الجمعة، 25 ديسمبر 2020

روح مرهقة

 

أسعد الله مساكم بكل خير 

زوار ومتابعي مدونة اناقة فكر (لنقرا معا )
موضوعي اليوم بعنوان (روح مرهقة)

إنك تُرِهق نفسك عبثًا، وتظن أن بيدك تدبير شأنك. تظن أنّك من هيَّأت الظروف لتسير هكذا، وتختار أنتَ من بينها لا تدري أنك وأنت غافل، كانت حياة الكثيرين مِن حولك تدور بطريقة ما لتُقاطِع طرقك وتُنفّذ جزءًا من قَدَرك، لا تدري أن حُزنك كان جزءٌ من خطتك، وفرحك أيضًا لم يكن عبثًا وانّك لم تفعل أكثر من انّك نِلت رزقك. 

أنّ التوقيت كان مُدبَّرٌ وكان أعظم مما لو دبّرت له ألف عام فهو دبر بقدرة الخالق عزوجل ، ولو علمنا ما دبره لنا من الارزاق والخير لحمدناه كثيرا ولبكينا شوقا للتضرع له وشكره على ما عندنا من عطايا ونعم لا تعد ولا تحصى . 

إنك تُرهِق نفسك عبثًا، وانت غير متوكّل على من خلقك وأمّنك وآواك ورزقك.. وكُل يوم يرزقك ذاك كما رزقك تِلك، ويُنجيك اليوم كما نجّاك بالأمس، ويبتليك الآن ليرفع شأنك غداً، ويختبرك كل لحظة أتصبر أم تجزع؟ أترضى أم تسخط؟ أتتوكّل أم تتشكّك؟!

الاختبار الحقيقي هو عَين يقينك، واعتمادك عليه ، هو الايمان بحُسن تدبيره، والعلم بأنّ ما عليك إلا السعى والأخذ بالأسباب واتّباع ما يُنيره إليك من بصيرة ، الاختبار الحقيقي هو في صِدقك انت معه، لا في رزقك الذي تظن أنك تُدبّر الخطط لتناله!

فما عليك إلا السعى نحو الطريق الصحيح ، الذي معه الخير والعطاء ، ولا تُثِقل يا أنت روحك بالتفكير و بكثرة القلق وحسرة الندم على ما فاتك وما تعرضت له اليوم ، فالله هُنا وهو يتولّى أمر كل شيء ، فهو وحده رحيم ورؤؤف بعباده ، كل ما علينا فقط حسن الظن بالله والتوكل عليه فهو حسبه خير وكيل لنا بتلك الحياة ، فقط اتجه اليه بسجودك وتضرع ولا عيب في ان تلجأ إلى الفضفضة لله عزوجل ، فحتما سيرضيك ويراضيك فقط توكل عليه وتزين بالقناعة وحسن النية .

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...