السبت، 25 سبتمبر 2021

ضحكات مُدوِّية

 



 
أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (ضحكات مُدوِّية)
 

 السَّلامُ عليكَ يا قلمي ، تدري أن أكثرُ النَّاسِ عطاءً لشيءٍ هم الذين حُرموا منه بتلك الحياة ، إنهم يُعطون ببذخٍ وبدون مقابل وبكل حب وتسامح ، لأنهم يعرفون جيداً و أكثر من غيرهم مرارة الحِرمان وقساوة الفقد ! أو لعلَّ الذي يُعطيكَ أراد أن يُعوِّضَ نفسه ما فقد بتلك الحياة ، وما قاصى من ألم وأنين الحرمان من الشيء الذي يريده ، ولعلَّ الذي أحبَّكَ بجنونٍ لا يوصف بسجل العاشقين أرادَ أن يقول لكَ لقد تمنيتُ أن يُحبني أحدٌ مثلما أحببتُكَ أنا! 
 
 يا نبضي وذاتي ، ليس كل من رتب على كتفك بكل حنان وواساكَ خالياً من الحُزن، لعلَّه عرف جيداً معنى أن يحزن المرءُ ولا يجد أحداً يواسيه ! عرف جيداً معنى أن يشتاق لمن يربت على كتفه مواسياً له بهمس حنون كن بخير ! ولا كل من أعطاكَ ثريٌّ يا نبضي ، لعلَّه داس بتلك الحياة وعاش الفقر والحرمان كثيراً ، وعرفَ جيداً معنى أن يحتاجَ المرءُ ولا يجد معه أو من يعطيه ويساعده!
 
 ولا كُل من ربتَ على كتفكَ ليس له هَمٌّ وحزن وأنين  ، لعله أراد أن يدعو بطريقةٍ أخرى، فيقول صامتاً وهو يُطبطبُ عليكَ: ها أنا أربتُ على أكتاف الناس فاربِتْ على كتفي يا الله! فكل إنسان يحتاج ويشتاق ويحن لم يربت على كتفه ويعطيه دافعاً من الأمل والحياة ، يعطيه تلك البسمة التي يشتاق لها رغم أنه يجدها في وجوه الكثير من المارة .
 
 هذه تلك الحياة قاسية جداً يا قلبي ولا ترحم أبداً من يعيش بها ويحارب ويعارك من أجل أن يخوضها ، نعم فكلُّ إنسان يخوضُ معركةً لا يدري بها أحد الا ذاته ونفسه! فخلف الضحكات المُدوِّية التي نشاهدها على شفاه الكثير جروح غائرة ، عميقة باعماق القلب لا يشعر بها إلا تلك الروح التي تبتسم وتتصنع الابتسامة من أجل أ تخفي تلك الجروح التي تقطع بالروح كما سيوف الحرب عندما تصهل بين الفرسان.
 
 نعم يا نبضي الحياة قاسية فوراء صور النِعمة حرمان قاتل يقطع خلجات الضلوع ولا يرحم أبداً ، حتى الكتابات يا قلمي عن الحُب، هي في أحيانٍ كثيرة شوقٌ لحبيب مُنتظر! وربما هي هروب من واقع عقيم ، فهى متنفس للكثير من القلوب التي تحن وتئن من غياب حبيب طال إنتظاره ، وربما لمداوى جرح دفين من وراء فراق عزيز ، فالقلب يا نبضي يحمل الكثير والروح لا يسعفها إلا الكتابة والثرثرة .
 
فيحدثُ  أحياناً أن يكتبَ الناسُ عما يفقدوه وما فقدوه بتلك الحياة ، أكثر مما يجدوه ومما وجدوه بين تلك البساتين المخضرة بالحياة فمُرْ هيِّناً يا نبضي ، وإياكَ أن لا ترى من الناس إلا الذي ترى! فكن بصيراً بما خفى قبل ما ظهر والسلام لقلبك بين أغصان تلك الحياة التي لا ترحم أبداً .

تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنت إستثمارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته لكل صدفة غاية، كل اللقاءات ليست عابرة كما تبدو في بادئ الإمر وما تشعر به في أول مره حين ترى شخصاً ما "ه...