السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أحد يفهم كم من المرات تغمض عينيك لتمنع دموعك من الانهمار، أو كم من المرات تتنهد في سرية لتخفف من ثقل الأحزان، وكم من المرات تتنفس الصعداء لتطلق الشهادة وكأن الصراع والألم أختار أن يبقى رفيق لتلك الروح.
لا أحد يدرك حقيقة أن تواجه المحن بصمت عميق، أن ترسم ابتسامةً على شفتيك في لحظات تدفعك إلى الانكسار، لا أحد يعي معنى أن يشتعل قلبك بالأسى والحزن بينما تبدو للعالم كأنك في قمة الاتزان والصمود والتحدي.
إنها معاناة خفية للروح، ظاهرة للعالم أجمع ، لكن في ذات الوقت لا يشعر بها إلا أنت فقط ، كأنك تحمل نارًا تتأجج في صدرك، ولا يسمع لهيبها سواك تمر الأيام والشهور تلو الأخرى وأنت تبتلع آلامك وجروحك وفراقك للأحباب، تتنفس بهدوء وتردد الحمد لله وتتصرف بقوة وتودع روحك بنبرة التحدى الله وياك فداء للأرض والوطن وكأن كل شيء على ما يرام، بينما في داخلك عاصفة لا تهدأ
حقأ إنها معركة صامتة، أبدية، لا يعرفها إلا من خاضها بكل جبروتها، ولا يقدّرها إلا من عاش أدق تفاصيلها، وفي النهاية تبقى تلك الابتسامة التي نرسمها على وجوهنا أمام الجميع لغزًا يحيرهم، بينما أنت تعلم أنها مجرد قناع تختبئ خلفها، تحاول أن تعطي نفسك جرعات من الصمود وتحمي نفسك من الشفقة.
إنها قوة من نوع آخر، قوة فاقت العقل قد تفرضها الحروب والظروف، ويصبح معها الصمت لغة الصمود ، والابتسامة درعًا، والثبات وهمًا تخفي وراءه كل ما لا تستطيع قوله من معاناة الحرب.
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق