السبت، 13 مارس 2021

إنسانة ببلومانية

 


أسعد الله مساكم بكل خير

زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا )
حروف اليوم بعنوان ( إنسانة ببلومانية)
 

مررت بمراحل وأشخاص كثر بحياتي ، قد لا تعد ولا تحصى فهناك من يردد على مسامعي دوماً بأنني إمرأة متجبرة ، تحمل من عناوين القوة والتحدي الكثير رغم هشاشة داخلي ، وهناك من يطلق لمجرد أنني حاولت المكوث بعيداً لوحدي وبعالمي الخاص بأنني إمرأة متمردة ، قد لا يعجبها الحال ونظرتها لا تميل إلا لذاتها وغرورها وغيرها الكثير من المصطلحات التي باتت تسمعها أذاني وترددها شفاهي .

ربما أكون متمردة ، عنيدة ، صبارة ، لكنني تعرضت بتلك الحياة لرياح عاصفة جعلتني أكتفي بذاتي وكياني ، رياح قد تكون بيوم من الأيام جعلتني أعيش وأتعايش مع الحزن كأنه قدري المرسوم وحياتي التي لا مفر منها ، رياح عصفت بي بشدة ورغم ذلك لم يشعر أحد بتأثير تلك الرياح على خافقي ووجداني .
 

دوماً كنت أصرخ بصمت قاتم ،أحاكي الليل كثيراً ، أناجي ربي بكل لحظة من اللحظات لمساعدتي بالتمرد على هذا الوجع الذي يسكن بين الضلوع وينخز بالقلب كما خنجر مسموم لا يريد أن يتركني الا قتيلةً ، لا أدري حقيقة ما هذا الشعور والتناقض الذي يعيش بداخلي ، تارة أشعر بين الحق الكبير لدى بعض الأشخاص الذين يصفووني بالتمرد والقوة وبنفس تلك اللحظة أشعر بالحزن الكبير لأنهم لا يدركون ما بداخلي ولا يعرفون بأنني هشة جداً وإلى أبعد الحدود .

ربما أختلق القوة بشخصيتي من أجل إبعاد الجميع من حولي ، لأكتفي بذاتي ، وهناك من يقترب من همسي وحرفي فيظن بأنني إمرأة نارية وقد تكون إمرأة مثالية ، فقد ألتمس لهم العذر بذلك لأنهم يقرأوون حروفي وصدى وأنين همسي ، ولا يشعرون بهذا القلب ولو أنهم إقتربوا منه لوجدوا فيضاناً وربما بركان لو إشتعل لإفتعل حريقاً ، فأنا لست امرأة مثالية كما تظن ويظن البعض
 

ربما أكون إمرأة صعبة المنال والقرب منها كما القرب من حريق بركان ، فأنا أقضي جُل وقتي بالكُتب والروايات وبين أوراقي وأقلامي ومكتبي الصغير وغرفتي ومؤنستي الوحيدة ، لدي هوس تجميع الكتب وقرأتها وإحتضانها بلحظة أشعر فيها بالإختناق من تلك الحياة ، فهى تساعدني كثيراً وتسافر بي إلى عالم أخر حيث الجمال والخيال والشرود ، حقاً إنها من تستطيع على إخراج تلك الدمعة الغارقة بين العيون ولا يراها إلا سواد الليل ، وأرواق الكتاب المفتوح أمام ناظرها.

فأنا قد أكون ببلومانية بامتياز، أعتزل كثيراً العالم والأشخاص ، أرفض المحادثات الطويلة من أشخاص كثر وقد أميل هنا إلى تناقض رهيب بين ذاتي وخيالي الذي أحياناً يجعلني أشتاق لمكالمة طويلة الأمد رغم رفضي لها ، أرفض الثرثرة بلا فائدة، قد أكون مزاجية لأبعد الحدود فأنا متقلبة كالطقس في تشرين الثاني، لذا لا تدعونني بالمثالية أو المرأة الخارقة، أنا اليوم أعشق الجلوس أمام منظر الأشجار وصوت زقزقه العصافير ، غداً أكره الجلوس أمام بستان محمل بالخضار ومزين بأجمل الأزهار وأميل للهروب بعيداً حيث لا يوجد خضرة ولا زقزقة عصافير .

ربما بيوم ما  أخبرتك لا أحب الخروج لأحد المطاعم ولا زلت تدعوني على احتساء فنجان قهوة بذلك المطعم ! لذا كف عن قولك أنني امرأة مثالية، رُبما أخطط للخروج والتنزه بعيداً وبلحظة ألغي خططي كلها وكأنها لم تكن ، فقط لأنني أعتمد على حدسي القوي، أنا امرأة مجنونة بعض الأحيان! بل دوما مجنونة كما يطلق عليا من يقترب مني ويعرف طبعي ، ربما أستيقظ من نومي فجراً لأشتمك بسطر أو سطرين! يروقني ويجعلني سعيدة هذا الأمر جداً.

لذا أحذركم وأحذره للمرة الأخيرة، لا تقل لي أنني امرأة مثالية، إن حاولت فهمي والخوض بأعماقي وذاتي ستفر هاربًا لكمية التناقضات الموجودة برأسي، فأنا دائما ما أتأرجح بين نعم ولا ، هل أدركت الآن أنني أنثى عادية جداً لا تحمل بداخلها إلا لقب إنسانة ببلومانية.
 


تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...