الاثنين، 6 يناير 2020

معاناة جثة منتهكه




سلام من الباري يعطر قلوبكم بالمحبة 
سلام محمل بنسمات الخير لكم زواري ومتابعي 
أسعد الله مساكم بكل خير وسعادة 
موضوعي اليوم بعنوان (معاناة جثة منتهكه)
فتاة تروي لنا قصتها وتقول  :
أنا فتاة في عمر العشرين أسكن مع والدتي بعد وفاة والدي وأنا بعمر العشر سنوات ، بعد وفاة والدي أفنت أمي نفسها لتعليمي وتربيتي ، فأنا وحيدة أمي وليس لدي أخ أو أخت ،كان حلمها أن أصبح دكتورة ، وبالفعل درست واجتهدت وحصلت علي الثانوية بمعدل امتياز وبعدها سجلت بالجامعة والآن أنا طالبة في السنة الدراسية الثاينة ، أدرس في كلية الطب حسب رغبة وحلم أمي ، ومنزلي قريب ومجاور من كلية الطب التي أدرس فيها .
في أحد الليالي بوقت متأخر من الليل أصابني الأرق تقلبت على الفراش لعلي أحصل علي النوم ولكن دون جدوى ، في ذلك الوقت انطفىء نور الكهرباء وجلست أتأمل من نافذتي إلى حوش الكليه المجاور لمنزلي ، رأيت شيء غريب ، لقد كان هناك حركه غريبة بالحوش وتمتمات لا أكاد أسمعها، لقد حاولت أن أخرج رأسي من النافذة لأسمع ماذا يدور بذلك الحوش ، لكني لم أسمع شيء وقفت كثيراً ولكن لم يتضح لي شيء ، و نمت ليلتها وأنا محتاره وأفكر في أمر هذا الحوش وأردد ما تلك الأصوات والحركة الغريبة التي سمعتها في ذلك الوقت .. ؟ 
وأخذني النوم حتي جاء الصباح وأشرقت الشمس بنورها وزقزقزت العصافير بصوتها الرائع والمشوق ، فحضرت نفسي وجهزت كراسات المحاضرة وتناولت فطوري وذهبت إلى الكلية وبطريقي قررت أن أذهب لغرفة الحارس (حارس الكلية ) فسألته هل نمت هنا البارحة ؟ فأجابني الحارس نعم يا ابنتي هل يوجد شيء ما ..؟ فأجبته البارحة كنت أتامل من نافذتي التي تطل على حوش الكلية وجدت حركة غريبة وسمعت أصوات لم أفهم منها شيء ، فقال الحارس أنا لم أسمع شيء ربما كان حيوان صغير يمشي أو بعض العصافير بحركتها على أعضان الشجر أصدرت حركة وصوت ، فهززت رأسي مع علمي بأن كلام الحارس لم يريح قلبي ومضيت في طريقي للكلية لأخذ محاضراتي كالعادة .

وعندما أتى المساء انتابني الفضول لمعرفة ما يدور وفتحت نافذتي لعلي أرى ما رأيته بالأمس ، لكني بهذا المساء لم أرى شيء ومضت تلك الليلة كالعادة والفضول الممزوج بالتساؤلات يدور بعقلي

وبعد أسبوع كان منتصف الليل سمعت صوت أفزعني من نومي نهضت وأسندت ظهري على السرير وشربت قليلا من الماء وإستغفرت الله كثيراً ، وضننت أن ما أيقضني هو حلم أو كابوس .
جلست قليلا واذا بالصوت نفسه عاد نهضت من سريري مسرعه إلى النافذه واذا بالحركة نفسها وأصوات أناس يتألمون ، لم أرد إيقاض أمي فهي مريضه بالسكري وأخاف عليها من أن يحدث لها شيئاً ، لكن لم تسكت تلك الأصوات طوال الليل ولم أنم حتى الصباح وأصابني الأرق والتعب في حينها لكني لم أهتم لنفسي بقدر ما إهتممت لمعرفة ما يدور بحوش الكلية .
وفي الصباح عندما أشرقت الشمس بنورها ذهبت إلى الحارس مرة أخرى  وأخبرته بما يجرى فقال لي اذا سمعتي شيء مره أخرى إمسكي بحجر واحدفيه إلى سطح الغرفه وأنا سأرى ما ذلك الصوت 

وفي المساء بنفس الوقت سمعت تلك الأصوات ولكن هذه المره أكثر تألماً ، في تلك اللحظة لقد فعلت ما قاله لي الحارس وقمت بحذف الحجر على سطح غرفة الحارس ، لكن الحارس لم يسمع صوت الحجر ولم يستيقظ ، إحترت كثيراً ماذا أفعل ..؟ ورددت بنفسي ما تلك الأصوات ..؟ فأنا لا أستطيع النوم لقد تكررت تلك الحادثة كثيراً ..!! 
وفكرت ورددت بيني وبين نفسي أكيد هناك شيء مهم فقررت أن أعرف ما هذا الشيء ، لقد استجمعت قواي وخرجت من المنزل وتوجهت إلى غرفة الحارس ووضعت يدي على جرس الباب في حينها فتح لي الحارس باب الغرفة وخرج ليراني أمامه فأخبرته عما سمعته وتكرر بالأيام السابقة ، وذهبنا سويا إلى حوش الكلية نمشي خطوات خفيفة ولا نصدر أي صوت لوقع أقدامنا ، نظرنا هنا وهنا لم نجد شيء ، ومن الخوف والتعب جلست على الكرسي لألتقط أنفاسي وجلس الحارس العجوز وهو منهك من التعب وقال : يا إبنتي انه مجرد حلم كما ترين لا  شيء هنا ..!! وبينما نحن نتحدث اذا بالصوت يصدر من داخل الكليه من الدور السفلي ، لقد سمعته أنا والحارس وذهبناً معاً ، فتحنا الباب ودخلنا .

فجأة إنغلق الباب رغم أننا تركناه مفتوحاً ، في تلك اللحظة خفت كثيراً  ، وقال لي الحارس لاتخافي يا إبنتي إنها الرياح ربما أغلقت الباب ، لقد مشينا بخطوات مثقلة واذا باب المشرحة ينفتح لوحده ، إزداد خوفي كثيراً  أردت أن أصيح ولكن لم أستطيع ، لقد أردنا الخروج بسرعة ولكن عندما التفتنا لكي نعود وجدنا هياكل عظمية تقف بجانب الباب ، تجمدت أقدامي من المنظر ولم أستطع الحركة ، وأيضا الحارس كان يرتعد خوفاً  ..، ما العمل كيف نخرج من هذا المكان ..؟ 

وقبل أن نفكر بشيء وبحيلة للخروج من هذا المكان التفت حولنا قطع من أوصال البشر وهياكل عظميه ، كنت أرتعد خوفاً حاولت جاهدة أن أتكلم ، لكن حنجرتي تجمدت وثقل لساني أحسست بأنه سيغمى علي .
أما الحارس تكلم بصوت متشحرج من أنتم ماذا تريدون منا ..؟ فأجابته أحد الهياكل العظميه وقالت له نحن بشر مثلكم استغليتم موتناً وجلبتم جثثناً إلى هنا لتعبثوا بها ، تقطعون وتثقبون وتشرحون ، ولا تعلمون أننا نتألم ونصرخ وأنتم لا تسمعون كيف تطاوعكم قلوبكم على ماتصنعون ..؟

أجابه الحارس وما ذنبي أنا .. !! قال له أنت من ينقلنا كل يوم وأنت من تحرسنا هنا حتى لا نخرج ونذهب إلى قبورنا ، أراد الحارس أن يتكلم لكنهم قاطعوه قائلين  الآن نريكم ما تفعلون ، نأخذكم إلى المشرحه لنقطع أوصال منكم ونسوي أثقال في أجسامكم وعضامكم كما تفعلون بنا .
أما أنا أردت أن أصرخ بأعلى صوتي كي يسمعناً أحد ويأتي لانقاذنا ، لكن ثقل لساني وكنت أتمتم بأصوات لاتكاد تسمع ، وبدأو يقطعون الحارس وأنا أنظر اليهم وأبكي وأستنجد وصوتي لا يكاد يسمع فحين ينتهون من الحارس فحتماً سيأتي دوري .

يا الله .. يا الله : ماذا افعل لقد انشلت أقدامي ويداي لا أشعر بأي عضو من أعضاء جسمي حتى لساني ثقل لم يعد ينطق بحرف واحد ، حالة رعب تمر بي أراهم يقطعون الحارس ويثقبون جسده ويضعونه على الحوض ويسكبون عليه مواد التحليل ، ليتني أصاب بغيبوبة حتى لا أرى ما يفعلونه بالحارس العجوز ، لا أقدر أن أنطق لقد أصيبت جميع أعضاء جسدي بالشلل ، لا أقوى على أي حركة لكن عقلي ونظري هم من بقو يتأملون ذلك المنظر ، لقد استجمعت قواي وهممت بالصراخ لكني لم أستطع .

وفجأة خطرت لي فكرة بدأت أقرأ بعض من آيات القرآن قرأت وقرأت وكنت أود أن أقرأ بصوت مرتفع فصرخت واذا بصوتي يخرج كما الصاروخ الذي زلزل الأركان ، واذا بأمي تأتي مسرعة على صراخي لتيقظني وتقول مابك يابنتي لماذا تصرخين في منامك ؟ فنظرت لها والخوف يتملكني والعرق يصب بكل ركن من أركان جسدي ، وأجبتها بلسان مثقل وجسم يرتعش من الخوف لقد كان كابوس فضيع يا أمي  .

ومنذ تلك اللحظة وأنا ما زلت متأثرة من ذلك الكابوس الفظيع الذي سيطر على أفكاري وقلبي وعقلي ، منذ تلك اللحظة ولحتى يومناً هذا لم أقدر على النوم الا وقد قرأت أذكار  المساء وبعض من آيات القران الكريم وإلى هنا تكون قد إنتهت قصتي مع هذا الكابوس المؤلم ، رغم أنه كابوس إلا أنه يحاكي معاناة الجثث المنتهكه والتي تتعرض إلى الكثير من التعذيب .

في نهاية موضوعي أتمنى للجميع التوفيق والسعادة
تحياتي

Eman Ahmad

هناك 3 تعليقات:

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...