أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (ضحكات مُدوِّية)
السَّلامُ
عليكَ يا قلمي ، تدري أن
أكثرُ النَّاسِ عطاءً لشيءٍ هم الذين حُرموا منه
بتلك الحياة ، إنهم يُعطون ببذخٍ وبدون مقابل وبكل حب وتسامح ، لأنهم يعرفون جيداً و أكثر من غيرهم مرارة الحِرمان وقساوة الفقد !
أو لعلَّ الذي يُعطيكَ أراد أن يُعوِّضَ نفسه ما فقد بتلك الحياة ، وما قاصى من ألم وأنين الحرمان من الشيء الذي يريده ،
ولعلَّ الذي أحبَّكَ بجنونٍ لا يوصف بسجل العاشقين أرادَ أن يقول لكَ
لقد تمنيتُ أن يُحبني أحدٌ مثلما أحببتُكَ أنا!
يا نبضي وذاتي ،
ليس كل من رتب على كتفك بكل حنان وواساكَ خالياً من الحُزن، لعلَّه عرف جيداً معنى أن يحزن المرءُ ولا
يجد أحداً يواسيه ! عرف جيداً معنى أن يشتاق لمن يربت على كتفه مواسياً له بهمس حنون كن بخير !
ولا كل من أعطاكَ ثريٌّ يا نبضي ، لعلَّه داس بتلك الحياة وعاش الفقر والحرمان كثيراً ، وعرفَ جيداً معنى أن يحتاجَ المرءُ ولا يجد معه أو من يعطيه ويساعده!
ولا كُل من ربتَ على كتفكَ ليس له هَمٌّ وحزن وأنين ، لعله أراد أن يدعو بطريقةٍ أخرى،
فيقول صامتاً وهو يُطبطبُ عليكَ: ها أنا أربتُ على أكتاف الناس فاربِتْ على
كتفي يا الله! فكل إنسان يحتاج ويشتاق ويحن لم يربت على كتفه ويعطيه دافعاً من الأمل والحياة ، يعطيه تلك البسمة التي يشتاق لها رغم أنه يجدها في وجوه الكثير من المارة .
هذه تلك الحياة قاسية جداً يا قلبي ولا ترحم أبداً من يعيش بها ويحارب ويعارك من أجل أن يخوضها ، نعم فكلُّ إنسان يخوضُ معركةً لا يدري بها أحد الا ذاته ونفسه!
فخلف الضحكات المُدوِّية التي نشاهدها على شفاه الكثير جروح غائرة ، عميقة باعماق القلب لا يشعر بها إلا تلك الروح التي تبتسم وتتصنع الابتسامة من أجل أ تخفي تلك الجروح التي تقطع بالروح كما سيوف الحرب عندما تصهل بين الفرسان.
نعم يا نبضي الحياة قاسية فوراء صور النِعمة حرمان قاتل يقطع خلجات الضلوع ولا يرحم أبداً ،
حتى الكتابات يا قلمي عن الحُب، هي في أحيانٍ كثيرة شوقٌ لحبيب مُنتظر! وربما هي هروب من واقع عقيم ، فهى متنفس للكثير من القلوب التي تحن وتئن من غياب حبيب طال إنتظاره ، وربما لمداوى جرح دفين من وراء فراق عزيز ، فالقلب يا نبضي يحمل الكثير والروح لا يسعفها إلا الكتابة والثرثرة .
فيحدثُ أحياناً أن يكتبَ الناسُ عما يفقدوه وما فقدوه بتلك الحياة ، أكثر مما يجدوه
ومما وجدوه بين تلك البساتين المخضرة بالحياة فمُرْ هيِّناً يا نبضي ، وإياكَ أن لا ترى من الناس إلا الذي ترى! فكن بصيراً بما خفى قبل ما ظهر
والسلام لقلبك بين أغصان تلك الحياة التي لا ترحم أبداً .
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق