الخميس، 7 مايو 2020

ذكاءات متعددة



مساء محمل برائحة المسك لكم
مساء السعادة والخيرات لكم أصدقائي 

أتمنى أن تكونوا بخير جميعاً 

أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)


موضوعي اليوم بعنوان (ذكاءات متعددة)


إن النعم التي نحن فيها بمن من الله وكرمه لا تقدر أبداً بثمن ومهما فعلنا وحمدناً الله كثيراً سنبقى مقصرين في حمده وشكره على تلك النعم الكثير التي رزقناً بها ، ومنّ أيضاً علينا بأهم نعمة وهى نعمة العقل وميزناً عن باقى وسائر المخلوقات ، فقد أعطاناً تلك النعمة لنفكر ونتدبر ونبني الحضارات والمستقبل بها .


كل إنسان فيناً لديه الكثير من المواهب والقدرات المختلفة التي أنعم الله عليه بها ، وهناك أشخاص مناً إستغلوا تلك القدرات والمواهب وبنوا شخصياتهم العريقة وأصبحوا ذات مكانة عالية بالمجتمع ، وهناك أيضا شخصيات تمنت أن تنمى تلك المواهب بإتجاه معين لكن أمنيات الأهل كانت مختلفة تماماً ، لذلك ذلك الأشخاص لم يبدعوا بما إختاره لهم الأهل والأحباب فأصبحوا في مكانهم .


وكلنا نعلم بأن الحياة وهذا العالم في تطور رهيب وسريع في عالم التكنولوجيا والعصف الثقافي والمعلوماتي ، وكلناً نعلم بأننا لا نعيش وحدناً على ظهر هذا الكوكب وتلك الأرض والحياة الواسعة ، فهناك الكثير من الشعوب والثقافات المختلفة والحضارات المتعددة ، بالإضافة إلى الكثير من اللغات التي أصبحت ضرورية بحياتناً ونحتك فيها ونتواصل مع تلك الشعوب والحضارات من قبل تلك اللغات ومعرفة هذه الثقافات، وإتقان تلك اللغات ضرورة حياتية وليستْ ترفاً فكرياً ، لذلك أصبح من الضرورة بحياة كل إنسان ناجح أن يكون على إدراك كامل بأنَّ إتقان تلك اللغات لأجل التواصل وتسيير أمور الحياة شيء، وإتقانها لأجل التباهي شيء آخر!


كانت منذ قدم الأزمان اللغة العربية هى اللغة الأم والأساسية في حياتناً ، لكن مع تطزر البشرية والحياة أصبحت اللغة الإنكليزية اليوم هي لغة العلوم ولغة أم وأساسية في حياتناً ، تلك اللغة أصبحت تدرس بجميع الجامعات والمراحل التعليمة ، وبها يدرسُ أغلب طلابنا خصوصاً في الاختصاصات العلمية، وتحصيل هذه الاختصاصات واجب، وتعلُّم الإنكليزية واجب على الطلاب الدارسين لأنَّ ما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب! 


هذا من ناحية بالإضافة إلى أن بوقتناً الحالى أصبحت مهارات اللغات الإضافية شرط أساسي في قبول الوظيفة والعمل ، مع أن شيء عادي وطبيعي أن يتحدث الإنسان باللغة العربية فهي لغة الإسلام والقران ، لكن المصيبة الكبرى عندما نشاهد إنسان يتحدث مع إنسان آخر بلغة عربية بمعني أن يتحدث عربي مع عربي ويضع بين كل كلمتين عربيتين كلمة إنجليزية أو فرنسية من باب التباهي ، فهذا من وجه نظري فيه نوع من المياعة والإنهزام الثقافي والحضاري ،وقد يميل أحياناً إلى الغرور والتباهي بتلك اللغة التي تعلمها ، فأنا ليست ضد التعلم لكن إذا كان الشخص المقابل لك لا يتقن إلا العربية فعليك بمحادثته بتلك اللغة ، غير ذلك مهم جداً تعلم لغة أخرى ومعرفة لغات العالم ، لكن مع إحترام الأخرين

أذكر لمَّا قَدِمَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم المدينةَ المنورة، جاء بنو النجَّار بِزَيد بن ثابت إليه، ولم يكُن يومها قد تجاوز السادسة عشرة من عمره، فقالوا: يا رسول الله، هذا زيد بن ثابت، يحفظُ من القرآن ما يَسُرُّكَ! فاستقرأه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقرأ له سورة "ق"، فأُعجبَ به، ولاحظ فيه ذكاءً وقاداً، وعقلاً مُنيراً، فقال له: يا زيد، تعلَّمْ لي كتابَ يهود، فإني واللهِ ما آمنُ يهودَ على كتابي! فما مضتْ خمسةَ عشر ليلة إلا وقد تعلَّمَ زيدٌ العبرية! فكان يكتبُ للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم إليهم، ويقرأ له رسائلهم إذا كتبوا إليه!


من شخصية زيد نستخلص أن الذكاءات مُتعددة، هذه حقيقة تربوية لا جدال فيها، فهناك من الشخصيات من لديه ذكاء لغوي رهيب ولكنه ضعيف في لغة أو منهاج أخر ، وهناك أناس أخرون قد يكونوا عباقرة في حل المسائل الفيزيائية أو التعامل مع المعادات الكيميائية ولكنهم لا يستطيعون أن يحفظوا فقرة من عشر أسطر إلا بشق النفس ، وهناك أناس أخرون منهم من يجد حفظ عشر صفحات أيسر عليه من حساب مساحة مستطيل ، وسبحان الله تلك الإختلافات والفروقات موجودة وخلقها الله سبحانه وتعالى ، وميز كل عقل عن الأخر ، لكن الإنسان له مواهب مختلفة وبقدرته أن يبدع فيها ويعمل عليها من أجل النهوض بشخصيته .



ودورُ الأهل والمدرسة معرفة المجال الذي يبرعُ فيه الطالب ثم توجيهه إليه، وهذا ما فعله النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالحرف، فعندما لاحظ ذكاء زيد بن ثابت اللّغوي طلب منه أن يتعلَّم العبرية فتعلَّمَها في وقتٍ قياسي! والشيء بالشيء يُذكر، يقول ابن كثير في البداية والنهاية: كان زيد بن ثابت من أشد الناس ذكاءً، تعلَّمَ لسان يهود في خمس عشرة يوماً، وتعلَّم الفارسية من رسول كسرى في ثمانية عشر يوماً، وتعلَّم الحبشية والرومية والقبطية من خُدَّام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم! 

أفهمُ جيداً رغبة الأهل في أن يكون أولادهم أطباء ومهندسين، ولكن على الأهل أن يفهموا أن إجبار الأولاد على اختصاصات لا يجدون أنفسهم فيها هي ظلمٌ لهم! ما أدراك لو أنه درس ما يميل إليه ويبرعُ فيه لفاقَ ألف مهندس وطبيب! تخيَّلوا لو أُجبر المتنبي أن يدرس الطب ويترك الشِّعر، حتماً لم تكن لتفرقَ كثيراً لو ازدادت البشرية طبيباً، ولكنها فاجعة لو خسرنا المتنبي!


بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب


 

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...