الأحد، 6 مارس 2022

مرض العصر

 

 
أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
حروفي اليوم بعنوان (مرض العصر )

مرض العصر

مفارقات بين زمن أجدادي وزمننا هذا اليوم :

قديماً بزمن أجدادي وآبائي ،ومن خلال حديثهم الشيق والجميل  لنا عن حياتهم العملية البسيطة والجميلة ، وتلك الحياة المعيشية الرائعة والإجتماعية التي يتخللها الحب والصدق والوفاء والإحترام ، وعن تلك الفروقات التي أصبحت واضحة وضوح الشمس بين عهدهم سابقاً الذي كان بسيطاً ، صادقاً بكل شي حتى ببساطة وطيبة البشر الطيبين والصادقين ، وبين ما نعيشه اليوم من رقي وتقدم وتطور بالحياة وبكل شي أمامناً ، وما أصبحنا عليه من غش وخداع وخداع وعدم مصداقية للحب والوفاء .
 
 فقديماً كنا لا نسمع عن الانتحال بالشخصيات الذي أصبح مرض العصر إلا نادراً جداً ، قد يكون على تلفاز من أجل التمثيل بفيلم أو بدور بطولي أو مسلسل شيق ،  أو ربما بالمدراس والمعاهد التي توجد بالمدن البسيطة وليس الأرياف التي لا يوجد بها التعليم المتاح ، وذلك فقط من أجل تطبيق درس عملي ما ، وكان الهدف بذلك الوقت من الانتحال هو فقط نية التمثيل أو النية العملية ولم يذكر إطلاقاً أن النية قد تكون من أجل سوء أو دمار أو خراب لشخص ما أو هدف ما .
 

مرض العصر 

ومع ذلك كنا ومازلنا نسمع عن مرض العصر وهو الانتحال بالشخصيات من أجل أعراض كثيرة ومتعددة منها التي تكون بهدف حسن النية والشهرة البسيطة بمسلسل ما ، ومنها ما تكون العكس من أجل الدمار والخراب ، ورغم ذلك اليوم بات شيء فوق المعقول ومع هذا التطور الرهيب الذي غزى العالم بأجمعه ، والعصف التكنولوجي الذي عصف بكل العقول قبل القلوب ، بل عصف بكل القارات .
 
وهذا العالم الافتراضي الذي زار كل البيوت واستوطن بقلوب البشر ، رغم أنه بيوم ما كان كما الضيف الثقيل الذي ينزعج منه أفراد الأسرة ، لكنه اليوم أصبح مرض عصر هو فرد من أفراد الأسرة ، ولا غنى لجنس حواء عنه ، وهنا ذكرت الانثي بالذات ، لانه يوجد من أبشع الانتحالات التي قد لا يتخيلها العقل البشري ، ألا وهى انتحال الفتاة المتزوجة بل الفتاة بشكل عام لشخصية رجل .
 
 سبحانك يالله لقد خلقتناً وكرمتنا بأجمل وجه ، بل كرمت المرأة وأعطيتها الحقوق الكثيرة ، لا أعلم ما هى الدوافع التي تجعل المرأة تلجأ لأن تتخلى عن كرامتها ومصداقيتها وتخوض العالم الافتراضي وهى بقناع رجل ،وتنتحل شخصية رجل  لتحادث فلانة وتتقرب من أخرى بحجة أنها رجل يريد أن يساعدها ويقدم لها الخير المغلف بسم الأفعى .
 
بل تسعى لأن تشيع الفاحشة وتمارس كل أنواع الرذيلة التي لا تخطر على عقل انسان طبيعي ، تمارسها مع فتاة أخرى مثلها بحجة الحب والصداقة بل بأشبع من تلك الحجة الذنيئة ، حجة أنها رجل يريد أن يساعدها ويعوضها الحنان الذي فقدته من والديها ،رجل يعزف على وتر المشاعر لدى فتاة أخرى كل ذنبها بأنها صادقة لا تعلم ما هى خبايا هذا العالم الافتراضي ، وما نية تلك الأفاعي التي تلجأ لإنتحال شخصيات اخرى .
 

زمن عجيب ومرض أعجب 

 لا أدري ماذا يحدث بهذا العالم العجيب ، ولماذا أصبحنا نستخدم هذا التقدم والتطور بكل سلبي ولا نأخذ منه إلا الجانب السلبي فقط ، ولا نبحث عن مزاياه الرائعة التي لو بحثناً عنها لخلقنا جيل واعي ومتعلم ، لا أدري حقيقة أهذا مرض عصر إنتشر بيننا ..! أم هو عالم إفتراضي أصبح كل شي فيه مباح ومتاح ، فتاة تلجأ لانتحال شخصية رجل ..! ما الداعي لذلك وما هى الدوافع ؟ وأيضا لم يقتصر الأمر على ذلك بل أيضا انتحال الشاب لشخصية فتاة وهذا قد يكون أبشع من انتحال الفتاة لشخصية رجل .
 
 فالعالم الافتراضي بزمناا اليوم وبسبب إستخدامنا الخاطئ والسيئ له أصبح خدعة كبيرة جداً ، بل أصبح مرض عصر خطير ، وكما تعرفون انه عالم أزرق وواسع ومتشعب فيه الكثير ويعج بداخله وخلف ذئاب بشرية من أبشع ما يمكن أن يتخيله العقل ، فهذا العالم الافتراضي حوت كبير قد يبتلع كل من لا يعرف أسراره وخباياه ، رغم أنه مجرد عالم وهمي لا نرى ما بداخله ورغم ذلك فضحاياه كثيرة ومتعددة ، وكثير من الفتيات وقعت ضحية لهذا العالم ، بل ضحية لمن يتقنون إنتحال الشخصيات سواء فتاة أو رجل .
 

عائلات دمرت من وراء العالم الافتراضي 

 فكثير من العائلات والأسر دمرت من وراء انتحال الشخصيات ، وكثير من الفتيات لجأن للانتحار والموت بعدما وثقن بفتاة ، وهى بالأصل رجل بشخصية فتاة لا تعرف الضمير وبعيدة كل البعد عن الأخلاق والدين ، وكثير من الآباء كسرت ظهورهم ونزلت دموع أعينهم الغالية بعدما رأوا صور لإبنتهم تعج بمواقع التواصل الاجتماعي .
 
رغم أنها بريئة لكن ذنبها الوحيد أنها وثقت بتلك الشاشة الصماء الموجودة أمامها وإستخدمتها بطريقة خاطئة ، بل يوجد خلفها ذئب أو ذئبة بشرية لا يعرفون الضمير الأخلاقي والإنساني ، نعم ذنبها بغبائها المفرط وصدقها لذلك البشر الذين ينتحلون الشخصيات ، أنها جعلت أهلها الذين يعيشون الويل من أجلها بأن يتعرضون للتهديد بعرضها على مواقع التويتر والسوشيال ميديا .
 
نعم وبكل أسف هذا حدث بالفعل مع فتاة كل ذنبها أنها صادقت فتاة اخرى ووثقت بها وأعطتها أسرارها وصورها وكل ما يخص عائلتها ومستقبلها العلمي والمهني ، ولا تدري بأنها رجل منتحل شخصية فتاة ، وللأسف يحدث هذا كل يوم بواقعنا الأليم والقاسي الذي أصبح يعج بأخطر ما نملكه من انفتاح تكنولوجي وعصف انترنتي واسع فتح ذراعية لكل البيوت والأسر التي لا يعلم ما بداخلها إلا الله عزوجل .
 
إنها لكارثة حارقة بل من المؤسف القاتل أن نجد إمرأة كرمها الله ثم الإسلام ، وجعلها نصف المجتمع ، بل المجتمع كله عندما أوكلها مسئولية عظيمة جداً بتربيتها لأجيال متتالية وإخراج مجتمع واعي ومتعلم ، هى نفسها تلجأ لتلك الوسائل البشعة وتنتحل شخصية رجل من أجل دمار فتاة أخرى بل دمار عائلة بأكملها .
 
وكذلك الرجل الذي جعله سنداً لتلك المرأة الضعيفة التي خلقت من ضلعه وهو نام ، فكيف هذا السند له أن يبيع ضميره الأخلاقي والإنساني وينتحل شخصية فتاة من أجل دمار فتاة ، آه من هذا الزمن الذي جعل فيه سيدة المجتمع ترخص من نفسها وكرامتها، وآه من رجل كان سنداً وعوناً لعصفورة ضعيفة وبيوم هو من كسرها ، وآه من هذا العصف التكنولوجي الذي دمر عقولنا بالكامل ، ولاندري ماذا سيفعل فينا بعد هذا . 

تحياتي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...