الجمعة، 26 مارس 2021

رباه كان حلماً

 


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان ( رباه كان حلماً )
 

تردد وتقول  بينها وبين ذاتها والحزن يسكن بين أعماقها * كان أمرُ الرحيل محتوماً * كأن القَدر لم يَكتب لنا البقاء معاً !

فذهبت مهرولة تتعثر بخطاها السريعة متجهةً إلى غرفتها ، نظرت بلحظة شرود وبدأت تلملم جميع أغراضها كي لا تخترع حجة لتذكرها بما يئن بين نبض الروح ، ولكن رغم ما يسكنها من ضربات إلا أنها وضعت له بالمقابل قلبها ، الذي تمرد كثيراً عليها ورفض بشدة تذوق مرارة النسيان ، فما كان أمامها إلا أن تتركه لكي لا يذكرها  به !

وتوجهت ناحية باب غرفتها ، حقيقة إن الأمر أشبه بإفراج لسجين عشق سجنه فلم يشعر بسعادة تحرره! في كل خطوة كانت تخطوها تجر معها أذيال الحنين ، تاركة له حفلة البكاء التي سيقيمها بعد ذهابها ، وقبل أن تغادر نظرت له والدموع تملأ عينها كما أنها شخص لا يبالي ، لقد كتمت الضعف والشوق والحب بداخلها .

فهى لم ترغب في التفوه بكلمة واحدة خشية أن ينطِق الضعف بالنيابة عنها فيتجسدها ويسيطر على ذاتها ! فلمست بيدها الباب وفتحته وكل آه خارجة منها تكاد تمزق روحها ، ولكن أمسكت بيدها الآخرى وبصوت حزين كاد أن يرمم مشاعرها قالت لنفسها  "عودي لي يا نفسي !"

غريبة تلك الحياة ! أحقاً حين نكتب الوداع في أسطر حياتنا نحاول محي ما خطه القلم؟! تمهل قليلاً يا قلبنا لا تتحدث! دع غيرك يتقن الكلام، آن الأوان ليتحدث كبريائنا ! 
 

بتلك اللحظات كساها الجنون والخيال الذي جعلها تتخيل كما أنه أمامها ونظرت له بذات النظرة الأولى بينهما وقالت له "دعني وشأني" وأزلت يدها وأكملت طريقها ! لكن للأسف لم يتقبل قلبه فكرة العيش وحيداً فلحق بها وتعقب قلبها ! ووقفاً معاً في منتصف الطريق وقال لها "عودي وسأرمم كل شيء، فقط لا تتركيني!"

ما أروع ذلك الخيال الذي سيطر على ذاتي لكنني رغم أن هذا الأمر خيال وأنا من إصطنعته ، إلا أنني شعرت كم أبدو أنانية وقاسية حين قلت له "علاقتنا كالزجاج والزجاج لا يرمم إن كُسر!" فحاول مراراً وتكراراً معي ، ولكن دون جدوى! 
 
غريبة أنا حقاً حتى بخيالي ! فماذا سنتوقع من امرأة استوطنها الكبرياء ، حتى بخيالي لقد ابتعدت وتركته في منتصف الطريق يتهامس مع أوجاعه ، فكان ينظر لي وكأنه يعلم بأن قلبه ما زال يتلفت لي ! والمفاجأة أنني توقفت فجأة ! فزاد اندهاشي ماذا حل بي ؟ فهذا الخيال جعلني أشعر بأنني مجنونة وبحاجة ماسة للعلاج ، نعم لقد توقفت قدماي وأقسمت ألا أطاوع عقلي ! ومن دون شعور مني نظرت عيناي إليه .

فكانت المفاجأة عندما نظرت وجدته ماكثاً على ركبتيه فأبى الذهاب وحده من دوني! ماذا بي؟ وماذا أصابني ؟ لما قدماي تجرني إليه ! كأنها لا تعلم سوى الطريق الذي يُؤدي إليه ! فأصبح كل ما فيني يتسابق ليصل إليه ليمسح الدمعة التي رسمت في خديه ، وقبل أن أصل توقفت ، وبدأت أردد بصوت عالي هنا وهناك وصوتٌ قوي أخذني مني! رباه إنني راضية لأعيش كل الأوجاع ، ولكن لا تذقني وجع فراقه .
 

آآآه .. أنا وأنت ومفترق الطريق ثالثناً والخيال يتملكني والدموع تغطي وجهينا وأيدينا! أأصرخ أم أبكي أم أُعاتب عنادي؟! صفعتُ نفسي كي تبكي لمَ السكوت ألا تستحي! بذات الصدمة وضعتُ رأسي على صدرك الذي ينبض ويزيد من ضرباته وأغمضتُ عيناي والدمع تخنقهما! فتحتهما مجدداً لأرى نفسي نائمة في سريري فاستيقظ وصوت الهلع ينطلق مني! وبخوف مني ممزوج بتعجب تسألني روحي ، فأضمها إلى صدري .

وبعدها أصرخ بأعلى صوتي "رباه كان حلماً! أُقسم لك بأني لن أدعك ولن أسمح للكبرياء بأن يتحدث مجدداً".  
 
 
تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...