السبت، 6 يونيو 2020

عتمة الليل

 
أسعد الله مساكم جميعاً بكل خير
وأسال الله راحة البال والسعادة لكم
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (عتمة الليل )
شاخ | القدس العربي
منذ زمن لم أشعر بمثل هذا الشعور ، شعور جعلني ككاهلة تجر أنفاسها بعمق شديد ، للوهلة الأولى أشعر بأن القلب شاخ قبل أوانه ، أصبح عاجزاً كأن دقاته أعلنت الصمت وإكتفت ، وتجعدت ملامحه وهى تذرف أنيناً صامتاً ، أشعر بأن روحي فقدت ذاتها وخيم بداخلها لون شديد العتمة ، كعتمة الليل التي تختارني دوماً ، فروحي أعلنت حداد الصمت رغم أن بداخلها نار تتقلب على جمرها .

وأهمس لذاتي ما بها تلك الحياة ، عصية على جوارحي ، قاتمة كسواد كحل العين ، تعاند الفرح الذي يلامس طيفي وتقف عازلاً كأنها لا تريدني أن أتبسم ، كأن لها ثأراً معي ، كلما أوهمت نفسي بأنني على أبواب السعادة تأتي الحياة لتصفعني بسيفها على رأسي وتقتل النبض بداخلي، أشعر أنني بدوامة قهر سكن روحي و ليست له نهاية ، دوامة أسرت عنقي وروحي ، كأنني أخوض حرباً بتلك الحياة التي لا مهرب منها .

 حروف رجل عجوز - وكان موعد اللقاء مرت الدقائق وتلتها ساعات ...
حياة تجعلناً نتأرجح ما بين الذكريات وما بين الحنين ، ما بين طعنات القلب وما بين روح سكنت بين الضلوع ،  تتقاذف بناً أمواجها العاتية كأنناً في صراع مهيب ، فتلقي بناً على شطآن الوحدة دون أنيس ولا رفيق ، تجبرناً على مرافقة عتمة الليل وحدناً وكأنه صديق وفي مخلص صادق لا يحتاج للكذب من أجل مرافقته ، عتمة الليل التي تخبر الكل بسوادها ولا تخفي هذا السواد القاتم مثلماً تخفيه قلوب الكثير من البشر .

نعاني الحياة ، نسايرها ، نعاندها ، ونغتصب منها لحظات الفرح كلما أتاحت لنا فرصة ، نحاول جاهدين إقتناص لحظات السعادة بحب يسيطر على ذاتناً ونسرق المشاعر خلسة كلما دقت نبضات القلب ،لكن كما يقولون المتعوس متعوس ..!! هربناً وعانداً الحياة ودق القلب لمن سرقه لكن القلب سرقناً وتاهت بناً دروبه وجعلناً نشعر بأن أوجاع الحياة جنة وليست كما أوجاعه المشتعلة بنار الجمر .
 

أذاقناً لوعات العشق فوق اللوعات التي تراكمت بداخلناً ، كأنه يريد أن يفيقناً من غيوبة طالت مدتها لكن بعد فوات الأوان، غيبوبة إخترناها بكامل إرادتناً كهروب من واقع مؤلم وحياة كادت تقتل أنفاس الروح ، وتهد من كاهل النفس ، هروب جعلناً نتنفس الحرية ونعيش الفرحة حتى لو كانت قصيرة الأمد ،لكن أصبح لا مفر اليوم بعدما إسودت الحياة بناظري ، وسرق الفؤاد مني تلك اللحظات التي أردت سرقتها من القلب .

 
إستولى على جوارح سكنت بين الضلوع ، وقلب نبض لأجله وأصبح بصيراً لا يرى إلا وليف الروح ، لكنه حرق بعدما لامسته نار لهيب العناد والقسوة ، تلك النار التي إبتدأت بشعلة الجفا وإنتهت بحريق حطم مساكن الروح وجعلها رماد يتناثر مع نسمات عتمة الليل ، ليخبرنا لا مفر بعد اليوم فالحياة دوماً تنتصر ، تجعلناً نتزين والحزن يملأ الوجوه ، ونتكحل والعيون تذرف الدموع فوق الدمع .

فاليوم حقاً القلب شاخ وضاعت نبضاته بين دروب صحاري خاليه ، فعندماً ينسونك الأحباب مع غروب شمس الأشواق ، ويغربون بوجوهم عنك كأنك لم تكن في يوم ما ساكن القلب والجفن ، يطردونك من أحلامهم ، يغلقون نوافذ الحب ويفتحون نوافذ الغياب بعدما سكن وإستوطن الجفا بين الضلوع ، لتدخل رياح الفراق ، فلا تبقي ولا تذر من بذور الحب حرفاً ولا معني ، فيشيخ القلب وتتوقف نبضاته ويصبح كما الصريع الذي إنتظر موته المؤكد .

بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏فنجان قهوة‏‏ 
تحياتي 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...