الاثنين، 8 يونيو 2020

سيادة العقل

 
أسعد الله مساكم بكل خير
وأسال الله السعادة وراحة البال للجميع
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي اليوم بعنوان (سيادة العقل) 

كم نشتاق للحظات من الهدوء والسكون ، لحظات تأتي إلينا كحبة مسكن لتريح أنفاسناً من شهقات وزفرات اللهث الذي كاد يخنق الأنفاس ، فكلماً تقدمناً بالعمر زادت تلك اللهتاث التي لا نعرف أين مطافها وأين منتهاها، قد نلهث بشكل عنيف ومتمرد كلما طغت وتجبرت علينا الحياة ، ونواصل مسيرة اللهث المتكرر كلما سرحناً بالتفكير ، وضاعت شفرات الوعي بين طيات هذا العقل الذي يشغل بالناً بالتفكير المستمر.

يجعلناً نلهث كهبوب الريح الذي يأتي على غير معاد ليعصف بدواخلناً ، بصوته الذي يصعق الأذن ، وشخيره الذي يخطف الأنفاس ، ورماده الذي ينثر بالقلوب الخراب ، يهب كأنه إشارة لا تبشر بالخير أبد ، كأنه يريد أن يعلنها حرب بين العقل وصهيل سيوف القلب ، لتزيد من سرعات اللهث ويدب الخوف بحشايا القلب كلما عرج وعشق حلماً بعيد المنال . 

يجعلناً نلهث كما أرض الصحاري التي سكنها الضمأ من شدة الحر ، فكلماً إشقناً لروح غادرتناً بلا معاد نلهث كطفل يتيم كست ملامحه الأوجاع وإختفت إبتسامته عندما ضاعت دروب أماه بين طرقات المقابر، نلهث كلماً أردناً المسير للخلف والعودة لأيام جمعت فيها ضحكاتناً ومسامرتناً ، نلهث كما الغريق الذي يصارع أنفاس المياة ويلاطم الأمواج محاولاً النجاه ، نلهث كلماً طعنت الخناجر المحبيين بقلوبناً ، نلهث كلماً أردناً السباق والفوز الحتمي وبأبشع الطرق والمحاولات.

لكنناً لم ندرك النجاح في الوقوف أمام أنفسناً ، ولم نحاول الوقوف هنية ونعلم أنفسناً أنناً في مساحة الوعي هنا والآن ،قبل أي محاولة في اللهاث وراء أي حلم وأمنية وحياة تسكن بدواخلناً ، نسيناً أن ندع كل فكرة للزوال تلقائياً ، فلسناً أسياد أنفسناً ، نحن بشري ألي ، والعقل هو من يحاول دائماً كسب السيادة ، دوماً يقوم بالآعيبه المتكررة ومنها أن يقوم برمي (الكرة النطاطة )بعيداً عن مساحة الوعي التي تسكن بداخلناً ، والتي هى أصلناً ومنشأناً ،فهو يريد إبعاد نظرناً عن الحقيقة التي لا ندرك أين هى وربما ندرك ولكنناً لا نعلم .

لا نعلم أن في الوعي لا يوجد أفكار ولا معتقدات ،ويتغذى العقل من طاقتنا التي نعطيها للأفكار ، وكلما غذيناها من طاقتناً تجلت حقيقة وواقعاً ، فتقع أنفسناً في شرك العبودية وبسبب خوفناً ، نلجأ إلى أن نغذي خوفنا بمخاوفنا ، ونقضي آلاف السنين ونحن تلهث وراء كل فكرة نطاطة ، فنتبع تقليداً وديناً ومعتقداً ومعلمً وموضة ، لكن أين أنت ونحن ؟ لاندري لكن أنت وأنا ونحن لست الكرة ، فيدور التساؤل المحير ومن أنت ؟  ومن هو ذلك الوعي ؟ 

أحياناً أشبهه بمساحة الكون ، وأردد بأنه موجود عند كل مناً والأفكار التي تدور برأس كل مناً هى الحصان الهائج الذي يلهي أنواتناً عن رؤية المساحة الكونية للوعي ، ومن كثرة الإنشغال بالكرة النطاطة ، تكاثرت الأنوات والرغبات فسببت إنسداداً وغباراً ،حجبت الذات والوعي وخلفت العراقيل الموجودة في الجهاز العصبي .

وهناك أشخاص هم المستنيرون إكتشفوا هذه الحقائق فقاموا بتقنية الوعي بعدة طرق وكلها طرق تأملية منها ما هو بطيء ومنها ما هو سريع ، وإختلطت المفاهيم التأملية لكن التأمل هو وسيلة وليس هدفاً هو تفتيت للعراقيل وبنفس الوقت هو توجيه الإنتباه إلى الداخل.

وإننا في عملية التأمل لا نلغي العقل إنما نقوم بترويضه وتدريبه وجلبه إلى الصمت والسكون وهكذا في كل مرة نتأمل فيها نكون قد غيرناً من طبيعة وظيفة العقل أي بدل وظيفة الحصان الهائج نكون قد أعطيناه وظيفة السكون ، فتدرك عندها أن العقل جزء من الوعي والوعي هو أنت وأنت هو السيد .

وفي النهاية سيادة العقل بحر متلاطم الأمواج ووعيك للعقل محيط هادئ القاع
بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏فنجان قهوة‏‏ 
تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...