الخميس، 19 ديسمبر 2019

الاعتراف الأول من حكاية السيدة العاملة


صباح الحب والسعادة لكم جميعاً أصدقائي 

صباح محمل بنسمات صباحية صافية تداعب أرواحكم 

أتمنى من الله عزوجل أن يكون الجميع بألف خير وسعادة 

موضوعي اليوم بعنوان

(الإعتراف الأول من حكاية السيدة العاملة )


*رغم أن مشواري بالحياة يعد قصير ، إلا أنني قد تعلمت الكثير  بهذا المشوار وبتلك الحياة الصعبة التي غيرت مجرى حياتي كلياً وألبستني ثوباً آخر غير ثوبي المزهر بألوان الدلع والحب والطموح والأحلام الخيالية ، رغم أنني نشأت بأحضان عائلة كبيرة ذات نسب ومال وجاه .

* إلا أن الحياة لم تعفيني من تعليمها ودروسها ولذعاتها السامة ، فقد تعلمت أن لا أحلم بأشياء أكبر من خيالي وأنتظر وقوعها فما كان حلم سيظل حلم بذاكرتي أنا فقط ولا مكان له على أرض الواقع ، تعلمت أن الحب و السخاء هو أن تعطي دون انتظار مقابل كأن تعطي الحب والسعادة والوفاء والاحترام والأدب وفن التعامل لمن يستحق ، تعلمت أن الأنانية وحب الذات والإستهتار بمشاعر الآخرين نهايته وخيمة وقد تكون ضارة إلى أقصى حد .

* تعلمت أن الابتسامة بوجه الضعيف صدقة وبوجه الصغير حب ودافع للحياة ، وبوجه الشايب فرحة ودعاء ولذلك علينا  أن نعطي الابتسامة بكل حين وبأي لحظة لتبقى القلوب عامرة بالعطاء والخير ، تعلمت أن أسامح وأغفر لمن أخطأ بحقي فأنا مجرد انسانة عادية ، تعلمت أن لا أعاتب أحد على أي شيء فلو أحبني لن يجرحني لن يهجرني ، تعلمت أن الملح والسكر لهم لون واحد لكن يختلفان بالمذاق وهي أبسط معادلة تجعلني أخوض كل تجربه حتى أعرف مذاقها الحقيقي ، تعلمت وتعلمت الكثير بتلك الحياة .

تلك الكلمات والعبارات رددتها ضيفتي وصديقتي السيدة العاملة عندما رأيتها من جديد وتقابلناً بأحد المقاهي القريبة من مكان عملها .






أصدقائي من خلال جلستي مع ضيفتي وصديقتي السيدة العاملة بأحد المقاهي القريبة من مكان عملها لتناول فنجان القهوة دار حوار بيني وبينها عندما وجهت لها رسالتي التي تحمل الفضول القاتل لمعرفة حكايتها ، فقالت تلك الكلمات السابقة مع تنهيدة جديدة فزاد استغرابي من حروفها ، إقترحت عليها بأن تساعدني على قتل الفضول الموجود بداخلي وتسرد لي حكايتها من البداية .
فقالت حسناً : إسمعي يا صديقتي لما أقوله من ثرثرة قد تريح نفسي المتعبة نوعاً ماً لقد نشأت وترعرعت بين أحضان عائلة كبيرة لديها الكثير من المال والجاه والخدم والحشم فتربيت بهذا الجو الأسري على الدلع والدلال وتعلمت أن كل مطلب مجاب بحينه لدي من قبل الوالدين ، مهما كان طلبي صعب فإن والدي كان يسعى بنفسه لتحقيق طلبي حتى يرى الابتسامة والسعادة على وجهي ، بقيت منذ صغري على هذا الدلال والحب والعطاء إلى أن كبرت وأصبحت فتاة شابه تطمح بالكثير ، وتستهتر بكل من تراه عينها ، كنت أرى أن الحياة فقط مال وجاه وفخر ، وأن الإنسان الذي يسيطر علي المال والخدم هو الانسان الغني والقوي الذي لا يمكن لأحد أن يهزمه ، لذلك عشت حياتي كما يقولون بالطول والعرض ولا أبالي لأي مخلوق بتلك الحياة ، وبنفس اللحظة كانت فرحتي أبي وأمي تزداد كلما رأوني سعيدة ومبتسمة ، إلى أن أتى اليوم الذي وصلت فيه للثانوية العامة وهنا تغير تفكيري وأصبح لدي هدف وحلم فقررت أن أدرس وأجتهد من أجل تحقيق حلمي وبالفعل درست ونجحت بالثانوية وكان طموحي كبير جداً فقررت أن أدخل الجامعة ، كان حلمي بأن أحصل علي الماستر ومن ثم الدكتوراه وأصبح مسئولة وذات قيمة عالية بأكبر الشركات والمراكز ، وبالفعل درست كثيراً وسهرت من أجل تحقيق حلمي وما أتمناه ، وخلال دراستي تعرفت على صديقة رائعة لقد ساعدتني كثيراً بدراستي وشجعتني على الإكمال من أجل الوصول إلى هدفي في الحياة وبقيت معي يد بيد خلال سنوات دراستي ، حتى أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وأنا في السنة الدراسية الثالثة وقعت بغرام شاب من الجامعة كان شاب ذات خلق وطيب جداً ، لقد إبتدأت علاقتي به عندما طلب مساعدتي بمكتبة الجامعة في أحد الأيام وتطورت علاقة الصداقة بيننا يوم بعد يوم إلى أن وقعت بغرامه وعشقه وكانت صديقتي تلاحظ ذلك وطلبت مني مراراً وتكراراً أن أبتعد عن هذا الشاب لأنه لم يناسبي وقد يجعلني أبتعد عن تحقيق حلمي لكني لم أستمع إلى كلام صديقتي في ذلك الوقت ، وإستمر الخلاف بيني وبين صديقتي علي هذا الشاب وحاولت كثيراً معي بأن أتركه لكني رفضت رفضاً قاطعاً وقالت لي جملة لم أنساها بحياتي هذا الشاب إذا بقيتي معه فلن تحصلي علي حلمك وسيبقي حلمك مجرد حلم ولن تنالي ما تسعي إلى تحقيقه هو فقط يريدك من أجل مالك وجاهك ولن يجعلك تحققين أحلامك )  

وتركتني وغادرت وبقيت أنا كما أنا لا أهتم إلى ما قالت بالمقابل وعدني الشاب بأن يتقدم إلى خطبتي ويجعلني أسعد إمراة بالدنيا وسيكون هدفه بالحياة هو سعادتي فقط وسيجعلني أحقق حلمي بمجرد انتهاء الجامعة وأنا بالفعل وثقت به كثيراً ، رغم أنني عرفت متأخراً أن صديقتي كانت علي حق ولكن بعد فوات الأوان ، وبقيت على هذا الحال إلى أن حان موعد التخرج ، وتخرجت من الجامعة بمعدل امتياز يساعدني علي تحقيق الحلم كانت فرحتي بذلك الوقت لا توصف فقد تعدت الخيال ، وأصبحت الحياة بنظري وردية وجميلة فلقد حققت أول جزء من حلمي العلمي ، والتقيت بشريك حياتي ، بتلك اللحظة قال لي أبي من الآن أبواب شركتي مفتوحة لك يا صغيرتي ، أنتي من سيقوم بإدارة أعمالي ومالي وحياتي .

فنظرت لأبي بكل دلع ودلال وجاوبته بأن حلمي أكبر من ذلك فقال لي أب بفرحة كبيرة إطلبي ما تتمني يا صغيرتي فكان طلبي الأول بأن شاب ما سيتقدم لخطبتي وإنه زميلي بالجامعة أتمنى يا أبي أن توافق عليه وطلبي الثاني يا أبتي هو أن تساعدني على السفر للخارج من أجل أن أحقق حلمي وأدرس الماستر ومن تم الدكتوراه وأتولى منصب مهم .

فوافق أبي علي طلباتي وجعلها أوامر مجابة ، وبالفعل تقدم الشاب إلى خطبتي وتمت الموافقة من قبل الوالدين ، في ذلك الوقت كان هذا الشاب لا يطمح بالمزيد من الدراسة فقط توقف حلمه عند الزواج والعمل فقط ، وبعد أن تمت الموافقة على خطوبتي واتفق والدي مع خطيبي على السفر وإكمال دراستي وعمل خطيبي بأحد شركات أبي وتمت الأمور على أحسن ما يرام ، إلى أن أتى ذلك اليوم بعد 3 شهور من خطوبتي يقول فيها خطيبي لأبي بأنه لا يقدر على السفر من أجل عائلته وأنه مستعد لأن يجعلني أكمل دراسة الماستر والدكتوراه هنا ، بالاضافة إلى أنه يريد تقريب موعد الفرح ، بتلك اللحظة ترك أبي المجال لي بأن أقرر مصير حياتي .

 وكما تعرفي صديقتي بأن الفتاة عندما تغرم بشاب وتعشقه لحد الجنون قد يسيطر على عقلها وقلبها ، لقد وافقت علي طلب خطيبي بذلك الوقت لكن على أن يجعلني أكمل دراستي وأحقق حلمي ووافق هو الآخر ووعدني بذلك ، وعدت الأيام وراء الأيام إلى أن أتى موعد الفرح ، هذا اليوم الذي لن أنسى ما حصل به طول حياتي ، لقد كان يوم مختلف كلياً مليء بالفرحة والسعادة ، يوم اختلطت دموع الفرح بدموع الفراق من قبل الوالدين والأحباب وصديقتي الغالية المخلصة ، لقد كانت فرحتي وسعادتي بهذا اليوم لا مثيل لها عشت أسعد لحظات ودعيت لخالقي كثيراً أن تدوم تلك السعادة على قلبي ، وبعد أن حصل الفرح وعدت أيام العسل والفرح بسرعة كبيرة كسرعة البرق.

 عدت الأيام وراء الأيام والأشهر وراء الأشهر إلى أن أتى اليوم الذي وصلتني فيه رسالة من الجامعة لقبول تسجيلي والتحاقي بدارسة الماستر ، بتلك اللحظة زادت فرحتي وحمدت الله كثيراً لقد نجحت بحياتي وتزوجت الانسان الذي أحبه قلبي والآن أتى قبولي للتسجيل الحمد الله ، ذهبت لزوجي وأنا كلي سعادة وفرح بهذا الخبر السعيد لأبلغه بتلك الرسالة وأن عليا الذهاب غداً من أجل التسجيل ، فكانت هنا الصاعقة الكبرى علي رأسي والتي حولت فرحتي بلحظة إلى كابوس أعمي ومظلم ،جعلني بلحظة عاجزة عن التفكير والرد .
وفجأت انهمرت الدموع من عينها وتوقفت صديقتي السيدة العاملة عن الحديث وبقيت صامتة لا تهمس بحرف والدموع في عينها وآنات الحزن تسيطر على صوتها سألتها والقلق زاد من حيرتي ماذا أصابك صديقتي ..؟ ولماذا انهرتي هكذا ...؟ وما الذي أزعجك حتى بدأتي بالدموع ..؟ 

نظرت إلى وجهي والدموع ما زالت منهمرة من عينها وقالت بصوت مملوء بالحزن لا شيء يا صديقتي فقط لقد تأخرت عن موعد عملي والوقت هنا سرقنا اسمحي لي يا صديقتي بالذهاب وإن شاء الله سنلتقي قريباً وشكرتني كثيراً على فنجان القهوة وتلك المساحة التي أعطيتها لها لتروي حكايتها وإستأذنت بسرعة كبيرة وخرجت من المقهي .


 وبقيت أنا حائرة أفكر في أمر صديقتي تلك السيدة العاملة ولماذا وصلت إلى هذا الحزن .. ؟ ولماذا توقفت عن الحديث وإكمال قصتها ... ؟ وبينما أنا جالسة شردت بذهني إلى ما قالته تلك الانسانة الطموحه وكما تعرفون أصدقائي الكثير منا يطمح ويسعى للنجاح وهناك الكثير من أعداء النجاح مع العلم أنهم على هيئة أصدقاء يعني أناس كارهون للنجاح ويمثلون أنهم أصدقاء له ، لذلك على الانسان إذا أرد النجاح أن يتمسك به وأن لا يفكر كثيراً ويبدأ بوضع خططاً لتحقيق ما يريد ، عليه أن يتقدم ويحارب ويناظل ويتحدى الظروف ليكن جديراً بأحلامه وطموحاته في هذه الحياة والأهم أن لا يجعل حياته ركيزة أساسية برقبه شخص آخر ويهدم مستقبله ، أحياناً نثق بأناس قد يمثلون لنا الحياة بأكملها ونجعلهم شخصاً واحداً مثلناً لدرجة أننا نصبح بأيديهم كما الريموت يتحكمون فيه ويلغون شخصيتناًبالكامل ومن هنا تأتي الكارثة والمصيبة الكبري عندما يفوت الأوان ونرى أنفسنا بتلك الحياة لا شيء ، فقط مجرد كائن بشري يتلقى الأوامر وينفذ بدون أي مناقشة .

في نهاية حكايتي اليوم مع تلك السيدة والتي لم تكتمل بعد أقدم نصيحتي لكل شاب طموح وفتاة طموح عليكم أن تحاربوا بتلك الحياة من أجل طموحكم ومستقبلكم ، عليكم أن تحددوا بتلك الحياة أن تكونوا أو لا تكونوا وهذا ما يحدده أنتم وليس من حولكم فلكل شخص أفكاره الخاصة وميوله الخاص وطموحه المختلف عن الآخر وأن لا تسمحوا لأحد أن يفكر ويشعر ويقرر ما تشعرون به وما تريدون تحقيقه وما تحلموا به بالمستقبل .


في النهاية أتمني لكم جميعاً السعادة وأتمنى أن تتحقق كل أحلامكم وطموحكم 

وانتظروني قريباً مع الحكاية الثانية من حكاية السيدة العاملة 

بانتظار آرائكم وتعليقاتكم 

بقلمي : eman ahmad 

الاسم المستعار : همس الأحباب

تحياتي

هناك تعليقان (2):

  1. هلا همس

    اعتراف واقعى بيرمز كل النساء العاملات

    لكن اتسم بصراحة وكشف خايا الكثيرين لا يذكرونها

    بانتظار مزيدا من الاعترافات

    ساكون بالجوار متابعا

    تحيااتى

    ردحذف
  2. هلا اشرف اسعدتني كثيرا مداخلتك القيمة والرائعة
    انرت يا راقي

    ردحذف

كما تدين تدان

  لأنى أعلم أن الطيبة فى هذا الزمان    قد تكون غلطة تجازينى عليها الأيام لن أتغير وويل لكل من أستهان بمشاعر إنسان ونسى أنه كما تدين تدان ربى...