الخميس، 25 مارس 2021

أنين غريب


أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (أنين غريب)
 
أشعر أنه مضى على عهدنا زمنًا طويلًا... لم أدرك أن الوقت يمضي كما سلحفاة تسير ببطء شديد لتزيد من آنين هذا القلب وتقتل الكم الهائل من الذكريات والتي تحاصر القلب والروح دوماً ، وكم جاهدت من أجل مصارعة الوقت ، والقضاء على هذا الجنين الذي يسكن بين أحشائي ، وكم حاولت تسميم تلك الذكريات بالبعد طويلاً ، والهروب إلى حيث العالم الآخر ، عالم لا يوجد به إلا تلك الروح التي تسكنني ، لكنني لم أدرك جيداً انه حقاً مضى زمناً طويلاً لم نلتقى فيه منذ إشتدت الأوبئة وإنتشرت.

فذات مساء، وأنا منفردة بإحدى زوايا الحياة أتناول بعض السطور من كتابٍ بلا عنوان، وبالأصح بلا غلاف ، أخذتُ أفكر بك... ! أقصد بتلك الأيام التي ما كانت تخلو من تَجَمّعنا! توقفتُ عند أبوابِ الذكريات محاولة عدّ خطاي إليك، خُطاي البائسة! فوجدتُني خرجت منها بدونك مجددا، كما أنا الآن فارغة منك أبداً .

تُرى من منا خذل من؟ من منا نسي من؟ من قتل من؟ من منا كسر جناح الآخر؟ حتى حصل كل هذا الجفاء والبِعاد بيننا ! كنت أنا أطوقك بالدعاء بينما أنت تنظر إلي من علو السماء ، تجلس على سحابة بيضاء، تلتف حولك الكثير من النجمات وكلاً منهما تحاول الحصول عليك ، تارة أراك تبتسم لتلك النجمات التي تطاردك بكل شغف وجنون ، فيشتعل لهيب الجمر بين أحشاء روحي ، وتدور التساؤلات اللعينة بداخلي ، والتي لا تخمد إلا بجبروت قاتل من داخلي يردد لها كفاكِ .

وتارة أراك تبتسم إلي وتكتب وترسم بأطراف أصابعك كوخًا ذو نوافذ واسعة! أتعرف كم أحب ذلك ..؟  وأنا أطرح على نفسي السؤال ذاته: ترى كم بقى حتى نلتقي، حتى تتحقق وترافقني جنبا لجنب على هذه الأرض الخضراء النصف خريفية! ثم أجدني أدعو وأواصل أنا الدعاء مكررةً "اللهم أحلامي، اللهم حققها" هكذا أُلح وأكرر ، وهذا تناقض يجعلني في حيرة من أمري ، أشعر حقاً أنني مجنونة وتحتاج لمصح حتى تتوازن تلك الأمور بداخلي.

فغريبةُ أنا أردد أيتها الأحلام: ماعدتُ أبحث عنك ولا أحاول الوصول إليك لكنني مع ذلك تركت كل الأبواب مشَرّعةً لك علك تأتين في وقتٍ ما، قبل أن يشيب القلب فوق المشيب! لم أعد أحسبُ المسافات الفاصلة بيننا، ولم يعد لك مكانا فارغاً فكل الأماكن إمتلأت بك ! لا تسألني ما السبب! وما الذي جعلني بهذا الشغف المغلف بأنين غريب لا أعرف أين مبتغاه ولماذا تسلط مني ؟

فالانتظار عذاب تدريجي مستمر يكسر العظام عظمةً عظمة، ثم ينتقل إلى القلب لينهي شِغافه هضمةً هضمة ، فكم أود أن أعتقك من دعائي ، وأتركك لتلك النجمات الشاردة والتي تحلق فوق سماك ، لكن ذلك الحبل المتين الممتد بيننا، يزيد من تمرد قلبي ، يزيد من الطغيان على ذاتي .
 
 فأصبحتْ صلواتي كلها تردد باسمك، وأصبحتُ أنا كما مريضة لا تجد الدواء الا بك! فما أجمله من شعور وما أحسنها من خفة حين تمضي لحظاتي كلها بك ولك ، رغم قسوة إنتظار هذا الحلم الذي أشعر لحظات بأنني إريد أن التهمه ليضيع الغياب ، ورغم هذا الآنين الغريب الذي يعيش بداخلي إلا أنني أردد ما أروع هذا الإحساس الذي يتملكني ، رغم غرابة الإنتظار .

تحيتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...