتظار ، أجل تعبناً كثيراً لأننا ما زلناً نتصرف بتلك الحياة كأننا أطفال بريئون قد يلبى طلباتهم بالحال وفوراً ، ليتناً ندرك أنناً هرمناً قبل أوانناً وأصبح الشيب يملأ القلب وتجاعيد الحياة سيطرة على نبضات القلب وجعلته لا يشعر إلا أنه تعب أجل تعب وكثيراً .
 
لا أدري ما تلك المشاعر المتناثرة ، لكن أدرك جيداً أن القلب تعب كثيراً لدرجة أنه تمنى للحظة واحدة أن يأتي عصفور الحب ليغرد بصوته الحنون على طرقات القلب ويجعله ينتفض  من جديد ، تعبناً كثيراً من مزاجية تلك المشاعر وتداخلها مع بعضها في آن واحد ، يا ترى ! فمن ذلك الذي سيمنحناً حضنه لننام قليلاً وننسى الدموع بأنواعها والعذاب القذر والموجع الذي سيطر على حياتناً ، تعبناً من صراع تلك المشاعر المتناثرة والتي تعج بداخل مساكن القلب ، ولكنه تعب لا يبالي بأوجاعه ،ربما قد ينقص إذا ما تفكرت فيه ولا يتلاشى ، فقد يكون المهرب الوحيد من تلك المشاعر المتناثرة أن نترك درب التفكير أو لنفكر بالنوم الذي يكون خالياً من الهم ، رغم أنه تعب كي تواصل عيشك في الزمن المحتضر.
 
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 

هناك تعليقان (2):

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...