ألا ليت الشوق يبقى يوماً

 

 

أسعد الله مساكم بكل خير 

زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)

موضوع اليوم بعنوان ( ألا ليت الشوق يبقى يوماً   )

 

 تمر السنين بنا ..  وينقضي العمر بالحنين القارص الذي لا يرحم أبداً كما برودة الشتاء..  والإنتظار المخيف الذي نقضي به العمر وتشيب  الأجساد قبل القلوب منه .. والشوق المميت الذي يعصف بالروح ولا يرحمها كما ذاك البركان عندما يشتعل يأكل الأخضر واليابس .. والوصال الذي يشفي لقاء القلوب بعد ما كانت تعاني من هزال الشوق ..

 

 نحب ونتألم .. نبتسم ونتكلم .. نعشق ونكره .. نبكي ونداري ... نخاف ونقاوم .. نعطي ونخان .. نسامح ولا ننسى .. نتحدى الصعوبات ونستمر ... وماذا بعد ؟!! .. فالحياة تمر ولا شيء باق .. حتى الأسطر ربما سوف تضمحل .. لأن الذكرى تكون دوماً في القلب والمخيلة .. فالعمر يمر .. والدمعة تجف .. والتصرفات والحماقات تنسى .. والجروح تلتئم .. والعيون تبقى باهته .. لا بريق فيها ..

 

والإنسان بطبيعته البشرية متغير .. سريع النسيان لكل ما يمر به بتلك الحياة المتمردة  .. والحمد لله النسيان في حد ذاته نعمة .. ولكن !! .. بعض اللحظات .. في بعض الأمكنة وبعض الأشخاص .. لا يمكن أن تنسى  نحن فقط نبهر الكل بالنسيان لكننا نتناسى فقط .. فهي محفورة لديهم في القلب .. منسوخة في الذاكرة .. لو الكون إنتهى للفناء .. لو العقل إنتهى للقضاء ..

 

 ففي القلب تبقى لوعة .. إشتياق .. ذكرى .. حنين ..  صدى الأيام الفانيات .. التي لا يمكن أن تعود وتمر من جديد .. ولكنها سوف تبقى دوماً ودائماً وابداً ذكرى .. تغذي القلب .. وتمنح القلب نشوة غريبة .. لا يعرفها الأنسان في حياته العملية .. بل في حياته الروحية .. 

 

عندما يرتفع بقلبه ووجدانه عن الأرض ومستوى البشر اللامرئي .. وتعود به الذاكرة إلى الأيام الجميلة التي أدمنها بما تحمل من مواقف وضحكات ولوعات وحب ومشاكسات .. وشخص رائع التصرفات بكل معني الكلمة و متفتح الضمير والإحساس .. أتذكر دوماً ودائماً ذلك الشخص .. وتنهمر دمعة من عيني .. وينبض قلبي بشدة .. وترتجف يدي .. وأقول ( ألا ليت الشوق يبقى يوماً )

 

تحياتي