الفرق بين الواقع والاوهام

 مرحبا زورنا الكرام

دق جرس الباب قام ابنى بفتح الباب وجاء مسرعا بابا عمو صديقك على الباب

قمت مسرعا احتضنة والترحيب برفيقى الغالى

 ودخلنا الى مكتبى وطلبت لة بعض الحلويات ومع الشاى والقهوة

سالتة ياغالى مفتقدتك كومات وين غايب حتى على الانترنت افتقدك يا صحبى

قام من مكانة وجلس على الاريكة ومدد رجلية وضع راسة على وسادة

 وطلب اشغل لة ام كلثوم الف ليلة وليلة

وانتشى بصوتها وموسيقاها الرائعة وقال لا تقاطعنى اريد ان اكلم نفسى بصوت مسموع 

تعرف يا صديقى انى ارتاح ونا اتنفس معك وتسمعنى رغم الشيب ووقار السنين

 وتجارب الايام وخبرات الحياة

اكتشفت انى كنت اعيش اوهام والهروب من الواقع الذى افتقدتة

قررت من يومين ان ابتعد اراديا على تشغيل الانترنت واجرب الحياة من دونة 

صدقنى عزيزى لقد اكتشتفت نفسى وروحى الضائعة التى عشتها بالطول والعرض

لم اترك مكان الا توجدت فية من شات والعاب اون لاين

 ومواقع التواصل جميعا تعرف بصمتى فيها

حتى مارك بالفيس واهل الامارات بتويتر ما طلبوة تاكيد حسابى 

فرضت احترامى ووقارى على الجميع من خلال معاملاتى 

وطريقة كلامى واقناعى للاخرين

ولا اخفيك يا صحبى خلال سنوات عمرى الخمسين  ما ارتديت اقنعة الا بمواقع النت

فعلا اخطات كتير وابتعدت كتير على الواقع الا اكتشفت انى فقدت نفسى

كم من مرة اعتديت على ناس وكم من مرة شتمت وظلمت كثيرين

حتى لا اخفيك سرا اعتديت على شرف بنات ومتزوجات على الانترنت

كنت اندم بعدها على افعالى الا ان الشيطان شاطر بالعالم الوهمى

اوقعنا كثيرا بماربة وكنت اتفادى الرزيلة بقدر الامكان 

قررت يا طيب قطع النت اراديا ان ارجع الى الواقع ارى كم تغير وتغيرت 

اول يوم رجعت من شغلى واتغديت ونمت على تختى الذى فارقتوة سنوات

ورايت الرضا بعيون زوجتى وفرحتها ختى اولادى كنت اسمعهم 

ونا متصنع النوم بابا رجع تانى لنا

وقمت من نومى ونشرب قهوة سواء وسط تعجبهم حتى نطق ابنى بابا

 بجد تشرب قهوتك معنا زى زمان

لم اجب الا باتسامة وحضنتوة  وطلعت الى القهوة الى اصدقاء افتقدتهم نلعب الدومينو 

حتى بالقهوة لم يصدقوة انى معهم ونمزح ونلعب ونلغب ونتغلب وضحكتنا تملاء الاجواء

عدت الى منزلى يا صحبى واجتمعنا كلنا على مائدة الاكل وسط ذهول الجميع وودهشتهم

وقمنا جميعا نلتف حول المدفاة ونتجاذب الحديث براءة اطفالى وفرحتهم انى وسطهم

الا ان نطقت ابنة عمرى بابا وحشتنى كتير وااحكى لنا زى زمان خبراتك نتعلم ونتعظ منها

كنت معنا ليل نهار الا اننا افتقدنا وجودك وسطنا ومشاكستك لنا 

افتقد ابى الذى غاص بمكتبة ولاب توب وتناسى وجودنا

صدقنى يا صحبى كانت كلماتها البريئة كالصاعقة التى هزتنى من الداخل

 وغوصت تفكيرى اين كنت؟ عن اولادى وبيتى

فعلا كنا تحت سقف واحد ولكن كنت بعيد وشاردا عنهم الا اقضى معهم

 الا سويعات ومعظم وقتى بمكتبى وجهازى 

اين اخدنا الانترنت من واقعنا الى طريق مجهول اكبر غطلة بعمرى

 كان ادمانى على الانترنت 

فهل سالت انفسكم كم اضعتم من حياتكم امام جهاز

 وضيعتم كم فرصة بالواقع بالهروب للعالم الوهمى

تذكروا يا سادة ضياع العلاقات الاسرية بسبب النت 

وضياع العادات والتقاليد والتفكك المجتمعى

عرفت يا صديقى اين كنت مختفى اتمنى ان تجربها وتدرك الفرق بين الواقع والاوهام

وقام من مكانة ومشى بخطوات ثابتة الى الباب وقال 

وهو يودعنى اتعشى واسهر مع اهل بيتك وولادك لتعيش الواقع

تحياااتى