الجمعة، 2 أبريل 2021

شمعة الحياة أنت

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (شمعة الحياة أنت)
 
 
أعلمُ جيداً أن العالمَ ليس قاتماً كما أراه دوماً ، ربما يكونُ وردياً كما الأزهار المتفتحة بفصل الربيع يبهرٌ الأعينَ التي تراها وتغري النفوسَ بما تحمل من لذة وروائح فواحة تقتحم الروح وتطيب للنفس ، ورغم ذلك ربما أكونُ أيضاً أنا الوحيدة التي أصابها العمى في عالمٍ كله مبصر ، يرى جمال الحياة وزينتها .

وأعلمُ جيداً أنَّ الحزنَ الذي يسيطر على ذاتيِ بلحظات كثيرةً لا يشفعُ للرحيلِ الذي يراود بلحظاتَ أكثر من لحظات الفرح الذي بتُ أشتاقُ له كثيراً ، وأنَ الوجعُ الذي يغرز سكينتهُ بين أحشاءَ الروحِ لا يبررُ للهجرِ سبباً ،وأنَ الموتُ الذي يأتي بدون سابقِ إنذار ليس نهاية الحياةِ .

لكنني سئمت نفسي البالية ،التي تأبىَ أنَ تفارقني ، فكلماَ صعدتُ خطوةَ للأمام من أجل التحدي والنهوض ، داهمتنيِ تلك النفس البالية ، كأنها تردد لي ليس لك مفر من قدريِ ، فتزيد من جبروتها وطغيانها وتداهم كل أحشاء الروحِ ، لتنقلنيِ إلى ذاك الصوتِ اللعين بداخلي ، الذي يتردد بقوةَ ، محاولةً أنَ أسيطر على ذاتيِ ، كفٍ عن الصراخِ فقد رحلتُ منيٍ .

وكم حاولتُ أنَ أرحلُ من ذلك الركنِ المظلمِ بداخلي لأجد نفسيٍ بغرفةٍ هشةٍ كساكنها ، فيها ورقةٌ باليةٌ وقلم قد هرب منه الحبرُ كما هربت مني الروحُ ،لا أعلمُ ماذا يجريِ ! وما تلك الخرافات التي لا تريد أن تتركنيٍ ، فأهربٌ من ذاتيٍ وكيانيٍ ووجدانيٍ لأردد إليكم مني سلامٌ يا من سكنتمُ الروح والفؤادِ ، وإن كان كل ما يسكنني هلاكٌ لحد الفناءِ.
 

تمنيتٌ لو أحببتُ نفسي كما أحببتك ، فقد سكنتُ مع روحيِ أعوامٌ ، منعزلةَ ، أهربٌ من كل حدث يراودني ، أهربٌ من أي روح تريد أن تقترب مني ، كأنني عشقت الوحدةُ والإنعزال ، مع قلميٍ وحرفيٍ وثرثرتيٍ التي حاولت فيهماَ بث همومي ومعالجة جروحيٍ ، لكن لا أدريٍ ماذا حدث لروحيٍ منذ أن رأت حروفك ولامست جراحك ، كأنها وجدت نفسها الضائعة ، وجدت من يفهمها ويطبطب جراحها ، ويداوي علتها ، فقد طارت روحي لكم دون سابق انذار مني.

فعشقتُ معك الحديثَ الذي لا نهاية لهُ ، وذابتَ حشاياَ الروحِ بقربك ، وناَلت نبضات القلب من حبك ، حقاً رأيت فيك الداء والدواء ، وعشقت معك البحر والغرق ، فـــ معك رأيتُ الحياةَ بعينِ نجاةِ الحب السرمدي ، والأمن والأمان بين أحضانك ، بينما تراها أنت لي بعينَ الحب الصامت ،أقسمُ لك أنَّ البقاءَ لك ما زال يطاردني بين حشايا الروح للحظتي تلك ، حتى وإن فكرت بالرحيل يوماً فإن روحك ما زلت تزهر بداخلي فأنت تلك الشمعة التي أتت لتنير حياة قلبي رغم كل الظلام الذي يسكنني من قبل  .
 

تحياتي 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...