الثلاثاء، 6 أبريل 2021

الحلقة الجحيمية

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (الحلقة الجحيمية)
 
"إن مجتمعنا اليوم أصبح مختلف بكل ما تعنيه الكلمة ، من خلال الأعاجيب التي نراها و التي تفعلها ثقافة الاستهلاك و رسائل نراها ونتابعها من قبيل (انظر ... حياتي أجمل من حياتك ) والتي تمطرنا بها وسائط التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها ، فهو قد أنتج جيلاً كاملاً من الناس الذين يظنون أن امتلاك هذه التعابير السلبية القلق ، الخوف ، و الإحساس بالذنب ، إلخ .. ،، أمر غير جيد على الإطلاق .

ما أعنيه من ثرثرتي هنا هو أنك أيها الإنسان إذا نظرت إلى ما يأتيك عبر فيسبوك ومواقع التوصل الإجتماعي ، فأنت تجد من خلال نظرتك الأولى أن كل شخص في هذا العالم يعيش وقتاً رائعاً ، وقتاً وحياةً لا مثيل لها ، وقد تكون بنظرك كما الجنة ، خالية من كل الهموم والخلافات ولا تحمل إلا عبير الفرح والسعادة والتميز !! انظر .. هناك وبالأخص بهذا المنشور ترى أنه تزوج ثمانية أشخاص هذا الأسبوع ! فتردد يا له من شخص مختلف وفريد ربما تتجه نظرتك إلى أنه لديه الكثير من المال أو لديه صحة خارقة أو حياته سعيدة جدا ، وغيرها من الإحتمالات الواردة التي قد تفكر يها بتلك اللحظة المجنونة .

وفجأة يغير نظره ليرى مشهد أخر و قد ظهرت على التلفاز فتاة في السادسة عشرة من عمرها حصلت على سيارة فيراري هدية في عيد ميلادها ، ليزيد من شهوة الفكر وإنطلاق صواريخ التساؤلات وربما صواريخ التمرد على حياته التي يعيشها ليرى أنه تعيس جداً وغير محفوظ وقد يزيد من تأكيد ذلك عنده عندما يرى أن هنالك طفل آخر كسب مليوني دولار لأنه اخترع تطبيقاً يزودك أوتوماتيكيا بمزيد من ورق المرحاض إذا نفذ مما لديك منه

أما أنت ، وبعد كل ما شاهدته ترى أنك جالس في بيتك تنظف أسنان قطتك ، ربما لا تفعل أي شيء مفيد ولا يمكنك التفكير عند ذلك إلا في أن حياتك بائسة ، بل تراها بائسة أكثر حتى أكثر مما تظن ، لقد صارت "الحلقة الجحيمية التي تكرر نفسها" جائحة متفشية في كل مكان ، وهي تجعل الكثيرين منا واقعين تحت ضغط نفسي زائد ، تجعلهم متوتري الأعصاب كثيراً ، و تجعلهم يكرهون أنفسهم إلى حد مبالغ فيه .

تحياتي 

هناك تعليق واحد:

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...