الجمعة، 6 أغسطس 2021

تناور حسي

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (تناور حسي)
 

 وكل ما أخشاه ..!! أن أفقد نفسي مرةً ثانية ، أن أتيه بين طُرقات الأحلام، وأن أنسى... أنسى ما أصبو إليه كزيتونة متعبة، نبتت في أرض غير فلسطين الموعودة ؛ أنسى تلك الأحلام التي استهلكت ماشاء لها استهلاكه من عمري ! أخشى ألًا أستطيع منح الآخرين ذلك الحُبُّ الارجواني، فتحِل القسوة محل ذلك الحُبّ، ويغوص القلبُ في ظلام حالك لا نجاة منه!
 
 أخشى ألًا أستطيع حُبُّ الحياة، وأنا الذي كُنتُ أراها جنة فاتحة! وأن أرى الطبيعة بعينٍ بائسة! تقول للأزهار ماكنتِ يومًا جميلة وما لرائحتكِ عبق! رغم يقيني التام بريحها العطر ، أخشى ألًا أعرفني بعد عامٍ أو شهور.....أخاف أن أتيه بين تفاوت الفصول ، ها أنا أفقدني شيئًا فشيئًا! خطواتي التي لطالما شددتها نحو الأمام؛ تعود للخلف! وما عاد للحُلم معنى! عاهدتُ نفسي ذات أمل ألًا استسلم وأن أصنع حلمًا جديد كلما غادر آخر! وها أنا أقول لكلِ الأشياء قِفِ! وأمنح اليأس راية بيضاء، وبستان آخر 
 
وفي مساء كيئب أعلنت السماء هطول المطر ، ضيفٌ خفيف سيهبط إلى الأرض؛ كانت الأشجار فرحةً، مسرورة بعد الهطول! كنتُ أنا أشاهد إحتفاء الأشجار من ثقب النافذة ؛ يالسعادة الأرض حين ارتوت من تلك القطرات النقية ؛ لقد بلغت سعادتها حد أن رائحة ترابها تسللتْ من ثقب النافذة ؛ تسألت! أيمكن أن يكون الثقب واسعًا للحد الذي يستطيع عبق التراب الدخول منه، أم أنني أتوهم ذلك!. 
 
ليتني أستطيع سرقة قطرات المطر وأرشها على قلبي؛ ليرتوي ويكفّ عن الذبول! ملامح السماء الآسرة، الطيور التي خرجت من مخبئها بعد المطر، الأطفال الذين ما أن توقف المطر حتى انتشروا في شارع حيّنا الصغير بكل شغف، العصافير المُبَارِكة للأرض عودة رونقها، الفراشات الذهبية المتنقلة بين الأزهار وصوت الرياح الباردة، الخفيفة؛ 
 
كم أغبطهم وقلت ليتني ريشة على جناح حمامة ترتفع للأعلى بعيدًا عن قيودها الذاتية! كم أمانينا صعبةُ المنال، وكم نحن طفيليون في ما نتمنى وما نتصوره؛ بُسطاء جدًا ولا نطَلب من الحياة إلا ما يسدّ رمق أرواحنا؛ وما يُعيدُ الضياء لملامحنا! وما يجعلنا نبتسم من عُمقِ نصف الأمل! بسطاء لدرجة أن تخيلنا بجمال الأشياء يشعرنا بالسعادة ليومٍ كامل. 
 
 وعند آخر قطرات المطر؛ رأيتُ الأمل بين السحاب المتفرقة، وبين خيوط الشمس المُشرقة فمادريت! أهو يودعُ الأرض؟! أم يبشرها بحلول ربيعٍ جديد، وأيام خالية من الألم؟! وعاد الأمل إلى أدراجه المُبهمة يجري إلى حيث البعيد الذي لا أصله! وعدتُ أنا حاملًا تساؤلاتي البائسة، وأفكاري المشتتة؛ عدتُ كما كنتُ وذهب ذاك الشعور الذي ساورني فجأة دون سابق إنذار!
 
تحياتي  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...