أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (شمعة الحياة أنت)
أعلمُ
جيداً أن العالمَ ليس قاتماً كما أراه دوماً ، ربما يكونُ وردياً كما
الأزهار المتفتحة بفصل الربيع يبهرٌ الأعينَ التي تراها وتغري النفوسَ بما
تحمل من لذة وروائح فواحة تقتحم الروح وتطيب للنفس ، ورغم ذلك ربما أكونُ
أيضاً أنا الوحيدة التي أصابها العمى في عالمٍ كله مبصر ، يرى جمال الحياة
وزينتها .
وأعلمُ
جيداً أنَّ الحزنَ الذي يسيطر على ذاتيِ بلحظات كثيرةً لا يشفعُ للرحيلِ
الذي يراود بلحظاتَ أكثر من لحظات الفرح الذي بتُ أشتاقُ له كثيراً ، وأنَ
الوجعُ الذي يغرز سكينتهُ بين أحشاءَ الروحِ لا يبررُ للهجرِ سبباً ،وأنَ
الموتُ الذي يأتي بدون سابقِ إنذار ليس نهاية الحياةِ .
لكنني
سئمت نفسي البالية ،التي تأبىَ أنَ تفارقني ، فكلماَ صعدتُ خطوةَ للأمام
من أجل التحدي والنهوض ، داهمتنيِ تلك النفس البالية ، كأنها تردد لي ليس
لك مفر من قدريِ ، فتزيد من جبروتها وطغيانها وتداهم كل أحشاء الروحِ ،
لتنقلنيِ إلى ذاك الصوتِ اللعين بداخلي ، الذي يتردد بقوةَ ، محاولةً أنَ
أسيطر على ذاتيِ ، كفٍ عن الصراخِ فقد رحلتُ منيٍ .
وكم
حاولتُ أنَ أرحلُ من ذلك الركنِ المظلمِ بداخلي لأجد نفسيٍ بغرفةٍ هشةٍ
كساكنها ، فيها ورقةٌ باليةٌ وقلم قد هرب منه الحبرُ كما هربت مني الروحُ
،لا أعلمُ ماذا يجريِ ! وما تلك الخرافات التي لا تريد أن تتركنيٍ ، فأهربٌ
من ذاتيٍ وكيانيٍ ووجدانيٍ لأردد إليكم مني سلامٌ يا من سكنتمُ الروح
والفؤادِ ، وإن كان كل ما يسكنني هلاكٌ لحد الفناءِ.
تمنيتٌ لو أحببتُ نفسي كما أحببتك ، فقد سكنتُ مع روحيِ أعوامٌ ، منعزلةَ
، أهربٌ من كل حدث يراودني ، أهربٌ من أي روح تريد أن تقترب مني ، كأنني
عشقت الوحدةُ والإنعزال ، مع قلميٍ وحرفيٍ وثرثرتيٍ التي حاولت فيهماَ بث
همومي ومعالجة جروحيٍ ، لكن لا أدريٍ ماذا حدث لروحيٍ منذ أن رأت حروفك ولامست جراحك ، كأنها وجدت نفسها الضائعة ، وجدت من يفهمها ويطبطب جراحها
، ويداوي علتها ، فقد طارت روحي لكم دون سابق انذار مني.
فعشقتُ
معك الحديثَ الذي لا نهاية لهُ ، وذابتَ حشاياَ الروحِ بقربك ، وناَلت
نبضات القلب من حبك ، حقاً رأيت فيك الداء والدواء ، وعشقت معك البحر
والغرق ، فـــ معك رأيتُ الحياةَ بعينِ نجاةِ الحب السرمدي ، والأمن والأمان
بين أحضانك ، بينما تراها أنت لي بعينَ الحب الصامت ،أقسمُ لك أنَّ
البقاءَ لك ما زال يطاردني بين حشايا الروح للحظتي تلك ، حتى وإن فكرت
بالرحيل يوماً فإن روحك ما زلت تزهر بداخلي فأنت تلك الشمعة التي أتت لتنير
حياة قلبي رغم كل الظلام الذي يسكنني من قبل .
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق