الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

روحان بجسدٍ واحد

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان ( روحان بجسدٍ واحد)
 
 
يقول الرافعي: لا يصح الحب بين اثنين إلا إذا أمكن لأحدهما أن يقول للآخر: يا أنا" تشرق على هذا القلب وكأنها شمس الصباح في أول طلعتها رويدًا رويدًا، تمسح عليه بكلماتها الباردة حتى يعود وكأن لا شيء مسه! قلبها السماوي لا وصف له؛ فهو يفيضُ عليك بأنسامه التي تشبه نسمات الفجر الندية حتى يزيح عنك عناء الحياة ويثلج صدرك بعد أن كان بركانًا ينفث أنينًا أحمرًا ! إنها إحدى الهدايا الربانية التي لو بقيتَ كل عمرك تشكر الله عليه ما وفيته حقه من الشكر والثناء! 
 
 في الجمال حظوظي حين أصبحتْ لقلبي نبضًا آخر، ولروحي روح آخرى! وأصبح لي قلبان وروحان في جسدٍ واحد ، ما إن يذبل قلبي حتى أراها تجلس ناحيتي باسمة تلاطفه بأن ينطق بما حل به حتى بدأ كالوردة التي أهلكها حر الشمس ولم تشرب منذ فترة! تفتح مسامع قلبها بكل حُبّ ثم تقول: هاتِ ماعندك فكل سكناتي تسمعك وكل جوارحي تنصت لك!" وحين لا ترى مني حرفًا ينطق وقد علا الصمت وتسلطن على الكلمات؛ 
 
تسكت! وفي سكوتها خفايا عظيمة إذ أنها تقرأ ذلك الصمت المخيم عليّ كسحابة قاتمة فتقول قد سمعتك وعرفت! وهي تعني قد حدثني صمتك وأعلمني بمكنونك ولا تتوقف عن الكلام ولا تسمح لشيء أن يوقفها؛ فتحادثني طويلًا دون تملل أو تأفف! حتى يشتعل فتيل الأمل من جديد بعد أن أنطفئ وينتعش القلب بعد الذبول ويعود ضياء الروح بعد الأفول!
 
 ألا واللهِ لأنها تلك هي المحبة الصادقة التي لا يخالطها زيف من حُبّ ولا مصلحة ولا انتظار مقابل، إنها والله لتلك هي الأخوة التي تقول أن أظلمت روحك فقد أظلمت روحي! أولسنا بنصفين كلاٌ منا يكمل الآخر؟ أولسنا نشبه القمر إذا ما اكتمل؟! وإذا ما غاب أحدنا عن الآخر؛ كنا كالبدر لا يكتمل جماله ونوره حتى يأتيه نصفه الآخر!. 
 
طُفيليةُ القلبّ، سماوية الحرف وكأنها ملك منزل من السماء ليضمّد جراح البؤساء والأشقياء الذين صّكت الحياة أبوابها في وجوههم؛ وكأنها ملك بعثه الله ليكون بكلماته بلسمًا وشفاءً لتلك القلوب العليلة، كأنها قنديل مضيء يضيء للتائهين طرقهم الحالكة، ويرشدهم نحو ربيع الحياة والسلام! كقطرة المطر نقية صافية ماتسقط على أرض إلا وتركت أثرًا طيبًا!. 
 
كان لتوافه الأمور معنى لدي! وكان يروقني غضبها وإغضابها ويسعدني رؤيتها تهيج غاضبة كالريح الناقمة على الأرض والأشجار، فكُنا نختلفُ كثيرًا حتى إذا ماوصل الأمر للشجار وبدا يقوي كالإعصار؛ رمينا ماكنا سبب خلافنا للجهة الأخرى من الحياة وعدنا وقد تصافحت القلوب قبل أيدينا وتعانقت عناق الألف للأم، وكأننا قد تخاصمنا زمنًا طويلًا، أو كأن سُبل الحياة قد فرقت بيننا فلا لقاء ولا تواصل حتى جمعت بيننا لحظة شوق!. هي ظلٌ لهذا الجسد إذا ما غاب ظلي! وإذا ماغاب كل شيء فيّ؛
 
 هرولت باحثة هنا وهناك حتى تجدني فتسوق خطاها الهادئة إليّ؛ ثم يبدأ عتاب المُحبّ ويذهب غضبها بعد إن كان كالشرر يتطاير خوفًا من أن يكون هناك أمر مروعًا قد حل؛ ثم كالعادة لا تجد إلا صمتًا وبعض من الهمهمات التي لا تقنعها ولا تكفي لتكون عُذرًا! وتبقى كأنها غيمة بيضاء لتحمي هذا القلب من حرّ الحياة ولسعاتها... 
 
وإذا ما فقدتُني ذات يأس أراها تعيدني إليّ، ولا أعلم أعانت محاولةً ارجاع نفسي إليّ، أم أن كل شيء كان سهلًا؟! ويكفيني إلى هُنا حديثًا، و وصفًا فلا وصف يكفيها ويوافيها حقها من الحُبّ والوفاء، ولا عبارات تخبرها بعمق ذلك الامتنان! فالسلام لقلبك يا أنا، والسلام لحياتك وأيامك والطمأنينة والسكينة لروحك
 
تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...