الثلاثاء، 21 يناير 2020

زمن الأجداد (زمن المهر والزواج )

  مساء السعادة والخيرات لكم جميعاً 

مساء يغمر قلوبكم النقية بالفرحة والحب 

أتمنى من الله يكون الجميع بألف خير وسعادة 

  موضوعي اليوم بعنوان (زمن الأجداد : زمن المهر والزواج)

قالت لقد أصبح فكري مشغولاً بذاك الرجل العجوز الذي رأيته ذات يوم في تلك الحديقة القريبة من منزلي وزاد تفكيري أكثر عندما حدثتني عن زمن الأجداد (زمن الحب) الذي كان يغمر القلوب الصافية والنقية في عهده القديم ولكنه للأسف لم يكمل لي باقي حديثه وتركني وذهب ومن يومها وأنا أفكر في أمره .

لذلك قررت اليوم الذهاب إلى الحديقة التي زرتها بالأيام السابقة لعلي أحظى برؤية هذا الرجل العاقل ، الكبير بالسن ، وبالفعل خرجت من منزلي وفضولي يدفعني تجاه الحديقة وتجولت بين أركانها وأنا أوزع أنظاري تجاه كل ركن من أركان الحديقة ، حينها رأيت ذاك الرجل العجوز الذي كنت أبحث عنه .

رأيته في مكانه السابقة يجلس ومعه تلك العصاه التي يتوكأ عليها وبيده الأخرى جريدة يتصفح أخبارها .

 فذهبت إليه مسرعة وكلي فرح وألقيت عليه تحية الإسلام وبعد أن جلست وتبادلان التحية والإطمئنان على أحواله ، نظر الرجل العجوز إلى وجهي مبتسماً وقال والابتسامة تملأ تجاعيد وجهه المرح أتيتي مرة أخرى يا ابنتي ، كنت على يقين تام بأنك ستعودين وذلك بفضل الله تعالى وعلمه .

فنظرت له وكلي حيرة من أمره وأجبته يا والدي أنت لم تكمل لي حديثك عن زمن الأجداد ، لذا عدت مرة أخرى للبحث عنك والجلوس معك ، فقال أهلا وسهلا بك يا ابنتي ، اليوم سأحدثك عن أجمل زمن بزمن الأجداد ، فقاطعته وكلي شوق ما هذا الزمن يا والدي ، فقال هذا الزمن هو زمن المهر والزواج ..!! هذا الزمن يا ابنتي زمن البساطة والتماسك 

في زمننا يا ابنتي كان المهر مجرد قروش أو دراهم بسيطة جداً لقد كان الشاب الذي يريد الزواج يذهب للعمل صباحاً ومساءاً ويعمل طول اليوم بالأرض يحصد ويزرع ويأتي بالقرش تلو القرش حتى يكمل مهر العروس وفي لحظة أتم فيها المهر الذي هو عبارة عن قروش وليرات بسيطة جداً .

 يذهب هو وأهله وأحبابه إلى خطبة العروس بدون أن يراها ويتفق مع أهلها ، وفي يوم الزواج يذهب ومعه كل الأهالي والأحباب والأصحاب يغننوا الاغاني الشعبية البسيطة ويعزفون على العود والمضمار وفرحتهم كانت لا توصف لقد كانت البساطة بكل شي بفرحتهم ، يقومون بعمل العزائم والذباح التي كانت كلها تعتمد على الالبان واللحوم والماعز .

لقد كانت بالفعل يا ابنتي فرحتهم رغم بساطتها الا انها كبيرة جداً بقلوبهم ، تشعرين من خلال تماسكهم مع بعضهم البعض بالفرح كأنهم عائلة واحدة ويد واحدة ، الجار قبل الغريب يأتي للمساعدة بيوم العرس .

 أما النساء فكانت أفواههم وفرحتهم تغمرها المواويل الشعبية والرقص الفلسطيني البسط ، يقومن بترديد الأغاني وراء بعض تلك الأغاني التي تحمل الفرحة حقاً يا ابنتي ، آآه يا ابنتي على هذا الزمان أتمنى أن يعود يوماً الأفراح تدوم فيه بالأسبوع والمعازيم تستمر .

 وماذا أقول لك عن أفران الطين وخبز الصاج كانت النساء يتفنن بهذا اليوم ويقومن بعمل جميع أصناف العطام وبقلب كله حب وفرح وعطاء وبساطة .

أما اليوم يا ابنتي الأفراح أصبح لا طعم لها حتي الزواج يا ابنتي أصبح غالياً ومكلفاً العروس بيومكم الأغبر هذا تطلب مهر خمسة آلاف فما فوق ، والشقة تكون جاهزة ومجهزة ، وممنوع تسكن مع العائلة ، يا ابنتي تلاقيها حتى أكل ما تعرف تعمل ، كله يا ابنتي اعتمد على التطور والحياة عندكم صعبة وقاسية.

فالأب بوقتكم الحاضر ينساق وراء المظاهر الزائفة أما الأم فتريد أن تكون حفلة زفاف ابنتها أفضل الأعراس والأهم أن تكون تلك الحفلة في جو من التبذير والإسراف ،  وكل ذلك من أجل المظاهر الخادعة التي أصبحت موضة القرن الحالي الذي تعيشونه .

سقالله أيام زمان العروس تدخل بيت العيلة بأحلى وأجمل فرحة تعيش مع العيلة بغرفة وحدة هي وزوجها وكانت مبسوطة ومكيفة ، تقوم من النجمة يا بنتي تجمع الخطب وتولع النار وتسخن المية لزوجها وحماها وحماتها ليجهزوا للصلاة ، وبعدها يا ابنتي تقوم تحضر الفطور وتجهزه لزوجها وأسلافها وحماها وحماتها .

 وترجع ثاني يا بنتي تحلب البقرة وتجيب الحليب ، وتشطف البيت وتكنس وتغسل غسيل العيلة كله وتتحمل كل طلبات حماتها وتنفذها بابتسامة حلوة ، غير هيك يا بنتي تسرح بالأغنام وتجيب الأكل الهن ، ولما يجي موعد الغذاء لازم يكون الخبز ساخن ، تقوم تعجن وتخبز على فرن الطين وما ترتاح الا آخر الليل ، لكن الحياة يا بنتي كانت حلوة كثير وكانت بسيطة بكل حاجة ، وفي تماسك ومحبة بين الأخوات .

 بيت العيلة اللي أصبح اليوم يا بنتي معدوم ومش موجود ، كل وحدة شقة لوحدها وممنوع تعيش مع أمه ، والأكل كله جاهز والحياة كلها فشخرة وحتي البساطة انعدمت منها وما عاد فيها أمان لما بشوف زمن الأجداد وكيف كان الترابط الأسري فرح من قلبي على بساطة الحياة ، لكن يا ابنتي لما بشوف مشاكل اليوم والتفكك الأسري الموجود بجميع الأسر الحزن بيقتلني وبيخليني أترك الدنيا وأجلس مع وحدي .

 آآه على زمان وأيام زمان يا بنتي ببيت العيلة الغذاء كان على نفس الطاولة ويلتم فيه العمة والعم والأسلاف والأزواج والزوجات ، يقسموا الخبزة عليهم كلهم وياكلوا من نفس الطبق ، وبعد الغذاء يجتمعوا الأهل كلهم وتدور بينهم الحوارات البسيطة التي يعمها الدفء الأسري والحياة المترابطة .

الحياة بحق بسيطة والأسرة متماسكة ومترابطة ما كان في أي نوع من الحقد والكراهية ، بالعكس يا بنتي الطيبة كانت تغمر قلوبهم والمساعدة للغير كان هدفهم ، وحب الخير للجميع كان غايتهم ، اليوم كل شي صار على جوالات حتي الأصحاب صاروا بتلاقوا عبر حديدة الجوال ، والإبن بطل يزور أهله لانه مشغول بهذا العالم الكبير ، شو بدك أقولك لأقولك يا بنتي .

فالحديث عن زمن الأجداد يطول ويطول يا ابنتي 

وبلحظة توقف عن الحديث ووضع يده بجيبه ليخرج منها ساعة ليعرف الوقت ، وبلحظة قال لقد تأخرت عن موعد الدواء يا ابنتي فهل تأذني لي ..؟ فأجابته بالفعل يا والدي تفضل وأتمنى أن نلتقي مرة أخرى لتحدثني عن زمن الأجداد 
فقال : إن شاء الله أستودعك الله .


تحياتي لكم 

بانتظار آرائكم وتعليقاتكم 


بقلمي : eman ahmad 


الاسم المستعار : همس الأحباب




تحياتي

هناك تعليقان (2):

  1. هلا بالزمن الجميل

    تكهة الحب الصادق والعشرة الطيبة

    والتالف الاسرى واحترام الكبير

    فعلا لكل وقت اذان وسنة الحياة التغيير

    اسعدنى متابعة حرفك الجميل

    تحيااتى

    ردحذف
    الردود
    1. هلا بالراقي أشرف صدقت لكل وقت أذان والتغير حتما جميل كما أيضا الزمن الجميل جميل بنظر ذاك العجوز .. أسعدني جدا حضورك

      حذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...