الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

الجزء الثاني رحلة العروس (صفارة الرحيل )



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلام على من اتبع الهدى وصلي علي نبيناً محمد

عليه أفضل الصلاة والسلام

سلام يحمل لكم همسات المحبة والسعادة 
عدنا اليكم من جديد ومع الجزء الثاني من حكاية ابنه فلسطين

  رحلة العروس (صفارة الرحيل) 
حان الرحيل والفراق

آآآه  ... على ...  آآآه .. 

من ذلك الفرح الذي ينتهي بلحظات الفراق والحزن ، لكن في النهاية هي سنة الحياة وأمر محسم ومقرر ، انطلقت صفارة الرحيل ودقت الساعة الرابعة صباحاً لتزيد الخوف أضعافاً وتسيل الدموع كما النهر الجارف من قبل تلك العائلة.
لقد حان الموعد ... !!! فلا مفر ولا مهرب من تلك اللحظات التي تحمل جبالاً من الحزن والقلق والخوف ، وبعد أن إنتهت لحظات الوداع بين الأهل ومغادرة العروس من بيت أبيها برفقة أبيها وأخيها انتلقت سيارة الرحيل وبدأت مشاق الطريق ، ورحلة السفر والرحيل ، وكل علم العروس والأب والأخ بأنها مجرد رحلة لا تتعدي 6 ساعات وتكون بديار عريسها الذي ينتظرها بالطرف الآخر ، لكن بمجرد وصول القاعة الفلسطينية والتفتيشات والحواجز وختم الجوازات بعد ساعات من التعب والتفتيش خيبت الآمال وتم حجزهم بالصالة ليوم كامل وإنهارت أحلام العروس وتعب الأب الذي كان يعاني من الضغط والكلي ، وحاول الأخ أن يبحث عن مكان للراحة لكن للاسف ليس هناك مكان الا فقط الارض ومضي الليل وهو يحمل ليلة صعبة جداً تحمل االتعب للعروس وأباها وأخاها ، وأيضاً ليلة تحمل القلق والخوف للأهل بالبيت.

والتساؤلات الكثيرة التي تدور بعقل الأم بكل لحظة عما إذا حدث شيئاً معهم ؟ أم أنهما وصلاً بأمن وسلام ؟ وبقي الكثير من الحيرة والتساؤلات طول تلك الليلة المظلمة إلى أن أشرقت الشمس بنورها ونشر الضياء بأركان العالم ، والمعاناة ما زلت مستمرة والتعب والمشقة حليفهم حتي الآن .

وفجأة سمعت العروس وأباها وأخاها وكل شخص بقاعة الانتظار صوت شخص ينادي عليهم ليستلموا جوازاتهم ويرحلون الي الحدود الآخري ، وبالفعل إستلم الاب والأخ والعروس الجوازات بعد أن تم ختمهن وشقوا طريقهم للرحلة من جديد التى استمرت ساعات آخرى للوصول الي الجانب
الآخر (للوصول إلى نقطة الحدود ) ومن هنا تبدأ مشاق جديدة منذ دخول الجانب الآخر (القاعة المصرية ) يسلمون الجوازات مرة آخري وينتظرون

ساعات جديدة حتي يسمح لهم بالدخول ، للأسف انتظروا بداخل الصالة لأواخر الليل وتـــحملــوا فيهم أصعب الــــمشاق ، ساعات وقـــوفاً علي الأقدام ،
لا يوجد أي نوع من الراحة حتي مكان للجلوس لا يوجد ، الـــرائحة الكريهه والبشعة قــــد تكاد تقتل الانسان ، المكان معــدوم من النظافة ، والأرضيات لا يوجد عليها الإ رائحة قذرة ، يعني بالمختصر فوق آلالآم الفراق والرحيل ، والمجهود وتعب السفر والطريق ، وجدوا مكان معدوم من النظافة والراحة ، وقضيت الساعات وبتمام الساعة الحادية عشر ليلاً تم دخولهم للتحقيق من قبل الطرف الآخر ، وإبتدأ السؤال يجر سؤالاً آخر للعروس .

وبعد الانتهاء من التحقيق معها ، تم استدعاء الأخ وجري التحقيق معه أيضاً ، إلى أن وصل الأمر إلى الأب ودخل غرفة المخابرات والتحقيق وإبتدأ السؤال يجر السؤال معه كما أنه متهم ... !! وتكرر السؤال كثيراً مع هذا الأب عن إسمه وعمره ... !! ورغم إجابة الأب بكل مرة إلا أن نفس السؤال تكرر مرة أخري حتي أصبح الأب بمكان الشخص المتهم الذي عليه أن يثبت براءته ، وتم اصطحاب الأب الي غرفة أخري من أجل التصوير والبصمة.

وقاموا بكافة الإجراءات مع هذا الأب الذي لم يفعل شيئاً سوي أنه ذهب مع ابنته لكي يحضر فرح ابنته ويسلمها إلى عريسها ، قد يكون بنظرهم مجرماً لأنه رجل فلسطيني ، لذلك تعرض إلى كل التحقيقات مع العلم أنه رجل عمره فوق الستين سنة (60 سنة ) بالإضافة إلى أنه يعانى من المرض ، ووضعه الصحي صعب ، والمعروف قانونياً أنه يسمح لأصحاب هذا العمر بالدخول والسفر إلي البلاد الأخري ، ومع ذلك هذا الرجل لم يقم بفعل أي شيء منافي للعادات والتقاليد ولا حتي المجتمع ،هو إنسان عادي ويعيش حياته بعيداً عن المشاكل والفوضي والخلافات ، ورغم ذلك جرت معه التحقيقات وتعرض إلى البصمة وبعد إنتهاء التحقيق معه جلس مع أبنائه بقاعة الإنتظار ينتظرون الرسالة وإذن الدخول .

هـــما ينتظرون بالصالة ويحملون مشاعــــر الخوف والتعب  ، وبــتلك الـــلـــحظة تعــرضت العـــروس الي التعب والإغماء بسبب مشاق الطـــريق وتـــلك الـــرائحة
البشعة الموجودة بالصالة ،والأب حان موعد دوائه ولا توجد قطرة ماء واحدة ، والأخ يبحث كثيراً عن مساعدة لكن دون فائدة ، يا ... لها من رحلة قاسية ومتعبة جداً،لا تحمل إلا الإهانة والمجهود والتعب الطويل ليس لهم وحدهم ، وإنما  باقي الأهل بالبيت ينتظرون الإطمئنان عليهم ومشاعر القلق والخوف والتوتر مسيطرة بالكامل .

وعدت الساعات والأخت الأخري تحاول الإتصال مرات متكررة ، بأختها وأبيها وأخاها الذين ينتظرون بصالة الإنتظار، بدون جدوي ليس هناك مستجب وزاد القلق أضعافاً ، حتي دقت الساعة الثانية عشر ليلاً ...!!! وإنطلقت صفارة الأسماء المسموح لها إذن الدخول إلى البلد الآخر ، وبتلك اللحظة الحاسمة ازداد الخوف أضعافاً بقلوبهم .. ورتلت الأسماء ، إسماً تلو الآخر .. وكانت هنا المفاجأة الحاسمة والتي جعلتهم ينقلبون رأساً على عقب ...!!! العروس مسموح لك بالدخول .. الأخ مسموح لك بالدخول ... الأب أنت مرفوض من الدخول ...!!!

يا لها من مفاجأة كما الصاعقة أتت علي رؤوسهم وقلبت الفرحة إلى حزن كبير سيطر علي قلوبهم وأصبح وجه الآب كما سواد الليل من الحزن وردد الكثير من التساؤلات للمخابرات ..لماذا .. شو السبب .. طيب ليش .... بنتي عروس بدى أسلمها لعريسها .. ما بصير تفوت لوحدها ...؟ والكثير من التساؤلات لكن للأسف ليس هناك مجيب وبالأحرى كان الجواب بكل صراحة(مش عاجبك خذ بنتك معك وروح ....!!!)

حقيقة شيء مخزي ومريب ورد كهذا فيه الكثير من الإهانة لهذا الرجل ولهذا الشعب الذى كتب عليه الحصار والذل والمهانة ...!!!
وبعد أن أعلنت الأسماء طلب من الأخت وأخاها أن يعبروا الحدود وتم توديع الأب لإبنته والدموع ترقرق في عيناه وقلبه منكسر ، والحزن مسيطر وبعدها بلحظات تم أخذ الأب كما أنه متهم وترحيله من حيث آتي بباص آخر ، وهو حقيقة لا يدري ماذا يفعل اختفت فرحته فجأه وإنكسر قلبه كل ذلك والمرض كان حليفه ، والمصيبة الكبري ليس معه أي وسيلة اتصال وتواصل مع أهل بيته ، وركب الباص وهو محتاراً ماذا يفعل ..؟؟ وبمن يستعين بهذا الليل الوخيم ..؟؟ وكيف سيطمئن علي ابنته وإبنه فلذات كبده .. ؟؟ وكيف سيصل ويعود إلى بيته ..؟؟ 

والحمد الله انتظر بالباص ساعتين وهو مكتوف الأيدي ، وبالمقابل تم وصول رسالة من العروس إلى أختها تبلغها بأنه تم رفض دخول آباها معها لداخل الحدود ..!! ومن هنا وبلحظة وصول الرسالة انتشر الخوف وإزدادت دقات القلب من التوتر والقلق ، والأم كررت آلاف التساؤلات .. ماذا سيفعل بهذا الليل .. ؟؟ وكيف سيصل إلينا .. ؟ وقضيت الساعة تلو الساعة وقد يكاد القلب يتوقف من الخوف علي فقدان الأب ، أو تعرضه إلى حادث لسمح الله .. إلى أن دق جرس البيت في تمام الساعة الثانية صباحاً وإذا بالأب يصل البيت والحزن ميسطر علي وجهه وقلبه منكسر وحزين والحمد الله أنه وصل
بخير وسلامة وإطمأنت عليه الأم وحضنته الإبنه بكل فرح رغم غصه الحزن التي كانت ميسطرة .

إلى هنا نتوقف معكم برحلة الأب ونستكمل معكم رحلة العروس مع الحدود بالمرة القادمة لكن قبل إنهاء كلامي لدى تساؤل أثار إستغرابي ..!!

وبصراحة لا أدري لماذا نحن أبناء الشعب الفلسطيني دائما متهمون وعلينا أن نثبت براءتنا أمام الجميع ..!! ؟

رغم أننا برئيين ولم نقم بأي إجرام سوى العيش بأمن وحرية وسلام ، وهذا ما نسعي إليه ونتمناه كباقي أبناء شعوب العالم الأخري ،

لكن للأسف بدون جدوي وحكم علينا أن نبقي مجرمين ومتهمين بنظرهم .. ؟؟

لماذا حكم علينا أن نعيش بحزن ولا تكتمل فرحتنا .. ؟؟

انتظروني قريباً مع الجزء الثالث من رحلة العروس 

بقلمي /eman ahmaed 

الاسم المستعار / همس الاحباب 

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...