الأحد، 10 أكتوبر 2021

شبح المدرسة والطالب

 



 
أسعد الله مساكم بكل خير  
 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️( لنقرأ معاً )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقال اليوم بعنوان شبح المدرسة والطالب ..

 

 

ما هى الأسباب التي تجعل الطلاب يصابون بنوبات من القلق والتوتر عند بدء العام الدراسي الجديد ؟

ما إن يدق ناقوس المدرسة، معلنًا عن بدء عام دراسي جديد، نرى غالبية الأطفال يصابون بنوبات من القلق والتوتر، ينتابهم خوفٌ شديدٌ لايكاد يتزحزح، تغزوهم كوابيس مفزعة تتشكل في عقولهم الصغيرة مخلفةً بذلك مشاكل لدى الطفل كإعاقة نموه النفسي ، وشلل في مسايرة حياته الاجتماعية ، بما في ذلك رفضه للعالم الخارجي وانجراره نحو مرافىء العزلة والتوحد.

وفي هذا المقال اليوم سنتحدث عن تلك الأسباب والمخاوف التي تسيطر على العقل الباطني والخارجي لدى الطفل ؟ ومعرفة كيفية التعامل مع مخاوف طلابناً ، بدورنا الرئيسي كأباء وأمهات لهم ؟ وأتمنى أن نجد ضالتناً والإفادة من هذا المقال

ولأننا كبار لم نعد نفقه عن مناخ الصغر وكينونته، نرى أن هذه التصورات وهمية خيالية لاصحة لها، بينما لو أمعنا الرؤية ودققنا أكثر لوجدنا أنها مشكلة حقيقية يعاني منها غالبية الأطفال، خاصة ذوي الصفوف الإبتدائية الذين لازالوا يجهلون ماهية العالم الخارجي وضوضائه ، فتبدأ مراسم القلق بالحشد منذ سماعه نبأ العودة إلى المدرسة، وكأن يسمع عن استفاقة شبح مرعب غط في سباته لشهور وحان الوقت لأن يصحو.

من هنا كان لابد منا أن نبحث عن الأسباب، من أجل أن نلقى لتلك الاضطرابات والانفعالات إجابة واضحة من خلال التدقيق والبحث الجاد عن عوامل نشوب هذه المخاطر وتفاقم تلك المعتقدات التي بدورها تزعزع من أمان الطفل وهوادته، وتسلبه حقه في الرؤية والتطلع إلى آفاق الكون والإبحار في سعته الواسعة بشغف ودهشة.

إن من يتعمق في دراسة هذه الظواهر المخيفة ، المصاحبة للأطفال يجد أن مناخ الأسرة يعتبر من أكبر العوامل المؤثرة في حياة الطفل وكيف ستؤثر سلبًا أم إيجابيا على شخصيته في مراحل حياته القادمة.

هل الجو الأسري يلعب دوراً في حياة الطفل ؟ واذا كان ذلك نعم ؟ ما هو دور الأم وكيف يمكن تجنب حدوث تلك المشاكل مع الطفل ؟

إذ يعتقد بعض العلماء المختصين بالتربية أن سبب خوف الطفل من المدرسة، ليست في المدرسة ذاتها وإنما في علاقته الغير جيدة مع أسرته ومايعانيه داخل منزله، وقد أظهرت نتائج البحوث أن للمناخ الأسري المبني على الخلافات المستمرة ونبذهم للأبناء وافتقاره للتفاهم والمحبة دور فعال في تشتت الطفل وشعوره بالإحباط وعدم ثقته بنفسه ، بالإضافة إلى أن الجو الأسري هو من يساعد في بناء بنية هذا الطفل حيث إذا وجد داخل هذا البيت الكثير من الحنان والعطاء والتفاهم ، خرج منه طفل متفهم وذات سلوك واعي ومتفهم ، وهنا علينا أن لا نفرط في العطاء بمعنى أن نكون معتدلين بكل شي لهذا الطفل ، لأنه كما تعرفون إذا زاد الشيء عند حده إنقلب ضدده ، لذلك الموزانة أمر ضروري في حياة الطفل .

و أيضا إغداق الطفل كما ذكرت سابقاً بالكثير من الاهتمام والحماية والحب يولد في داخله العجز الكبير ، والاعتمادية وأعني بذلك على وجه الخصوص الأم التي تشعر طفلها وكأن في الخارج ذئاب متوحشة فتزيده بذلك خوفًا من البيئة الخارجية وعدم الرغبة في الاختلاط بالغير دون علمها بالنتيجة وهذا بدوره يزيد ضعف الشخصية عند الطفل والاعتماد على والديه بكل شيء بينما هو يظل متسمر في مكانه أمام مايحدث في هذه العوالم لايسعه إلا التنفيذ والتحديق والمزيد من الخوف.

كيف يمكن مساعدة الطفل في تجنب الخوف من المدرسة ؟ وما هى النصائح التي يجب أن تقدم من أجل إخراج طفل واعي ومتعلم ؟

مثل هذه الظواهر ينبغي أن تُحل بطرق مدروسة مجربة هدفها وضع حد نهائي لهذه المخاوف واجتيازها بأسرع وقت ممكن؛ كي لاتتجذر أكثر وتنمو في أوساط مجتمعاتنا، خاصة المجتمعات الريفية التي لم تحظ بالتعليم الكافي، والتي لازالت تجهل مدى خطورة هذه الظواهر . ربما يكون ذلك من خلال جلوس الأم مع طفلها وتوعيته بطريقة صحيحة وسليمة عن أهمية المدرسة وأنها البيت الثاني للطالب .

وأيضا يمكنها أن تخرج مع طفلها لتريه العالم الخارجي وتجعله يجرب الإختلاط مع أجل كسر حاجز الخوف .

وغيره الكثير من النصائح والطرق التي تفيد الطفل وتجعله يستقبل بدء العام الدراسي ببهجة وفرح شديد للمدرسة والتعليم .

فالاسرة فتكون بمثابة المحفز والمشجع للطالب حول اهمية الذهاب إلى المدرسة للتعلم والتعرف على زملاء جدد سوف يقضي معهم طيلة مشواره الدراسي .

وأستشهد بذلك بقول المعالجة النفسية للأطفال (نينا كايزر)

عندما تقول إن إحدى الطرق لتحضير الطفل من أجل فك الإرتباط مع والديه تتمثل في قراءة قصص تتحدث عن المراحل الإنتقالية مثل أول يوم في المدرسة ويساعد ذلك على طمأنه الطفل الذي يكون مقبلاً على هذه التجربة .

ويمكن للوالدين التخفيف من مخاوف إبنهما عند خروجهما من البيت ، وذلك من خلال الإعلام بأنهما سيعودان لاحقاً ، وتحديد توقيت العودة حتى يصبح هذا الأمر روتينياً بالنسبة له .

ويبقى التعليم هو الدرب الزاخر بالنور، جسر عبور مفروش بالتحضر والتقدم، فمن أراد النور والبصيرة فليكن دربه نحو العلم والتَّعلم .

أتمنى أن يكون مقالي هذا ترك أثر من الفائدة والقيمة لدى كل من تابعه .

 
تحياتي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...