الخميس، 31 ديسمبر 2020

عشرون عشرون وداعا

 

عشرون عشرون وداعا

ها هي تُطوى آخر صفحاتك
ها أنت ترحل، لكن قبل أن ترحل دعني أخبرك الآتي

عشرون عشرون الغريب!
كنت أملاً للكثيرين، وانتظرناك بفارغ الصبر، لأنك مميز 
أحضرنا كل أمنياتنا ووضعناها على منضدة الأمل، وتفائلنا بولادة عام ليس كما الأعوام العادية.

جئت بحرب باردة، بعد أن أنهكت الحروب جسد أوطاننا المتهالك وأنهكتنا، جئت عكس التوقعات السياسية والفلكية والاجتماعية، أربكت صناع القرار، غيرت الوظائف والأدوار سلبتنا القدرة على التخطيط والاستقرار.

عجزنا عن التواصل الحقيقي، أثقلت على الأمهات بضخامة المسؤوليات، وأنهكتهم بما يسمى بـ التعليم عن بعد، وأخرجت المعلمين عن طورهم وصبرهم، وأربكت التربويين والمدربين والباحثين، وأغرقتنا في صخب التكنولوجيا والحواسيب والهواتف النقالة.

اكتظت المنازل بساكينها ليل نهار، ماعادت تودع أحدا وتستقبل كما كانت، ما عادت تصدر للمدارس طلابا وللجامعات، ولا عادت تفتح أبوابها لزائريها، فوجئ الآباء بأنهم في سجن إجباري، وتزاحمت المنازل بالشكاوي والاعتراضات المتكررة في ضوء الفلسفة التربوية الطارئة!

حتى على الصعيد الاقتصادي،  لم تترك فرصة للباحثين عن لقمة العيش أن يعودوا لأولادهم بقوت يومهم. وماعادت المشاريع تحقق اهدافها ولا تفي بأقل التزاماتها. 

فقدنا أحباء وأعزاء على قلوبنا ولم نتمكن حتى من مواساة ذويهم، ولم نستطع أن نعبر عن حزننا لفراقهم وكنا قد تمنينا لقاءهم ولو لدقائق معدودة، لنروي عطش الاشتياق!

فذبلت روحنا كما تذبل الأزهار، وما كنا قد ارتوينا من الوصل بعد أن تباعدنا وافترقنا. 
وما كنا نلجأ إلا لله داعين وراجين الرحمة والغفران ورفع البلاء.♡

عشرون عشرون 
ورغم ذلك، وعلى الصعيد الشخصي كان لي وقفات إيجابية، سأذكرها لاحقاً إن أراد الله.



أرجو من الله أن يكون العام القادم أفضل لنا جميعاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...