الجمعة، 2 ديسمبر 2022

الإتزان النفسي والعقلي وأثره على الشخص


أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
 موضوعي اليوم بعنوان (الإتزان النفسي والعقلي وأثره على الشخص)
 
 
الإتزان النفسي والعقلي وأثره على الشخص، يعد الإتزان النفسي والعقلي من الأساسيات الضرورية في حياة الإنسان الطبيعي والسليم ، ومن المعروف أن الإتزان النفسي هو عبارة عن سلوك إيجابي يفوق الشعور بالسعادة والرضا والطمأنينة مما يجعل الإنسان يتصرف بشكل جيد ويندمج مع الآخرين ، ولهذا يسعى الشخص دوماً لجمع المعلومات الكافية والتي تساعده في معرفة أهمية الإتزان النفسي والعقلي وأثره على الشخص ، ومن هنا بمقالنا اليوم سنقوم بمساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن طرق وأهمية وكيفية تحقيق الإتزان النفسي والعقلي وأثره على الشخص .
 
ما هو مفهوم الإتزان النفسي والعقلي ؟ 
 
الإتزان النفسي والعقلي هو عبارة عن سلوك إيجابي ورضا بالنفس قد يمثل الشخص السليم ، فيجعله يندمج من الأخرين من خلال التعاملات والإسلوب ، ليصل به إلى مرحلة تقبل نفسه كما هي وكذلك تقبل الآخرين ،وكل إنسان بتلك الحياة يسعى إلى تحقيق الإتزان النفسي والعقلي له والوصول لحالة من التوازن في مختلف جوانب الحياة ، علاوة على ذلك فإن الإتزان النفسي يعتمد كثيراً على الإهتمام بالذات وتقديرها من قبل الشخص وقد يكون تقدير الذات بكل ما تحمل من مقومات متمثلة في القدرات والإمكانيات على حل المشكلات والإستفادة من الخبرات وكذلك كيفية إدارة الذات .
 
أسباب حدوث الإختلال النفسي والعقلي عند الشخص 
 
1- ما يتعرض له الشخص من مشاكل وضغوطات في الحياة العامة والعملية والأسرية والإجتماعية قد تسبب له الخوف والقلق من النتائج الغير متوقعة ، وهذا ما يحدث له على الصعيد الأخر إختلال في التوازن النفسي والعقلي .
 
2- عدم الحصول على  قسط  كافي من النوم ربما بسبب العمل المكثف أو التفكير في مشاريع جديدة ، وأحياناً السهر يكون بسبب إدمان التدخين ، فكل تلك الأمور تحدث إختلال نفسي ، مما يعرضه للإصابة بالأرق والإكتئاب .
 
3- العمل المستمر والمجهد والمرهق للصحة النفسية والبدنية فوق الطاقة الأساسية للشخص مما تعرضه إلى الإجهاد والتعب والألم ، وقد يكون بسبب زيادة المعيشة أو ربما بسبب االإنتقام من النفس وللأسف كل ذلك يسبب إختلال في التوازن .
 
4- أحياناً الوقوع في المشاعر الغرامية والحب قد يحدث الكثير من الإختلال النفسي والعقلي مما يعرض الشخص للتفكير المستم مع التفكير بالخسارة أو كيف يمكن الحصول على الشريك بدون التعرض للفشل ، وهذا ينتج عنه قلة النوم والإصابة بالأمراض النفسية .
 
5-  الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الشخص بالبيت والمتمثلة في الضرب والعنف من قبل الأسرة أو رؤية المشاجرات العائلية أمام عينية مثل تعرض الأم للضرب أو الأخت ، فكل تلك الأمور تحدث مشاكل نفسية خطيرة مثل العزلة والوحدة وأحياناً تسبب ضرر كبير في التفكير وتجعل الشخص يلجأ للإنتحار وكره الحياة نتيجة الأختلال النفسي .

6- إصابة الشخص بالكثير من الإضطرابات ، مثل إضطرابات في تناول الطعام والوجبات ، كذلك الإضطراب في الشخصية وتكوينها ، فضلاً عن إضطرابات الإكتئاب الحاد والمزمن ، علاوة على ذلك تناول المخدرات والإدمان ، والتعرض للإصابة بالصدمات النفسية ، وهناك أيضاً أسباب صحية ووراثية .
 
بعض العلامات التي تدل على أنك شخص متزن نفسياً وعقلياً 
 
1- إحترام النفس والذات وتقديرها 
 
قد يأتي إحترام الذات والنفس وتقديرها من خلال الشخص نفسه وذاته وهي معتمدة عليه بشكل أساسي وكلي ، لأنه للأسف نجد الكثير من الأشخاص يفسرون احترام النفس والذات على أنها معتمدة على الأخرين وإذا حصل ولم يقم الأخري بمدح هذا الشخص كالمعتاد فهو قدر يعرضه للكثير من المشاكل النفسية ، وذا بسبب عدم تفريق الشخص بين معنى إحترام الذات المتمثل في الثقة المعتدلة بالنفس ، وبين إحترام الذات المتمثل بالنرجسية والثقة العالية التي تعتمد على مدح الآخرين ، ولهذا على الإنسان أن يكون ذات ثقة معتدلة بإحترام النفس حتى يصبح بحالة من التوازن .

2-  التفكير بطريقة عقلانية 

اللجوء إلى العقلانية أمر مهم جداً ومن العلامات التي تدل على أن الشخص متزن نفسياً وعقلياً ، وقد يحدث ذلك من خلال متابع للشخص الذي يستخدم العقل في التفكير والتروي ، علاوة على ذلك فإن الشخص العقلاني نجد يحسم الأمور بطريقة العقل والهدوء ، من خلال إستخدام المنطق والفطرة السليمة حتى يتم التوصل لقرار سليم وصحيح بعكس الأشخاص الغير عقلانيين الذي لا يفكرون بطريقة سليمة وعقلية .
 
3-  الإكتفاء الذاتي 

ويحدث هذا من خلال إكتفاء الشخص بذاته وبقوته ، ومعرفته الجيدة لكيفية التعامل مع المشكلات التي يتعرض لها ، إضافة لذلك إهتمامه الكبير بالعزف على كيفية أن يصبح قوياً  بذاته ونفسه من خلال عدم تلاعبه بالأخرين والسيطرة على الذات ، فضلاً عن عدم خوفه من الآخرين وبذات الوقت ألا يسعى لتغيير الآخرين .
 
4-   الإعتراف لديه بنقاط الضغف 

من أروع العلامات التي تدل على أن الشخص متزن نفسياً وعقلياً ، فإعتراف الشخص بنقط الضعف لديه أمام الآخرين ومحاولته الإصلاح والتحسن من تلك النقاط يدل على قوة شخصيته وبذات الوقت يدل على أنه وصل لأعلى مرحلة من التوازن النفسي والعقلي ، فليس من العيب أن تعترف بنقاط الضعف وتقوم بإصلاحها ، فهى وسيلة جيدة لكى تتطور من ذاتك وتحقق أكبر قدر من النجاح فضلاً عن إحترام الأخرين لديك
 
5-  وجود العطف والرحمة 

قد نجد أن الأشخاص الذين يتسمون بالعطف والرحمة والمودة في التعامل والسلوك هم الأشخاص الذين وصلوا لمرتبة عالية من التوازن النفسي والعقلي ، لا ننكر أنهم تعرضوا للكثير من المواقف لكن بذات الوقت وجود الرحمة والعطف في التعامل مع الأخرين حتى رغم الأختلافات معهم يعتبر صفة نادرة جداً وهى لا توجد إلا عند الشخص المتزن نفسياً وعقلياً .

6-  التعبير عن المشاعر 

أحياناً كثيرة يتعرض الإنسان إلى الكثير من المشاعر المضطربة والمختلفة ما بين الغضب والخوف والحب والحزن ، ونجد أن الإنسان يجد صعوبة في التعبير عن تلك المشاعر لأسباب كثيرة ومتعددة ، لكن بذات الوقت الشخص الذي يتميز بالإتزان النفسي والعقلي يقوم بالتعبير عن المشاعر الذي تعتريه بدون خوف أو قلق ، فمثلاً إذا تعرض لمشاعر الغضب أمام مجموعة من الأشخاص ، فهو يعتبر عن تلك المشاعر بكل هدوء وإتزان من خلال بعض العبارات مثل أنا غاضب الآن ، أو أنا الآن مجروح ، وبذات الوقت يبتعد عن التعبير بالتجريح من خلال قول أنت أحمق ، أو أنتم أغبياء .

7-  التحلي بالصبر 

يفتقر الكثير من الأشخاص إلى تلك الصفة الرائعة والتي أصبحت نادرة ، فنجد دوماً أن الإنسان ناره مشتعلة ولا يصبر نهائياً ، لكن الشخص الذي حقق التوازن النفسي والعقلي نجده يتحلى بالصبر المستمر لأجل تحقيق ما يسعى له ، فضلاً عن عدم تحقيقه بالوقت الحالي لما يسعى له رغم نشاطه المفطر ، لكن هو يتحلى بالصبر من أجل تحقيق الحلم البعيد أو ما يسعى لتحقيقه .

كيف نحافظ على الإتزان النفسي والعقلي 

1-  تقوية الصلة بالله تعالى وعمق الإيمان 

تحقيق الإتزان النفسي والعقلي لدى الشخص يأتي من خلال تقوية العلاقة بالله سبحانه وتعالي ،وقد يحدث ذلكمن خلال العبادات والتقرب إلى الله بالصلاة والأذكار فهى تلعب الدور الكبير في الحصول على شعور الطمأنية والإستقرار والهدوء النفسي ، لذلك فإن عمق الإيمان قد يشع بداخل الشخص الطمأنية ويجعل في النفس الثبات ، فضلاً عن أنه يحقق الإتزان في العقل ويقي الفرد من عوامل الخوف والقلق والإضطراب النفسي .

2- الصبر عند الشدائد 

قد يتعرض الشخص إلى الكثير من الشدائد والمصاعب والمصائب التي تحتاج منه الصبر ، مع محاولة التحلي بالمرونة بمواجه تلك الشدائد يلعب الدور في الحفاظ على الإتزان النفسي والعقلي ، إضافة إلى البعد عن التوتر والعصبية ، والتفكير بالنتائج التي تحصل إذا تم التحلي بالصبر وبالنظير الأخر النتائج التي تحدث عند الغضب ، لذلك من الجيد التحلي بالصبر لأنه يعطيك المساحة للتفكير بطريقة جيدة وبعقل متزن .

3-  القراءة ومطالعة الكتب 

تلعب القراءة دوراً بارزاً في التخلص من عوامل التشتت التي تصيب العقل ، وكذلك تساعد في تحقيق التوازن النفسي عند الشخص ، حيث أن القراءة تفتح النوافذ أمام الشخص لرؤية العالم الخارجي ، وتجعل العقل والقلب يفكر بطريقة إيجابية وتنظر لمنظور العالم الخارجي الجميل الذي يتحقق من خلال القراءة، لهذا نحث دوماً على القراءة بأكبر قدر ممكن ، لأنها تحقق التوازن النفسي والعقلي الكبير ، علاوة على ذلك فهى تفتح المجال أمام الشخص لإتخاذ القرار الصحيح وتجعله يفكر بعقل متزن نفسي وصحي وعقلي .

4- النوم الكافي 

الصحة النفسية والبدنية  الجيدة تكمن دوماً بالحصول على ساعات كافية من النوم للجسم ، ومن المعروف أن الجسم الطبيعي يحتاج لثمان ساعات من النوم حيث يستطيع أن يحقق الصحة النفسية والبدنية ، فضلاً عن أن النوم الكافي هو أهم الأسباب التي تحقق الإتزان النفسي فهو يساعد على تقليل الإضطرابات النفسية التي تحدث نتيجة التفكير والقلق والخوف وتعرض للإكتئاب إذا حدث السهر ، لكن النوم الكافي يساعد على الإسترخاء والتفكير بشكل إيجابي .
 
عدة عوامل تساعد للوصول إلى حالة الإتزان  النفسي والعقلي 

1- محاولة الإبتعاد عن الضغوطات النفسية
 
يعتبر الإبتعاد عن الضغوط النفسية التي تتثير حالة من القلق والتوتر ،من أهم العوامل التي تحقق التوازن النفسي عند الشخص وقد يكون الإبتعاد عن الضغوط النفسية من خلال تجنب المشاكل والصراعات التي تحدث بالعمل والمنزل ، وكذلك محاولة التخطيط الجيد للتدبر المنزلي المتعلق بالمصروف الشهري ، وأيضاً محاولة الإبتعاد عن المظاهر الكذابة التي لا تعود إلا بالضرر على صاحبه وتسبب له ضغط نفسي وعدم إتزان .

2-إكتساب المهارات المفيدة في الحياة 

محاولة اللجوء لإكتساب مهارات جدديدة في الحياة قد يحقق لدى الشخص الكثير من التوازن وخصوصاً ، عند الحصول على مهاراة كيفية حل المشكلات والتعامل معها ، تلك المهارة تساعد في التفكير الجيد وكذلك الحصول على أكبر قدر من الحلول والمعلومات حول المشكلة ، فضلاً عن أنها تجعل الشخص أكثر صبر وتوازن وهدوء ، وتقوية على تعلم المرونة عند حدوث المشكلات ، وغيرها الكثير من المهارات الإيجابية التي تدخل الطابع والطاقة الإيجابية عند الشخص .

3- الإهتمام الكبير بالصحة البدنية 

دوماً نردد بأن الصحة الجسمية والعقلية مرتبطة إرتباط كلي بالصحة البدنية ، وتحقيق الإتزان النفسي والعقلي لا يحقق النجاح إلا من خلال الإهتمام بالصحة البدنية ، والتي تكون من خلال الإهتمام بالنظام الغذائي الصحي للفرد ، وكذلك محاولة الإهتمام الكبير بممارسة الرياضة فهي مهمة وضرورية جداً من أجل الإتزان النفسي والعقلي ، فالهواء الذي تستنشقه خلال الممارسة وكذلك الزفير والشهيق قد يساعدان الشخص على الحصول على الطاقة الإيجابية ، إضافة لذلك الإهتمام الجيد بساعات النوم ومحاولة الحصول على قسط كافي من النوم ، إضافة للإبتعاد عن مؤثرات التوتر والعصبية من خلال ممارسة الإسترخاء واليوجا.

4-  الإستقرار الأسري 

الأسرة تلعب الدور الكبير والمهم جداً في حالة الإتزان النفسي والعقلي عند الشخص ، حيث أن ما يحدث داخل جو الأسرة يؤثر على الشخص سواء كان بالسلب أو الإيجاب ، لهذا محاولة الشخص الحفاظ على الإستقرار الأسري وتجنب المشاكل العائلية أو بمعني أصح لأن لامنزل يخلو من المشاكل والخلافات ،محاولة إذاحدتث تلك المشاكل الأسرية أن يتم التعامل معها بهدوء وإيجاد الحلول المناسبة لها ، ويفضل أن تكون المشاكل الأسرية بعيداً عن جو الأطفال لأنها لها تأثير كبير في المستقبل على الإتزان النفسي والعقلي لهم .

5- الإهتمام بالعلاقات الإجتماعية وتقويتها 

تلعب العلاقات الإجتماعية دوراً لا يقل أهمية عن العوامل الأخرى في التأثير على حياة الشخص ، فتقوية العلاقات الإجتماعية من خلال الزيارات وتبادل المناسبات وحضور الدورات والإندماج مع فريق العمل إذا كان داخل إطار المؤسسة والشركة ، وكذلك أيضاً التوحد والتجمع بمناسبات الأصدقاء والحفلات ، كل تلك الأمور تلعب الدور الكبير في عملية الإحفاظ على الإتزان النفسي والعقلي ، بل أنها تجعل الشخص أكثر حكمة وإجتماعياً ولديه الكثير من الخبرات والتجارب ، من خلال مشاهدة تجارب الأخرين والإندماج معها ومحاولة التعلم منها .

6- تعزيز الثقة بالنفس والإحساس بالمسؤولية 

نجاح الإنسان يأتي من تعزيز ثقته بنفسه ، وحل الكثير من المشاكل التي تحدث للشخص مرتبط إرتباط كلي  بثقة الشخص بذاته ونفسه ، ولهذا ولأهمية الثقة بالنفس من الواجب على الشخص الذي يسعى لتحقيق الإتزان النفسي والعقلي أن يعزز من ثقته بنفسه من خلال الكثير من العبارات الإيجابية ،وكذلك من خلال توجيه التساؤلات لنفسه ، مثل هل أنا أستطيع ؟ وهكذا فهي تجعل تحدي قوي بين النفس والذات ، وكذلك يجب دوماً فرض بأنك تستطيع تحمل المسؤلية ، مع محاولة ممارسة بعض من الألعاب التي تعلمك كيف تضبط النفس والإنفعال ، وكذلك دراسة بعض من الأشياء التي تساعدك على تعزيز وإستثمار الإمكانيات والقدرات لديك ، مع التركيز على الإبتعاد عن العزلة والوحدة ، ودوماً ردد شعار أنا ناجح أنا أستطيع أنا لدي الكثير من المميزات .

في الختام أسال الله التوفيق لي ولكم جميعاً 

إقرأ المزيد
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...