الأحد، 26 يناير 2020

إنسان اليوم

مساء محمل بنسائم الحب لكم جميعاً
مساء السعادة لكل زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر
مساء الخيرات لكم جميعاً أصدقائي
أتمنى أن يكون الجميع بألف خير وسعادة 

موضوعي اليوم بعنوان (إنسان اليوم )
إنسان اليوم لقد وصل إلى جميع المراحل بحياته وعاش تلك الحياة بطرق مختلفة ومتنوعة ، فقد عاش الإنسان مرحلة القدم(الأزمنة السابقة : زمن الأجداد والآباء) التي كانت تشتمل حياة البساطة والبداوة وكانت خالية من التطور التكنولوجي والوسائل التعليمية ، لكن ومع التدرج الطبيعي بالحياة عاش الحاضر الذي تنوع بالكثير من الأمور التكنولوجية وإنتقل من مرحلة البساطة إلى مرحلة العصف التكنولوجي الذي ملأ الحياة بالكثير من التقدم والتطور والعلم ، واليوم أصبح إنسان اليوم بعد كل ما مر فيه في قمة التطور التكنولوجي الثقافي والمادي . 

وبالفعل جميل جداً أن يصبح إنسان اليوم ، إنسان واعي ومثقف ومتعلم ويجني الكثير من الأموال ويمتلك الكثير من الحسابات المالية بالبنوك ويتولى عرش عالي ومكانة كبيرة ، لكن يا أصدقائي ما نفع هذا التطور والعلم والمال الذي حصده وما نفع هذا العرش الذي يتربع عليه إنسان اليوم حتى وإن ملك كنوز العالم إن لم يكن ثمة من الأخلاق يحتكم إليها أو حتى ثمة من الدين والتعامل الحسن وبالأصح يفتقر إلى التصالح مع الذات والنفس .
لا أخفيكم سراً بزمنناً الحالي لقد إختفى مصطلح التصالح مع الذات وحتى لا أعمم قد تكون هناك فئة من البشر عندها تصالح مع الذات والنفس ، لكن الغالبية تفتقر إلى ذلك ، وعلى سبيل المثال هذا هو إنسان اليوم نراه في كثير من الأحيان يعاني المرض رغم حصوله على الكثير من الأموال لكن للأسف الأموال أحياناً لا تستطيع أن تشفيه بقدر ما تساعده أعماله الطيبة وتصدقه من تلك الأموال وسيرته الحسنة وتصالحه مع ذاته وذاك المرض وإخلاصه بالنية لله على الشفاء ، بالفعل يا أصدقائي من أخلص النية لله وتوكل على الله فهو قادر على شفائه بمجرد أن يدعو الإنسان رب العزة بدعوة طاهرة (فرب العزة يقول يا عبادي إني قريب فإدعوني أستجيب لكم ) دعوة صادقة لله كفيلة بأن تشفيك وتغنيك عن كل الأموال .
لكن إنسان اليوم لا يدرك ذلك فيعيش مع الألم الذي يسيطر عليه والخوف من خسارة ما جناه بحياته ، حتى نلاحظ أن إنسان اليوم رغم غناه يعاني من الفقر ، فعلا فقر النفس الطيبة والمطمئنة ، حتى فقره إلى رحلة مع ذاته أصبح منتشر .
كما أن إنسان اليوم قد يعيش في دوامة النزاعات بين الأحباب والأصدقاء وغيرهم من أجل مصلحة خاصة قد يخسر فيها القلوب الطيبة والمخلصة له ، كما قد يعيش مع جو الصراعات الداخليه بينه وبين نفسه ، وبذلك تحدث له الكثير من الكوارث .
وفي بعض الأحيان يحاول أن يهرب من مرض ما فتهاجمه للأسف أمراض أخرى كثيرة ومتعددة قد يستعين بمن يغيثه من ظلمة نفسه فيقع في ظلمة أشد ، وأحياناً أخرى يهرب من ويلات ومصائب فتداهمه كوارث أقسى وأعنف ، فذلك كله ليس لأن السماء لا رحمه فيها ، ولكن التساؤل هنا هل وجب عليها أن ترحم   من لا يحاول تخليص نفسه من بؤرة جهله وظلمه وجبروته ..؟ كيف يمكن للسماء أن تساعد من يهرب من نفسه ومن ذاته وكيانه ..!! كيف يمكن للسماء أن تساعد من تعمق بالغوص ببحر الظلمات والطغيان بدون العودة إلى طلب المغفرة من الله ، رغم أن رب العزة أبواب رحمته كبيرة وواسعة وينتظر منك أيها الإنسان أن تلجأ إليه ، لكن كيف تلجأ وأنت مشغول ومتعمق بالغوص بملذات تلك الحياة ، ومشغول بجني الأموال وتكديسها بالبنوك رغم أنها قد لا تنفع ولا تضر  بيوم ما إلا إذا أراد الله بعزته وحكمته .
فالثمرة يا إنسان اليوم ثمرة واحدة لا يمكن فصل قشرتها عن لبها ، ولاظاهرها عن باطنها ، ومن يغمض عينيه عن حقيقة ذاته سوف لن يبصر سوى الظلام ، وبذلك قد يتصور أن الظلم هو من واقع الحياة .
فرغم ذلك إنسان اليوم تائه ، عابث ، خائف ، لا يعرف أسباب ما يعانيه ومن يداهمه ، ويلتهي بالقشور والغرور ، ولا يعرف إلى أين قد تصل به الأمور بتلك الحياة الغريبة التي تحمل الكثير بين طياتها بالأيام القادمة والمستقبل .
فكل ما أتمناه أن تكون وقفة لكل إنسان مع ذاته يغوص بأعماقها ويتأمل ما بداخلها ويتصالح معها ، كما يقولون ينتهز البطاقة البيضاء ويستغلها بالخير والعطاء والأهم أن يتصالح مع ذاته حتى يكمل مسيرة الخير .
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب 
 
تحياتي
 

هناك 4 تعليقات:

  1. هلا همس

    قلم متعدد العطاء

    بكافة مجالات متمكنة من حرفك البراق

    تحيااتى

    ردحذف
    الردود
    1. هلا ابو احمد تسلم يارب والله يسعدك انرت

      حذف
  2. ددام نبض القلم ونبض صاحبة القلم

    ردحذف
    الردود
    1. هلا أماني يدوم نبضك وتسلمي على الحضور

      حذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...